منتدى الحوار الاسلامي

الخميس، 27 مايو 2010

رسالة الأجوبة المفحمة في التوسل للشيخ يوسف الدجوري

هذا بحث التوسل والاستغاثةلفضيلة الأستاذ الكبير حجة الإسلامالشيخ يوسف الدجوي(1287 هـ - 1365 هـ)من : "مقالات وفتاوى الشّيخ يوسف الدّجوي" طبعة دار البصائر”
مع زيادةللفقير إلى الله: حسام دمشقي

لا تزال ترد إلينا الرّسائل بشأن التوسّلطلبًا للتوضيح والإسهاب .

وقد ذكر بعض مرسليها أن من الناس من يكفّر المتوسّلينبرسول الله صلى الله عليه وآله وسلمالّذي سنتوسّل به جميعًا يوم القيامة على ما نطقت به الأحاديث الصحيحة . ولو قالواإن في المسألة تفصيلاً ، أو أنّ بعض العبارات التي يقولوها المتوسّلون ، أوالزائرون ينبغي التّحاشي عنها ، وتعليم ما يصح أن يقول في توسّله أو عند زيارته ،لقبلنا منهم ذلك وشكرناهم عليه ، ولكنهم أفرطوا كل الإفراط ، فرأينا أن نفيض القولفي ذلك ، فلعلّنا بزيادة التّقرير والتّكرير نُزيل تلك العقيدة التي هي أخطر شيءٍعلى الإسلام والمسلمين.

ولنجعل الكلام معهم في مقامين ، حتى نفحمهمبالمعقول والمنقول ، فنقول : الكلام معهم في جهة الدليل العقلي ، وما نضطر إليه منالدليل النقلي .

قبل أن نخوض في هذا الموضوع نحب أن نشترطعلى المنكرين أن يصبروا صبر المرتاضين بصناعة المنطق ، العارفين بقوانين المناظرة ،فلا يخرجوا عن الفرض الذي نفرضه حتى نتم الكلام فيه ، وأن يعرفوا موضوع البحث فلاينتقلوا عنه إلى غيره ، وسنفرض الفروض كلها ثم نبطلها واحدًا واحدًا .

ولينظروا حتى لا يختلط المعقول بالمنقول ، ولا المنقول بالمعقول ، وسنوفّيكلاًّ حقّه إن شاء الله ، وعسى ألاّ يكونوا بعد ذلك ممن يسلّم المقدّمات ثم ينازعفي النّتيجة ،فنقول :

هؤُلاء إن كانوا يمنعون التوسّلوالاستغاثة ، ويجعلونهما شركًامن حيث إنّهما توسّلواستغاثة، فاستغاثة المظلوم بمن يرفع ظلمه إذًا شرك ، واستغاثة الرجل بمنيعينه في بعض شؤونه شرك ، واستغاثة الملك بجيشه لدى الحروب شرك ، واستغاثة الجيشبالملك فيما يصلح أمره شرك . بل نقول :يلزمهم على هذاالفرض أنَّ طلب المعونة من أرباب الحرف والصنائع التي لا غنى للناس عنها شرك ، وطلبالمريض للطبيب شرك ، بل يلزم بناءً على تلك الكليات التي تقتضيها الحيثيّة أناستغاثة الرّجل الاسرائيلي بسيدنا موسى عليه السلام وإجابته إياه كما قال تعالىفَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْعَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ“القصص: 15” شرك ، إلى غير ذلك مما لا يقول به عاقل فضلاً عن فاضل .

هذاكله إن كانوا يقولون : إنها ممنوعة من حيث إنّها استغاثة بغير الله كما فرضنا ،فإن قالوا : أنّ الاستغاثة والتوسل بالأموات شرك دونالأحياء،قلنا لهم :لا معنى لهذا بعد أنسلّمتم أن الاستغاثة بغير الله من الأحياء ليست بشرك ، وبعد ما ورد به القرآن ووقععليه الإجماع في كل زمان ومكان ، ولا معنى لأن يكون طلب الفعل من غير الله شركًاتارة ، وغير شرك تارة أخرى ، فإن فيه نسبة الفعل لغير الله على كل حال .

وإن قالوا : إنّنا لا نعتقد التأثير الذاتي من الأحياءالذين نطلب منهم المعونة،قلنا لهم :يجب إذًا أن تجعلوا مناط المنع هو اعتقادالتأثير الذاتي لغير الله تعالى ، لا فرق بين الأحياء والأموات ، فإن وجد ذلكالاعتقاد كان شركًا وإلا فلا ، سواءٌ كانت الدّعوة لحي أو ميت ، وإن كان مناط المنعهو تلك السَّبَبِيَّة الظاهرة التي تفهم من ظواهر الألفاظ ، وجب أن يكون ذلك كلهشركًا ، حتى طلب الرجل من أخيه أن يعينه في الحمل على دابته ، أو بناء داره ، أوحفر نهره ، إلى غير ذلك كما أوضحنا في الفرض الأوّل .

فإن قالوا : إنّنا ننسب تلك الأفعال والتأثيرات إلى غيرالله تعالى من الأحياء ، معتقدين أنّ الخلق والإيجاد ليس إلا لله تعالى ، وأن الحيليس له إلا الكسب لا غير،قلنا لهم :كذلك من يطلب من الأموات أو يتوسّل بهم ،والقرينة فيهما واحدة ، وهو إيمان بأن الله بيده ملكوت السّموات والأرض وإليه يرجعالأمر كله ، وأنّ ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنّه لا خالق غيره ن ولا موجدسواه .

وإن كان سرّ المنع عندهم هو أن الميت لا يقدر على شيءمما طلب منه .فنقول لهم :

أولاً -لا يلزم من ذلك أن يكون الطلب شركًا بل عبثًا فقط ،والاستغاثة بالأحياء أقرب إلى الشرك منها بالأموات ، لأنها أقرب إلى اعتقاد تأثيرهمفي الإعطاء والمنع بمقتضى الحس والمشاهدة ، لولا نور الإيمان وساطع البرهان .

ثانيًا -ثمنقول لهم :ما معنىقولكم "إن الميت لا يقدر على شيء" ، وما سره وباطنهعندكم ؟ إن كان ذلك لكونكم تعتقدون أنّ الميّت صار ترابًا ، فما أضلّكم في دينكم ،وما أجهلكم بما ورد عن نبيكم ، بل عن ربكم من ثبوت حياة الأرواح ، وبقائها بعدمفارقة الاجسام ، ومناداة النبي صلى الله عليه وآله وسلملهايوم بدر بقولهيا عَمرو بنَ هِشَام وَيَا عُتبَة بنَ ربيعَةوَيَا فُلانَ بن فلان إنَّا وَجَدنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُممَا وَعَدَ رَبُّكْم حَقًّافقيل له : ما ذلك ؟ فقالمَا أنْتُم بِأسمَعَ لِمَا أقُولُ مِنْهمومن ذلك تسليمهعلى أهل القبور ومناداته لهم بقولهالسَّلاَمُ عَلَيكم يَاأهْلَ الدِيَار “ . ومن ذلك عذاب القبر ونعيمه ، وإثبات المجيء والذهاب إلىالأرواح ، إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة التي جاء بها الإسلام ، وأثبتتها الفلسفةقديمًا وحديثًا .

ولنقتصر هنا على هذا السّؤال :

أيعتقدون أن الشهداء أحياءٌ عند ربهم ، كما نطق القرآنبذلك أم لا ؟ فإن لم يعتقدوا فلا كلام لنا معهم ، لأنّهم كذّبوا القرآن حيث يقول”وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِأَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ“سورة البقرة : 154”وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِأَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون“سورة آل عمران : 169” .

وإن اعتقدوا ذلكفنقوللهم :إن الأنبياء ، وكثيرًا من صالحي المسلمين الذين ليسوا بشهداءَ كأكابرالصحابة ، أفضل من الشهداء بلا شك ولا مرية ، فإذا ثبتت الحياة للشهداء فثبوتها لمنهو أفضل منهم أولى .

على أن حياة الأنبياء مصرّح بها في الأحاديث الصحيحة ،وقد رأى صلى الله عليه وآله وسلمموسىuيصلّي فوق الكثيب الأحمر ، وراجعه مرارًا عندما فرضت الصلاة خمسين في كل يوم وليلةحتى صارت خمسًا ، كما قابل آدم وإبراهيم وغيرهما من الأنبياء -عليهم السلام- فهذاكلّه يثبت حياة الأرواح ، وأنه لا شك فيها .

فإذًانقول :حيث ثبتت حياة الأرواح بالأدلة القطعيّة التي قدمنا بعضها ، فلا يسعنا بعد ثبوتالحياة إلا إثبات خصائصها ، فإن ثبوت الملزوم يوجب ثبوت اللازم كما أن نفي اللازميوجب نفي الملزوم كما هو معروف .

وأي مانع عقلاً من الاستغاثة بها ،والاستمداد منها كما يستعين الرجل بالملائكة في قضاء حوائجه ، أو كما يستعين الرجلبالرجل ، وأنت بالروح لا بالجسم إنسان .

وتصرّفات الأرواح على نحو تصرفاتالملائكة لا تحتاج إلى مماسة ولا آلة ، فليست على نحو ما تعرف من قوانين التّصرّفاتعندنا ، فإنّها من عالم آخر ، “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِقُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي“سورة الإسراء : 85”وماذايفهمون من تصرّف الملائكة أو الجن في هذا العالم؟!

ولاشك أنّ الأرواح لها من الإطلاق والحرِّيَّة ما يمكّنها من أن تجيب من يناديها ،وتغيث من يستغيث بها ، كالأحياء سواء بسواءٍ ، بل أشد وأعظم . وقد ذكرنا لك فيماسبق عن ابن القيم أنّ الأرواح القوية ، كروح أبي بكر وعمر ربّما هزمت جيشًا ، إلىآخر ما ذكرناه . فإن كانوا لا يعرفون إلا المحسوسات ، ولا يعترفون إلا بالمشاهدات ،فما أجدرهم أن يسموا طبيعيين لا مؤمنين .

على أنّنا نتنزل معهم ، ونسلم لهم أنالأرواح بعد مفارقة الأجساد لا تستطيع أن تعمل شيئًا ،ولكننقول لهم : إذا فرضنا ذلك وسلّمناه جدلاً فلنا أن نقرّر :أنّه ليست مساعدةالأنبياء والأولياء للمستغيثين بهم من باب تصرّف الأرواح في هذا العالم على نحو ماقدمنا ، بل مساعدتهم لمن يزورهم أو يستغيث بهم بالدعاء لهم ، كما يدعو الرجل الصالحلغيره ، فيكون من دعاء الفاضل للمفضول ، أو على الأقل من دعاء الأخ لأخيه ، وقدعلمت أنهم أحياءٌ يشعرون ويحسّون ويعلمون ، بل الشعور أتم والعلم أعم بعد مفارقةالجسد ، لزوال الحجب التّرابية ، وعدم منازعات الشهوات البشرية .

وقدجاء في الحديث أن أعمالنا تعرض عليه صلى الله عليه وآله وسلم، فإن وجد خيرًا حمد الله ، وإن وجد غير ذلك استغفر لنا، ولنا أن نقول : إن المستغاث به ، والمطلوب منه الإغاثة هو الله تعالى ، ولكنالسائل يسأل متوسلاً إلى الله بالنبي أو بالولي في أنه يقضي حاجته ، فالفاعل هوالله ، ولكن أراد السائل أن يسأله تعالى ببعض المقربين لديه الأكرمين عليه ، فكأنهيقول : أنا من محبيه -أو محسوبيه- ، فارحمني لأجله . وسيرحم الله كثيرًا من الناسيوم القيامة لأجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم،وغيره من الأنبياء ، والأولياء ، والعلماء .

وبالجملة :فإكرام الله لبعض أحبابنبيه لأجل نبيه ، بل لبعض العباد لبعض أمر معروف غير مجهول ، ومن ذلك الذين يصلونعلى الميت ، ويطلبون من الله أن يكرمه ويعفو عنه لأجلهم بقولهم : "وقد جئناك شفعاءَفشفعنا فيه ".

