منتدى الحوار الاسلامي

الجمعة، 21 مايو 2010

قصيدة: ما لذةُ العيشِ إلا صحبةُ الفُقَرا

قصيدة: ما لذةُ العيشِ إلا صحبةُ الفُقَرا
قصيدة عظيمة للشيخ القدوة الإمام العارف بالله شعيب بن أبي مدين التلمساني تضمنت بيان آداب الطريق للوصول إلى رضوان الله عز وجل، وضَّح فيها جملةً من الآداب التي يحتاجها المسلم، وحذر من الأخلاق السيئة الذميمة التي تقطعه عن ربه، وحوت دررا من النصائح والتوجيهات والتنبيهات التي تساعد على الاستقامة، والقرب من المولى عز وجل ..
وهي من ضمن مقررات الدورة التعليمية السادسة عشرة بدار المصطفى، يحرص الطلاب على حفظها وتأمل معانيها، نسأل الله أن ينفع الجميع بها.
ما لَذَّةُ العيش إلا صحبةُ الفُقَرا *** هم السَّلاطينُ والسَّاداتُ والأُمَرَا
فاصحَبهمُ وتأدَّب في مجالسِهم *** وخلَّ حظَّك مهما قدَّموكَ ورَا
واستَغنمِ الوقتَ واحضُر دائماً معهمُ*** واعلم بأنّ الرّضى يختَصّ من حضرا
ولازِمِ الصَّمتَ إلاّ إن سُئلتَ فقل *** لا علمَ عندي، وكُن بالجَهلِ مُستَتِرَا
ولا تَرَ العَيبَ إلاَّ فيكَ مُعتَقِدًا *** عيباً بدا بيِّنًا لكنَّه اسْتَتَرا
وحُطَّ رأسَكَ واستغفِر بِلا سببٍ *** وقُم على قدمِ الإنصافِ مُعتَذِرَا
وإن بَدَا منك عَيبٌ فاعترِف وأقِم *** وجهَ اعتذارِك عمَّا فيكَ منكَ جَرى
وقُل: عُبيدُكمُ أَولَى بِصَفحِكمُ *** فسامِحُوا وخُذُوا بالرِّفقِ يا فُقَرا
هُم بالتَّفضُّلِ أَولى وهو شِيمتهُم *** فلا تخَف دَرَكاً مِنهُم ولا ضَرَرا
وبالتَّفَتِّي على الإخوانِ جُد أبدا *** حسًّا ومعنًى وغُضَّ الطَّرفَ إن عَثَرَا
ورَاقبِ الشَّيخَ في أحوالهِ فعَسى *** يُرَى عليكَ مِن استِحسَانِهِ أثَرَا
وقَدِّمِ الجِدَّ وانهَضْ عندَ خِدمَتِهِ *** عساهُ يرضَى وحاذِر أنْ تَكُن ضَجِرَا
فَفِي رِضاهُ رِضَا الباري وطاعتِهِ *** يرضَى عَليكَ فَكُن مِن تَركِهَا حَذِرَا
واعلَم بأنَّ طريقَ القومِ دَارِسَةٌ *** وحالُ مَن يدَّعِيها اليومَ كيفَ تَرَى
متى أراهُم وأنَّى لي بِرُؤيَتِهم *** أو تسمَعُ الأذنُ منِّي عنهمُ خَبرَا
مَن لِي وأنَّى لِمثلِي أنْ يزاحمَهم *** على مَوارِدَ لَم آلَفْ بها كَدَرَا
أُحِبُّهم وأُدارِيهِم وأُوثِرُهم *** بِمُهجتِي وخصُوصاً منهمُ نفرَا
قومٌ كرامُ السَّجايا حيثُما جَلسُوا *** يبقَى المكانُ على آثارِهِم عَطِرَا
يُهدِي التَّصوُّفُ مِن أخلاقِهم طُرفًا *** حُسنُ التَّآلُفِ منهُم رَاقنِي نَظَرا
هُمْ أهلُ وُدِّي وأحبابي الذينَ همُ *** مِمّن يجرُّ ذيولَ العِزِّ مُفتَخِرَا
لا زالَ شَملِي بِهم في اللهِ مُجتمِعًا *** وذنبُنا فيهِ مَغفورًا ومُغتَفَرا
ثمَّ الصَّلاةُ على المختارِ سيِّدِنا *** محمَّدٍ خيرِ مَن أوفَى ومَن نَذَرَا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني طرح أرائكم سادتي

حقيقة صوفية حضرموت