منتدى الحوار الاسلامي

الاثنين، 12 أبريل 2010

مفهوم التزكية أو ما يعرف بالتصوف

مفهوم التزكية أو ما يعرف بالتصوف
إن علم التصوف حقيقة هو العلم بأسرار القرآن ودرره وأنواره والذين اختصهم الله بهذا العلم دون غيرهم من عامة الناس هم الأولياء والصديقون وهو علم شريف قل ان تقرأ شيئا من آيات القرآن دون التنبيه عليه أو على بعض مسائله وقضاياه ولا يجوز لأحد ان يتبع فيه الهوى أو الآراء الضالة يقول تعالى يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين التوبة 119ويقول واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولاتكن من الغافلين الأعراف202 ويقول واتل ماأوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحداً0 واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا الكهف 28 .
ويقول ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون الزخرف31
.
فإذا أردت يا أخي هذا العلم فعليك بصحبة الصادقين وهم الأولياء وعليك بملازمة الذكر وابتعد عن الغفلة وعن أهلها ، ولازم مجالس الذكر وحلقه ولا تطع من أغفل الله قلبه من المنكرين لهذا الجناب من أهل البطالة والكسل واتباع الهوى والتفريط ممن استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر اللهوغرتهم الأماني – فضلوا عن سواء السبيل بل ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا قال مولانا شيخ الإسلام في كاشف الإلباس بنوع تصرف .
قال الجنيد: لو نعلم أن تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم الذي نتكلم فيه مع أصحابنا لسعيت إليه ، وقال الشيخ المقلي في كتابه المسمي " بأنوار القلوب في العلم الموهوب " قال: وكل من صدق بهذا العلم فهو من الخاصة ، وكل من فهمه فهو من خاصة الخاصة ، وكل من عبر عنه وتكلم فيه فهو النجم الذي لا يدرك ، والبحر الذي لا يترك وقال آخر: إذا رأيت من فتح له في التصديق بهذا الطريق فبشره ، وإذا رأيت من فتح له في الفهم فاغتبطه، وإذا رأيت من فتح له في النطق فيه فعظمه ، وإذا رأيت منتقدا عليه ففر منه فرارك من الأسد واهجره ، وما من علم إلا وقد يقع الاستغناء عنه في وقت ما إلا علم التصوف فلا يستغني عنه أحد في وقت من الأوقات .
قال: ونسبته من العلوم : فهو كلي لها وشرط فيها ، إذ لا علم ولا عمل إلا بصدق التوجه إلى الله تعالى ، فالإخلاص شرط في الجميع ، هذا باعتبار الصحة الشرعية والجزاء والثواب، وأما باعتبار الوجود الخارجي فالعلوم توجد في الخارج بدون التصوف لكنها ناقصة أو ساقطة ، ولذالك قال السيوطي :نسبة التصوف من العلوم كعلم البيان مع النحو – يعني هو كمال فيها ومحسن لها وقال الشيخ زروق : نسبة التصوف من الدين نسبة الروح من الجسد ، لأنه مقام الإحسان الذي فسره رسول الله لجبريل أن تعبد الله كأنك تراه الحديث ، إذ لا معني له سوي ذالك ‘ إذ مداره على مراقبة بعد مشاهدة ، وإما مشاهدة بعد مراقبة ، وإلا لم يقم له وجود ولم يظهر له موجود فافهم أهـ ولعله أراد بالمراقبة بعد المشاهدة الرجوع للبقاء بشهود الأثر بالله وقال عن فائدته: فهي تهذيب القلوب ومعرفة علام الغيوب ، أو نقول: ثمرته سخاوة النفوس وسلامة الصدور وحسن الخلق مع كل مخلوق .
واعلم أن هذا العلم الذي ذكرنا ليس هو القلقلة باللسان ، وإنما هو أذواق ووجدان ، ولا يؤخذ من الأوراق ، وإنما يؤخذ من أهل الأذواق ، وليس ينال بالقيل والقال ، وإنما يؤخذ من خدمة الرجال وصحبة أهل الكمال ، والله ما أفلح من أفلح إلا بصحبة من أفلح وبالله التوفيق أهـ منه بحذف وزيادة في بعض المواضع .
وقد سئل سيدنا ومولانا وأستاذنا السيد أبو العباس التجاني عن حقيقة التصوف ، فأجاب بقوله: اعلم أن التصوف هو امتثال الأمر واجتناب النهي في الظاهر والباطن من حيث يرضى لا من حيث ترضى أهـ قلت : ولا سبيل إلى هذا بدون مصاحبة شيخ مرشد كامل ، قال تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة المائدة35 والوسائل إلى الله كثيرة، منها متابعة النبي في أقواله وأفعاله كما قال تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله آل عمران31 وفي الحديث فإذا أحببته كنته وذالك باب المعرفة ، ومنها مصاحبة العارف الواصل كما قال تعالى واتبع سبيل من أناب إلي لقمان15 ومنها ملازمة الأذكار ، قال الله تعالي واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الكهف 28 ومعلوم عند أهل الطريقة أن الذكر الذي ينفع صاحبه هو المأخوذ من المشائخ الكاملين .