والمقصود من ذلك كله إثبات أن الله يرحم بعض العباد ببعض، على أن توجّه الإنسان إلى النبي ، أو الولي ، والتجاءَه إليه تحس به روح النبيوالولي تمام الإحساس ، وهو كريم ذو وجاهة عند الله تعالى ، كما قال تعالى في بعضأصفيائهوَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا“سورة الأحزاب : 69”وكماقال في بعض آخر : “ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِوَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ“سورة آلعمران : 45”، فتعتني تلك الروح بذلك الملتجئ أشد الاعتناء فيتسديده وتأييده ، والدعاء له هي والملائكة الذين يجلونها ، ويحبون مسرتها ورضاها ،والأنبياء والأولياء محبوبون للملائكة بشاهد قوله صلى الله عليه وآله وسلمإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّعَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ فِي السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًافَأَحِبُّوهُ “ ... إلى آخر الحديث ، وأن الملائكة لتقول للذين قالوا : رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا : “ نَحْنُأَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ“سورة فصلت : 31” ، كما نصّ على ذلك القرآنالشريف .

وذلك سرّ التوجّه إلى الأولياء وزيارتهم ، لتنتبه أرواحهم لحال الزائر ،وتلتفت إلى معونته بما أعطاهم الله تعالى من الخصائص ، كما تنفع أخاك بما أعطاكالله من قوة ، أو وجاهة ، أو مكانة ، أو ثروة ، أو أعوان ، أو أنصار ... إلى آخره ،وإن الإنسان هو هو في الدنيا والآخرة ، من حيث روحه التي هي باقية في العالمينجميعًا ، وليس الإنسان إنسانًا إلا بها كما شرحنا ، والأمر جلي ، ولكنها الأهواءعمَّت فأعمت .

والخلاصة :

أنه لا يكفر المستغيث إلا إذا اعتقد الخلق والإيجاد لغير الله تعالى ،والتّفرقة بين الأحياء والأموات لا معنى لها ، فإنه إن اعتقد الإيجاد لغير الله كفر، على خلاف للمعتزلة في خلق الأفعال ، وإن اعتقد التسبب والاكتساب لم يكفر .

وأنتتعلم أن غاية ما يعتقد الناس في الأموات ، هو أنهم متسببون ومكتسبون كالأحياء ، لاأنهم خالقون مُوجِودون كالإله ؛ إذ لا يعقل أن يعتقد فيهم الناس أكثر من الأحياء ،وهم لا يعتقدون في الأحياء إلا الكسب والتّسبّب ، فإذا كان هناك غلط فليكن فياعتقاد التّسبّب والاكتساب ؛ لأن هذا هو غاية ما يعتقده المؤمن في المخلوق كما قلنا، وإلا لم يكن مؤمنًا ، والغلط في ذلك ليس كفرًا ، ولا شركًا .

ولانزال نكرر على مسامعك أنه لا يعقل أن يعتقد في الميت أكثر مما يعتقد في الحي ،فيثبت الأفعال للحي على سبيل التّسبّب ، ويثبتها للميت على سبيل التأثير الذّاتيوالإيجاد الحقيقي ، فإنه لا شك أن هذا مما لا يعقل .

فغايةأمر هذا المستغيث بالميت -بعد كل تنزل- أن يكون كمن يطلب العون من المُقعد غير عالمأنّه مقعد ، ومن يستطيع أن يقول إن ذلك شرك ؟! على أن التّسبّب مقدور للميت وفيإمكانه أن يكتسبه كالحي بالدعاء لنا ، فإن الأرواح تدعو لأقاربهم ، كما في الحديثالشريف إذا بلغهم عنهم ما يسوؤهم ، فيقولون : “ اللهم راجعبهم أو لا تميتهم حتى تهديهم “ .

بل الأرواح يمكنها المعاونة بنفسهاكالأحياء ، ويمكنها أن تلهمك وترشدك كالملائكة ، إلى غير ذلك على ماشرحناه ،وكثيرًا ما انتفع الناس برؤيا الأرواح في المنام . ولعلّنا نعودإليه.


* * *
التوسُّل والاستغاثة



س : هل جاء في السّنّة أنّ الرّسول صلى الله عليه وآله وسلمعَلَّم النّاس أن يسألوا الصّالحين من الأموات ويطلبوامنهم الدّعاء ؟ أرجو أن تذكر ولو حديثًا واحدًا .

الجواب : نحن نقلب عليه السّؤالأوّلاً - فنقول : هل جاء في السّنّة أنّ الرّسول صلى الله عليه وآله وسلمنهىالنّاس عن أن يسألوا الصّالحين ويطلبوا منهم الدّعاء ؟ أرجو أن تذكر لنا شيئًا منذلك ولو حديثا واحدًا .

ثم نقول لهثانيًا :إنّجواز الأشياء لا يتوقّف على ورود الأمر بها ، بل على عدم النّهي عنها كما هو مقرّرفي علم الأصول : “ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّمُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ“سورةالأنعام : 145”إلى آخره ، فكل مالم يرد فيه نص بالحظر فهو مباح على ما تقتضيه الآية ، وعَلَّمَنا صلى الله عليه وآله وسلمفيالسّنّة الصّحيحة : أنّ ما أمرنا به فعلناه ولم نتركه ، وما نهى عنه اجتنبناه ولمنفعله ، وما سكت عنه فهو عفو ، فهذه هي قواعد العلم الّذي يعرفه العلماء .

وأما شبهة الموتفهي شبهة واهية ؛ لأنّكم بين أمرين : إمّا أن تنكروا إدراك الأموات، وعلمهم ودعاءهم وسماعهم ،وإمّا أن تقرّوا بذلك، فإن أنكرتموه ملأنا لكم الدّنياأدلّة وبراهين على ثبوت ذلك لهم مثل : دعاء آدم ، وإبراهيم ، وغيرهما من الأنبياءعليهم السّلام لنبيّنا صلى الله عليه وآله وسلمليلةالمعراج ، كما في حديث البخاري ومسلم وغيرهما ، وكما في حديثتُعْرَضْ عَلَيَّ أعْمَالُكُمْ فَإنْ رَأيْتُ خَيْرًا حَمَدْتَ الله، وَإنْ وَجَدْتُ غيْرَ ذلِكَ اسْتَغْفَرْتُ لَكُمْوكما في حديث عرضأعمال الأحياء على الأموات ودعائهم لهم ، وقد ذكره ابن تيميّة نفسه في فتاويه ،واعترف به ابن القيّم كل الاعتراف وقرّره أتمّ التّقرير .

ومنمحاسن المصادفات في هذا ما يقرّره الأوربيون الآن مما يوافق ذلك ، وقد قرّره قبلهمبعشرات القرون الفلاسفة الأقدمون مثل : أفلاطون ، وغيره من الفلاسفة ، فالمسألةمتّفق عليها بين علماء الدّين وعلماء الدّنيا ، أو نقول : بين المسلمين وغيرالمسلمين ، أو نقول : بين أهل الأثر والنّقل ، وبين أهل الفلسفة والعقل .

أمّاإذا اعترف الوهّابيّون بأنّ للأموات إدراكًا ، وعلمًا ، وسماعًا ، وأنّهم يدعون ،ويردّون السّلام إلى غير ذلك كما ورد في السّنّة ، ثم منعوا طلب ذلك منهم كانوامتناقضين ، أو نقول : كانوا ممّن يسلّم بالمقدّمات وينازع فيالنّتيجة، أو ممّن يقطع باللّوازم عن ملزوماتها ، وهو ممّا لا يقول به عاقلفضلاً عن فاضل .

على أنّنا ذكرنا في ذلك ما يقطع الشّغب من أصله ،والمراء من أسّه ، وذلك هو الحديث الصحيح الّذي رويناه عن عثمان بن حنيف في التوسّلبه في حياته صلى الله عليه وآله وسلموبعدمماته ، وقد قال فيه : “يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لِي عِنْدَرَبِّكَ “ . ولا معنى للشفاعة إلاَّ الدّعاء الّذي يكون منه صلى الله عليه وآله وسلم،وفي الحديث الصحيح : “ اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بِحَقِّالسَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وفي حديث آخر : “بِحَقِّنَبِيَّكَ والأنْبِيَاء قَبْلَهُ “ .

فالتّوسّل بالصالحين والدعاء ثابت وواقع ،وقد قلنا في بعض ما كتبناه : لا معنى لكون هذا شريكًا ، كما يقوله الغلاة ، فإنّالحي إذا طلب من الميّت الّذي هو حي بروحه ، متمتع بلوازم الحياة وخصائصها ، فإنّمايطلب منه على سبيل التّسبب والاكتساب ، لا على سبيل الخلق والإيجاد ؛ لأنّه ليس منالمعقول أن يرفعه عن رتبة الحي ، وهو إذا طلب من الحي فإنّما يطلب منه على هذاالوجه ، لا على جهة الخلق والإيجاد ، والطلب من المخلوق على سبيل التّسبّب ليسشركًا ولا كفرًا ، فلا معنى لتكفير المسلمين بذلك ، ولو فرضنا أنّ الميّت لا عمل له، فإنّ خطأ المنادي أو المستغيث - على هذا الفرض - إنّما هو فياعتقاد السّببيّة لا الإلهيّة، واعتقاد السّببيّة في غير الله ليس هواعتقاد الإلهيّة كما يظنّه الجاهلون ، وقد عرفت ممّا قدّمناه أنّه ليس غَلَطًاأيضًا ، وإنّما الغالطون هم الغلاة ، وإن كان التوسّل بمنزلته عند الله فالأمر واضح، لأنّ الموت لا يغيّر المنزلة عند الله تعالى.

