منتدى الحوار الاسلامي

الاثنين، 22 مارس 2010

تكحيل الـمُقلتين في التوسل بسيد الكونين 
بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَ اللهُ تَعَالى :] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ [

فَالخِِطابُ هُنَا اولاً للمُؤمنينَ الذِّين صَدَّقُوا اللهَ ورَسُولَهُ فيمَا أتَاهُم بِهِ رَسُولُ الله صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ ِمن ِعندِ الله عزَّ وجَلَّ، وقَوْلُهُ ] اتَّقوا اللهَ" يَقُولُ أجيبُوا الله فيمَاأمَرَكُم ونَهَاكُم، وحقِّقوا إيمَانَكُم وتَصديقَكم بِالصَّالِح ِمن أعمَالِكُم، ]ابْتَغُوا إليه الوَسيلةَ [ يقُول اطلُبُوا القُربَة إليهِ بالعمَلبِمَا يُرضيه .
وأمَّا لفظُ الوَسيلَة يُرَادُ بِهِ ثَلاَثُ أمُورٍ، وهي كالأصُول يَتَفرَعُ عَنْهَا جَميعُ أنواع التَّوسُّل المَشْروعة.
الأمرُ الأوَّل:
يُرَادُ بِهَا القُربة، فَعنْ العلاّمة ابن جَرير الطَّبريّ رَحِمَه الله في كِتَابِه ) جَامعُ البَيَان في تَفسير القرآن) عندَ شَرحِهِ لهَذِهِ الآية قَالَ ]الوسيلةُ هي القُربِة[ ، وبِنحو الَّذي قُلْنَا في ذَلكَ قَال أهْلُ التَأويل؛
فَعنْ مُجَاهد ] وابتَغوا إليهِ الوَسيلة[ قَالَ ( هي القُربة ) وعَن السَّدي ]وابتَغُوا إليهَ الوَسيلة[ قَال " هي المسألةوالقُربَة" وعَن قتَادة ] وابتَغُوا إليهِ الوَسيلَةَ[ أي تَقَرَّبُوا إليهِ بِطَاعتِهِ والعَمَلُ بما يُرضيه، وعن الحَسَن في قَولِهِ ]وابتَغُوا إليه الوَسيلة [ قَال" القُربة "؛ هذا مَا جَاء في التَفسير المُطَوَّل للطَّبري.
الأمْرُ الثَاني:
الوسيلة هي أعلى مَنِْزلة في الجنَّة، وهي مَنِزلةُ سيِّدنَا مُحَمَّد صلّى اللهُ عَليه وسَلَّمَ والدَّليل على ذَلك قولهُ صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ" ...... سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعتي .
الأمرُ الثَالث:
الوسيلةُ هي مَا يُتوصَّلُ بِهِ إلى تَحصيل المَقصُود؛ قَال ابنُ كثير في تَفسيره لهذه الآية ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ[ هي التي يُتَوصَّلُ بِهَا إلى تَحصيل المَقصود، أي كل مَا هُوَ مَحبوب ِعندَ اللهِ ومَشْروع بِكتَابِهِ وسُنَّةِ نَبيِّهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَمَ يَجُوزُ التَّوسُّلُ بِهِ ولا حَرَج . اهـ
فقولُنَا كُلُّ مَا هُو مَحبُوبُ ِعند الله ومَشروع بِكتَابِهِ وسُنَّةِ رَسُولهِ يَجُوزُ التَّوسُلُ بِهِ ، نَعني بِذَلكَ جَوَازُ التَّوسُّلُ بِالخَلقِ ولكِنْ على شَرطِ أنْ يَكُونَ ذَلك التَّوسُّلُ في حُدُودِ الشَّرع الكريم .
والخلقُ صَنْفَان جَوْهرِّيٌ وعَرَضي، فَالجَوهري ِمثلُ الأنْبياء والمُرسَلين عليهم صلوَاتُ اللهِ وسَلاَمُهُ أجمَعين ، وكذا الأوليَاءُ والصَّالحين رضوَانُ اللهِ عليهم، والعَرضي ِمثلُ أعمَال بَني آدم فإنَّها مَخْلوقةٌ بنصِّ القرآن الكريم لقَولِهِ تَعالى:] واللهُ خَلَقَكُم ومَا تَعمَلُون [
وبهذا النَّصِّ القرآني تَكُونُ الأعمَالُ مَخْلوقة كسَائر المخلُوقَات، وبِالصَالح ِمنْها يَجُوزُ التَّوسُّل كَمَا يَجُوزُ بالصَّالح منَ العِبَاد.

***********

شرح المفسرين لقولهِ تعالى ] َلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ...........................[ الآية

قال تعالى : ] َلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً [
ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك روى أبو صادق عن علي قال قدم علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال قلت يارسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك َلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ الآية وقد ظلمت نفسي وجئتك تتستغفر لي فنودي من القبر أنه قد غفر لك ومعنى لوجدوا الله توابا رحيما أي قابلا لتوبتهم ( تفسير القرطبي )
وجأء في تفسير ابن كثير عند قوله ] َلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ[الآية يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيستغفروا الله عنده ويسألوه أن يغفر لهم فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم .
ولهذا قال لوجدوا الله توابا رحيما وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال :- كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول يا خير من دفنت بالقاع أعظمه * فطاب من طيبهن القاع والأكم * نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه * فيه العفاف وفيه الجود والكرم * ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فقال يا عتبي إلحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له ،وزاد في سنن الصالحين للباجي وفيه مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي تفسير الثعالبي و تفسير النسفي .

وجاء في تفسير البيضاوي عن قوله تعالى
َ]كَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ[ أي يستنصرون على المشركين ويقولون اللهم انصرنا بنبي آخر الزمان المنعوت في التوراة أو يفتحون عليهم ويعرفونهم أن نبيا يبعث منهم وقد قرب زمانه والسين للمبالغة والإشعار أن الفاعل يسأل ذلك عن نفسه فلما جاءهم ما عرفوا من الحق كفروا به حسدا وخوفا على الرياسة فلعنة الله على الكافرين .
وجاء في تفسير القرطبي عن قوله تعالى ]كَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ[ أي يستنصرون والإستفتاح الأستنصار استفتحت استنصرت وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين أي يستنصر بدعائهم وصلاتهم ومنه فعسى الله أن يأتي بالفتح او أمر من عنده والنصر فتح شيء مغلق فهو يرجع إلى قولهم فتحت الباب وروى النسائي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما نصر الله هذه الأمة بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ورى النسائي أيضا عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أبغوني الضعيف فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم قال ابن عباس كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فلما التقوا هزمت يهود فعادت يهود بهذا الدعاء وقالوا إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان ألا تنصرنا عليهم قال فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا فأنزل الله تعالى وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا أي بك يا محمد إلى قوله فلعنة الله على الكافرين .

وجاء في تفسير الجلالين عن قوله تعالى
]كَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ[ أي قبل مجيئه يستفتحون يستنصرونه على الذين كفروا يقولون اللهم انصرنا عليهم بالنبي المبعوث آخر الزمان فلما جاءهم ما عرفوا من الحق وهو بعثة النبي كفروا به حسدا وخوفا على الرياسة
وجاء في تفسير النسفي عن قوله تعالى ]كَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ[ يعنى القرآن يستفتحون على الذين كفروا يستنصرون على المشركين إذا قاتلوهم قالوا اللهم انصرنا با لنبى المبعوث فى آخر الزمان الذى نجد نعته فى التوراة ويقولون لأعدائهم المشكرين قد أظل زمان نبى يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عادو إرم فلما جاءهم ما عرفوا ما موصولة أى ما عرفوه وهو فاعل جاء كفروا به بغيا وحسدا وحرصا على الرياسة فلعنة الله على الكافرين .

