منتدى الحوار الاسلامي

الاثنين، 12 أبريل 2010

مقومات الشيخ المرشد وآداب المريد

مقومات الشيخ المرشد وآداب المريد 
إن الشيخ المرشد على الحقيقة هو الداعى إلى الله على بصيرة بطريق الإرث المحمدى والتبعية المحمدية التى ذكرها الحق تعالى فى قوله : (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)
وقد أصل الإمام العارف  السهروردى قدس الله سره  فى عوارف المعارف – لشرعية الرتب " المشيخة "  فى طريق الله تعالى وبيان حقيقتها بقوله : ورد فى الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذى نفس محمد بيده لئن شئتم لأقسمن لكم : إن أحب عباد الله تعالى إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده ، ويحببون عباد الله إلى الله ، ويمشون على الأرض بالنصيحة  . وهذا الذى ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم هورتبة المشيخة والدعوة إلى الله تعالى ؟ لأن الشيخ يحبب الله إلى عباده حقيقة ، ويحبب عباد الله إلى الله ورتبة " المشيخة "  من أعلى الرتب فى طريق الصوفية ، ونيابة النبوة فى الدعاء إلى الله . فأما وجه كون الشيخ يحبب الله إلى عباده ، فلأن الشيخ يسلك بالمريد طريق الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن صح اقتداؤه واتباعه أحبه الله تعالى : قال الله تعالى : قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) ووجه كونه يحبب عباد الله تعالى إليه : أنه يسلك بالمريد طريق التزكية ، وإذا تزكت النفس انجلت مرأة القلب . وانعكست فيه أنوار العظمة الإلهية ، ولاح فيه جمال التوحيد وانجذبت أحداق البصيرة إلى مطالعة أنوار جلال القدم ورؤية الكمال الأزلي ، فأحب العبد ربه لا محالة ، وذلك ميراث التزكية ، قال الله تعالى : قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9 ) وفلاحها بالظفر بمعرفة الله تعالى وأيضا : مرأة القلب إذا انجلت لاحت فيها الدنيا بقبحها وحقيقتها ، وماهيتها ، ولاحت الآخرة ونفائسها بكنهها وغايتها، فتنكشف للبصيرة حقيقة الدارين وحاصل المنزلين ، فيحب العبد الباقى ويزهد فى الفانى ، فتظهر فائدة التزكية وجدد المشيخة والتربية  فالشيخ من جنود الله تعالى : " يرشد به المريدين ويهدى به الطالبين "  وهكذا يخلص لنا من تقرير الإمام السهروردى رضى الله عنه لرتبة المشيخة :ولا ريب أن هذه المقومات وما سيتبعها ينبنى عليها فرضية اتخاذ الشيخ فى سلوك طريق الله كما يؤكده قول الإمام عبدالقادر الجيلانى قدس الله سره : "لابد لكل مريد لله من شيخ ، فالمشايخ هم الطريق إلى الله تعالى والأدلاء عليه ، والباب يدخل منه إليه

ولقد أوضح الإمام المارف سيدى عبدالعزيز الدباغ رضى الله عنه المقصود من التربية التى لابد فيها من الشيخ المرشد إذ قال :إن المقصود من التربية هو تصفية الذات وتطهيرها من رعونتها حتى تطيق حمل السر(أى سر المعرفة لم وليس ذلك  بإزالة الظلام منها ، وقطع  الباطل عن وجهتها  ثم بين - رضوان الله عليه صفات ومقومات هذا الشيخ المربى  وقد قال صاحب الإبريز فى أول شرحه لهذه الأبيات رضوان الله عليه : " ولشيخ التربية علامات ظاهرة : وهى أن يكون سالم الصدر على الناس : ليس له فى  هذه الأمة عدو ، وأن يكون كريما : إذا طلبت منه أعطاك ، وأن يحب من أساء إليه ، وأن يففل عن خطايا المريدين - أى لا يعاجلهم بالعقوبة - ومن لم تكن له هذه العلامات فليس بشيخ  " وبقية شرحه للابيات المتقدمة حافل بجليل الفوائد لكن يحتاج إثباته هنا إلى الإطالة فمن رام البسط