معنى التوسل:
طالما أن الحكم على الشيء فرع من تصوره، بمعنى أنك إن حكمت على شيء ما أنه فاسد أو صالح، فإنما هو لأجل الصورة التي في الذهن، فقد يفهم من يحكم على شيء أنه فاسد نظراً لأن صورته في ذهنه قبيحة، وقد يدافع عن نفس الفكرة من يتصور الفكرة ذاتها بشكل صحيح، وربما في أكثر الأحيان يكون مغايراً للفكرة المصورة تجاه خصمه.
وهذه القاعدة مفيدة جداً وهي تقرر أن أحكامنا على الأشخاص والأشياء والمواقف نابعة من تخيلنا لها ، وبقدر صحة تصوراتنا وعمومها يصيب حكمنا ، وبقدر قصور تصوراتنا أو خطئها تشطح أحكامنا أو تجحف .. وهذه القاعدة تتضمن دعوة للتأني والتثبت والتبين قبل إصدار الأحكام .
ولذلك كان لزاماً أن نوضح ماهية التوسل والاستغاثة طالما هي فرع من التوسل، لئلا يتهم أحد من يتوسل بالصالحين أو يستغيث بهم أنهم مشركين.
يقال: في اللغة الحصان وسيلة نقل.
ويقال: عبوري الطريق وسيلة لكي أصل إلى منتهاه.
ويقول أحد العارفين بالله: الدنيا وسيلة وليست غاية.
وبهذه العبارات يتضح لنا معنى التوسل جيداً، أنه وسيلة أو طريق أو معبر للوصول إلى الشيء.
وقد جاء في لسان العرب والقاموس المحيط: ((التوسل لغة: التقرب يقال توسلت الى اللّه بالعمل: أي تقربت إليه والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود)).
واصطلاحاً: جاء في تفسير روح المعاني للمفسر الآلوسي ج 6، ص 124 – 128: ((يطلق [التوسل] على ما يتقرب به إلى اللّه تعالى من فعل الطاعات وترك المنهيات، وطلب الدعاء من الغير، والتوسل باسم من أسماء اللّه تعالى أو صفة من صفاته،بنبي أو صالح من المؤمنين)) اهـ.
وبهذا المعنى لا يعني أن المتوسلين برسول الله صلى الله عليه وآله سلم يقصدون سؤال النبي مباشرة من دون الله، بل هم يقصدون سؤال الله مباشرة متوسلين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يعني متوسلين به لأنه محبوب رب العالمين، وهو شفيع الخلق، ولا يعني التوسل بهذا المعنى عبادة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا الصالح المتوسل به، والمتوسل بالعمل الصالح لا يعني أنه يعبد العمل الصالح، بل يتخذه وسيلة لنيل إجابة دعائه لأنه مما يحبه الله، وكل شيء يحبه الله يجوز التوسل به، لا لذاته، بل لأن الله يحبه، فهو يتوسل بمحبة الله له، وبهذا المعنى أيضاً نخرج من عقدة التوسل بالميت، ولا فرق في التوسل بين الحي والميت أو الحاضر أو الغائب، لأن حقيقة التوسل بهذا الشخص الصالح هو توسل بمحبة الله له، وإذا مات لا تسقط مكانته ومحبته عند الله، وياللعجب بقوم يقولون لمن بيده لواء الحمد ولمن هو سيد ولد آدم وأحب من خلق الرحمنُ، أنه بشر هكذا!! نقول لهم :
محمد بشر وليس كالبشر ** بل هو ياقوتة والناس كالحجر
وقولنا هذا الكلام لا يعني أننا ننسب لرسول الله أو للصالحين المتوسل بهم أنهم ينفعون أو يضرون من دون الله، لأن الله قال لأحب خلقه صلى الله عليه وسلم: {قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله} .
والعمل الصالح أيضاً المتوسل به إلى الله أيضاً لا يملك نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، وهذا ما أكده رسول الله في الحديث الذي قال فيه: "لن يدخل الجنة أحدا عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة".
- هل أمر الله عز وجل بالتوسل وأخذ الوسيلة؟
ج – نعم، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون} المائدة / 35 .
س: هل أمر الله تعالى باتخاذ الوسيلة؟
ج- نعم: قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [المائدة: 35 ]
- ما هي أقسام التوسل؟
ج- التوسل بذات الله وأسمائه وصفاته، والتوسل بالإيمان والعمل الصالح، والتوسل بالأنبياء والصالحين، والقسم الأخير مختلف فيه فيما إذا كان المتوسل به ميتاً.
- هل كان التوسل حاصل في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
ج- نعم، بدليل قول سيدنا عمر رضي الله عنه: كما في ورد في صحيح البخاري: ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا..)).
س: هل ورد حديث أو أثر يحرم التوسل؟
ج- لم يرد لا آية ولا حديث ولا أثر لا من قول صحابي ولا تابعي بتحريم التوسل.
- لماذا يحرمون التوسل بالصالح إذا كان ميتاً؟
ج- قالوا لأن سيدنا عمر لم يتوسل برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكن توسل بالعباس عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
قلنا لهم: ترك سيدنا عمر التوسل برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يدل على تحريم شيء أو تحليله، ولا نعلم دليلاً يستندون عليه صريح في تحريم التوسل بالميت سوى عقدة التوسل بالميت، والعقدة من الاقتراب من الميت سواء كانت قراءة قرآن كريم، أو تلقين له، أو احترامه، أو أنه لا يسمع، أو أنه أو أنه... يوجد عند هؤلاء القوم عقدة تسمى عقدة الاقتراب من الميت.
وطالما أن كل عمل كان جائزاً في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو باق على جوازه بعد وفاته إلا إن أتى دليل يحرمه أو ينسخه، فاستعمال السواك مثلاً كان جائزاً في عهد رسول الله وهو من السنة ويبقى من السنة وعلى الجواز، إلا إن أتى دليل يحرمه، وطالما أنه لا يوجد دليل، فهو جائز من السنة، ولا نقول أعطني دليل على أن السواك جائز بعد وفاة رسول الله؟ فمن أين نأتي لهم بدليل ورسول الله قد انتقل للرفيق الأعلى، وهل إذا استعمل أحد الصحابة في تنظيف أسنانه غير أداة السواك يعني أن السواك أصبح حراماً، يا أمة ضحكت من جهلها أمم ! هذا كلام لا يلتفت إليه، والأجهل من قائل هذا الكلام من يصفق لهذا القائل بالقبول !!
ومثل هذا نقول في التوسل، فلم يرد أي دليل يحرمه، وعدول سيدنا عمر عن التوسل بالنبي، لا يعني أنه حرام، ولو كان عدوله حجة، لكان أيضاًَ التوسل بعثمان وعلي غير جائز، وفعل سيدنا عمر هو دليل على جواز التوسل بالصالح مع وجود من هو أصلح منه، وقد كان من هو أصلح منه وهو سيدنا عثمان وعلي رضي الله عن الجميع.
وبحث الناسخ والمنسوخ مبحث عميق في علم أصول الفقه، ومن شروط الناسخ أن يكون الناسخ بمرتبة دليل المنسوخ، إما آية أو حديث، وما لم يأتِ ناسخ لجواز التوسل فكلامهم لا يلتفت إليه، ومن يتهم المتوسلين بأنهم يعبدون من يتوسلون به، فإنما يتهم صحابة رسول الله الذين توسلوا في حال حياته، بل ويتهمون من أقرهم على ذلك (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأن الحي والميت لا يملكون نفعاً ولا ضراً، والتوسل هو التوسل بالحي أو بالميت لأنه توسل بمحبة الله له، وقولهم بأن الميت لا ينفع ولا يضر، فكأنما يشعروك بأن الحي ينفع ويضر، وبهذا فهم يعتقدون بالحي النفع والضر من دون الله من حيث لا يشعرون، وبهذا يكونوا مشركين بهذا الاعتقاد.
وعمدة هؤلاء في تحريم التوسل عندما تطلب منهم أدلة تحريم التوسل يأتون وبكل خبث بأدلة شرك المشركين وعبادتهم للأصنام فيجعلونها في المتوسلين، فيستدلون بما ليس بدليل، فالقرآن يتحدث عن المشركين وعبادتهم الأصنام ولا يتكلم عن التوسل ولو كان كذلك لكان يذم الصحابة المتوسلين بالنبي، فيكون يخاطب من يعبدون النبي وهو حي، وهذا لا يستقيم وقد أتى رسول الله بتوحيد الله وهذا دأب الخوارج فكما ذكر البخاري عن قول ابن عمر رضي الله عنه..
في الخوارج يقول البخاري: "وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق، وقد قال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين.
وهكذا هؤلاء الوهابية انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


س : هل الرسول صلى الله عليه وآله وسلمأهمل نوعًا من التّوسّل إلى الله تعالى ، أو ترك شيئًاممّا يقرّب إلى الله تعالى ؟

ج : لم يهمل الرّسول صلى الله عليه وآله وسلمشيئًا ممّا يقرّب إلى الله ، ولا ترك نوعًا من أنواع التّوسّل ، وقد علّمناالتّوسّل في حديث عثمان بن حنيف المتقدّم ، بل توسّل هو بحقّه وحق الأنبياء قبله ،وعرفنا أنّ آدم عليه السّلام توسّل به قبل وجوده ، وقد بُيّن ذلك كله في الأعدادالسّابقة .

وبعد ، فماذا عسى أن يدل ذلك للسّائل؟!فلو فرضنا أنّ الرّسول لميتوسّل بالصّالحين لأمكن أن يُقَال : إن مقامه أرفع من كل مقام ، على أنّه صلى الله عليه وآله وسلمكانعريقًا في العبوديّة ، وكان أعلم خلق الله بإطلاق الرّبوبيّة وسعتها ، وبأنّ الكلعبيدها ، وتحت قهرها ، وليس هناك إلاَّ فضلها الواسع ، وكرمها الشّامل ، وأنّه لابد من ظهور ذل العبوديّة على كل أحد ، وذلك من تعظيم الرّبوبيّة .

ويعلم صلى الله عليه وآله وسلمأنّعبيد السّيّد المطلق لهم منازل عنده ، وأنّ لكل منهم مزية لديه ، وأنّ المقتضيلعطائه تعالى إنّما هو العبوديّة له صلى الله عليه وآله وسلم، فلا بد أن يكون بينهم ارتباط العبيد وتبادل المنافع ،وعلى هذا قام بناءُ الكون .

كان صلى الله عليه وآله وسلمأعرفالنّاس بذلك كلّه ،فطلب الدّعاء من عمر وابن عمر من رسولالله، وأمر عمر أن يطلب الدّعاء من أويس القرني ،وأينأويس من عمر ؟!وسأل الله تعالى بحق الأنبياء قبله كما في حديث فاطمة بنتأسد ، وأمرنا أن نتوسّل به إذا عرضت لنا حاجة إلى الله ، فقال ذلك للأعمى : “ فَإِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ فَمِثْلُ ذَلِكَ، وقدفعلها الرّجل الّذي كان يتردّد على عثمان بن عفّان في خلافته ، وقد بيّنا ذلك أتمّالبيان .

على أنّنا نريد منكم أن لا تكفّروا المسلمين بمثل هذا العمل الّذي لا شيءفيه ، ونكتفي منكم أن تقولوا : إنّه مباح ، أو خلاف الأولى ، أو مكروه – إذا أردتمولو قلتم ذلك لاحتملناه منكم ، وإن كان غير صحيح ، ولكن قومك يا حضرة السّائلالّذي يظن أنّه منصف وغير متعصّب ، يعملون على خلاف ذلك .

س : هل ثبت ما يُروى عنه صلى الله عليه وآله وسلممَا تَرَكْتُ شَيْئًا يُقَرِّبُكُمْ إلَى الله إلاَّبَيَّنْتُهُ لَكُمْ “ ؟ وإذا كان ثابتًا فهل الطّلب من الأموات أن يدعوا للأحياءمما قاله الرّسول صلى الله عليه وآله وسلموأمر به وفعله أم لا؟

ج : نعم ، ثبت أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمقال ذلك ، ودعاء الأموات داخل في دعاء الأخ لأخيه الّذيلا يمكنكم أن تمنعوه ، وقد عرّفتنا السّنّة الصّحيحة أنّه لا فرق بين الحي والميّتفي ذلك ، وأنَّ الميّت يدعو الحي على ما سبق ، فإنَّ الموت ليس فناءً أو عدمًا كمايظنّه الجاهلون ، وإنّما هو انتقال من دار إلى دار :


لاَ تَظُنُّواالمَوتَ مَوتًا إِنَّهُ لَحَيَاةٌ وَهُوَ غَايَاتُ المُنَى
لاَ تُرِعْكُمهَجمَةُ المَوتِ فَمَا هُوَ إِلاَّ نَقْلَةٌ مِن هَاهنا



ولانزال نكرّر أنّه قد دعا آدم عليه السّلام وغيره من الأنبياء لنبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم،وأنَّ النبي يدعو لأمّته في البرزخ ، بل آباؤنا يدعون لنا على ما عرفت وتعرف ، علىأنّنا نكتفي منكم أن تقولوا : إنّه مباح لا قربة ، أو على الأقل لا تكفّروا بهمسلمين ، وقد قلنا فيما كتبناه في العدد الثّالث من هذه السّنة : إنّه لا وجه لذلك، ولو قلنا : إنّ الميت لا يمكنه أن يدعو ولا أن يفعل شيئًا ، فإنّ الغلط في هذاالفرضيكون غلطًا في اعتقاد التّسبّب لا الإلهيّة ، ولا نزال نكرّر أنّ معتقدالسّببيّة في المخلوقات لا وجه لتكفيره ولا معنى له ،فإنّ منيجعل غير السّبب سببًا يكون جاهلاً لا كافرًا، ويكفي هذا .

س : هل بيّن الرّسول صلى الله عليه وآله وسلمما أمر به من الوسيلة في آية المائدة عملاً بقوله تعالى : “ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ“سورة المائدة : 67”الآية أم لا؟

ج : نعم بَيَّن لنا صلى الله عليه وآله وسلمكل ما نحتاج إليه ، على أنَّ الوسيلة واضحة المعنىظاهرة الدّلالة ، والقرآن عربي نزل بلغة العرب ، ولا وجه لقصركم إياها على نوع خاص، فإنّه قول بلا دليل ، على أنّه لا داعي لذلك كلّه ، فقد ثبت التوسّل مصرحًا به فيحديث عثمان بن حنيف وغيره ممّا قدّمناه ، وقد جاء في آخر الحديث المذكورفَإِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ فَمِثْلُ ذَلِكَوقد عمل به فيزمن عثمان بن عفّان ، كما بيّناه فيما سبق من الأعداد .