روى البخاري في صحيحه وغيره من حديث سيدنا عبدالله عمر رضي الله عنهما في حديث الشفاعة بلفظ :
( إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيشفع لقضي بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً يحمده أهل الخلق كلهم )
وهذا صريح في الاستغاثة وهي عامة في جميع الأحوال مع لفت النظر أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية يبلغه سلام من يُسلم عليه وكلام من يستغيث به لان الأعمال تُعرض عليه كما صح فيدعو الله لاصحاب الحاجات .
وانني اعجب كيف يقيس هؤلاء القوم اصحاب الفهم السقيم هذهِ الأمور , فمن المضحك المبكي عندما يُذكر لهم هذا الحديث والذي فيهِ صريح العبارة بالأستغاثه يقلون هذا يوم القيامة ! فيا سبحان الله هل التوسل والتبرك والإستغاثة بالنبي صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ والرُسل عليهم السلام شركاً محرماً في الدنيا , جائزاً في الآخرة ؟ عجباً أىُ فهمٍ سقيم هذا الذي يجعل التوسل والإستغاثة جائزة في اليوم الذي نحنُ احوج ما نكون فيهِ الى اخلاص التوحيد للمولى سبحانهُ وتعالى , لا سيما وانهُ في ذلك اليوم تتجلى الحقائق وتنكشف الأمور وتُعرف فيهِ حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك قال تعالى : ] فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [

روى الإمام أحمد بسند حسن كما قال الإمام الحافظ ابن حجر في الفتح (8/579)عن الحارث بن حسان البكري رضي الله عنه قال : خرجت أنا العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صاى الله عليه وسلم ...... الحديث وفيه – فقلت – أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد ، قال – أي سيدنا رسول الله - وما وافد عاد ؟ وهو أعلم بالحديث ولكنه يستطعمه .....الحديث .
وجاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قص على أصحابه قصة السيدة هاجر هي وابنها في مكة قبل أن تبنى الكعبة بعد أن تركهما سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وفي ما قصه أنها لما سمعت صوتاً عند الطفل قالت: (إن كنت ذا غوث فأغث ) فاستغاثت فإذا بجبريل عليه الصلاة والسلام فغمز الأرض بعقبه فخرجت زمزم .
ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم أنها كفرت ولم ينبه أن تلك الاستغاثة منها كفر البتة . وهي تعلم أن صاحب الصوت لم يكون رب العالمين المنزه عن الزمان والمكان .

تعليم النبي r الاعمى التوسل بهِ r

حديث الاعمى

عَن عُثْمَانَ بنِ حُنيفٍ : "أنَّ رجلاً ضريرَ البصرِ أتى النَّبيَّ صَلَّى للَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقَالَ: ادعُ اللَّهَ أنْ يُعافيني، قَالَ إنْ شِئتَ دَعوتُ، وإنْ شِئتَ صبرتَ فهوَ خيرٌ لكَ، قَالَ فادعُهْ، قَالَ فأمرَهُ أنْ يتوضَّأ فيُحسنَ وُضُوءَهُ ويدعو بهَذَا الدُّعاءِ: الَّلهُمَّ إنِّي أسألكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ مُحَمَّد نبيِّ الرَّحمةِ يا محمد إنِّي توجَّهتُ بكَ إِلى رَبِّي في حاجتي هذِهِ لتُقْضَى لي، الَّلهُمَّ فَشَفِّعْهُ فيَّ" .
حديث صحيح أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات ، وابن ماجه باب ما جاء في صلاة الحاجة ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، والحاكم في المستدرك وابن خزيمة في صحيحه ، والطبراني في الدعاء وغيرهم .

فقولهُ ( اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة - فهذا توسل – وقولهُ يا محمد إني أتوجه بك الله في حاجتي لتقضى -فهذهِ إستغاثة صريحة )
قال الامام العلامة الشوكاني في كتابه تحفه الذاكرين بعد ان ذكر حديث الاعمى قال :
وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله مع الاعتقا د ان الفاعل هو الله سبحانه وتعالى . وله كلام جميل في التوسل في رسالته الدر النضيد في اخلاص كلمه التوحيد لمن اراد الفائده .

ان حُفاظ الحديث ونقاده فهموا من الحديث العموم وليس الخصوص مالم يرد نص بالتخصيص حيث ترجموا عليه في كتبهم بتراجم تفيد ذلك فلقد اخرجهُ لامام الحاكم في المستدرك في كتاب صلاه التطوع دعاء رد البصر
والامام المنذري في الترغيب والترهيب الترغيب في صلاه الحاجه ودعائها
والحافظ السيوطي في صلاه الحاجه
والامام النووي في الاذكا ر في صلاه الحاجه
والامام الهيثمي في مجمع الزوائد في صلاه الحاجه
والامام البيهقي في كتاب الدعوات
والحافظ الدمياطي في المتجر الرابح ابواب صلاة التطوع , ثواب من كانت له حاجه فصلى هذه الصلاة ودعا بهذا الدعاء
وابن السني في كتاب عمل اليوم والليله ترجمه باب مايقول لمن ذهب بصره
رواه النسائي في عمل اليوم والليله,
اخرجه الامام الترمذي في سننه كتاب الدعوات
وابن ماجه باب ما جاء في صلاة الحاجة ،

جاء في كتاب قاعده جليله في التوسل والوسيله لابن تيميه.
قال : وروى في ذلك أثر عن بعض السلف مثل ما رواه ابن ابي الدنيا في كتاب مجابي الدعاء .
حدثنا ابوهشام ، سمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعه يقول : جاء رجل الى عبدالملك بن ابجر (وهو من ائمه التابعين) فجس بطنه فقال بك داء لايبرأ قال ا هو قال الدبيله , قال فتحول الرجل فقال الله الله الله ربي لا اشرك به شيئا اللهم اني اتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمه يامحمد اني اتوجه بك الى ربك وربي يرحمني ممابي , قال فجس بطنه فقال قد برئت ما بك عله . قلت( اى ابن تيمية ) فهذ ا الدعاء ونحوه قد روي انه دعاء به السلف ونُقل عن احمد بن حنبل في منسك المروذي التوسل بالنبي في الدعاء ونهى عنه اخرون. ( وهذا غير صحيح حيث لم ينهى احد قبل ابن تيميه ) . من كتاب قاعده جليله في التوسل والوسيله لابن تيميه ص 94 وسئل الشيخ محمد عبد الوهاب في مجموعه المؤلفات القسم الثالث ص 68 التي نشرتها جامعه الامام محمد بن سعود الاسلاميه في اسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهاب عن قولهم في الاستسقاء :(لا بأس بالتوسل بالصالحين ) وقول أحمد : (يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصه ) مع قولهم : انه لا يستغاث بمخلوق , فقال :-
فالفرق ظاهر جدا , وليس الكلام مما نحن فيه , فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين , وبعض يخصه بالنبي صلى الله عليه وسلم , واكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه فهده المسأله من مسائل الفقه , وان كان الصواب عندنا قول الجمهور من انه مكروه , فلا ننكر على من فعله , ولا انكار في مسائل الاجتهاد ولكن انكارنا على من دعا لمخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر او غير ه يطلب فيه تفريج الكربات واغاثه اللهفات واعطاء الرغبات . فأين هذا ممن يدعو الله مخلصا له الدين لايدعو مع الله أحدا , ولكن يقول في دعائه : اسألك بنبيك أو بالمرسين او بعبادك الصالحين , أو يقصد قبرا معروفا أو غيره يدعو عنده لكن لا يدعو الا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه .
انتهى من فتاوي الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

*************

فلا تغتر اخي حفظك الله بتلبيس هاؤلا القوم الذين يريدون ان يقحموا مسألة التوسل في مسائل العقيدة فيكفرون كل من يتوسل برسول الله صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ , فالتوسل من مسائل الفقه لا من مسائل العقيدة كما نص على ذلك الشيخ محمد عبدالوهاب رحمهُ الله وغيرهُ من الفقها حيثُ انهم يذكرون قصة العتبي والتوسل برسول الله صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ في باب المناسك بعد فصل الحج لا في باب العقائد .
وكما لا يخفى عليك انهُ لايقال في مسائل الفقه ( كُفر وتوحيد ) بل يُقال ( حلال وحرام ) لأن مسائل الفقه هي من المسائل الأجتهادية ولذلك قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب ( فلا ننكر على من فعله ) .

