ان الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونسترضيه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهديه الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم.
اما بعد ايها الاخوه الاحباب هذا موضوعي اليكم الا وهو بعنوان وصف النبي صلى الله عليه وسلم واسال الله ان يتقبله مني وان يكون هذا الموضوع دليلا على محبتي للنبي صلى الله عليه وسلم.
نبدء اولا في من وصف النبي اجمالا ثم بعد ذلك ان شاء الله نصف النبي تفصيلا.
اما عن الذين وصفوا النبي فاكتفي باثنين ممن وصفوا النبي صلي الله عليه وسلم وهما السيده العظيمه ام معبد الخزاعيه وسيدنا على بن ابى طالب رضي الله عنه.
اما عن وصف السيده العظيمه ام معبد للنبي وما اجمله من وصف وما احلاه من كلام.
تقول ((رايت رجلا ظاهر الوضاءه (أي حسن الوجه) ابلج الوجه (أي مشرق الوجه) حسن الخلق لم تعبه ثجله (والثجله هي عظام البطن) ولم تزريه صعله (والصعله هي ضغر الراس) وسيم قسيم (والوسيم هو جميل الخلقه والقسيم جميل الملامح) في عينيه دعج (والدعج هو شده سواد العينين) وفي اشفاره وطف (والوطف هو طول اشفار العين) وفي صوته صهل (أي ليس بحاد الصوت) وفي عنقه سطع (والسطع هو الاشراق والطول) وفي لحيته كثاثه (والكثاثه هي دقه نبات شعر اللحيه مع استداره فيها) ازج اقرن (أي دقيق شعر الحجبين مع طول فيهما واتصال ما بينهما من شعر) ان صمت فعليه الوقار وان تكلم سماه وعلاه البهاء (والبهاء هو حسن المظهر) اجمل الناس وابهاهم من بعيد واحسنهم واجملهم من قريب حلو المنطق (أي حلو الكلام) لا نزر ولا هذر (أي ليس كثيرا ولا قليلا) كان منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعه لا تشناه من طول (أي لا يعيبه طول مفرط) ولا تقحمه عين من قصر (أي لا تحتقره عين من قصر شديد) غصن بين غصنين (والغصنان هما ابو بكر وعمر رضي الله عنهما) فهو انضر الثلاثه منظرا واحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به (أي يحيطون به) ان قال سمعوا لقوله وان امر تبادروا الى امره محفود محشود (والمحفود هو المخدوم والمحشود هو المحاط به) لا عابس ولا معتد)).
بارك الله فيكي يا ام معبد وجزاكي خيرا على هذا الوصف العظيم.
ام عن وصف سيدنا على بن ابي طالب له وما ابلغه من وصف وما اشد لغته قال ابو الساده ((لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد (والممغط أي شديد الطول والمتردد أي بائن القصر) وكان ربعه من القوم لم يكن بالجعد القطط ولا بالبسط (والجعد القطط أي الذي في شعره التفاف شديد والبسط هو الشعر شديد النعومه كشعر النساء) وكان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم (والمطهم هو المنتفخ الوجه وقيل الفاحش والمكلثم اسم مفعول من الكلثمه وهو اجتماع لحم الوجه بلا جهومه) وكان في وجهه تدوير وكان ابيض مشربا ادعج العينين اهدب الاشفار جليل المشاش والكتد (والمشاش هو عظم الراس والكتد هوالكاهل) دقيق المسربه (أي هناك شعر دقيق يصل ما بين صدره الى بطنه) اجرد شثن الكفين والقدمين (الاجرد هو الذي ليس في جسمه شعر الا في مواضع معينه و الشثن هو ضخم اليد والقدمين (اذا تقلع كانما يمشي في صبب واذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوه وهو خاتم النبيين اجود الناس كفا اجرا الناس صدرا واصدق الناس لهجه واوفي الناس ذمه والينهم عريكه (والعريكه هو الطبيعه والفطره) واكرمهم عشره من راه بديهه هابه ومن خالطه معرفه احبه يقول ناعته لم اري قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم)). رضي الله عن الخليفه العظيم وجزاه خيرا على هذا الوصف الاعظم.