س : هل يلزم من عدم دعاء الأموات ومخاطبتهمبغير المشروع إنكار كرامتهم ؟ وإذا قلتم بالتّلازم ، فبيّنوا لنا وجهه بالبرهان ،واذكروا لنا من الصّحابة والتّابعين والأئمّة المتبوعين من قال بجواز هذا النوع منالتوسّل .

ج : نعم من كان مثلكم ينكر التوسّلوالاستغاثة يجب أن ينكر كرامات الأموات ، فإنّه إذا لم يصح أن نتوسل إلى اللهبالميّت ، ولا يمكنه هو أن يدعو لنا ، ولا تستطيع روحه أن تفعل شيئًا كما هواعتقادكم ، فأي كرامة تكون له بعد ذلك ؟! وما معنى إثباتكم إياها وقد نفيتم عنه كلعمل وكل قدرة ، ومنعتم أن نتوسّل به لله تعالى ليفعل لنا ما نريد لأجله ؟ فأي شيءيبقى بعد ذلك ؟!

وأمّا طلبكم منا ذكر من جوّز ذلك منالتّابعين أو الأئمّة المتبوعين فنحن نقول : إنّ الأمّة كلّها قبل ظهور ابن تيميّةعلى هذا الجواز ، ونتحدّاكم فنقلب السّؤال عليكم فنقول : هل يمكنكم أن تذكروا لنامن التّابعين أو الأئمّة المتبوعين من منع ذلك النّوع من التّوسّل؟

أليستالمذاهب كلّها مجمعة على توسّل الزّائرين للحجرة النبويّة به صلى الله عليه وآله وسلم؟! وقد ذكرنا لكم نص الحنابلة في ذلك ، وكذلك جميعالأئمّة ، ولا نرى لكم سلفًا فيما تقولون ، بل جميع العلماء يصرّحون بأنّ ذلك مطلوبمن كل زائر لا جائز فقط ، فهذا هو الإجماع ، وقد مرّ من الأدلّة العقليّةوالنّقليّة ما يكفي ويشفي ، ثم نقول لكم : ألم يعترف ابن القيّم بأنّ الرّوحالقويّة لها من الأعمال بعد الموت ما لا تستطيعه حالة الحياة ، وقد وصل الأمر إلىأئمّتكم أنفسهم ؟!

فأنتم في إثبات كرامات الأولياء وغيرهامتناقضون تارةً مع الهوى ، وتارة مع الحق ، ويرحم الله من قال : المبطل لا بد أنيتناقض شاء أم أبى .

وأمّا تضليلنا إيّاكم فإنّما هو لتكفيرالمسلمين ، واستباحة دمائهم وأموالهم ، إلى آخر ما كان يفعله الخوارج ، وكان ينقمهعليهم الإمام علي ومن معه من الصّحابة ، ولو قلتم : إنّ الأولى أن يرجع الناس في كلأمورهم إلى الله تعالى بلا واسطة ، أو قلتم : إنّ هناك مقامًا تسقط فيه الأسبابوالوسائط كما قال إبراهيم عليه السلام لجبريل عليه السّلام : "أمَّا إِلَيْكَ فَلاَ" عندما قال له : "أَلَكَ حَاجَةٌ" .

لو قلتم ذلك وسلكتم هذا المسلك لم ننكرعليكم ، ولم نشتد في مناقشتكم ، ولو كان لكم رأي في المسألة غير التّكفير لقلنا : مجتهدون ظنّوا ظنًّا وإلى الله أمرهم ، وكم مجتهد أخطأ ، ولكن أولئك الّذين أخطئوالم يقدّسوا أنفسهم هذا التّقديس ، ولم يحملوا النّاس على مذاهبم بالسّيف ؛ لأنّهميجوّزون أن يكون الحق في جانب غيرهم ، ويعلمون ما جاء عن الرّسول : أنّ سباب المسلمفسوق وقتاله كفر ، وأنّ من رمى أخاه بالكفر فقد كفر أو كاد .

ولميرض الإمام مالك من الخليفة المنصور العبّاسي أن يحمل النّاس على الموطّأ ، وهو هوعند مالك ، ولا من الرّشيد أيضًا أن يلزم النّاس بما فيه احترامًا للأمّة وعلمائهاواتّهامًا لنفسه ، شأن أئمّة الهدى وورثة الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم، والجاهل لا يعرف غير تعظيم نفسه ، والعالم لا يعرفغير تعظيم ربّه ، ومن تعظيم الله تعظيم من عظّم الله ، “ وَمَنْ يُعَظِّمْشَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ “ .

ثم قال السّائل : لا يمكننا أن نسيغ توجّه المسلم العارفبربّه ، الآنس بذكره إلى عبد من عباده انتقل من عالم إلى آخر ، لا يعلم حاله فيهإلاّ الله ، يسأله ويخاطبه بعد أن كان متلذذًا بخطاب الله تعالى ومناجاته ، ولايخفي عليكم حديث أم العلاء من صحيح البخاري ، وفيه أنّها شهدت لمهاجر -وهو أبوالسّائب- توفّي عندها فقالت : أمّا شهادتي فيك لقد أكرمك الله ، وأنّ الرّسول صلى الله عليه وآله وسلمقال لها : "وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللهَ أَكْرَمَهُ" ... إلى غير ذلك من الأحاديث من أمثاله .

وكلّها تدل على أنّالأموات قد أفضوا إلى ما قدّموا ، وأنّه لا يجوز لنا أن نحكم لأحد حكمًا جازمًابأنّه من أهل الجنّة ، أو من أهل النّار ، إلاَّ ما ورد النّص بأنّهم من أهل الجنّة، أو من أهل النّار ، كما ورد في أهل بدر وبعض الصّحابة كعكاشة بن محصن .

ونحن نقول : إن حضرة السّائل أدمج في هذا الكلام الخطابي أشياء لا نتركها لهبل نناقشه الحساب فيها .

أمّا التمويه بذكر توجّه المسلم إلىربّه وتلذّذه بذكره، فهولذيذ في الأسماع يكاد يأخذ بمجامع النّفوس ، ولكن هذا مقام تحقيق علمي لا ينفع فيهالتّمويه ، ولا تفيد فيه الخطابة ، وقد قلنا فيما سبق : لو كان رأي الوهّابيّين أنّهذا هو مقام الكمال لم نتعرّض له ، ولكنّهم بدّعوا وفسّقوا وكفَّروا ، إلى آخره .

فأينهذا ممّا يقوله السّائل ، فإن كان يريد أنّ الاشتغال بذكر الله ومناجاته أولى ،فليس الخلاف بيننا وبينه في الأولويّة ، ولكن النّاس درجات بعضها فوق بعض ، ولا حرجعلى من يلتفت للأسباب والوسائط عالمًا أنّ الله هو الأوّل والآخر ، فهو ممد كل شيء، والمفيض على كل شيء ، وإليه يرجع الأمر كلّه ، ولا بين من ترك الأسباب ثقةًبالمسبّب ،فكان هذا غريقًا في قدرته ، كما كان ذاك ناظرًا إلىحكمته، عاملاً بسنّته ، فلا حرج على هذا ولا ذاك ، وإن صح أن نقول : إنّبعضهم أفضل من بعض .

وهل ما ذكره السّائل من حديث التّلذّذوالأنس الّذي قطعه خطاب الأدوات صحيح أم هو تمويه وخيال ؟ ولماذا لا يقول مثل ذلكفي الطّلب من الأحياء ؟ أليس الأنس بالله تعالى ومناجاته خيرًا من الطّلب منالأحياء أيضًا - ولو كان وزيرًا أو أميرًا – أم التّفصيل الّذي ذكره لا يتحقّقإلاَّ بين الطلب من الله ، والطّلب من الأموات؟!

وقدأدمج كلامه ما يلهج به كثير من الجهلة ،من أنّ الميت لا ندريحاله ولا ما مات عليه، وهو سوء ظن كبير بالمسلمين بل بالله تعالى ، فنلفتنظر السّائل إلى أنّ من عاشعلى شيء مات عليه ، كما في الحديث الشّريف ، فهذه هيسنّة الله الغالبة ، وما عدا ذلك فشاذ لا يقاس عليه لحكمة يعلمها هو .

ثمنقول : إنّ الأمور في هذا العالم مبنيّة على الظّن،حتّى الأمور الشّرعيّة والأحكام الفقهيّة ، وعلى هذا يجب أن نعامل أمواتنا ،فنغسلهم ونكفّنهم وندفنهم في مقابر المسلمين ، ونورث أموالهم ... إلى غير ذلك ،ولسنا على اليقين الّذي يريده السّائل من أمرهم - ولكن ذلك اليقين لم يشترطه أحد .

فعلينا أن نعد من عاش في حياته على خير وصلاح من أهل الخير والصلاح بعد موته، ولا يجوز لنا غير ذلك اتباعًا لتلك الوساوس الّتي ما أنزل الله بها من سلطان .

وليت شعري ، هل إذا رمينا أحدهم بأنّ أباه لا ندري حالهأمسلم هو أم كافر أفيغضب أم لا ؟! أو هل يريد أن لا نعمل شيئًا إلاَّ بناء على جزم ويقين؟! إذًا يختلّ أمر هذا الوجود وتبطل أحكامه .

أمّا حديث عثمان بنمظعون الّذي أشار إليه السّائل : فالمراد منه أنه ينبغي الخوف من سعة التّصرّف الإلهي ،وأنّ مرتبة العبودية لا تتخطّى مقام الرّجاء والضّراعة ، وأم العلاء قد قطعت علىالله أنّه مُكْرِمُهُ على سبيل الجزم ، فأخرجت ذلك مخرج الشّهادة ، وأظن أنّها لوشهدت له بالدّين والصّلاح ، لتغيّر جواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال في آخر الحديث : “ وَإِنِّي لأَرجُو لَهُ الخَيْرَ “ .

فهل يفرّق السّائل بينرجاء الخير وظن الخير؟!ولماذا لا يذكر لنا ماأخرجه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْاعَلَيْهَا خَيْرًا . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “ وَجَبَتْثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْاعَلَيْهَا شَرًّا . فَقَالَ : “ وَجَبَتْفَقَالَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : مَا وَجَبَتْ . قَالَ : “ هَذَاأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَهَذَا أَثْنَيْتُمْعَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِيالْأَرْضِ؟! أو ما أخرجه عن عمر رضي الله عنه قال : "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ“ َقُلْنَا وَثَلَاثَةٌ قَالَوَثَلَاثَةٌفَقُلْنَا وَاثْنَانِ قَالَوَاثْنَانِثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنْ الْوَاحِدِ" . ؟! أو ما أخرجه البخاري أيضًا من قوله صلى الله عليه وآله وسلمفيشهداء أحد : “ أنا شهِيدٌ عَلى هؤلاء؟!

ثمنقول للغلاة جميعًا : لماذا لا تذكرون أو لا تعملون - ولا نقول لا تصدّقون – بماأخرجه البخاري أيضًا من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُواوَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا “ ... إلىآخره ، بل سارعتم إلى القول بالشّرك الّذي لا يخافه صلى الله عليه وآله وسلمعلى أمّته ، فأوستعموهم ذبحًا وقتلاً معتقدين أنّهممشركون خارجون عن الملّة ، وكأنّ السّائل قد أحس بذلك كلّه فقال : "على سبيل الجزم" .

ونحننقول له : يكفينا الظّن ، وحسن الظّن بالمسلمين مطلوب - خصوصًا الصّالحين - وأمّاالجزم الّذي تريده فلم يشترطه أحد كما قلنا .

ثم قال السّائل : وإنّمن المجازفة أن نزيد على حسن الظّن فيمن لم يرد لهم شهادةً من المعصوم .

ونحن نقول له : إن من المجازفة أن تسيء الظّن بمن لم يرد فيهم نص عن المعصوم، خصوصًا من ظهرت عليه علامات الخير وأمارات الصّلاح ، أو ظهرت له كرامات في حياتهوبعد مماته ، وتجويز أن يكون قد تغيّر حاله هو من سوء الظّن بالمسلمين بل باللهتعالى ، كما أنّه عقوق للآباء والأجداد ، وما معنى الزّيادة التي زدتها حضرتك ،وليس ذلك كلّه إلاَّ أثرًا لحسن الظن ومبنيًّا عليه؟!


ثم قال السّائل : وكم أكون مسرورًا جدًّاإذا عثرت لنا على نص صريح في هذا النّوع من الوسيلة .