وما هو رايك في قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب (فهده المسأله من مسائل الفقه ) ؟ وقولهُ ايضاً ( ولكن يقول في دعائه : اسألك بنبيك أو بالمرسين او بعبادك الصالحين , أو يقصد قبرا معروفا أو غيره يدعو عنده ) ؟

ومثل ذلك اخي نجد ان الفقهاء يذكرون حديث ( الهم اني اسالك بحق السائلين عليك وحق الراغبين لديك ......... ) حديث الخروج الى المسجد وهو توسل صريح كما ترى يذكرونه في باب الصلاة !

اما حجة من يقول بجواز التوسل بالنبي r في حياته فقط فقد ادعي ماليس بدليل وكانت دعواه مردودة وذلك لأمور عدة منها
1- عمل الصحابة والتابعين وتابع التابعين وغيرهم من العلماء والصالحين كما سأوردهُ لك بعد قليل.
2- ان من يقول بجواز التوسل بالنبي صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ في حياتهِ فقط فهو انسان مشكوك في عقيدتهِ إذ انهُ يعتقد استقلالية النفع في ذات المصطفى صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ لا في أن النافع والضار هو الله سبحانهُ وتعالى ’ لذلك اعتقد المسكين ان النبي حياً ينفع وميتاً لاينفع , ولذلك اعتقد استقلالية النفع والضر في ذات المصطفى r فقط في حياته , وانهُ لا ينفعهُ بعد موتهِ ! اما نحن فالذي نعتقده وندين الله بهِ هو ان النبي عليه الصلاة والسلام لاينفع ولا يضر في حياتهِ او بعد مماتهِ إلا بأذن الله تعالى ولا إستقلالية للنفع او الضر في أي مخلوق كائن .

التوسل بقبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته

* قال ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط، الجزء 1، صفحة 374
وكذلك أيضا ما يروى أن رجلا جاء إلى قبر النبي صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ فشكا إليه الجدب عام الرمادة فرآه وهو يأمره أن يأتي عمر فيأمره أن يخرج فيستسقي الناس فإن هذا ليس من هذا الباب ومثل هذا يقع كثيرا لمن هو دون النبي صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ وأعرف من هذه الوقائع كثيرا وكذلك سؤال بعضهم للنبي صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ أو لغيره من أمته حاجته فتقضى له فإن هذا قد وقع كثيرا وليس هو مما نحن فيه وعليك أن تعلم أن إجابة النبي صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ أو غيره لهؤلاء السائلين ليس مما يدل على استحباب السؤال فإنه هو القائل صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ إن أحدكم ليسألني مسألة فأعطيه إياها فيخرج بها يتأبطها نارا فقالوا يا رسول الله فلم تعطيهم قال يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل وأكثر هؤلاء السائلين الملحين لما هم فيه من الحال لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم كما أن السائلين له في الحياة كانوا كذلك وفيهم من أجيب وأمر بالخروج من المدينة فهذا القدر إذا وقع يكون كرامة لصاحب القبر أما أنه يدل على حسن حال السائل فلا فرق بين هذا وهذا فإن الخلق لم ينهوا عن الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد استهانة بأهلها بل لما يخاف عليهم من الفتنة وإنما تكون الفتنة إذا انعقد سببها فلولا أنه قد يحصل عند القبور ما يخاف الافتتان به لما نهي الناس عن ذلك وكذلك ما يذكر من الكرامات وخوارق العادات التي توجد عند قبور الأنبياء والصالحين مثل نزول الأنوار والملائكة عندها وتوقي الشياطين والبهائم لها واندفاع النار عنها وعمن جاورها وشفاعة بعضهم في جيرانه من الموتى واستحباب الاندفان عند بعضهم وحصول الأنس والسكينة عندها ونزول العذاب بمن استهان بها فجنس هذا حق ليس مما نحن فيه
وما في قبور الأنبياء والصالحين من كرامة الله ورحمته وما لها عند الله من الحرمة والكرامة فوق ما يتوهمه أكثر الخلق لكن ليس هذا موضع تفصيل ذلك .

وقد صحح هذا الاثر ثلاثه من الحفاظ ابن كثير والحافظ ابن حجر و ابن تيميه حيث قال : ومثل هذا يقع كثيرا, واعرف من هذه الوقائع كثيرا فأن هذا قد وقع كثيرا , فجنس هذا حق ؟؟؟

فهل يستطيع المعارضون ان يأتونا بمن ضعف هذا الاثر عن الصحابه من الحفاظ والمحدثين ؟؟؟

* وقال الحافظ أبوبكر البيهقي : أخبرنا أبونصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا : حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا أ بو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي r فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال ( ائت عمر فأقرئه مني السلام وأخبرهم أنهم مسقون ،وقل له :عليك بالكيس الكيس )، فأتى الرجل فأخبر عمر ،فقال: ( يارب ! ما آلو إلا ماعجزت عنه ) وهذا إسناد صحيح .

كذا قال الحافظ ابن كثير في البداية (ج 1 ص 91 ) في حوادث عام ثمانية عشر .
وهنا اخي حفظك الله ملحـظ بسيط وهو حجة هؤلاء المدلسين بأن التوسل جائز في حياة النبي صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ وغير جائز بعد مماتهِ ويستشهدون بحديث توسل سيدنا عمر رضي الله عنه بالعباس وعدوله عن التوسل بسيدنا رسول الله صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ ويقولون لو ان التوسل بالنبي صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ جائز بعد مماتهِ لتوسل بهِ سيدنا عمر بدل ان يتوسل بالعباس .
فأقول اولاً ان هؤلاء القوم ممن لا امانة لهم في النقل , فلماذا يخفون اولاً السبب الرئيسي لتوسل سيدنا عمر بالعباس والذي كان السبب الحقيقي فيهِ هو اتيان ذلك الرجل والذي هو ( الصحابي الجليل بلال بن حارث المزني كما صرح بذلك أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري باب الأستسقاء ) الى قبر النبي صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ كما في الأثر الذي ذكره الحافظ أبوبكر البيهقي قبل اسطر .
ثم ان سيدنا عمر معروف بالقوة والبطش وعدم الخوف في الله لومة لائم , فكيف لاينكر على الصحابي الجليل بلال بن حارث المزني المجي الى قبر النبي والتوسل بهِ ويقرهُ على ذلك الشرك كما يزعمون ؟ بل بكى وقال ( يارب ! ما آلو إلا ما عجزت عنه ) .

فهؤلاء القوم دائما ما يذكرون توسل توسل سيدنا عمر ويخفون اول الأثر , وسبب اتيان سيدنا عمر العباس وتوسلهِ بهِ ! ثم إن حقيقة توسلهُ بالعباس انما هو حقيقةً توسل بسيدنا رسول الله صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ فقد قال ( الهم انا كنا نتوسل اليك بنينا فتسقنا وانا نتوسل اليك بعم نبيك فاسقنا ) فأعاد سيدنا عمر السبب في التوسل بالعباس لقرب العباس من رسول الله , وإلا لماذا لم يقل ( الهم انا كنا نتوسل اليك بنينا فتسقنا وانا نتوسل إليك بالعباس فاسقنا ) ؟

,ولذلك قال العباس بن عبد المطلب كما في البخاري 2(577 (– لما وقف يستسقى للمسلمين : (( اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ، ولم يكشف إلا بتوبة ، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك ، وهذه أيدينا إليك بالذنوب و نواصينا إليك بالتوبة ، فاسقنا الغيث )) ، قال الراوي : فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض ، وعاش الناس ))

ثم ان كانوا هؤلاء القوم صادقين بأنهم يقولون بجواز التوسل بالأحياء فهل يستطيعون ان يقولوا بكل جرائة امام الملاء ( اللهم انا نسألك و نتوسل اليك بسيدنا عيسى ابن مريم ) فسيدنا عيسى عليه السلام حيٌ لم يمت اليس كذلك ؟!!! هذه لطيفة أردت توضيحها .

* وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح قال حدثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي صالح السمان عن مالك الدار – وكان خازن عمر – قال أصاب الناس قحط في زمان عمر رضي الله عنه فجاء رجل إلى قبر النبي صلَّى اللهُ عَليه وسَلَمَ فقال :يارسول الله ! استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له :ائت عمر الحديث.

وقد روى سيف في الفتوح : أن الذي رأى في المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة ، صرّح بذلك امير المؤمنين الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب لاستسقاء ص 415 ج 2 ).
ولم يقل أحد من الأئمة الذين رووا الحديث ولا من جاء بعدهم ممن مر بتصانيفهم من الأئمة أنه كفر وضلال ولاطعن أحد في متن الحديث ، وقد أورد هذا الحديث ابن حجر العسقلاني وصحح سنده كما تقدم ، وهو في علمه وفضله ووزنه بين حفاظ الحديث مما لايحتاج إلى بيان وتفصيل .

التعريف بمالك الدار
وللأسف حاول الكثير من الأغمار تضعيف هذا الأثر لوجود مالك الدالر في سندهِ , وهذهِ حجة ضعيفة لا تقوم لها قائمة
فتصريح المنذرى والهيثمي بأنهما لا يعرفانه ليس بحجة :-
و نقول للباحث عن الحق ان المنذرى والهيثمي لم يصرحا بتوثيق له أو تجريح لأنهما لا يعرفانه . لكن هناك من يعرفه وهو خليفة المسلمين عمر بن الخطاب و ابن سعد وعلى ابن ألمديني وابن حبان والحافظ ابن حجر العسقلاني والحافظ ابن كثير حيث قال وهذا إسناد صحيح وغيرهم الكثير ممن صحح هذا الإسناد .
فهل يُنقل كلام من عرفه أم كلام من جهله ؟ ! ! .
ويكفيني ان أقول في مالك الدار ان ابن سعد قال في الطبقات ( 5 / 12 ) مالك الدار مولى عمر بن الخطاب روى عن ابي بكر وعمر ثم قال وكان معروفا .

وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمته ترجمة رقم ( 8356 ) : له ادراك اي انه معدود من الصحابة ويكفيه في ذلك توثيقا ثم ذكر أنه روى عنه أربعة رجال وهم أبو صالح السمان وابناه عون و عبد الله ابنا مالك و عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي .

ثم قال : قال علي بن المدينى : كان مالك الدار خازنا لعمر . أهـ بمعناه ملخصاً .
وبذلك نعلم ان سيدنا عمر قد وثقه إذ قد ولاهُ بيت مال المسلمين وفي ذلك اقوى توثيق له ايضأ . - وقد نقل الحافظ الخليلي في كتابه الارشاد الاتفاق عل توثيق مالك الدار فقال هناك : " متفق عليه أثنى عليه التابعون " .
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .

************

* وقال الامام الحافظ الدارمي في كتابه [ السنن ] :
[ باب ما اكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته] حدثنا ابو لنعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو ابن مالك البكرى حدثنا ابو الجوزاء اوس بن عبدالله قال قحط اهل المدينة قحطا شديد فشكوا الى عائشة فقالت: انظروا قبرالنبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوا الى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الابل ( وتفتقت من الشحم فسمى عام الفتق ومعنى كوا أي نافذة) اهـ . سنن الدارمي ج 1 ص 43.
فهذا توسل بقبره {صلى الله عليه وسلم لا من حيث كونه قبرا ، بل من حيث كونه ضم جسد اشرف المخلوقين وحبيب رب العالمين فتشرف بهذه المجاورة العظيمة واستحق بذلك المنقبة الكريمة .

تخريج هذا الحديث الذي رواه الامام الدارمي :
ابو النعمان يقال له محمد ابن الفضل ابو النعمان يقال له عارم السدوسي اخرج له البخاري في الايمان وغيره وهو من شيوخ البخاري.

وقال الذهبي : لم يقدر ابن حبان ان يسوق له حديثا منكرا والقول فيه ما قال الدار قطني . قال الدار قطني في عارم تغيّر بأخره وما ظهر لهُ بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقه . ففهم

اما سعيد بن زيد أبو الحسن أبو عبدالله فهوأخو حماد ابن زيد أبو الحسن قال أبو عبد الله: أخرج البخاري عنه في الجامع. قال البخاري: حدثنا مسلم حدثنا سعيد ابن زيد: أبو الحسن صدوق، حافظ ، وقال فيه الحافظ في ( التقريب ) صدوق له اوهام , وقال احمد ليس به بأس وهو من رجال مسلم في صحيحه وثقه يحى بن معين إمام الجرح والتعديل.

اما عمرو ابن مالك النكري
كنيته أبو مالك من أهل البصرة يروي عن أبي الجوزاء روى عنه حماد ابن زيد وجعفر ابن سليمان وابنه يحيى ابن عمرو ويعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه مات سنة تسع وعشرين ومائة. ثقات ابن حبان . وروى له البخاري في ( افعال العباد ) والاربعه من تهذيب الكمال صدوق له اوهام . ( وهي من صيغ التوثيق لا من صيغ التضعيف ) من تقريب التهذيب
وقال الإمام الحافظ الذهبي في الميزان ( 3 / 286 ) عنه : ثقة . اهـ وقد صحح الحفاظ حديثه.
أبو الجَوْزاء أوسُ بن عبد الله الرّبَعيُّ البصريُّ. مِن كبار العلماء.

حدَّث عن عائشة، وابنِ عبَّاس، وعبد الله بن عمرو بن العاص. ورو
ى له البخاري في صحيحه حديث رقم 4587 عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما وكذلك روى له مسلم في صحيحه حديث رقم 498 عن سيدتنا عائشه رضي الله عنها.

هذا تخريج سند حديث الدارمي وكلهم من رجال البخاري ومسلم فالسند متصل ورجاله رجال الصحيح فمن حاول أن يطعن فيه فقد حاول الطعن في صحيح البخاري ومسلم .

وفي جامع الاحاديث والمراسيل ص248 ج 8
في روايه عن ابي خالد ان عمر رضي الله عنه خطب ام كلثوم بنت ابي بكر الى عائشه رضي الله عنها وهي جاريه فقالت اين المذهب بها عنك فبلغاها ذلك فاتت عائشه فقالت تنكحيني عمر ........ والله لئن فعلتِ لاذهبن واصيحن عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

فهل تراهم سكتوا عن باطل ؟ أم أن أم كلثوم و أخت عائشة وأسماء ذات النطاقين من المشركات حاشاها أن تكون كذلك – والذين يقذفون الناس بالشرك من كبار المؤمنين ؟

توسل المسلمين به صلى الله عليه وسلم يوم اليمامة :

ذكر الحافظ ابن كثير ان اشعار المسلمين في موقعة اليمامة كان (( يا محمداه))
قال ما نصه : وحمل خالد ابن الوليد حتى جاوزهم وسار لجبال مسيلمة وجعل يترقب ان وصل إليه فيقتله ثم رجع ثم وقف بين الصفين ودعا البراز : وقال : انا ابن لوليد العود انا ابن عامر وزيد ، ثم نادى بشعار المسلمين ، وكان شعارهم يومئذ ( يا محمداه ) . ( البداية والنهاية المجلد 6 صفحة 32

التوسل به صلى الله عليه وسلم في المرض والشدائد

عن الهيثم بن خنس قال: كنا عند عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – فخدرت رجله فقال له رجل : اذكر احب الناس إليك ، فقال : يا محمد ، فكانهما نشط من عقال .