اما عن وصفه تفصيلا.
صفة لونه :
عن أنس رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أزهر اللون ، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق (أي لم يكن شديد البياض والبرص) ، يتلألأ نورا".
صفة وجهه :
كان عليه الصلاة والسلام أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديرا غاية التدوير ، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء ، مليحا كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه و سلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر. قال عنه البراء بن عازب : "كان أحسن الناس وجها و أحسنهم خلقا".
صفة جبينه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين" ، (الأسيل : هو المستوي) ، أخرجه عبد الرازق والبيهقي ابن عساكر.
وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولا وعرضا ، والجبين هو غير الجبهة ، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال ، فهما جبينان ، فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم.
وصفه ابن أبي خيثمة فقال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين ، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس ، تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ".
صفة حاجبيه :
حاجباه قويان مقوسان ، متصلان اتصالا خفيفا ، لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافرا وذلك بسبب غبار السفر.
صفة عينيه :
كان عليه الصلاة والسلام مشرب العينين بحمرة ، وقوله مشرب العين بحمرة : هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين ، شديدتي سواد الحدقة ، ذات أهداب طويلة (أي رموش العينين) ، ناصعتي البياض و كان عليه الصلاة والسلام أشكل العينين ، قال القسطلاني في المواهب : الشكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود.
قال الزرقاني : قال الحافظ العراقي : هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم ، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال : في عينيه حمرة؟ فقال : ما تفارقه ، قال الراهب : هو (شرح المواهب).
وكان صلى الله عليه وسلم "إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل" ، رواه الترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما -- والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج : شدة سواد الحدقة ، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة -- وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها" ، أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.
صفة أنفه :
يحسبه من لم يتأمله أشما ولم يكن أشما وكان مستقيما ، أقنى أي طويلا في وسطه بعض ارتفاع ، مع دقة أرنبته (الأرنبة هي ما لان من الأنف).
صفة خديه :
كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده" ، أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي هذا حديث صحيح.
صفة فمه وأسنانه :
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان (الأشنب : هو الذي في أسنانه رقة وتحدد) ، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة.
و عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله ، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان عليه الصلاة والسلام وسيما أشنب (أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان ، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات) ، أفلج الثنيتين (الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم ، ثنتان من فوق وثنتان من تحت ، والفلج هو تباعد بين الأسنان) ، إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه "، (النور المرئي يحتمل أن يكون حسيا كما يحتمل أن يكون معنويا فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية).
صفة ريقه :
لقد أعطى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه و سلم فيه شفاء للعليل ، ورواء للغليل و غذاء و قوة و بركة ونماء... فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته!.
جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه.
فأتي به وفي رواية مسلم : قال سلمة : فأرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى علي ، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ، فبرىء كأنه لم يكن به وجع...
و روى الطبراني و أبو نعيم أن عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخواتها دخلن على النبي صلى الله عليه و سلم يبايعنه ، و هن خمس ، فوجدنه يأكل قديدا (لحم مجفف) ، فمضغ لهن قديدة ، قالت عميرة : ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن ، فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله تعالى وما وجد لأفواههن خلوف ، (أي تغير رائحة فم).
صفة لحيته :
-- "كان رسول الله صلى الله عليه حسن اللحية" ، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر.
و قالت عائشة رضي الله عنها : "كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية ، (والكث : الكثير منابت الشعر الملتفها) ، وكانت عنفقته بارزة ، وحولها كبياض اللؤلؤ ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها" ، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه.
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : "كان في عنفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض" ، أخرجه البخاري.
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : "لم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته" أخرجه مسلم.
كما كان صلى الله عليه وسلم أسود كث اللحية ، بمقدار قبضة اليد ، يحسنها ويطيبها (أي يضع عليها الطيب). وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات ، أخرجه الترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة. وكان من هديه عليه الصلاة والسلام حف الشارب وإعفاء اللحية.
صفة رأسه :
كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم.