وأقول : ذكرنا من الأدلّة العقليّة والنّقليّة الشّيءالكثير ، وقد كان يكفيه حديث واحد على ما يقول ، وقد قلنا : إنّ من يثبت الحياةوالإدراك والعلم للأرواح ، والقربة والمنزلة للصّالحين ، ثم يمنع التوسّلوالاستغاثة بهم ، متناقض غاية التّناقض ، قاطع للملزوم عن لوازمه ، وقد ذكرنا إجماعالأئمّة على التّوسّل به صلى الله عليه وآله وسلمعندزيارته ، ولو لم يكن في الموضوع إلاَّ حديث عثمان بن حنيف لكان كافيًا شافيًا .

وعلى الجملة :فقد أجمعت الشّرائع كلّها ، والفلاسفة الأقدمون ،والفلاسفة العصريّون ، أو نقول : المسلمون ، والأوربيّون ، والأمريكيّون ، والهندوس، على إثبات الحياة ولوازمها للأرواح ، وعلى أنّ لها من الإطلاق وسعة التّصرّف مالميكن لها حال حياتها في هذا العالم ، وهو عين ما قرّره ابن القيم أحد أئمّتهم في "كتاب الرّوح" . أسأل الله أن يزل عنّا حجاب المادّة ، وكثافة الطّبيعة ، وظلمةالأشباح بمنّه وكرمه .


* * *
اقتباس مهم



قال أيضًا الشّيخ يوسفالدّجوي رحمه الله تعالى :

ولا أدري كيف يُكَفِّرون بالاستغاثة ونحوها؛ فإنّ المستغيث إن كان طالبًا من الله بكرامة هذا الميّت لديه ، فالأمر واضح ، وإنكان طالبًا من الولي نفسه فإنّما يطلب منه على اعتقاد أنّ الله أعطاه قوّة روحانيّةتشبه قوّة الملائكة فهو يفعل بها بإذن الله ، فهل في ذلك تأليه له ؟ ولو فرضناجدلاً أنّنا مخطئون في ذلك ، لم يكن فيه شرك ولا كفر ، بل نكون كمن طلب من المقعدالمعونة معتقدًا أنّه صحيح غير مقعد ، مع أنّ عمل الأرواح ومواهب الأنبياءوالأولياء ثابتة في الدّلائل القطعيّة ، على الرّغم من أنوفهم .

وصفوة القول أنّنا نقول :هؤلاء المستغيثون يعتقدون أنّ الله أعطى هؤلاء الأولياءمواهب لم يعطها لغيرهم ، وذلك جائز لا يمكنهم منعه . وهم يقولون : "إنّهم اعتقدوا فيهم الألوهيّة"! مع أنّ ذلك لا يقول به أحد ،إلاَّ عند من أساء الظّن بالمسلمين ظلمًا وعنادًا . ولو فرضنا أنّ ذلك مشكوك فيه ،فهل يجوز التّكفير والقتل بمجرّد الشّك ؟!

فالاستغاثة مبنيّة عندنا على أنّالأنبياء والأولياء أحياءٌ في قبورهم كالشّهداءِ ، بل أعلى من الشّهداء ، ويمكنهمأن يدعو الله تعالى للمستغيث بهم ، بل يمكنهم أن يعاونوه بأنفسهم كما تعاونالملائكة بني آدم ،وللأرواح تصرّف كبير في البرزخ . وعلى ذلكدلائل كثيرة أطنب فيها ابن القيّم، وهو من أئمّة هؤلاء ، وأثبت ابن تيميّةسماع الأموات وردّهم السّلام في فتاويه وغيرها ، مستندًا إلى الأحاديث الصّحيحة فيذلك ، وذكر سماع سعيد بن المسيب الأذان من قبره صلى الله عليه وآله وسلمأيّام الحرّة في كتبه ، فإذا استغاث بهم كان كمن يستغيثبالحي سواء بسواءٍ ؛ لأنّهم عندنا أحياءٌ ، بل أعظم نفوذًا ، وأوسع تصرّفًا منالأحياءِ .

ولو تنزّلنا غاية التنزّل ، وفرضنا أنّنا مخطئون في ذلك ،لم يكن هناك وجه للتّكفير، وإنّما يقال للمستغيثين : إنّكمأخطأْتم في ذلك ،فإنّهم ليسوا أحياء ولا قادرين على ما سبقلنا .

فإذًا يكون الخلاف بيننا وبينهم مبنيًّا علىأنّ الأمواتَ يسمعون ويعقلون ويدعون، أم همكالجماد لا يستطيعون شيئًا من ذلك،فنحننقول بالأوّل، مستندين في ذلك إلى الكتاب والسّنّة ، والأخبار المتواترة عنكرامات الأولياء ، ومرائي الصّالحين ، وبركات النّبي صلى الله عليه وآله وسلمالّتي حصلت للمستغيثين به ، والاستشفاع به عند زيارته صلى الله عليه وآله وسلم،وقد نصّت على ذلك كتب المذاهب الأربعة ، حتّى الحنابلة عند ذكر آداب الزّيارة له صلى الله عليه وآله وسلم .

وهم يقولون بالثّاني، وأنّ الأموات قد دخلوا في عالم العدم ، كما يقولالمادّيّون .

وعندما تحرجهم بالبراهين القاطعة يقولون : إنّهم أحياءٌ، ولكنّهم مشغولون بالعذاب أو النّعيم ! وهذا كلام خيالي ، ولا نقول خطابي ،فإنّه أقل من ذلك ، وأكبر ظنّي أنّهم يقولونه بألسنتهم وليس في قلوبهم ، وليس هذامحل شرح ذلك ، فإنّ المتنعّم حر مختار ، ولا ينافي نعيمه أنّه يدعو الله لأحدالمسلمين ، بل قد يرى من نعيمه أن يساعد ابنه أو محبّه بما يقدر عليه .

والدّلائل على ذلك متواترة مستفيضة ، خصوصًا المرائي فيذلك ، كحديث بلال بن الحارث الصّحابي رضي الله عنه المذكور عند البيهقي وابن أبيشيبة ، وفيه أنّه جاء قبره صلى الله عليه وآله وسلموقال : يا رسول الله استسق لأمّتك ، أي ادع الله لهم ، فجاءَه في المنام وقال : بَشِّرْ عُمرَ أَنَّهُم سَيُسْقَون، وقل له : عَلَيْكَ الكَيسَ الكَيسَ، ورؤيته صلى الله عليه وآله وسلمجعفرًا ذا الجناحين يطير مع الملائكة يبشّرون أهل بيتهالمطر ، وهو في المستدرك وغيره بألفاظ مختلفة ، كرؤية أم سلمة للنبي صلى الله عليه وآله وسلموإخباره إيّاها بقتل الحسين ، وهو في المسند وغيره .




ويكفيفي ذلك محاجّة آدم لموسى عليه السّلام ، وما رأى صلى الله عليه وآله وسلمليلة الإسراء من الحوادث الكثيرة ، خصوصًا مراجعة موسىفي أمر الصّلاة ، وكفالة إبراهيم لأطفال المؤمنين . وانظر كيف رأى موسى يصلّي فيقبره ، ثم رآه في السّماء السّادسة وببيت المقدس مع الأنبياء ، وأي استبعاد في ذلك؟! وقد قلنا : إنّ لهم حالة ملكيّة لا تقاس على أحوالنا .

وإنّكلتعرف أنّ عزرائيل عليه السّلام لا يشغله قبض عن قبض ، والقبض لا يشغله عن العبادةطرفة عين ، على أن حال البرزخ بخلاف حال الدّنيا ، وقد قال أبو الطّيب المتنبّي مايفيد هذا المعنى ، وإن لم يكن ممّا نحن فيه :


كَالبَدْرِ مِنحَيْثُ التَفَتَّ رَأَيتَهُ يُهْدِي إِلَى عَيْنَيْكَ نُورًاثَاقِبًا


"
ولكل عالم نواميس تخصّه ، ومنالغلط البيّن الحكم على عالم بأحكام عالم آخر " . وقد نهى عمر عن رفع الصّوتفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،ونهى الإمام مالك المنصور عن رفع صوته كذلك ، ونهت السّيّدة عائشة عن دق الوتدبالدّور المجاورة للحجرة الشّريفة ، مخافة أن يتأذّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كانت تدخل مشدودًا عليها إزارها بعد دفن عمر حياءمن عمر ... إلى غير ذلك ممّا هو معروف في كتب السّنن والآثار .

فلوكانوا منقطعين عن هذا العالم تمام الانقطاع على ما يقول هؤلاء ، لم يكن لذلك معنى ،خصوصًا ما هو خارج عن المعقول في العادة ، كعرض الأعمال عليه ، واستغفاره لنا صلى الله عليه وآله وسلم،ورد السّلام على كل من يسلِّم عليه ، وهو ثابت لا مراءَ فيه . وقد كتبنا فيه فيالعام الماضي .

وقد نهى صلى الله عليه وآله وسلمعنأذيّة الميّت ، وكسر عظمه ، والجلوس على قبره ، مخافة تأذِّيه ... إلى غير ذلك ،وهو كثير ، ولا يمكننا في هذه العجالة إلا أن نلمح إليه ، وندل على ما وراءَه .

ولانزال نكرّر أنّه إذا لم يكن في هذا إلاَّ ما كان في حديث المعراج : من أسف سيّدناموسى على بني إسرائيل ، ومراجعة النّبي في أمر الصلاة ، واجتماع الأنبياء في بيتالمقدس وخطبهم ، لكفي .

وقد ذكر ابن القيّم في كتاب "الرّوح" حديثمذاكرة الأنبياء في أمر السّاعة ، وأنّه إذا جاء عيسى عليه السّلام كانت كالحاملالمتم فلو كانت الأرواح على ما يقولون لم يكن لهذا معنى .

ومعكل هذا نسلّم لهم صحّة ما يقولون ، ونفرض أنّنا نحن المخطئون ، فهل يوجب ذلك شركًاأو كفرًا ؟ وقد قلت لبعض أذكياء العامّة في المولد الحسيني - وقد قال يا رسول الله : إن الوهّابيّة يكفّرونك بقولك : يا رسول الله ، كما في الهدية السنية وغيرها ،فقال : "إن كنا نقول يا رسول الله على ما نريد ، فلا معنى للكفر ، وإن كنّا نقولهعلى ما يريدون من تأليه الرّسول ، فنحن كفّار!" . فأعجبني هذا منه ، فقلت له : وهليسمعك وأنت هنا وهو بالمدينة ؟ فلم يجب جوابًا شافيًا .

ونحن نقول :إن هذا الاستبعاد منشؤه قياس الغائب على الشاهد ، وقدعرفنا أن سمع الأجسام لا يصل إلا إلى مسافة محدودة ضئيلة ، ولكن هل عرفنا المسافةالّتي يصل إليها سمع الأرواح ، وماذا أعطيت من ذلك ؟! وكيف ندرك أن عمر وهوبالمدينة أسمع سارية وهو "بنهاوند" من أرض العجم ؟!

وأس الغلط في هذا وأمثاله : أنّنا نعطيأحكام العوالم المختلفة بعضها لبعض ، مع أن لكل عالم أحكامًا تخصّه ، ونواميس ليستلغيره ، فقياس عالم الأرواح على عالم الأشباح من أفسد الأقيسة وأبطلها ، والواقفونعند ما عرفوا من أحكام هذا العالم فحسب ، إنّما هم المادّيون لا أتباع الرّسلبَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّايَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ“سورة يونس : 39” .

أمّا قولكم : "إنّهميطلبون مالا يقدر عليه إلاَّ الله تعالى" ، فكلام لا تحقيق فيه ، فهو كسراببقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا .

فإنّنا نقولأوّلاً :

هب أن الأمر كذلك ، وقد أخطأ ذلك السّائل فظن غير الممكن ممكنًا ، وغيرالمقدور للبشر مقدورًا له ،أفيكفر بذلك ، أم يعذر بجهله وخطئهوهو لم يعتقد الألوهيّة على كل حال ؟!

وثانيًا :نقول لكم : إنّنا لم ندّعأنّه يفعل ذلك استقلالاً من عند نفسه ، بل نقول : إنّه يفعله بإذن الله ، وبعبارةأخرى نقول : أعطاه من المواهب ما لا تعقلونه .