وعن مجاهد قال : خدرت رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال له اين عباس : اذكر احب الناس اليك فقال : محمد صلى الله عليه وسلم فدهب خدره . ذكره ابن تيميه في الكلم الطيب في الفصل السابع والربعين ص 165 فهدا توسل في صورة النداء .

التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم

وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله ملائكه في الأرض سوى الحفظه يكتبون ما يسقط من ورق الشجر , فإذا أصاب أحدكم عرجه بأرض فلاة فلينادِ أعينوني يا عباد الله ) رواه الطبراني ورجاله ثقات .
فهذا دليل صريح على جواز الاستغاثة اذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصح من ضاق به الحال اذا انتقلت دابته وهو أحوج ما يكون إليها بان يستغيث بمن لايرى ولا يعلم أن يمسك لهُ دابته فهل هذا المستغاث به هو الذي أمسك بقدرته أم بأقدار الله تعالى له ؟ .

وعلق النووي على هذا الحديث بقوله : ( حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم وناهيك بمن يقول عنه النووي أنه من شيوخنا الكبار في العلم – أنه أفلتت له دابه أظنها بغله وكان يعرف هذ الحديث فقاله فحبسها الله عليهم في الحال ) ويضيف متحدثا عن نفسه : ( وكنت أنا مرة مع جماعه فانفلتت منها بهيمه وعجزوا عنها فقلته فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام ) .

وروى ابن مفلح هذا الحديث في الاداب وعلق عليه بقوله قال عبد الله ابن الامام أحمد سمعت أبي يقول :حججت خمس حجج فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا فجعلت أقول :ياعباد الله دلوني على الطريق فلم أزل أقول يا عباد الله دلوني على الطريق فلم أزل على ذلك حتى وقعت على الطريق )
فدل هذا الحديث على جواز الاستغاثة وأن هنالك من أقدره الله تعالى على الانقاذ من المهالك والشدائد بكيفيات عدة منها التحكم في المستغيث وتوجيهه حتى يصل مأمنه .

وقد نقل أئمة الحنابله جواز التوسل عن احمد بن حنبل
1- ( قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروذي إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه وجزم في المستوعب وغيره ) المبدع
2- (قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروذي إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره) الفروع لابن مفلح
3- ( قال الإمام أحمد للمروذي يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره) الانصاف للمروذي
4- ( قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروذي أنه يتوسل بالنبي في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره ) كشاف القناع لشيخ منصور البهوتي .

التوسل باثار الأنبياء عليهم السلام

قال تعالى : ] وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌمِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [
قال الاحافظ ابن كثير في التاريخ : قال ابن جرير عن هذا التابوت : وكانوا إذا قاتلوا احد من الاعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبه الزمان كما تقدم ذكره , فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينه والبقيه مما ترك ال موسى وال هارون فلما كان في بعض حروبهم مع اهل غزه وعسقلان غلبوهم وقهروهم على أخده فانتزعوه من أيديهم .
قال ابن كثير : وقد كانو ينصرون على أعدائهم بسببه , وكان فيه طست من ذهب كان يغسل فيه صدور الأنبياء . ( البدايه ج 2 )
وقال ابن كثير في التفسير : كان فيه عصا موسى وهارون ولوحان من التوراه وثياب هارون , ومنهم من قال : العصا والنعلان . تفسير ابن كثير ج1
وقال القرطبي : والتابوت كان من شأنه فيما ذكر انه انزله الله على ادم عليه السلام فكان عنده الى أن وصل الى يعقوب عليه السلام فكان في بني اسرئيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت غلبهم عليه العمالقه وسلبوا التابوت منهم . تفسير القرطبي ج 3
وهذا في الحقيقه ليس إلا توسلاً باثار اولئك الأنبياء .

توسل النبي صلى الله عليه وسلم بحقه وحق ألانبياء

جاء في مناقب فاطمه بنت اسد أم علي بن ابي طالب أنها لما ماتت حفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لحدها بيده واخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه فقال : ( الله الذي يحي ويميت وهو حي لايموت اغفر لامي فاطمه بنت اسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والانبياء الذين من قبلي فإنك ارحم الراحمين, وكبر عليها اربع وادخلوها اللحد هو والعباس وابوبكر الصديق رضي الله عنهم )) رواه الطبراني في الكبير والاوسط . .. وفيه روح بن الصلاح وثقه ابن حبان والحاكم وابو حاتم . وابو حاتم من الطبقه التي قال فيها الذهبي اذا وثق احدهم شخص فعض على قوله بناجذيك))

التوسل والتبرك بقبور الأانبياء و الصالحين عند علماء الاسلام على ممر القرون

قال الحافظ ابوبكر ابن المقرى في مسند اصبهان كنت انا والطبراني و ابو الشيخ في مدينه النبي صلى الله عليه وسلم فضاق بنا الوقت فوصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء اتيت الى القبر الشريف وقلت يارسول الله الجوع الجوع فقال لي الطبراني اجلس فاما ان يكون الرزق او الموت فقمت انا وابو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فاذا معه غلامان بزنبلين فيها شي كثير فقال ياقوم شكوتم الى النبي صلى الله عليه وسلم فاني رايته يامرني بحمل شي اليكم .
فهؤلء ثلاثه من كبار حفاظ السنه وعلمائها وهم الحافظ ابن المقرى والحافظ الطبراني والحافظ ابو الشيخ
وذكرها الامام ابن الجوزي في كتابه الوفاء بتعريف فضائل المصطفى و نقل مثلها الحافظ السخاوي في القول البديع .
وفي طبقات ابن سعد قال كذلك ثبت ان بلال مرغ خديه على عتبات الحجره النبويه باكيا بين يدي الصحابه رضي الله عنهم يوم عاد من الشام الى المدينه
وفي خلاصه الوفا للسيد السمهودي مانصه : وعن اسماعيل التيمي قال في ذلك فقال كان ابن المنكدر يصيبه الصمات فكان يقوم فيضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فعوتب انه يستشفي بقبر النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال الحافظ القسطلاني في المواهب اللدنيه : وينبغي لزائر ان يكثر من الدعاء والتضرع والاستغاثه والتشفغ والتوسل به صلى الله عليه وسلم فجدير بمن استشفع به ان يشفعه الله تعالى فيه
وقد نقل الحافظ العراقي في فتح المتعال بسنده ان الامام احمد بن حنبل اجاز تفبيل قبر النبي صلى الله عليه وسلم
وفي الحكايات المنثوره الحدث الحافظ الضيا المقدسي للامام ان الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي اصيب بدمل اعجزه علاجه فمسح به قبر الامام احمد بن حنبل تبركا فبرىْ .
وفي شرح الشفاء للإمامين الشهاب الخفاجي وملا علي قاري يقول وقبر الإمام الجليل ابن فورك بنيسابور يزار ويستجاب عنده الدعاء
وفي تاريخ الامام الحافظ الخطيب البغدادي حيث روى بسنده ان الإمام الشافعي كان يتبرك بزياره قبر الإمام ابي حنيفه مده اقامته بالعراق
وقال ابن حجر كذلك في الخيرات الحسان : إن الإمام الشافعي كان يتوسل بالامام أبي حنيفة يجيء الى ضريحه يزوره ويسلم عليه .
وذكر ذلك المحدث عبدالله بن صديق ألغماري وهم من ائمه الشافعية
روي عن الربيع بن سليمان قال حججنا مع الشافعي فما ارتقى جبلا ولا هبط واديا الا وهو يبكي وينشد