صفة شعره :
كان شديد السواد رجلا (أي ليس مسترسلا كشعر الروم ولا جعدا كشعر السودان وإنما هو على هيئة المتمشط). يصل إلى أنصاف أذنيه حينا ويرسله أحيانا فيصلإلى شحمة أذنيه أو بين أذنيه و عاتقه ، وغاية طوله أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق ، وبهذا يجمع بين الروايات الواردة في هذا الشأن ، حيث أخبر كل واحد من الرواة عما رآه في حين من الأحيان.
قال الإمام النووي : "هذا ، ولم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) في سني الهجرة إلا عام الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام حجة الوداع". قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله" ، أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح.
ولم يكن في رأس النبي صلى الله عليه و سلم شيب إلا شعيرات في مفرق رأسه ، فقد أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية النبي صلى الله عليه و سلم و رأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفي بعض الأحاديث ما يفيد أن شيبه لا يزيد على عشرة شعرات وكان عليه الصلاة والسلام إذا ادهن واراهن الدهن (أي أخفاهن) ، وكان يدهن بالطيب والحناء.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان النبي يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه ، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم ، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد" ، أخرجه البخاري ومسلم.
وكان رجل الشعر حسنا ليس بالسبط ولا الجعد القطط ، كما إذا مشطه بالمشط كأنه حبك الرمل ، أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح ، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضا ، وتحلق حتى يكون متحلقا كالخواتم ، لما كان أول مرة سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل جاءه جبريل عليه السلام بالفرق ففرق.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صدعت الفرق من نافوخه وأرسل ناصيته بين عينيه" ، أخرجه أبو داود وابن ماجه.
وكان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره أي يرسله ثم ترك ذلك وصار يفرقه ، فكان الفرق مستحبا ، وهو آخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم. و فرق شعر الرأس هو قسمته في المفرق وهو وسط الرأس. وكان يبدأ في ترجيل شعره من الجهة اليمنى ، فكان يفرق رأسه ثم يمشط الشق الأيمن ثم الشق الأيسر.
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يترجل غبا (أي يمشط شعره و يتعهده من وقت إلى آخر).
وعن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره (أي الابتداء باليمين) إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل ، أخرجه البخاري.
صفة عنقه ورقبته :
رقبته فيها طول ، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد : هو العنق. والدمية : هي الصورة التي بولغ في تحسينها).
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : "كأن عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة" ، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان أحسن عباد الله عنقا ، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر ، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهبا يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب ، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر "، أخرجه البيهقي وابن عساكر.
صفة منكبيه :
كان عليه الصلاة و السلام أشعر المنكبين (أي عليهما شعر كثير) ، واسع ما بينهما ، والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بعد ما بين منكبيه لم يكن منافيا للاعتدال. وكان كتفاه عريضين عظيمين.
صفة خاتم النبوة :
وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون ، وفي رواية أنه كان أحمرا ، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات ، فيكون تارة أحمرا وتارة كلون جسده و هكذا بحسب الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة ، و ورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه و سلم الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخاتم.
وعن عبد الله بن سرجس قال : "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا ولحما وقال ثريدا.
فقيل له : أستغفر لك النبي؟ قال : نعم ولك ، ثم تلى هذه الآية : (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) [محمد : 19]. قال : "ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل" ، أخرجه مسلم.
قال أبو زيد رضي الله عنه : "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني ، فاقتربت منه ، فقال : أدخل يدك فامسح ظهري ، قال : فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي قال : فسئل عن خاتم النبوة فقال : "شعرات بين كتفيه" ، أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.
اللهم كما أكرمت أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا إلهنا يا من تعطي السائلين من جودك وكرمك ولا تبالي.
صفة إبطيه :
كان عليه الصلاة والسلام أبيض الإبطين ، وبياض الإبطين من علامة نبوته إذ إن الإبط من جميع الناس يكون عادة متغير اللون.
قال عبد الله بن مالك رضي الله عنه : "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه (أي باعد) حتى نرى بياض إبطيه" ، أخرجه البخاري.
وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه" ، أخرجه أحمد وقال الهيثمي في المجمع رجال أحمد رجال الصحيح.
صفة ذراعيه :
كان عليه الصلاة والسلام أشعر ، طويل الزندين (أي الذراعين) ، سبط القصب (القصب يريد به ساعديه).
صفة كفيه :
كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحما ، غير أنها مع غاية ضخامتها كانت لينة أي ناعمة. قال أنس رضي الله عنه : "ما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم". وأما ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها ، فهو محمول على ما إذا عمل في الجهاد أو مهنة أهله ، فإن كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة.
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا. قال : وأما أنا فمسح خدي. قال :" فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جونة عطار "، أخرجه مسلم.
صفة أصابعه :
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأطراف ، قوله (سائل الأطراف يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة) ، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والحاكم مختصرا والبغوي في شرح السنة والحافظ في الاصابة.
صفة صدره :
عريض الصدر ، ممتلىء لحما ، ليس بالسمين ولا بالنحيل ، سواء البطن والظهر. وكان صلى الله عليه و سلم أشعر أعالي الصدر ، عاري الثديين والبطن (أي لم يكن عليها شعر كثير) طويل المسربة و هو الشعر الدقيق.
صفة بطنه :
قالت أم معبد رضي الله عنها : "لم تعبه ثلجه" ، الثلجة : كبر البطن.
صفة سرته :
عن هند بن أبي هالة رضي الله عنه : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.. دقيق المسربة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط ، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك : حديث هند تقدم تخريجه. واللبة المنحر وهو النقرة التي فوق الصدر.
صفة مفاصله وركبتيه :
كان صلى الله عليه و سلم ضخم الأعضاء كالركبتين والمرفقين و المنكبين والأصابع ، وكل ذلك من دلائل قوته عليه الصلاة والسلام.
صفة ساقيه :
عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : "... وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه" ، أخرجه البخاري في صحيحه.
صفة قدميه :
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه : "كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين مسيح القدمين ، ينبو عنهما الماء ششن الكفين والقدمين". قوله : خمصان الأخمصين : الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها ، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين ، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين : يريد أنهما ملساوان ليس في ظهورهما تكسر لذا قال ينبو عنهما الماء يعني أنه لا ثبات للماء عليها وسشن الكفين والقدمين أي غليظ الأصابع والراحة رواه الترمذي في الشمائل والطبراني.
وكان صلى الله عليه و سلم أشبه الناس بسيدنا إبراهيم عليه السلام ، وكانت قدماه الشريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.
صفة عقبيه :
كان الرسول صلى الله عليه و سلم منهوس العقبين أي لحمهما قليل.
صفة قامته و طوله :
عن أنس رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم" (أي مربوع القامة) ، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ، وكان إلى الطول أقرب. وقد ورد عند البيهقي وابن عساكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يماشي أحدا من الناس إلا طاله ، و لربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسب إلى الربعة ، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. وبالجملة كان صلى الله عليه وسلم حسن الجسم ، معتدل الخلق ومتناسب الأعضاء.
صفة عرقه :
عن أنس رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ" (أي كان صافيا أبيضا مثل اللؤلؤ)... وقال أيضا : "ما شممت عنبرا قط و لا مسكا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم" ، أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له. وعن أنس أيضا قال : "دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أي نام) عندنا ، فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق ، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت : عرق نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب "، رواه مسلم ، وفيه دليل أن الصحابة كانوا يتبركون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أقر الرسول عليه الصلاة والسلام أم سليم على ذلك.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه (أي تبقى رائحة النبي عليه الصلاة والسلام على يد الرجل الذي صافحه) ، وإذا وضع يده على رأس صبي ، فيظل يومه يعرف من بين الصبيان بريحه على رأسه... ))
تباركت يارسول الله ياخير من خلق الله اللهم اجعل هذا الموضوع خالصا لوجهك الكريم ودليلا على حبنا الكبير للنبي صلى الله عليه وسلم واجعل النبي شافعا لنا يوم القيامه واحشرنا في زمرته واسقنا من يده.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم.