وهل عرفتم ما يصح أن يعطيه الله عبيدهالمقرّبين وما لا يصح ؟!

وهل ثبتت عندكم تلك الحدود الّتي لا يصحلله أن يتجاوزها مع عبيده ؟!

وهل كان الإتيان بعرش بلقيس قبل أن يرتدالطّرف مما يقدر عليه البشر في نظركم ؟!

وهل كان رد عين قتادة رضي الله عنه وقدسالت على خدّه فجاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلمفردّها إليه ، فكانت أحسن عينيه ، مما يقدر عليه البشر في رأيكم؟!

وهلرؤية عمر بن الخطّاب لسارية وجيشه ببلاد العجم مما يقدر عليه البشر ؟! وهل إسماعهصوته وهو بنهاوند مما يقدر عليه البشر ؟!

وهل قول بني إسرائيل لموسى عليه السّلام : لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّلَكَ“سورة الأعراف : “134 ، مما يقدر عليه البشر ؟! إلى غير ذلك ، وهو طويل عريض، أم الخوارق كلّها من هذا القبيل لا يقدر عليها البشر في العادة ، ولكنه يقدر عيهابإقدار الله إيّاه ؟

وهل تقيسون الأرواح على الأشباح ؟! وهلعرفتم نواميسها وما تنتهي إليه ، أم ذلك قياس الغائب على الشاهد كما قلنا ؟ فهوقياس مع الفارق ، بل مع ألف فارق .

وهل إذا رأيتم بني إسرائيل يطلبون من عيسىعليه السّلام إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، تقولون : إن هذا مما يقدرعليه البشر ؟!

وهل إذا رأيتم النبي صلى الله عليه وآله وسلميضرب جبل أحد ويأمره أن يثبت ولا يتحرّك ، تقولون : إنّذلك يقدر عليه البشر ؟!

وهل إذا رأيتموه يأمر الشجر فيمتثل أمره ،ويخد الطّريق خدًّا ، تقولون : إنّ ذلك ممّا يقدر عليه البشر؟!

وهلإذا رأيتموه وقد نبع الماء من بين أصابعه قلتم : إن ذلك مما يقدر عليه البشر ؟! إلىغير ذلك مما جاء في الصحيح ، ولا يمكنكم المكابرة فيه .

على أن لنا أن نقول :إن كل شيء مقدور للمبشر بالدعاء ، فما لا يقدر عليهالبشر بالذّات يستطيعه بالدّعاء ، فالفاعل في الحقيقة هو الله لا غيره ، والّذييستغيث بالنبي - مثلاً - لا يريد منه إلاّ هذا .

وقد عرفنا أنّه صلى الله عليه وآله وسلميستغفر لنا بعد موته ، كما في الحديث الصّحيح : “«حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم». أخرجه البزار (845) ورجاله رجال الصحيح كذا في مجمع الزوائد (14250) وقال الحافظ العراقي في طرقح التثريب (3/297) إسناده جيد وصححه الحافظ السيوطي كما في الخصائص (2/281) وكذلك الحافظ الغماري في نهاية الآمال في شرح وتصحيح حديث عرض الأعمال، ويمكننا أن نتوسّع في هذا المقام كثيرًا ، فسماعالموتى وإدراكهم لا شك فيه لمن يؤمن بالله وما جاء عن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما قال السّيوطي في منظومته :


سَمَعُ مَوْتَىكَلاَمَ الخَلْقِ قَاطِبَةً جَاءَتْ بِهِ عِنْدَنَا الآثَارُ فِيالكُتُبِ


وقد قدّمنا أنّ ابن تيميّة نفسه ذكر أن سعيد بن المسيبكان يسمع الأذان والإقامة في زمن الحرّة من قبره صلى الله عليه وآله وسلم .
بل إن ابن تيمية قال بجواز أن يُرى الميت خارجاً من قبره ويتحرك ببدنه ويمشى !!!
قال ابن تيمية فيمجموع الفتاوى ( 5 / 526 ) مانصه :(وقد يتحرك بدنه لقوة الحركة الداخلة وقد يقوم ويمشى ويتكلم ويصيح لقوة الأمر في باطنه كان هذا مما يعتبر به أمر الميت في قبره فان روحه تقعد وتجلس وتسأل وتنعموتعذب وتصيح وذلك متصل ببدنه مع كونه مضطجعا في قبره ،وقد يقوى الأمر حتىيظهر ذلك في بدنه ، وقد يرى خارجا من قبره والعذاب عليه وملائكة العذاب موكلة به ،فيتحرك ببدنه ويمشى ويخرج من قبره ، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم ،وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ، ومن يقعد بدنه أيضا إذا قوى الأمر ، لكن هذاليس لازما في حق كل ميت ، كما أن قعود بدن النائم لما يراه ليس لازما لكل نائم ، بلهو بحسب قوة الأمور ) اهـوتبع على موافقته تلميذه الحافظ الذهبي رحمه الله فقال في سير أعلام النبلاء ج4/ص193 :
وبه حدثنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا محمد ابن عبيد بنحساب حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا أبو التياح قال :
كانمطرف بن عبد اللهيبدو فإذا كان ليلة الجمعة أدلج علىفرسه فربمانور له سوطهفأدلج ليلة حتى إذا كان عندالقبور هوم على فرسه قالفرأيت أهل القبور صاحب كل قبر جالساعلى قبرهفلما رأوني قالوا هذا مطرف يأتي الجمعة, قلت: أتعلمون عندكميوم الجمعة؟
قالوا: نعم نعلم ما تقول الطير فيه.
قلت: وما تقولالطير؟
قالوا: تقول: سلام سلام من يوم صالح.
إسنادها صحيح . أهـ



وتبعه أيضاً تلميذه ابن القيم حيث يرد على من يستشهد على عدم سماع الموتى بقوله تعالى: {فإنك لا تسمع الموتى..} في كتابه زاد المعاد ( 1 / 401 ) : ( قال أبوالتياح يزيد بن حميد : كان مطرف بن عبد الله يبادر فيدخل كل جمعة فأدلج حتى إذا كانعند المقابر يوم الجمعة قال فرأيت صاحب كل قبر جالسا على قبره فقالوا : هذا مطرفيأتي الجمعة قال فقلت لهم وتعلمون عندكم الجمعة ؟ قالوا : نعم ونعلم ما تقول فيهالطير قلت : وما تقول فيه الطير ؟ قالوا : تقول رب سلم سلم يوم صالح .) اهـ

وذكره ايضا ابن كثير في تفسيره ( 6 / 325 ) مستشهداًبه عند قوله تعالى ( فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين (52) وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (53))فقال :(حدثنا خالد بن خداش ، ثنا جعفر بنسليمان، عن أبي التياح يقول: كان مطرف يغدو، فإذا كان يوم الجمعة أدلج. قال: وسمعتأبا التياح يقول: بلغنا أنه كان ينزل بغوطة، فأقبل ليلة حتى إذا كان عند المقابريقوم وهو على فرسه، فرأى أهل القبور كل صاحب قبر جالسا على قبره، فقالوا: هذا مطرفيأتي الجمعة ويصلون عندكم يوم الجمعة؟ قالوا: نعم، ونعلم ما يقول فيه الطير. قلت: وما يقولون؟ قال: يقولون سلام عليكم) ..

وذكر آثاراً تدل على أن أعمال الأحياءتعرض على الأموات من أقاربهم فالتراجع ...

ورواه أيضا أبو نعيمفي الحلية ( 2 / 205 ) فقال : ( حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بناحمد بن حنبل حدثني محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا جعفر بن سليمان حدثه ابو التياحقال كان مطرف ابن عبد الله يبدو 1 فإذا كان ليلة الجمعة ادلج على فرسه فربما نور لهسوطه قال فأدلج ليلة حتى إذا كان عند القبور هوم على فرسه قال فرأيت أهل القبورصاحب كل قبر جالسا على قبره فلما رأوني قالوا هذا مطرف يأتي الجمعة قال قلت أتعلمونعندكم يوم الجمعة قالوا نعم نعلم ما تقول الطير فيه قلت وما تقول الطير قالوا تقولسلام سلام من يوم صالح).


ورواه الحافظ ابن عساكر في تاريخه (58/322)فقال :(أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين بن المهتدي أناعلي بن عمر الحربي نا موسى بن سهل أبو عمران الجوني نا عبد الواحد بن غياث نا أبوجناب حدثني محمد بن واسع أن مطرف بن عبد الله بن الشخير كان يبدو وإذا كان ليلةالجمعة أقبل على دابته فإذا هو بأهل القبور خارجين إلى أنصافهم من قبورهم وهميقولون سلم سلم يوم صالح .
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بنمحمد بن عمر ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا البيهقي قالا أنا أبو سعيد محمد بنموسى بن الفضل أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله نا أبو بكر عبد الله بن محمد بنعبيد نا خالد بن خداش نا جعفر بن سليمان عن أبي التياح قال كان مطرف يبدو فإذا كانيوم الجمعة أدلج قال وسمعت أبا التياح يقول بلغنا أنه كان ينور له في سوطه فأدلجليلا وقال البيهقي فأقبل ليلة حتى إذا كان عند المقابر هوم وهو على فرسه فرأى أهلالقبور كل صاحب قبر جالس على قبره فقالوا هذا مطرف يأتي الجمعة قلت تعلمون عندكمالجمعة قالوا نعم ونعلم ما تقول فيه الطير قلت وما يقولون قال يقولون سلم سلم وقالالبيهقي سلام سلام يوم صالح .
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد بن حمزة قالاأنا عبد الدائم بن الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن نا محمد بن خريم نا هشام بن عمارنا عبد الأعلى ابن محمد البكري نا جعفر بن سليمان البصري نا أبو التياح الضبعي قالكان مطرف بن عبد الله يبدو فيدخل كل جمعة قال فربما نور له في سوطه فأدلج ذات ليلةوهو على فرسه حتى إذا كان عند المقابر هوم قال فرأيت كل صاحب قبر جالسا على قبرهفقالوا هذا مطرف يأتي الجمعة يوم الجمعة قال فقلت لهم وتعلمون عندكم يوم الجمعةقالوا نعم ونعلم ما تقول فيه الطير قلت وما تقول فيه الطير قالوا يقول رب سلم سلميوم صالح).
يقول الإمام الطبري في تفسيره:
إنك يا محمد لا تقدر أن تفهم الحق من طبع الله على قلبه فأماته، لأن الله قد ختم عليه أن لا يفهمه.
﴿ولا تسمع الصم الدعاء﴾ يقول: ولا تقدر أن تسمع ذلك من أصم الله عن سماعه سمعه.
﴿إذا ولوا مدبرين﴾ يقول: إذا هم أدبروا معرضين عنه لا يسمعون له لغلبة دين الكفر على قلوبهم ولا يصغون للحق ولا يتدبرون ولا ينصتون لقائله لكنهم يعرضون عنه وينكرون القول به والاستماع له. المجلد (11) (ج20 /ص 12).
ومن الأدلة أيضاً: حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن المال فلا يقبله أحد حتى لئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجبته" ففي جوابه إياه دليل على سماعه له ، والحديث ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (13813) ورواه أبو يعلى (6584) ورجاله رجال الصحيح.