فليرجع إليه فى محله  هذا وقد نوه الإمام القطب الربانى سيدى عبدالقادر الجيلانى قدس الله سره بأوصاف الشيخ المرشد حتى لا يفتر بأدعياء  " المشيخة " فقال : إذا لم يكن للشيغ خمس فوائد والا فدجال يقود إلى جهل عليم بأحكام  ظاهرا ويبحث عن علم الحقيقة من أصل ويظهر لوراد بالبشروالقرى ويخضع للسكين بالقول والفعل فهذا هو الشيخ المعظم قدره عليم بأحكام الحرام من الحل يهذب طلاب الطريق ونفسه الشيخ المرشد يقول العارف الكبير السيد أبو الهدى الصيادى الرفاعى رضى الله عنه فى كتابه (العقد النضير فى آداب الشيخ والمريد لمن(وينبفى أن يتصف الشيخ المسلك بإثنتى عشرة صفة : صفتان من حضرة الله تعالى: وهما : الحلم والستر وصفتان من حضرة النبى صلى ألله عليه وسلم : وهما الرأفة والرحمة . وصفتان من حضرة الصديق الاكبر رضى الله عنه وهما الصدق والتصديق  وصفتان من حضرة الفاروق الأعظم رضى الله عنه وهما الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وصفتان من حضرة عثمان ابن عفان ذى النورين رضى الله عنه وهما الحياء والتسليم  وصفتان من حضرة على الكرار رضى الله عنه وهما الزهد الأتم والشجاعة  ومتى اتصف الشيخ بهذه الأوصاف وتمكنت قدمه ، وذكت شيمه صح أن يكون قدوة فى الطريق  كذلك أثبت الإمام العارف النقشبندى سيدى ضياء الدين أحمد الكمشخانى  الخالدى فى موسوعته (جامع الأصول فى الأولياء وأنواعهم ) شروط الشيخ المرشد وعلاماته فقال قدس الله  مهذبة واعلم أنه يشترط فى المرشد وفى توصيف بديع لمقومات أن يكون عالما بما يحتاج إليه لمريدون من الفقه ، وعقائد التوحيد بقدر ما يزيل به الشبهة التى تعرض للمريد فى البداية  وأن يكون عالما بكمالات القلوب وآدابها ، وآفات النفوس أمراضها وكيفية حفظ صحتها على اعتدالها  وأن يكون رؤوفا رحيما بالمسلمين خصوصا بالمريدين . وأن يكون ناصحا لهم ؟ فينظر فى حال من يصحبه منهم ؟ إن رآه قابلا للسلوك سلكا وحسن له الطريق ، وعلى ترك الأسباب أعانه ، ولكل ما أمكنه إعطاؤه من المال وغيره ملكه ، وان رآه غير قابل لذلك رده إلى حرفته أو إلى تعاطى شئ من الأسباب هنالك ؟ فإن الله تعالى لا يحب العبد البطال . (ثم قال لم : ومن علامات المرشد الأمين : أن يستر ما اطلع عليه من عيوب المريدين . وأن يكون فى الحالة الوسطى فى جميع أحواله من جوع وشبع ونوم وسهر وقبض وبسط . والحالة الوسطى هى ما بين الإفراط والتفويط ، ولا يقدر عليها إلا الكمل من الرجال ، ولذا كان من اتصف بها صالحا للإرشاد بلا محال . وأن يكون قد استوى عنده المأكل والملابس . وأن يكون غنى النفس ، وحسن الخلق لا يفضب إلا لله ، وذا جاءه أحد يريد الإرشاد لا يكون فى وجها عابسا .  وينبغى أن يكون جلاله ممزوجا بجماله ، وغضبه ممزوجا برضاه ، وقهره ممزوجا بلطفه ، وصلنا الله بمنه وكرمه إلى تلك الصفات  ثم لما سئل رضى الله عنه عما يجب على الشيخ فى حق المريد قال : (يجب على الشيخ للمريد ثلاثة أشياء : التسليك فى البداية والتبليغ فى النهاية والحفظ فى الرعاية )  وقال قدس الله سره (وشروط الشيخ الذى يلقى المريد إليا نفسه خمسة : ذوق صريح وعلم صحيح وهمة عالية وجالة مرضية وبصيرة نافذة ..)  