ال الــنبي ذريـعـتي **** وهموا إليه وسيلتي

ارجو بأن أعطى غدا **** بيد اليمين صحيفتي

ديوان الشافعي

* واخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن الربيع بن سليمان قال ( إن الشافعي رحمه الله تعالى خرج الى مصر فقال : لي ياربيع خد كتابي هذا فامض به وسلمه الى ابي عبدا لله ( احمد بن حنبل ) واتني بالجواب , قال الربيع : فدخلت بغداد ومعي الكتاب فصادفت احمد بن حنبل في صلاة الصبح , فلما أنفتل من المحراب سلمت اليه الكتاب وقلت له: هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر فقال لي احمد : نظرت فيه ؟ فقلت :لا فكسر الخاتم فقراء وتغرغرت عيناه فقلت له : ماذا فيه يا ابا عبدا لله ؟ فقال : يذكر فيه انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له: ( اكتب الى ابي عبدالله فاقرأ عليه السلام , وقل له : إنك ستمتحن وتدعى الى خلق القران فلا تجبهم , فسيرفع الله لك علما إلى يوم ألقيامه ) قال الربيع : فقلت له : البشارة يا أبا عبدا لله فخلع احد قميصيه الذي يلي جلده فأعطانيه , لأخذت الجواب وخرجت الى مصر وسلمته الى الشافعي , فقال ما الذي أعطاك ؟ فقلت : قميصه , فقال الشافعي : ليس نفجعك به ولكن بُلهُ وادفع إلي الماء لأتبرك به)

وفي رواية : ( قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : ( لا نبتاعه منك ولا نستهديه ولكن اغسله وجئنا بمائه , قال : فغسلته , فحملت ماءه اليه فتركته في قنينه , وكنت أراه في كل يوم يأخذ منه ويمسح على وجهه تبركاً باحمد بن حنبل )

اخرجه ابن الجوزي في مناقب احمد بن حنبل .

وروي عن احمد بن حنبل رحمه الله تعالى ( انه غسل قميصا للشافعي وشرب الماء الذي غسله به )
ذكر الامام الذهبي في تذكره الحفاظ في ترجمه صالح بن احمد التميمي الهمداني السمسار الحافظ ان الدعاء عند قبره مستجاب
* وذكر الإمام ألسبكي في طبقات الشافعية في ترجمه الغزالي الكبير ان من كان به هم ودعاء عند قبره استجيب له . وكذلك في ترجمه ابن فورك ان قبر ابن فورك بالحيرة يستسقى به ويستجاب الدعاء عنده

* وقال العلامة المجتهد تقي الدين ألسبكي ما نصه : (( اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعرف من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان حتى جاء من جاء فتكلموا في ذلك بكلام يلبسون فيه على الضعفاء الأغمار وابتدعوا ما لم يسبق إليه في سابق الأعصار ولهذا طعنوا في الحكاية التي تقدم ذكرها عن مالك فإن فيها قول مالك للمنصور : استشفع به ،

*وقال نور الدين ملا علي القاري الحنفي في شرح المشكاه ما نصه قال شيخ مشايخنا علامة العلماء المتبحرين شمس الدين بن الجزري في مقدمة شرحه للمصابيح المسمى بتصحيح المصابيح : إني زرت قبره بنيسابور - يعني مسلم بن الحجاج القشيري - وقرأت بعض صحيحه على سبيل التيمن والتبرك عند قبره ورأيت ءاثار البركة ورجاء الإجابة في تربته ))آه .

*وفي فتاوى شمس الدين الرملي الملقب بالشافعي الصغير ما نصه سئل عما يقع من العامة من قولهم عند الشدائد : يا شيخ فلان ، يا رسول الله ، ونحو ذلك من الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين فهل ذلك جائز أم لا ؟ وهل للرسل والأنبياء والأولياء والصالحين والمشايخ إغاثةٌ بعد موتهم ؟ وماذا يرجح ذلك ؟ فأجاب : بأن الأستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين جائزة ، وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم ، لأن معجزة الأنبياء وكرامة الأولياء لا تنقطع بموتهم ، أما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون كما وردت به الأخبار ، وتكون الإغاثة منهم معجزة لهم ، وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق على أنه يقع من الأولياء بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم )) اه..

*وقال ايضاً في مقدمة كتابه"غاية البيان في شرح زُبَد ابن رسلان" داعياً: "والله أسأل (((وبنبيه أتوسل))) أن يجعله (أي عمله في هذا الكتاب) خالصاً لوجهه الكريم".

*وقال ابن الحاج المالكي المعروف بإنكاره للبدع في كتابه المدخل ما نصه فالتوسل به عليه الصلاة والسلام هو محل حط أحمال الأوزار وأثقال الذنوب والخطايا لأن بركة شفاعته عليه الصلاة والسلام وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب ، إذ إنها أعظم من الجميع ، فليستبشر من زاره ويلجأ الى الله تعالى بشفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام مَنْ لم يزره ، اللهم لا تحرمنا من شفاعته بحرمته عندك . ءامين يا رب العالمين . وقال فمن توسل به , أو استغاث به , أو طلب حوائجه منه فلا يرد ولا يخيب لما شهدت به المعاينة "
ثم قال بعد ذلك ومن اعتقد خلاف هذا فهو المحروم ، ألم يسمع قول الله عز وجل : (( وَلَو أَنَهُم إذ ظلموا أَنفُسَهُم جاءُوك فاستغفروا الله واستغفرَ لهُمُ الرسولُ لَوَجَدوا الله تواباً رحيما )) سورة النساء . فمن جاءه ووقف ببابه وتوسل به وجد الله تواباً رحيما ، لأن الله عز وجل منزه عن خُلْف الميعاد وقد وعد سبحانه وتعالى بالتوبة لمن جاءه ووقف ببابه وسأله واستغفر ربه ، فهذا لا يشك فيه ولا يرتاب إلا جاحد للدين معاند لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، نعوذ بالله من الحرمان )) انتهى كلام ابن الحاج .

وقال كذلك في فصل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم :
"فإن كان الميت المزار ممن ترجى بركته فيتوسل إلى الله تعالى به , وكذلك يتوسل الزائر بمن يراه الميت ممن ترجى بركته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل يبدأ بالتوسل إلى الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم , إذ هو العمدة في التوسل , والأصل في هذا كله , والمشرع له فيتوسل به صلى الله عليه وسلم وبمن تبعه بإحسان إلى يوم الدين "
وقال أيصا في نفس الكتاب :
"ثم يتوسل بأهل تلك المقابر أعني بالصالحين منهم في قضاء حوائجه ومغفرة ذنوبه , ثم يدعو لنفسه ........الى أن قال " ويجأر إلى الله تعالى بالدعاء عندهم ويكثر التوسل بهم إلى الله تعالى ; لأنه سبحانه وتعالى اجتباهم وشرفهم وكرمهم فكما نفع بهم في الدنيا ففي الآخرة أكثر , فمن أراد حاجة فليذهب إليهم ويتوسل بهم , فإنهم الواسطة بين الله تعالى وخلقه ..........وثم قال : " وما زال الناس من العلماء , والأكابر كابرا عن كابر مشرقا ومغربا يتبركون بزيارة قبورهم ويجدون بركة ذلك حسا ومعنى "
وقال أيضا :
" وَالْكِرَامُ لَا يَرُدُّونَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَلَا مَنْ تَوَسَّلَ بِهِمْ , وَلَا مَنْ قَصَدَهُمْ وَلَا مَنْ لَجَأَ إلَيْهِمْ هَذَا الْكَلَامُ فِي زِيَارَةِ الْأَنْبِيَاءِ , وَالْمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عُمُومًا
وقال في المدخل في " فصل زيارة سيد الأولين والآخرين "
( قال مالك في رواية ابن وهب : إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة )
وقال أيصا في نفس الموضع :
( قال إسحاق بن إبراهيم الفقيه رحمه الله تعالى ومما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة , والقصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , والتبرك برؤية روضته ومنبره وقبره ومجلسه وملامس يديه ومواطئ قدميه , والعمود الذي يستند إليه وينزل جبريل بالوحي فيه عليه وبمن عمره وقصده من الصحابة وأئمة المسلمين , والاعتبار بذلك كله ).