وهل الميت يسمع؟؟

قال الشيخ ابن القيم في كتابه الروح: ((وأما قوله تعالى : { وما أنت بمسمع من في القبور } فسياق الآية يدل على أن المراد منها أن الكافر الميت القلب لا تقدر على إسماعه إسماعا ينتفع به كما أن من في القبور لا تقدر على إسماعهم إسماعا ينتفعون به ولم يرد سبحانه أن أصحاب القبور لا يسمعون شيئا البتة كيف وقد أخبر النبي أنهم يسمعون خفق نعال المشيعين وأخبر أن قتلى بدر سمعوا كلامه وخطابه وشرع السلام عليهم بصيغة الخطاب للحاضر الذي يسمع وأخبر أن من سلم على أخيه المؤمن رد عليه السلام هذه الآية نظير قوله : { إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين } وقد يقال نفي إسماع الصم مع نفي إسماع الموتى يدل على أن المراد عدم أهلية كل منهما للسماع.
وأن قلوب هؤلاء لما كانت ميتة صماء كان إسماعها ممتنعا خطاب الميت والأصم وهذا حق ولكن لا ينفي إسماع الأرواح بعد الموت إسماع توبيخ وتقريع بواسطة تعلقها بالأبدان في وقت ما فهذا غير الإسماع المنفي والله أعلم وحقيقة المعنى أنك لا تستطيع أن تسمع من لم يشأ الله أن يسمعه {إن أنت إلا نذير} أي إنما جعل الله لك الاستطاعة على الإنذار الذي كلفك إياه لا على إسماع من لم يشأ الله إسماعه)) اهـ .
والآية هذه مثل قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }[الأعراف: 179]، فالله عز وجل لا يريد أن يقول أن آذانهم لا تسمع الصوت، ولا أن أعينهم لا تبصر ، ولا أنهم غير عقلاء ، وذلك لأن المجنون غير مكلف وفاقد العضو غير مؤاخذ، ولكن النص يقرع الذين لا يتفكرون في خلق الله ويعاندون في الإيمان ولا ينظرون نظر اعتبار وتفكر ولا يسمعون سماع الواعي.. وفي شرح هذا تكلف فالآية مفسرة نفسها بنفسها.

وذكر الإمام ابو عبدالله القرطبي رحمه الله في كتابه (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة) ص 127: في [باب ما جاء أن الميت يسمع ما يقال ]: ذكر ((مسلم عن أنس بن مالك : عمر بن الخطاب حدث عن أهل بدر فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس . يقول : هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله . قال فقال عمر : فو الذي بعثه بالحق نبياً ما أخطأوا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى انتهى إليهم فقال : يا فلان بن فلان . هل و جدتم ما وعدكم الله و رسوله حقاً فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً ؟ فقال عمر : يا رسول الله كيف تكلم أجساداً لا أرواح فيها ؟ قال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم . غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئاً . و عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك قتلى بدر ثلاثاً . فقام عليهم فناداهم . فقال : يا أبا جهل بن هشام . يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة . يا شيبة بن ربيعة . أليس قد و جدتم ما وعدكم ربكم حقاً فإني وجدت ماو عدني ربي حقاً ! فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله كيف يسمعون ! و أنى يجيبون ! وقد جيفوا ؟ قال جهنم و الذي نفسي بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم . ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فالفوا في قليب بدر .
فصل : اعلم رحمك الله أن عائشة رضي الله عنها قد أنكرت هذا المعنى .
و استدلت بقوله تعالى :
فإنك . لا تسمع الموتى و قوله و ما أنت بمسمع من في القبور و لا تعارض بينهما لأنه جائز أن يكونوا يسمعون في وقت ما . أو في حال ما فإن تخصيص العموم ممكن و صحيح إذا و جد المخصص . و قد و جد هنا بدليل ما ذكرناه ـ و قد تقدم ـ و بقوله عليه الصلاة و السلام : إنه ليسمع قرع ..نعالهم و بالمعلوم من سؤال الملكين للميت في قبره و جوابه لهما و غير ذلك مما لا ينكر ، و قد ذكر ابن عبد البر في كتاب التمهيد و الاستذكار من حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ، و رد علي السلام . صححه أبو محمد عبد الحق ، و جيفوا معناه : أنتنوا )) انتهى كلام الإمام القرطبي رحمه الله.

وذكر البخاري في "الصحيح" والحافظ ابن حجر العسقلاني (في فتح الباري شرح صحيح البخاري: 2 /494): حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، قال:
سمعت ابن عمر يتمثل يشعر أبي طالب:
وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه *** ثِمال اليتامى عصمة للأرامل
وقال عمر بن حمزة: حدثنا سالم، عن أبيه:
ربما ذكرت قول الشاعر، وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستقي، فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب:
وأبيض يُستسقي الغمام بوجهه *** ثِمال اليتامى عصمة للأرامل
وهو قول أبي طالب..) اهـ
فهذا نص صريح على استسقائهم بوجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويرد هؤلاء الوهابية أنه عبارة عن الوجهة، فنقول وما الفرق بين التوسل والتوجه أو الوجهة؟ فهما لهم نفس المعنى كما أقول : اللهم بوجه نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم اسقنا الغيث، وأقول أيضاً: اللهم أستسقي بوجه نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أو أتوجه إليك بوجه نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. فلهما نفس الدلالة ونفس المعنى، وهي بوجاهة نبيك، أو نتوسل إليك بوجاهته عندك، أو بوجهه الشريف..
وهذا الحديث صريح صحيح برواية البخاري رحمه الله، وبهذا تنهدم وسيلة تضعيف الحديث لدى هؤلاء القوم المنكرين للتوسل، فإن لهم أسلوب تضعيف حجة مخالفهم أولاً، فإن فشلوا جعلوا الدليل خاصاً بالصحابي أو بالنبي، فإن فشلوا أولوا الحديث على غير صراحته (مع أنهم يعنفون من يؤول ما يحتاج إلى تأويل !!) فإن فشلوا أتوا لنا بكلام لابن تيمية أو ابن القيم.. فإن فشلوا قذفوا مخالفيهم بالابتداع أو التكفير ولا يلتفتون لحجته لأنه صار غير محتج به !! فهم كالحرباء المتلونة .
والله سبحانه وتعالى أمر باتخاذ الوسيلة فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة35 ، {أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }الإسراء57.
فلو كان لهؤلاء الوهابية حجة على المتوسلين بأن الصوفية يعتقدون بالمتوسل به النفع أو الضر، أو أنهم يعبدونه من دون الله، فنقول لهم: كيف تقولون بصحة التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة، هل التوسل بالأعمال الصالحة يدل على أنكم تعبدون العمل الصالح، أو تعتقدون فيه النفع والضر؟!، فإذا كان جوابهم لا ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ". قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ "أخرجه البخاري ( 5673 )، ومسلم ( 2816 ).. فكذلك المتوسلين لا يعتقدون بالمتوسل به إلى الله النفع ولا الضر ولا يعبدونه، بل يتقربون إلى الله بمحبة الله للمتوسل به إن كان صالحاً لأن عمله صالح ولأنه محبوب عند الله، ولذلك كان حراماً التوسل بالفاسق أو بالعمل السيء لأنه مبغوض عند الله فلا يصح.. وبالضد تعرف الأشياء.

قال الدارمي: حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثناأبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحط أهلالمدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليهوسلمفاجعلوا منه كووا إلى السماء حتى لا يكون بينه وبينالسماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحمفسمي عام الفتق.
وعلق حسينسليم أسد على الأثر بقوله: رجاله ثقات وهو موقوف علىعائشة.
سنن الدارمي: ج 1 ص 56 رقم [ 92 ]، باب: باب ما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته
قلت: اسناده صحيح رجاله رجال البخاري ومسلم غير عمرو بنمالك النكري وهو ثقة.
وقال ابن حبان: عمرو بن مالكالنكريأبو مالك والد يحيى بن عمرو وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنهوهو في نفسه صدوق اللهجةمات سنة تسع وعشرينومائة. [مشاهير علماء الامصار: ج 1 ص 155].
وقال الحافظ ابن حبان أيضاً كما جاء في [تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 8 ص 96.]: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه،يخطىء و يغرب.
وأمّا جعلهم هذا عبادة ، وعبادة غيرالله كفر، فهو من مجازفاتهمالشّنيعة ، فإنّهم إذا فهموا أنّ كل تعظيم عبادة ، أو كل طلب عبادة ، فقد برهنواعلى جهلهم ، فإنّا رأينا إخوة يوسف قد سجدوا ليوسف ، والملائكة قد سجدوا لآدم ،وليس هناك شيء أبلغ في التّعظيم من السّجود ، فإذًا ليس التّعظيم شركًا لذاته مهمابلغ أمره ، ولو كان ذلك وصفًا ذاتيًّا له لوجب ألاَّ يفارقه ، فالتّعظيم لا يكونعبادة إلاَّ إذا كان معه اعتقاد الرّبوبيّة.
وقال ابن سعد في الطبقات عن سعيد بن زيد : روى عنه ، وكان ثقةمات قبلأخيه .
و قال العجلى: بصرى ثقة.
و قال أبو زرعة: سمعت سليمان بن حرب يقول: حدثناسعيد بن زيد و كانثقة.
و قال أبو جعفرالدارمى: حدثنا حبان بن هلال حدثناسعيد بن زيد و كانحافظا صدوقا.
قال ابنعدي : و ليسله منكر لا يأتي به غيره ، و هو عندي في جملة من ينسب إلىالصدق [تهذيب التهذيب: ج 4 ص 33.].
وقال المزي : و قال عباس الدوري ، عنيحيى بن معين : ثقة.
و قال البخارى : حدثنا مسلم قال : حدثنا سعيد بن زيد أبو الحسنصدوق ،حافظ، استشهد بهالبخاري. [تهذيبالكمال: ج 5 ص 210.] .
وقال الحافظ بن حجر في أبو الفضل محمد بن النعمان : ((قال الدارقطني : تغير بآخره،و ما ظهر له بعد اختلاطهحديث منكر،وهو ثقة].
و قال ابن حبان : اختلط في آخر عمرهو تغير حتى كان لا يدرى ما يحدث به، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة ، فيجب التنكبعن حديثه فيما رواه المتأخرون، فإنلم يعلم هذا من هذا ترك الكل و لا يحتج بشيء منها .
قرأتبخط الذهبي : لم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثا منكرا ، و القول فيه ما قالالدارقطني . [تهذيب التهذيب: ج 9 ص 404.].
وأبو الفضل محمد بن النعمان من رجال البخاري ولقبه عارم: فقد قال البخاري: حدثنامحمد بن الفضل أبوالنعمانحدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضيالله عنهما قال: إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نسخت. صحيح البخاري [ 2608].
وهو أيضاً من رجال مسلم، ففيصحيح مسلم: قال مسلموحدثنا عبد بن حميد حدثنامحمد بن الفضل ( لقبه عارم وهو أبو النعمان السدوسي)حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا مطر الوراق عن عطاء عن جابر بن عبداللهقالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له أرضفليزرعها. صحيحمسلم رقم[ 1536].
ومما ورد أيضاً أن الموتى يدعون لأقربائهم الأحياء ما ذكره العلامة القرطبي في كتابه: (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة) ص 47 قال: ((أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلي الثقفي قال : أخبرني عثمان بن عبد الله بن أوس أن سعيد بن جبير قال له : أستأذن لي على ابنة أخي ، و هي زوجة عثمان و هي ابنة عمرو بن أوس ، فاستأذنت له فدخل عليها ثم قال : كيف يفعل بك زوجك ؟ قالت : إنه إلي لمحسن فيما استطاع . فالتفت إلي ثم قال : يا عثمان أحسن إليها فإنك لا تصنع بها شيئاً إلا جاء عمرو بن أوس فقلت : و هل تأتي الأموات أخبار الأحياء ؟ قال : نعم ما من أحد له حميم إلا و يأتيه أخبار أقاربه فإن كان خيراً سر به و فرح و هنئ به و إن كان شراً ابتأس و حزن به حتى إنهم ليسألون عن الرجل قد مات فيقال : أو لم يأتكم ؟ فيقولون : لا ، خولف به إلى أمه الهاوية)) .
و خرج الترمذي الحكيم في نوادر الأصول قال : حدثنا أبي رحمه الله قال : حدثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن أبان بن أبي عياش ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أعمالكم تعرض على عشائركم و أقاربكم من الموتى فإن كان خيراً استبشروا و إن كان غير ذلك قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم لما هديتنا .

وأمّا الدّعاءالّذي يتمسّكون به ، ويستدلون عليهبمثل قوله تعالىفَلَا تَدْعُوامَعَ اللَّهِ أَحَدًا“سورة الجن : 18” ... إلى آخر الآيات الكثيرة التي نزلت في المشركين ،فطبّقوها على المسلمين ، زاعمين أنّ الدّعاء عبادة ، وعبادة غير الله كفر ، فهوتلبيس لا ينبغي أن يصدر إلاَّ من غاش أو جاهل ، فإنّ الدّعاء مشترك .