و هكذا تتجلى مقومات الشيخ المرشد من خلال أقوال أئمة شيوخ التربية الصوفية الراشدة وهى معايير يجب أن تراعى عند دخول المريد فى طريق السلوك إلى الله تعالى . وبالتعرف على هذه المقومات والأوصاف للشيخ المرشد ندرك لامحالة أن اتخاذ هذا الشيخ قدوة واماما مرشدا فى الطريق إلى الله تعالى ومزكيا للنفس ومربيا للروح وللقلب وموصلا للعبد إلى حضرة الله عز وجل أمر شرعى مطلوب ومرغوب ، وان من يعارض فى جواز» ومشروعيته لهو بمعزل عن إدراك الحقائق ، وغافل محجوب لا يبصر طريق التحرر من أسر النفوس وعلل القلب ورق الأكوان  فأما من أراد الله تعالى به صلاح النفس والقلب والروح فإنه ينشد لقاء هذا الشيخ والدخول فى دائرة تربيته ورعايته لينهض بتزكية نفسه ويجمعه على ربه تعالى ويكون حرصه على لقاء هذا الشيخ والتربية على يديه أكثر من حرصه على حياته ؟ لأنه مناط سعادته ومعقد صلاحه مع الله تعالى  وقد صرح أئمة التربية الصوفية بما يجب أن يتحقق فى مريد السلوك إلى الله تعالى من شروط وآداب حتى يرتقى فى مدارج السير والسلوك إلى ملك الملوك . فلنتعرف أولا على تعريف المريد لم كمصطلح صوفى ، وما معنن الإرادة فى عرف السادة الصوفية ؟ إن لفظ لم المريد) اسم فاعل مشتق من الإرادة وهى فى اللغة  بمعنى المشيئة والقصد والطلب ، ومعناها فى عرف الصوفية : طلب السلوك الر ملك الملوك . وقيلى هو صدق الوجهة إلى  تعالى بإفراد القصد إلى حضرة مولاه  وقيل هى : نهوض القلب فى طلب الحق سبحانه وتعالى ، وهى ألى منازل القاصدين إليه تعالى . و(المريد) فى اصطلاح السادة ألصوفية : هو الرامى بأول قصده إلى الله تعالى فلا يعرج عنه حتى يصل إليه . " وقيل : هو رجل يعمل بين الخوف والرجاء شاخصا إلى الحب مع صحببة الحياء . وقال الشيخ الاكبر سيدى محيى الدين بن عربى قدس الله سره  " المريد من انقطع إلى الله عن نظر واستبصار ، وتجرد عن إرادته إذا علم أنه ما يقع فى الوجود إلا ما يريده الله تعالئ لا ما يريده غيره ، فيمحو إرادته فى إرادته فلا يريد إلا ما يريده الحق ( وأما شروط المريد وأدابه : فقد أفرد لها أئمة التربية الصوفية مصنفات برأسها منها : (أداب المريدين ) للحنكيم الترمذى ، (أداب المريدين ) للعارف السهروردى و(الأنوار القدسية فى معرفة قواعد الصوفية ) للإمام الشعرانى وغير ذلك  كما تناولها الشيوخ العارفون فى أبواب وفصول فى كبار مصنفاتهم فى نحو (الرسالة القشيرية ) و(عوارف المعارف ) جامع الأصول فى الأولياء ونرصد هنا من أبرز هذه لشروط والآداب ما يلى: فمنها أولا : الصدق وخلاص النية فى الإرادة وطلب الشيخ المرشد المستجمع لمقومات المشيخة ا لإرشاد التى أوردنا أبرزها فيما ومنها ما ذكره صاحب العوارف  بقوله (ومن الأدب أن لا يدخل فى صخبة الشيخ إلا بعد علمه بأن الشيخ قيم بتأديبه وتهذيبه ، وأنه أقوم بالتأديب من غيره ، ومتى كان عند المريد تطلع إلى شيخ أخر : لا تصغر صحبته ، ولا ينفذ القول فيه ، ولا يستعد باطنه لسراية حال الشيخ إليه ، فإن المريد كلما أيقن تفرد الشيخ بالمشيخة عرف فضله ) (16) ومن ثم قال العارفون (إن المريد إذا عزم على الاقتداء بشيخه يلزمه أن يعتقد فيه الكمال  أى الكمال النسبى بالنسبة لباقى الشيوخ ومن أهم شروط المريد فى الاقتداء بشيخه قوة محبته له حتي يكون آحب إليه من نفسه : لأنه مناط سعادته وهو الذى يجمعه على ربه ، قال صاحب العوارف  والمحبة والتألف هو الواسطة بين المريد والشيخ ، وعلى قدر قوة المحبة تكون سراية الحالة ؟ لأن المحبة علامة التعارف ، والتعارف علامة الجنسية - أى المجانسة والجنسية جالبة للمريد حال الشيخ أو بعض حاله ومن شروط وأداب ، المريد مع شيخه ما ذكره العارف بالله ضياء  رضى الله عنه بقوله : (ويجب على المريد لشيخه ثلاثة أشياء : امتثال أمره ، وكتمان سره ، وتعظيم قدره لم  ومن شروط المريد مع شيخه أيضا ما جاء فى القرآن العظيم فى قصة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر على نبينا وعليهما الصلاة والسلام من قوله تعالى : (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً (65) فقد ذكر سبحانه ثلاثة شروط يجب أن تتوافر في المريد مع شيخه هي الصبر والطاعة والتسليم  وذلك بعد أن ذكر مقومات الشيخ في قوله تعالي : ( قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (70) وهى التحقق بكمال العبودية لله تعالى ، والتحقق برحمة الولاية لله عز وجل ،وتحققه بالعلم اللدنى ، وهو الإلهام والكشف المباشر ، وبذا صرح القرآن العظيم بمشروعية تبعية المريد لشيخه بشروطها وبمقومات الشيخ وشروط الإرشاد  ألا فليتدبر أولوا الألباب . ومن الشروط أيضا : أنه يجب على المريد أن لا يعتقد فى شيخه العصمة فإن الشيخ – وان كان على أكمل الحالات  فليس بمعصوم ، ولا يعتقدها هوفى نفسه . ومن آداب المريد مع شيخه أن لا يكتم على الشيخ شيئا من حاله ومواهب الحق عنده وما يظهر له من كرامة واجابة ، ويكشف للشيخ من حاله ما يعلم الله تعالى منه ، وما يستحى من كشفه يذكره إيماء وتعريضا فإن المريد متى  ضميره على شئ لا يكشفه للشيخ تصريحا أو تعريضا يصير على باطنه منه عقدة فى الطريق ، وبالقول مع
الشيم تنحل العقدة وتزول  ومن أداب المريد أيضا : الصبر على امتحان الشيخ له عند أخذ الطريق ، قال سيدى الإمام عبدالوهاب الشعرانى رضى الله عنه - فى أداب المريد - (ومن شأنه إذا سافر لشيخ ليأخذ عنه الطريق فقابله الشيخ بالجفاء والتعبيس فى وجهه : أن يصبر ولا يتزلزل ، بل يجلس مطروح النفس على بابه حتى يرحمه شيخه ولو مكث على ذلك الجفاء سنه وأكثر لا يبرح عنه ؟ فإن الطريق عزيزة عند أهلها لا يجوز لهم الترخيص فيها لكل من ورد عليهم )  ومنها أيضا : أن يبادر لامتثال أمر شيخه ولا يتوقف على معرفة الدليل على ما أمره به ، فإن ذلك من أكبر قواطع الطريق فإن ملم الاستدلال إنما يكون للأشياخ والمجتهدين لا المقلدين (ه 2) ، وعماد التربية الاتباع للشيخ الذى هو متبحر فى الشريعة والحقيقة  ومن شأن المريد أن يقدم أمر شيخه على جميع أهويه نفسه ، فإذا أمره بتنظيف المستراح وخدمة الفقراء فى المطبخ وعداد الطعام رأى ذلك مقدما على كل ما يترجح عنده فعله ؟ لأن الشيخ أعرف منه بطريق  الترقى ومن شأن المريد جمع الهمة على قراءة الأوراد التى أمره بها شيخا ، فإن كل شيخ جعل الله تعالى مدده وسره وسر طريقته فى أوراده التى يأمر بها المريد ومن أهم أداب المريد : عدم الاعتراض على شيخه فى تربية مريديه لأنه مجتهد فى هذا الباب عن علم واختصاص وخمر ة  قال العلامة ابن حجر الهيثمى رضى الله عنه لاومن فتح باب الاعتراض على المشايخ والنظر فى أحوالهم وأفعالهم والبحث عنها فإن ذلك علامة حرمانه وسوء عاقبته وأنه لا ينتج قط ، ومن ثم قالوا  " من قال لشيخه لم لا يفلح ابدا " . وإذا ما تحقق المريد من هذه الشروط والاداب ارتقى الى مقام ( المراد ) فالمريد – عند السادة الصوفية – هو المبتدى ، والمراد هو المنتهى ، قال أبو على الكاتب إذا انقطع المريد الى الله تعالى بكليته أول ما يفتح الله تعالى الأستغناء عنه تعالى عمن سواه ، وتلك السعادة الأبدية .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني طرح أرائكم سادتي

حقيقة صوفية حضرموت