 
التحذير من ضلالات أدعيـاء التصـوف
كل أهل الله كالمجمعين على أن الأدعياء يفسدون في الدين ولايصلحون كما أن المنكرين يهدمون الإسلام وقيمه الروحية بإنكارهم لحقائقه من جيث لايشعرون قال الأستاذ عبد القادر عيسى:
لقد شوه التصوف رجال مغرضون تزيوا بزيه ، وانتسبوا له ، فأساؤوا إليه بأقوالهم وأفعالهم وسيرتهم ، والتصوف منهم براء 0
فمن أجل خدمة الحق وإظهاره علينا أن نفرق بين أدعياء التصوف المنحرفين وبين السادة الصوفية الصادقين العارفين ، وخصوصا الأئمة منهم الذين كانت لهم درجات عليا في الإيمان والتقوى والورع، وآثار كبىي في نشر الأخلاق والدين والدعوة إلى الله تعالى في سائر العصور والبلدان ، وعلينا أن نقف وقفة رجل متمسك بشرعه ودينه ونقول : هناك فرق كبير بين المتصوف والصوفي ، وليس المتصوف بانحرافه وشذوذه ممثلا للتصوف كما أن المسلم بأفعاله المنكرة ليس ممثلا لإسلامه ودينه .
ومتى كان في شريعة الحق والدين أن يؤاخذ الجار بظلم الجار؟ وأن يتحمل الإسلام في جوهره النقي أخطاء المسلمين المنحرفين؟ وأن تنسب إلي هذه الفئة الطيبة النقية أخطاء المتصوفة الشاذين ؟
وإنكار بعض العلماء على أفعال شاذة منسوبة إلى الصوفية إنما يستهدف هؤلاء الغلاة المنحرفين من أدعياء التصوف ولطالما حذر مرشدو الصوفية الناس منهم قال الشيخ أحمد زروق رحمه الله تعالى في كتابه قواعد التصوف:" فغلاة المتصوفة كأهل الأهواء من الأصوليين ، وكالمطعون عليهم من المتفقهين ، يرد قولهم ، ويجتنب فعلهم ولايترك المذهب الحق الثابت بنسبتهم له وظهورهم فيه " الخ
إن الخير والشر موجود في كل طائفة من الناس إلى يوم القيامة فليس كل الصوفية سواء كما أنه ليس كل العلماء والفقهاء والمدرسين والقضاة والتجار والأمراء سواء إذ فيهم الصالح وفيهم الأصلح وفيهم الفاسد وفيهم الأفسد هذا أمر ظاهر لاشبهة فيه عند الجمهور أعرف الحق تعرف أهله ويعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال 0
ونحن ننكر ماأنكره العلماء على هؤلاء الأدعياء من المتصوفة المنحرفين ، الشاذين عن دين الله تعالى ، وأما المتمسكون بالكتاب والسنة المستقيمون على شرع الله تعالى فهم الذين نعنيهم ، ونقتفي أثرهم وسنعرض لك في الفصل التالي شهادة علماء الأمة الإسلامية من سلفها إلي خلفها لهم . إنتهي ص558 -559 .
وكلامه هذا نفيس جدا يجب النظر إليه بعين الإنصاف ولقد صرح مولانا الشيخ الحافظ التجاني عاتبا على قوم يؤولون كل ماجاء موهما في كتب الطرق الأخري ولكنهم يصممون على عدم تأويل ماجاء في كتب الطريقة ويحاولون حمل العالم كله على نسبة تلك الموهمات إلى التجانيين مع أن عقائد التجانيين غير مختلفة عن عقائد غيرهم من سواد الأمة الأعظم أتباع هذه المذاهب المجمع عليها فقال : ولاأستطيع أن أفهم أن يعتذر عن هؤلاء الشيوخ بتأويل تلك الأمور أو بعدم صحة نسبتها إليهم أو بترك الإعتراض عليهم لأمر ما ويستثني من ذالك الشيخ التجاني وحده وطريقته مع أنهم مجمعون على ضلال تلك العقائد المتوهمة وتأويل كل مايوهمها وإننا ننظر إلى الصوفية المتمسكين بالكتاب والسنة جميعا نظرة واحدة ولاأعلم خلافا بين المحققين في أن من سار سيرة السلف الصالح من الصوفية كرجال الرسالة فهو على هدى من ربه ولانعول في عباراتهم إلا على ماوافق الكتاب والسنة وكل كلام خالف الكتاب والسنة فلا نأخذ به ولانتبعه .
وقد نكون متهمين في حرصنا على تبرئة ساحة القوم غير أننا نعلم بقدر مااتسع إليه نظرنا القاصر - أن القوم قد ظلموا وقسا عليهم الناقدون ونري واجبا علينا نصرتهم - بقدر ضعفنا - قال : أنصر أخاك ظالما أو مظلــوما فقال رجل يارسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه عن الظلم فإن ذالك نصره رواه أصحاب الصحيح .