اما بعد ايها الاخوه الاحباب هذا موضوعي اليكم الا وهو بعنوان وصف النبي صلى الله عليه وسلم واسال الله ان يتقبله مني وان يكون هذا الموضوع دليلا على محبتي للنبي صلى الله عليه وسلم.
نبدء اولا في من وصف النبي اجمالا ثم بعد ذلك ان شاء الله نصف النبي تفصيلا.
اما عن الذين وصفوا النبي فاكتفي باثنين ممن وصفوا النبي صلي الله عليه وسلم وهما السيده العظيمه ام معبد الخزاعيه وسيدنا على بن ابى طالب رضي الله عنه.
اما عن وصف السيده العظيمه ام معبد للنبي وما اجمله من وصف وما احلاه من كلام.
تقول ((رايت رجلا ظاهر الوضاءه (أي حسن الوجه) ابلج الوجه (أي مشرق الوجه) حسن الخلق لم تعبه ثجله (والثجله هي عظام البطن) ولم تزريه صعله (والصعله هي ضغر الراس) وسيم قسيم (والوسيم هو جميل الخلقه والقسيم جميل الملامح) في عينيه دعج (والدعج هو شده سواد العينين) وفي اشفاره وطف (والوطف هو طول اشفار العين) وفي صوته صهل (أي ليس بحاد الصوت) وفي عنقه سطع (والسطع هو الاشراق والطول) وفي لحيته كثاثه (والكثاثه هي دقه نبات شعر اللحيه مع استداره فيها) ازج اقرن (أي دقيق شعر الحجبين مع طول فيهما واتصال ما بينهما من شعر) ان صمت فعليه الوقار وان تكلم سماه وعلاه البهاء (والبهاء هو حسن المظهر) اجمل الناس وابهاهم من بعيد واحسنهم واجملهم من قريب حلو المنطق (أي حلو الكلام) لا نزر ولا هذر (أي ليس كثيرا ولا قليلا) كان منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعه لا تشناه من طول (أي لا يعيبه طول مفرط) ولا تقحمه عين من قصر (أي لا تحتقره عين من قصر شديد) غصن بين غصنين (والغصنان هما ابو بكر وعمر رضي الله عنهما) فهو انضر الثلاثه منظرا واحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به (أي يحيطون به) ان قال سمعوا لقوله وان امر تبادروا الى امره محفود محشود (والمحفود هو المخدوم والمحشود هو المحاط به) لا عابس ولا معتد)).
بارك الله فيكي يا ام معبد وجزاكي خيرا على هذا الوصف العظيم.
ام عن وصف سيدنا على بن ابي طالب له وما ابلغه من وصف وما اشد لغته قال ابو الساده ((لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد (والممغط أي شديد الطول والمتردد أي بائن القصر) وكان ربعه من القوم لم يكن بالجعد القطط ولا بالبسط (والجعد القطط أي الذي في شعره التفاف شديد والبسط هو الشعر شديد النعومه كشعر النساء) وكان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم (والمطهم هو المنتفخ الوجه وقيل الفاحش والمكلثم اسم مفعول من الكلثمه وهو اجتماع لحم الوجه بلا جهومه) وكان في وجهه تدوير وكان ابيض مشربا ادعج العينين اهدب الاشفار جليل المشاش والكتد (والمشاش هو عظم الراس والكتد هوالكاهل) دقيق المسربه (أي هناك شعر دقيق يصل ما بين صدره الى بطنه) اجرد شثن الكفين والقدمين (الاجرد هو الذي ليس في جسمه شعر الا في مواضع معينه و الشثن هو ضخم اليد والقدمين (اذا تقلع كانما يمشي في صبب واذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوه وهو خاتم النبيين اجود الناس كفا اجرا الناس صدرا واصدق الناس لهجه واوفي الناس ذمه والينهم عريكه (والعريكه هو الطبيعه والفطره) واكرمهم عشره من راه بديهه هابه ومن خالطه معرفه احبه يقول ناعته لم اري قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم)). رضي الله عن الخليفه العظيم وجزاه خيرا على هذا الوصف الاعظم.