*وفي كتاب المعيار لأبي العباس أحمد بن يحي الوانشريسي المالكي ما نصه : (( وسئل بعض القرويين عمن نذر زيارة قبر رجل صالح أو حي فأجاب : يلزمه ما نذر وإن أعمل فيه المطي . ابن عبد البر : كل عبادة أو زيارة أو رباط أو غير ذلك من الطاعة غير الصلاة فيلزمه الإتيان إليه ، وحديث : ( لا تُعمل المطي )) مخصوص بالصلاة ، وأما زيارة الأحياء من الإخوان والمشيخة ونذر ذلك والرباط ونحوه فلا خلاف في ذلك ، والسنة تهدي اليه من زيارة الأخ في الله والرباط في الأماكن التي يرابط بها وتوقف بعض الناس في زيارة القبور وءاثار الصالحين ، ولا يتوقف في ذلك لأنه من العبادات غير الصلاة ، ولأنه من باب الزيارة والتذكير لقوله صلى الله عليه وسلم (( زوروا القبور فإنها تذكركم الموت )) ، وكان صلى الله عليه وسلم يأتي حراء وهو بمكة ويأتي قباء وهو بالمدينة، والخير في اتباعه صلى الله عليه وسلم واقتفاء ءاثاره قولا وفعلاً لا سيما فيمن ظهرت الطاعة فيه )) اهـ.

وفي ضمن كلام الوانشريسي أن عمل المسلمين جرى على التبرك بزيارة القبور المباركة عكس عقيدة التيميين ، فتبين بذلك أنهم شاذون عن الأمة في نحلتهم المعروفة وهي محاربة التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأولياء ومحاربة زيارة القبور بقصد التبرك ، وقد أسفر الصبح لذي عينين .
قَالَ إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ : الدُّعَاءُ عِنْدَ قَبْرٍ مَعْرُوفٍ التِّرْيَاقُ الْمُجَرَّبُ

وقال شيخ القراء الامام الحافظ ابن الجزري في كتابه الحصن الحصين قال : ويتوسل الى الله سبحانه بانبيائه وبا الصالحين . وقال ايضا بستجابه الدعاء عند قبور الانبياء وقال وجرب استجابه الدعاء عند قبور الصالحين .

*قال ابن الجوزي رحمه الله
عن اداب زيارة الحرم الابراهيمي الشريف في فلسطين , وذلك في كتابه " تاريخ بيت المقدس " ثم يدخل إلى قبر الخليل يستقبله من أي نواحيه شاء، ثم يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم هذا وهو واقف، وذكر أن يضع يده على القبر وأن يعاتقه ويقف ويسلم كما يسلم على الحي بوقار وسكينة كان يشاهده صلى الله عليه وسلم ويستحب أن يكثر الدعاء عنده "
ثم يقول رحمه الله :
ويتوسل فما توسل به أحداً إلا إجابة الله تعالى، فإذا فرغ من ذلك يمضي إلى قبر سيدنا يعقوب ......... "

*قال العلامه ابن علان الصديقي في شرح الاذكا ر : لأن التوسل به سيره السلف الصالح الانبياء والاولياء وغيرهم .

*وقال الإمام النووي في المجموع (ج8/274) كتاب صفة الحج، باب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم: "ثم يرجع إلى موقفه الأول قُبالة وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم (((ويتوسل به))) في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه".

*ابن قدامة المقدسي يرى جواز التوسل
فلقد جاء في وصيته (ص 92 بتحقيق محمد أنيس مهرات ) ما يلي :
وإذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى تريد طلبها منه فتوضأ ، فأحسن وضوءك ، واركع ركعتين ، وأثن على الله عز وجل ، وصلَ على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قل : لا إِلَهَ إِلاَّ الله الحَلِيمُ الكَريمُ، سُبحَانَ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينِ، أَسأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحمَتِكَ وَعَزَائمَ مَغفِرَتِكَ وَالغَنيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لا تَدَعْ لي ذَنباً إِلاَّ غَفَرْتَهْ وَلا هَمَّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهْ، وَلا حَاجةً هِيَ لَكَ رِضاً إِلاَّ قَضَيتَهَا يَا أَرحَمَ الرَّاحمين وإن قلت : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي،وتذكر حاجتك
وروي عن السلف أنهم كانوا يستنجحون حوائجهم بركعتين يصليهما ثم يقول : اللهم بك أستفتح وبك أستنجح ، وإليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أتوجه ، اللهم ذلل لي صعوبة أمري ، وسهل من الخير أكثر مما أرجو ، واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف .
وكذلك في كتابه المغني في باب زياره قبر النبي .
هذا رأي ابن قدامة شيخ الحنابلة الذي قال فيه ابن تيمية : ما دخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من الشيخ الموفقابن قدامة .

* وقال ابن حجر كذلك في الخيرات الحسان : إن الامام الشافعي كان يتوسل بالامام أبي حنيفة يجيء الى ضريحه يزوره ويسلم عليه ابن حجر رحمه الله في الجوهر المنظم : إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم حسن في كل حال .

*قال صاحب كتاب : " شرح مختصر خلبل للخرشي [ وَأَمَّا التَّوَسُّلُ بِبَعْضِ مَخْلُوقَاتِهِ فَجَائِزٌ وَأَمَّا الْإِقْسَامُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي الدُّعَاءِ بِبَعْضِ مَخْلُوقَاتِهِ كَقَوْلِهِ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ اغْفِرْ لَنَا فَخَاصٌّ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]

*قال الامام ابن الهمام : ويسأل الله حاجته متوسلا الى الله بحضرة نبيه صلى الله عليه وسلم , ويسأل النبي الشفاعة فيقول يا رسول الله أسألك الشفاعة يا رسول الله أتوسل بك الى الله .

*وقال الامام السخاوي رحمه الله في كتاب " التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة " : ".. والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرف مرسل، وعلى آله وصحبه وتابعيهم المندفع الكرب عن سائر من به، ثم بهم، ببركته توسل . "
وقال السخاوي أيضا في نفس الكتاب راويا عن أحدهم قوله : "

جرمي عظيم يا عفو وإنني**** بمحمد أرجو التمسح فيه

فيـه توسل آدم في دينه **** وقد اهتدى من يقتد بأبيه

و قال في خاتمة شرح ألفية العراقي في الحديث: ( سيدنا محمد سيد الأنام كلهم ((( ووسيلتنا ))) وسندنا وذخرنا في الشدائد والنوازل صلى اللّه عليه وسلم) .

*قال الواقدي في كتاب فتوح الشام راويا ما قال بعضهم : " اللهم إنا نتوسل بهذا النبي المصطفى والرسول المجتبى الذي توسل به آدم فأجبت دعوته وغفرت خطيئته "

*وفي كتاب الفتاوى الهندية (ج1/266) كتاب المناسك: باب: خاتمة في زيارة قبر النبي صلى اللّه عليه وسلم، بعد أن ذكر كيفية وءاداب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ذكر الأدعية التي يقولها الزائر فقال: "ثم يقف (أي الزائر) عند رأسه صلى اللّه عليه وسلم كالأوّل ويقول: اللهم إنك قلت وقولك الحق: "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ .." الآية، وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك، ((( مستشفعين بنبيك إليك ))).

*وفي خاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي، قال في خاتمة "تاج العروس" داعياً: "ولا يكلنا إلى أنفسنا فيما نعمله وننويه (((بمحمد وءاله))) الكرام البررة".

*العالم العلامة الفيومي، قال في خاتمة كتابه "المصباح المنير" داعياً: "ونسأل الله حسن العاقبة في الدنيا والآخرة وأن ينفع به طالبه والناظر فيه وأن يعاملنا بما هو أهله ((( بمحمد وآله ))) الأطهار وأصحابه الأبرار".