وفي ظني أن خير وسيلة لمعرفتهم معاشرتهم وإني لواثق أن من عاشرهم لايتردد في إعلان براءتهم من كل عقيدة زائغة .
ولست أنكر أنه قد اندس بين طرق المحققين من أسس باسمه طريقا تدعو إلى غير الدين أو إنتمي إلى طريق أهل الهدى وهو ضال مضل وهذا لايضر أهل الحــق شيئا فإن الميزان موجود والأصل الذي يرجع إليه ثابت وهو الكتاب والسنـة والإجماع فمن أحل حراما أو حرم حلالا أو خالف أصلا مجمعا عليه عند أهل السنة فأولئك هم الذين نسأل الله أن يستأصل شأفتهم ولقد فضحهم الله وظهرت آثارهم وكم دوهموا في مجتمعاتهم البهيمية وقد عرفهم المسلمون وأصبحوا كالأجرب يحذره السليم وأن الرأي الذي اقتنعت به في نفسي أن أحسن الظن في كل مسلم ماكان إلى حسن الظن سبيل - وإنما أكلف بعملي ومارأيته وتحققته وهذا لايمنع أن أتخذ لنفسي الحيطة في ديني ودنياي ولاأحسبني على ذالك إلا مأجورا إن شاء الله تعالى وإني أري دينا علينا للمنصفين يطالبوننا به هو بيان تلك الموهمات وأن من اعتقد ظاهرها فهو ضال والطريقة بريئة منه وبيان مانسب للشيخ كذبا حتي يحذره من ينتمي للطريق - والبراءة من كل مايخالف الكتاب والسنة في أصول أو فروع .
ولا نفهم لسلوك الطريق معني إلا صحبة قوم صالحين يخشون الله إتخذوا مع الرحمن ودا وظهرت عليهم آثار محبة الله لهم ومعيته الخاصة لكونهم من الذاكرين الله كثيرا يصدق عليهم ( هم القوم لايشقي بهم جليسهم ) وقد قال مثل الجليس الصالح كصاحب المسك وهذه هي الطريقة كما نعرفهــا وكما تلقيناها وماينسب إليها غير ذالك فالطريق براء منه .
ومن لم يكن متبعا وكان يخالف الشريعة المطهرة فهو في طريق الشيطـان لافي طريق الله ولايمكن أن يكون في طريق الله كفريات ولامفسقات وإن وجد فيها الموهم فنرجعه إلي الأصل الصريح ولاحرج في ذالك مادام جاريا علي إصطلاحهم في تأويل الموهم كما فعل العلماء بكلام الجيلاني وغيره 0
وأحسبني قد اجهدتك غير أني لاأرتاب في أن هذه سبيل من سبل الإصلاح وقد قال تعالى: إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم الحجرات 10 وقد تحاشيت أن أدخل في هذا النـزاع طويلا لثقثتي بقوله تعالى إن الله يدافع عن الذين آمنوا الحج38ولأنـني أتهم نفسي وأخشي أن أمس أحدا – وإن من غير قصد – أو يصل الأمر بي إلى الجدل وليس للجدل حد وقد قال من ترك المراء وهو مبطلبني له بيت في ربض الجنة – ومن تركه وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها أخرجـه أبو داود عن أبي أمامة والترمذي وحسنه .
غير أن أصدقائي وأصدقاء السيد حفظه الله وحفظهم وهم المخلصون العلماء العاملون أشاروا على بإيضاح وجهة نظرنا وأحسبها قد وضحت ولله الحمد والشكر.
فأولئك الذين ينسبون إلي الطريق العقائد المخالفة للدين ثم يردون عليها لايتوجه ردهم علي أهل الطريقة لأنهم لايعتقدون تلك العقائد وإن وجد في كتبنا مايوهمها فإنه عندنا مؤول يحرم حمله علي تلك العقائد والله يتولانا وإياكم بفضله ورحمته والمؤمنين وتفضل أيها السيد بقبول تحياتي ص 12- 14 .
وهذه البيانات التي قدمها السيد الحافظ هي بلسان جميع السادة التجانيين الجميع يبرأون من حملات المنتقدين وضلالاتهم ومن خيالات الأدعياء وجهالاتهم .
أما الأعداء فلنا معهم حساب ونحن الآن في إنتظار أن يكملوا كل ماعندهم من أكاذيب وأراجيف ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين الأنفال30 ومع هذا فإليك ماجاء عنهم في كتاب حقائق عن التصوف لمؤلفه الأستاذ عبد القادر عيسي ص 560 – 564 






0

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني طرح أرائكم سادتي

حقيقة صوفية حضرموت