اما عن وصفه تفصيلا.
صفة لونه :
عن أنس رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أزهر اللون ، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق (أي لم يكن شديد البياض والبرص) ، يتلألأ نورا".
صفة وجهه :
كان عليه الصلاة والسلام أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديرا غاية التدوير ، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء ، مليحا كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه و سلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر. قال عنه البراء بن عازب : "كان أحسن الناس وجها و أحسنهم خلقا".
صفة جبينه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين" ، (الأسيل : هو المستوي) ، أخرجه عبد الرازق والبيهقي ابن عساكر.
وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولا وعرضا ، والجبين هو غير الجبهة ، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال ، فهما جبينان ، فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم.
وصفه ابن أبي خيثمة فقال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين ، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس ، تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ".
صفة حاجبيه :
حاجباه قويان مقوسان ، متصلان اتصالا خفيفا ، لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافرا وذلك بسبب غبار السفر.
صفة عينيه :
كان عليه الصلاة والسلام مشرب العينين بحمرة ، وقوله مشرب العين بحمرة : هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين ، شديدتي سواد الحدقة ، ذات أهداب طويلة (أي رموش العينين) ، ناصعتي البياض و كان عليه الصلاة والسلام أشكل العينين ، قال القسطلاني في المواهب : الشكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود.
قال الزرقاني : قال الحافظ العراقي : هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم ، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال : في عينيه حمرة؟ فقال : ما تفارقه ، قال الراهب : هو (شرح المواهب).
وكان صلى الله عليه وسلم "إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل" ، رواه الترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما -- والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج : شدة سواد الحدقة ، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة -- وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها" ، أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.
صفة أنفه :
يحسبه من لم يتأمله أشما ولم يكن أشما وكان مستقيما ، أقنى أي طويلا في وسطه بعض ارتفاع ، مع دقة أرنبته (الأرنبة هي ما لان من الأنف).
صفة خديه :
كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده" ، أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي هذا حديث صحيح.
صفة فمه وأسنانه :
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان (الأشنب : هو الذي في أسنانه رقة وتحدد) ، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة.
و عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله ، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان عليه الصلاة والسلام وسيما أشنب (أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان ، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات) ، أفلج الثنيتين (الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم ، ثنتان من فوق وثنتان من تحت ، والفلج هو تباعد بين الأسنان) ، إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه "، (النور المرئي يحتمل أن يكون حسيا كما يحتمل أن يكون معنويا فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية).
صفة ريقه :
لقد أعطى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه و سلم فيه شفاء للعليل ، ورواء للغليل و غذاء و قوة و بركة ونماء... فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته!.
جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه.
فأتي به وفي رواية مسلم : قال سلمة : فأرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى علي ، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ، فبرىء كأنه لم يكن به وجع...
و روى الطبراني و أبو نعيم أن عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخواتها دخلن على النبي صلى الله عليه و سلم يبايعنه ، و هن خمس ، فوجدنه يأكل قديدا (لحم مجفف) ، فمضغ لهن قديدة ، قالت عميرة : ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن ، فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله تعالى وما وجد لأفواههن خلوف ، (أي تغير رائحة فم).
صفة لحيته :
-- "كان رسول الله صلى الله عليه حسن اللحية" ، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر.
و قالت عائشة رضي الله عنها : "كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية ، (والكث : الكثير منابت الشعر الملتفها) ، وكانت عنفقته بارزة ، وحولها كبياض اللؤلؤ ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها" ، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه.
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : "كان في عنفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض" ، أخرجه البخاري.
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : "لم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته" أخرجه مسلم.
كما كان صلى الله عليه وسلم أسود كث اللحية ، بمقدار قبضة اليد ، يحسنها ويطيبها (أي يضع عليها الطيب). وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات ، أخرجه الترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة. وكان من هديه عليه الصلاة والسلام حف الشارب وإعفاء اللحية.
صفة رأسه :
كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم.