*العلامة الفقيه عبد الغني الغنيمي الحنفي صاحب "اللباب في شرح الكتاب"، قال في خاتمة كتابه "شرح العقيدة الطحاوية" داعياً: "وصلِّ وسلم على سيدنا محمد فإنه ((( أقرب من يُتَوسل به إليك )))".

*إمام المحققين الشيخ ابن عابدين الحنفي، قال في مقدمة حاشيته على الدر المختار داعياً: "وإني أسأله تعالى ((( متوسلاً إليه بنبيه المكرم))) صلى الله عليه وسلم".

*الشيخ محمد علاء الدين ابن الشيخ ابن عابدين، قال في خاتمة تكملة حاشية والده داعياً: "كان الله له ولوالديه، وغفر له ولأولاده ولمشايخه ولمن له حق عليه ((( بجاه سيد الأنبياء والمرسلين )))".

*الإمام محمد الزرقاني المالكي، قال في خاتمة شرحه للموطأ داعياً: "وأسألك من فضلك (((متوسلاً إليك بأشرف رسلك))) أن تجعله (أي شرحه للموطأ) خالصاً لوجهك".

*المحدث إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي الشافعي، قال في كتابه "كشف الخفاء ومزيل الإلباس" (ج2/419) داعياً: "وَضعَ الله عنا سيئات أعمالنا بإفضاله الجاري، وختمها بالصالحات ((( بجاه محمد صلى الله عليه وسلم))) سيد السادات .

*وعزز أبوموسى النابغة الجعدي الصحابي الشاعر المعروف بسياط فأنشد كما في الاستيعاب :
فيا قبر النبي وصاحبيه ألا يا غوثنا لو تسمعونا ******* ألا صلى إلهكم عليكم ولا صلى على الأمراء فينا.
والنابغه وأبو موسى الاشعري من جلة الصحابة فلو كان في الاستغاثة حتى كراهه لما قال هذا وأقر ذلك .

*وجاء في كتب السير والمغازي اذ ذكروا ان شعار الصحابه والتابعين في قتالهم لمسيلمه كان ( وامحمداه وامحمداه )
*وما جاء عن الصحابي بلال بن الحرث في عام الرمادة إذ ذبح شاه فوجدها في غاية الهزال والضعف فصاح ( وامحمداه
وامحمداه )
والى هنا اكتفي بهذا العرض المختر والموجر لأقوال هؤلاء الفحول من علماء الأمة وهم ما بين حافظٍ ومحدث وفقيهٍ ومفسر والذين يُعول عليهم في الأخذ ويرجع اليهم في المهمات , هؤلاء الرجال الذين صدقوا مع الله واخلصوا لهُ و لخدمة هذا الدين المتمثل في كتاب الله والسنة المطهرة , هؤلاء الرجال الذين تصدوا لكل دسيسة على الأسلام وبذلوا الروح والمال والوقت من اجلهِ , والذي نجد وللأسف الشديد في نفس الوقت من يتطاول عليهم في كُل ما لا يقبلهُ فكره السقيم ويقول انهم ليسوا بحجة ولكن الحجة في قال الله وقال الرسول , فكأنهُ يرميهم ومن حيثُ لايشعر بأنهم قالوا بغير ما قال الله وقال الرسول ولا حول ولا قوة إلابالله , وهو الذي يتطفل على موائدهم وينهل من معين علومهم , بل وقد يصل به الحال والعياذ بالله الى معارضة بل الى تكذيب قول النبي r ( لا تجتمع امتي على ضلالة ) نسأل الله العافية والسلامة من ذلك .
وعلى حسب مفهوم هؤلاء القوم بان التبرك والتوسل والأستغاثة شرك ينافي التوحيد فهم بلا شك ولا ريب يكفرون جُل ان لم نقل كُل علماء الأمة بل قل كُل من يقول بقولهم ولا حول ولا قوة إلابالله .
قال عليه الصلاة والسلام [ من قال لأخية يا كافر فقد باء بها احدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه ]
ولكن لا يزال في الأمر سعة لكل ذي عقل ودين ان يقرر ويختار ( ومن حقهِ حرية الأختار ) ان يأخذ بقول من يريد , ولكنني قبل ان يختار اودُ ان اذكرهُ بقول المولى سبحانه وتعالى ] أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ [
فوالله لقد أزرينا بمقام هؤلاء الائمه حيث ذكرناهم مع هؤلاء المتطفلين

الم تر ان السيف ينقص قدره ****** اذا قيل هذا السيف خير من العصا

ومعذرة اخي على هذهِ الإطالة فلربما تجد فيها الكثير من الأخطاء الإملائية لأنني كتبتها على عجل ولكنني اطلب منك ان تجلس مع نفسك قليلا وتفكر بالعقل الذي وهبك اياه مولاك قائلا لنفسك
1- هل من المعقول ان يكون هؤلاء الجهابذة من علماء الأمة وسلفها الصالح لم يعرفوا معنى التوحيد ؟
2- وهل يُعقل ان يُقع هؤلاء العلماء امة سيدنا محمد r في الشرك والضلالة وهم الذين خدموا السنة المطهرة ؟
3- وهل من المعقول ان يفهم متطفلون هذا الزمان مالم يفهمه هؤلاء الجهابذة من الحفاظ والفقها والمحدثين ؟
4- وهل يشك احدٌ في ان جميع العلماء وطلبة العلم في هذا الزمان ليسوا إلا من المتطفلين على كتب هؤلاء العلماء ؟
اسألة تحتاج الى اجوبة بعد تفكير طويل وتريث قبل ان نرمي الناس بالشرك .

فائده :
قال الامام ابن القيم رحمه الله تلميذ ابن تيميه في كتاب الروح ص 103 وقد تواترت الرؤيا في أصناف بنى آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا تقدر على مثله حال اتصالها بالبدن من هزيمة الجيوش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد لقليل ونحو ذلك وكم قد رئى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر في النوم قد هزمت أرواحهم عساكر الكفر والظلم فإذا بجيوشهم مغلوبة مكسورة مع كثرة عددهم وعددهم وضعف المؤمنين وقلتهم ومن العجب أن أرواح المؤمنين المتحابين المتعارفين تتلاقى وبينها أعظم مسافة وأبعدها فتتألم وتتعارف فيعرف بعضها بعضا كأنه جليسه وعشيرة فإذا رآه طابق ذلك ما كان عرفته روحه قبل رؤيته قال عبد الله بن عمرو انأرواح المؤمنين تتلاقى على مسيرة يوم وما أرى أحدهما صاحبه قط ورفعه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وأختمها بشيء يُخفيهِ من يزعمون ان التبرك شرك والعياذ بالله الا وهو التبرك بابن تيمية
فقد جاء في كتاب البداية والنهاية 14/136 لأبن كثير تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية والذي لا اظنهُ كاذباً على شيخهِ قال ما نصهُ :-
( وشرب جماعة الماء الذي فضل من غسله ( يعني ابن تيمية )، واقـتسم جماعة بقية السدر الذي غُسل به، ودفع في الخيط الذي كان فيه الزئبق الذي كان في عنقه بسبب القمل مائة وخمسون درهماً، وقيل : إن الطاقية التي كانت على رأسه دفع فيها خمسمائة درهماً . وحصل في الجنازة ضجيج وبكاء كثير وتضرع ، وخُتمت له ختمات كثيرة بالصالحية وبالبلد ، وتردد الناس إلى قبره أياماً كثيرة ، ليلاً ونهاراً ، يبيتون عنده ويصيحون !!! )

منقول من
مادة جمعها
الشيخ
عبد الله بن الشيخ ابي بكر بن سالم الشافعي
كاتب الموضوع الشيخ كشف الستار 
منتدى الحوار الاسلامي

حقيقة صوفية حضرموت