صفة شعره :
كان شديد السواد رجلا (أي ليس مسترسلا كشعر الروم ولا جعدا كشعر السودان وإنما هو على هيئة المتمشط). يصل إلى أنصاف أذنيه حينا ويرسله أحيانا فيصلإلى شحمة أذنيه أو بين أذنيه و عاتقه ، وغاية طوله أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق ، وبهذا يجمع بين الروايات الواردة في هذا الشأن ، حيث أخبر كل واحد من الرواة عما رآه في حين من الأحيان.
قال الإمام النووي : "هذا ، ولم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) في سني الهجرة إلا عام الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام حجة الوداع". قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله" ، أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح.
ولم يكن في رأس النبي صلى الله عليه و سلم شيب إلا شعيرات في مفرق رأسه ، فقد أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية النبي صلى الله عليه و سلم و رأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفي بعض الأحاديث ما يفيد أن شيبه لا يزيد على عشرة شعرات وكان عليه الصلاة والسلام إذا ادهن واراهن الدهن (أي أخفاهن) ، وكان يدهن بالطيب والحناء.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان النبي يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه ، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم ، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد" ، أخرجه البخاري ومسلم.
وكان رجل الشعر حسنا ليس بالسبط ولا الجعد القطط ، كما إذا مشطه بالمشط كأنه حبك الرمل ، أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح ، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضا ، وتحلق حتى يكون متحلقا كالخواتم ، لما كان أول مرة سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل جاءه جبريل عليه السلام بالفرق ففرق.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صدعت الفرق من نافوخه وأرسل ناصيته بين عينيه" ، أخرجه أبو داود وابن ماجه.
وكان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره أي يرسله ثم ترك ذلك وصار يفرقه ، فكان الفرق مستحبا ، وهو آخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم. و فرق شعر الرأس هو قسمته في المفرق وهو وسط الرأس. وكان يبدأ في ترجيل شعره من الجهة اليمنى ، فكان يفرق رأسه ثم يمشط الشق الأيمن ثم الشق الأيسر.
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يترجل غبا (أي يمشط شعره و يتعهده من وقت إلى آخر).
وعن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره (أي الابتداء باليمين) إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل ، أخرجه البخاري.
صفة عنقه ورقبته :
رقبته فيها طول ، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد : هو العنق. والدمية : هي الصورة التي بولغ في تحسينها).
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : "كأن عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة" ، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان أحسن عباد الله عنقا ، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر ، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهبا يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب ، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر "، أخرجه البيهقي وابن عساكر.
صفة منكبيه :
كان عليه الصلاة و السلام أشعر المنكبين (أي عليهما شعر كثير) ، واسع ما بينهما ، والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بعد ما بين منكبيه لم يكن منافيا للاعتدال. وكان كتفاه عريضين عظيمين.
صفة خاتم النبوة :
وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون ، وفي رواية أنه كان أحمرا ، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات ، فيكون تارة أحمرا وتارة كلون جسده و هكذا بحسب الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة ، و ورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه و سلم الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخاتم.
وعن عبد الله بن سرجس قال : "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا ولحما وقال ثريدا.
فقيل له : أستغفر لك النبي؟ قال : نعم ولك ، ثم تلى هذه الآية : (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) [محمد : 19]. قال : "ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل" ، أخرجه مسلم.
قال أبو زيد رضي الله عنه : "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني ، فاقتربت منه ، فقال : أدخل يدك فامسح ظهري ، قال : فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي قال : فسئل عن خاتم النبوة فقال : "شعرات بين كتفيه" ، أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.
اللهم كما أكرمت أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا إلهنا يا من تعطي السائلين من جودك وكرمك ولا تبالي.
صفة إبطيه :
كان عليه الصلاة والسلام أبيض الإبطين ، وبياض الإبطين من علامة نبوته إذ إن الإبط من جميع الناس يكون عادة متغير اللون.
قال عبد الله بن مالك رضي الله عنه : "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه (أي باعد) حتى نرى بياض إبطيه" ، أخرجه البخاري.
وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه" ، أخرجه أحمد وقال الهيثمي في المجمع رجال أحمد رجال الصحيح.
صفة ذراعيه :
كان عليه الصلاة والسلام أشعر ، طويل الزندين (أي الذراعين) ، سبط القصب (القصب يريد به ساعديه).
صفة كفيه :
كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحما ، غير أنها مع غاية ضخامتها كانت لينة أي ناعمة. قال أنس رضي الله عنه : "ما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم". وأما ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها ، فهو محمول على ما إذا عمل في الجهاد أو مهنة أهله ، فإن كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة.
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا. قال : وأما أنا فمسح خدي. قال :" فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جونة عطار "، أخرجه مسلم.
صفة أصابعه :
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأطراف ، قوله (سائل الأطراف يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة) ، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والحاكم مختصرا والبغوي في شرح السنة والحافظ في الاصابة.
صفة صدره :
عريض الصدر ، ممتلىء لحما ، ليس بالسمين ولا بالنحيل ، سواء البطن والظهر. وكان صلى الله عليه و سلم أشعر أعالي الصدر ، عاري الثديين والبطن (أي لم يكن عليها شعر كثير) طويل المسربة و هو الشعر الدقيق.
صفة بطنه :
قالت أم معبد رضي الله عنها : "لم تعبه ثلجه" ، الثلجة : كبر البطن.
صفة سرته :
عن هند بن أبي هالة رضي الله عنه : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.. دقيق المسربة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط ، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك : حديث هند تقدم تخريجه. واللبة المنحر وهو النقرة التي فوق الصدر.
صفة مفاصله وركبتيه :
كان صلى الله عليه و سلم ضخم الأعضاء كالركبتين والمرفقين و المنكبين والأصابع ، وكل ذلك من دلائل قوته عليه الصلاة والسلام.
صفة ساقيه :
عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : "... وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه" ، أخرجه البخاري في صحيحه.
صفة قدميه :
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه : "كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين مسيح القدمين ، ينبو عنهما الماء ششن الكفين والقدمين". قوله : خمصان الأخمصين : الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها ، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين ، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين : يريد أنهما ملساوان ليس في ظهورهما تكسر لذا قال ينبو عنهما الماء يعني أنه لا ثبات للماء عليها وسشن الكفين والقدمين أي غليظ الأصابع والراحة رواه الترمذي في الشمائل والطبراني.
وكان صلى الله عليه و سلم أشبه الناس بسيدنا إبراهيم عليه السلام ، وكانت قدماه الشريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.
صفة عقبيه :
كان الرسول صلى الله عليه و سلم منهوس العقبين أي لحمهما قليل.
صفة قامته و طوله :
عن أنس رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم" (أي مربوع القامة) ، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ، وكان إلى الطول أقرب. وقد ورد عند البيهقي وابن عساكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يماشي أحدا من الناس إلا طاله ، و لربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسب إلى الربعة ، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. وبالجملة كان صلى الله عليه وسلم حسن الجسم ، معتدل الخلق ومتناسب الأعضاء.
صفة عرقه :
عن أنس رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ" (أي كان صافيا أبيضا مثل اللؤلؤ)... وقال أيضا : "ما شممت عنبرا قط و لا مسكا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم" ، أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له. وعن أنس أيضا قال : "دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أي نام) عندنا ، فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق ، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت : عرق نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب "، رواه مسلم ، وفيه دليل أن الصحابة كانوا يتبركون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أقر الرسول عليه الصلاة والسلام أم سليم على ذلك.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه (أي تبقى رائحة النبي عليه الصلاة والسلام على يد الرجل الذي صافحه) ، وإذا وضع يده على رأس صبي ، فيظل يومه يعرف من بين الصبيان بريحه على رأسه... ))
تباركت يارسول الله ياخير من خلق الله اللهم اجعل هذا الموضوع خالصا لوجهك الكريم ودليلا على حبنا الكبير للنبي صلى الله عليه وسلم واجعل النبي شافعا لنا يوم القيامه واحشرنا في زمرته واسقنا من يده.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.