فإذا قالوا : إنّ كل دعاءٍ عبادة، رد عليهم قوله تعالى : “ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِبَعْضِكُمْ بَعْضًا“سورةالنّور : 63”، “قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُقَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا“سورة نوح : 5،6”، “وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِالسَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ“سورة يونس : 25”، “إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَلَنَا“سورةالقصص : 25” ... إلى غير ذلك ، وردعليهم أنّهم يدعون الأمير والوزير ، فهذا دعاء لغير الله ، فيلزمهم على هذا الفرضأن يكون ذلك شركًا ، وأن يكون الدعاء في تلك الآيات بمعنى العبادة ، وهو ما لايقوله أحد .

وإن قالوا : إنّ الطّلب من غير الله كفر ، وهذا هوالعبادة، لزمهم كفر العالمكلّه ، ولا معنى هنا للفرق بين الحيّ والميّت كما أوضحناه ، فلا يقول : إن مجردالطّلب من غير الله عبادة إلاَّ من لا يدري ما يقول ، وإن قالوا : إنّ الطّلب منالأولياء والأنبياء هو الكفر لا غير ، قلنا : إنّ هذا هو محل النّزاع ، وهذه هيالدّعوى الّتي لم يقم عليها دليل ، بل قام على بطلانها ألف دليل .

وإيراد الآيات النّازلة في حق المشركين العابدين لغير الله لا معنى له ولاغناء فيه ، فهل نظفر منهم بعد ذلك بشيءٍ من الإنصاف ، حتى يرحموا هذه الأمّةالمسكينة ، فلا يكفّروها ولا يستبيحوا دماءَها ؟! إنّي أشك في ذلك ولا أكاد أتوقّعه، ولكننا نكتب لغيرهم ، خشية أن ينخدعوا بترّهاتهم وضلالاتهم .

علماء المسلمين الذين توسلوا بالأنبياء والصالحين:

بيان أسماء بعض الحفاظ المتوسلين بالنبي صلى الله عليه وسلم على الترتيب الأبجدي

1- الحافظ إبراهيم الحربي : توسل بقوله " قـبر معروف الكرخي هو الترياق المجرب" تاريخ بغـداد ( ١ / ١٢٢ ) .
٢ الحافظ أبو الربيع بن سالم : توسل بقبر محمد بن عبيد الله الحجري ( التكملة ( ٢ /٢٨١ ) لكتاب الصلة الذهبي في سير أعلام النبلاء )(٢١ / ٢٥١ -٢٥٣)
٣ - الحافظ أبو الشيخ الأصبهاني : توسل بقوله " والشكوى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجوع " سير أعلام النبلاء ( ١٦ / ٤٠٠ ) .
٤ - الحافظ أبو الطيب المكي الفاسي : توســل بقوله " بمحمد ســـيد المرسلين " ذيل التقييد ( ١ / ٦٩ ) .
٥ - الحافظ أبو المحاسن بن حمزة الحسيني الدمشقي : توسل بقوله " بجاه المصطفي " ذيل تذكرة الحفاظ ( ١ / ٣١٥ ) .
٦ - الحافظ أبو زرعة الرازي : كان يقـول لعلي الرضا " حدثنا بحق آبائك " وقد تقدم ذكره في ثنايا الكتاب .
٧ - الحافظ أبو عبد الله الصفار الإسفرائيني : أخـذ عنه الحاكم توسل كثير من الصالحين - تقدم ذكره في ثنايا الكتاب .
٨ - المحدث أبو علي الخلال : قـال " فقصدت قـبر موسى بن جعفر فتوسلت به "
تاريخ بغـداد ( ١ / ١٢٠ ) .
٩ - الحافظ أبو زرعة العراقي : أتى النبي أمام قـبره وقال " أنا جائـع "
المنتظم لابن الجوزي ( 9 / 74 ، ٧٥ )
١٠ - الحافظ ابن أبي الدنيا : توسل بقوله " بحق النبي " قرى الضيف ( ٥ / ٢٢٥ ).
١١ - الحافظ ابن أسلم الطوسي : كان يقول لعلي الرضا " حدثنـا بحق آبائك " وقد ذكرناه من قبل في الكتاب .
١٢ - الحافظ ابن الأبار : توسل بقوله " يا شافع البرية إن تشفع فيها لبارئ النسم " الحلة السيراء ( ٢ / ٢٨٤ ) .
١٣ - الحافظ ابن الجزري : قال بالتوسل في كتابه ( عده الحصن الحصين باب فضل آداب الدعاء ) .
١٤ - الحافظ ابن الجوزي : توسل بقوله " بحق محمد صلى الله عليه وسلم "
زاد المسير ( ٤ / ٢٥٣ ) .
١٥ - الحافظ ابن القيسراني : توسـل بقولـه " توسلـوا بـه إلى الله "تذكرة الحفاظ ( ٤ / ١٣٧١ ) .
١٦ - الحافظ ابن المقرئ الأصبهاني : التوسل عند القبر والشكوى إلى الرسول من الجوع - مروية في سير أعلام النبلاء ( ١٦ / ٤٠٠ ) .
١٧ - الحافظ ابن حبان : كان إذا أهمه أمر قصد قبر الإمام علي الرضا فينكشف همه قال : " وقد جربته مرارا وقد تم الإشارة إليه من قبل " الثقات ( ٨ / ٤٥٧ ).
١٨ - الحافظ ابن حجر العسقلاني : وله كلام كثير في فتح الباري وغيره .
١٩ - الحافظ ابن طولون : استشهد بكلام الحافظ العلائي شيخ حافظ العراقي في
المسائل التي شذ بها ابن تيمية في الأصول والفروع ومنها التوسل ( ذخائر القصر مخطوط بالخزانة التيمورية بالقاهرة ) .
٢٠ - الحافظ ابن عساكر : كتب في أربعينياته " يا محمد إني أتوجـه بك إلـى ربي " وكتبــه عامـرة بالتوسـل ، وذكــره مناقب جعفر الصـادق بقوله فيـه " وبالنبي
متوسلا " وذكر عن أحد الصالحين أن قـبره يتبرك به . تاريخ دمشـق ( ٦ / ٤٤٣ )
٢١ - الحافظ ابن فهد : سأل الحافظ العراقي ما شذ به ابن تيمية في التوسل والزيارة .كتاب الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية .
٢٢ - الحافظ ابن كثــير : توســل بقولــه " بمحمــد وآلــه " - البداية والنهاية ( 13 / 192 ) .
23 - الحافظ الإمام أحمد : قال في منسكه الذي كتبه للمروذي : إنه يتوسـل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه حتى ابن تيمية نقله .
٢٤ الحافظ البيهقي : روى عنه ابن الجوزي في المنتظم ( ١١ / ٢١١ ) من مناقب أحمد بن حرب " استجابة الدعاء إذا توسل الداعي بقبره " .
٢٥ - الحافظ الحاكم : من روى تعظيم ابن خزيمة لقبر علي الرضا وتوسل شيوخه بقبر يحيى بن يحيى وقد سبق ذكره وغير ذلك كثيرا .
٢٦ - الحافظ الخطيب البغدادي : توسل بقوله " بحق محمد " . الجامع لأخلاق الراوي والسامع ( ٢ / ٢٦١ ) .
٢٧ - الحافظ الدارمي : باب ما أكرم الله به نبيه سنن الدارمي .
28 - الحافظ السخاوي : توسل بقوله " ووسيلتنا وسندنا "فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي ( 4 / 410 ) .
29 - الحافظ السلفي : له توسل في معجم السفر .
٣٠ - الحافظ السيوطي : توسل بقوله " بمحمد وآله " الإتقان ( ٢ / ٥٠٢ ) وكتبه طافحة بالتوسل .
٣١ - الحافظ الطبراني : التوسل عند القبر والشكوى إلى الرسول من الجوع - مروية في سير أعلام النبلاء ( ١٦ / ٤٠٠ ) - كما أنه صحح حديث التوسل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
٣٢ - الحافظ العلجوني توسل بقوله " وبخير خلقك لم أزل متوسلاً " كشــف الخفاء ( ٢ / ٥٥ ) .
٣٣ - الحافظ العلائي : ألف كتاب في الرد علي ابن تيمية في موضوع التوسل والزيارة
٣٤ - الحافظ القضاعي : توســل بقوله " توسلوا به إلى الله " التكملة لكتاب الصلة ( ٢ / ٢٨١ ).
٣٥ - المحدث الكلاباذي : توسل بقوله " وبنبيه أتوسل " التعرف لمذهب أهل التصوف ( ١ / ٢١ ) .
٣٦ - الحافظ الكلاعي : صاحب كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام كشف الظنون ( ٢ / ١٧٠٦ ) .
٣٧ - الحافظ الكنوى أبو الحسنات : توسل بقوله " متوسلاً بنبيه " الرفع والتكميل في الجرح والتعديل (ص : ٢٧ ) .
٣٨ - الحافظ اللالكائى : ذكر حمزة الهاشمى " أنا من ذلك الذى استسقـى بشيبته عمر" وما زال يردد ويتوسل بهذه الوسيلة .
٣٩ - الحافظ المحاملى : يأتى قبر معروف الكرخى ويتوســـل به مـروية في تاريخ بغداد ( ١ / ١٢٣ ) .
٤٠ - الحافظ المروذى : وهو صاحب أحمد الذى سبق ذكره في التوسل بالنبى في منسك أحمد بن حنبل .
٤١ - الحافظ المناوى : ذكر أن ابن تيمية أصبح بين أهل الإسلام مثلة لإنكاره التوسل والاستغاثة .
٤٢ - الحافظ المنذرى : له رسالة تسمى " زوال الظمأ في ذكر من استغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم من الشدة والعمى " ذكرهــا صاحــب هديةالعارفين ( ٥ / ٥٨٦ ) .
٤٣ - الحافظ الهيثمى : توسل بقوله " بمحمد وآله " . مجمع الزوائد ( ٩ / ٤٢٠
٤٤ - المحدث عابد السندى : له رسالة في الرد على ابن تيمية في التوسل .
٤٥ - الحافظ عبد الحق الأشبيلى : في كتابه العاقبة في علم التذكير " ويسكن في جوارهـم قبــور الصالحــين تبركــاً وتوســلاً " . فيـض القديـر
للمناوى ( ١ / ٢٣٠ ) .
٤٦ - الحافظ عبد الغنى المقدسى : وقد ذكرنا ذكر الضياء المقدسى له حينما كان يتمسح بقبر الإمام أحمد لما خرج دمل في جسده لم يجد له دواء ، وله توسل آخر
٤٧ - الحافظ محمد بن المنكدر : كان يضـع خـده على قبر النبى صلى الله عليه وسلم ، " قال استعين بقبر النبى " وسبق ذكره في الكتاب من رواية ابن عساكر ، وعده الذهبى في السير من مناقبه .
٤٨ - الحافظ محمد بن موسى التلمسانى : صاحب كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام كشف الظنون ( ٢ / ١٧٠٦ ) .
٤٩ - المحدث محمد مرتضى الزبيدى : توسل بقوله " بجاه سيدنا محمد وآله "التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ( ص : ٩ ) .
٥٠ - الحافظ ابن ماكولا : قال على قبر أحد الصالحين " قبره يتبرك به قد زرته "
الإكمال ( ١ / ٢٦٧ ) .
٥١ - الحافظ ابن نقطة : ذكر أحد الصالحين وقال : " قبره بالقرافة يتبرك به "التقييد ( ١ / ٣٧٠ ) .
٥٢ - الحافظ الذهبي : ذكر أحد الصالحين وقال : " وكـان ورعـاً تقـياً محتشماً يتبرك بقبره " سير أعلام النبلاء ( ١٨ / ١٠١ ) .

هل كل هؤلاء الفقهاء كفار ومشركون ؟!!

بيان أسماء بعض الفقهاء المتوسلين بالنبي صلى الله عليه وسلم على الترتيب الأبجدي
١- أبو إسحاق الخجندي الكازروني ( حنفي ) : كان من شعره " خافت النار إلهاً فانتحت تتشفع لائذة بالرسول " التحفة اللطيفة ( ١ / ٨٣ ) .
٢- أبو الإخلاص الشرنبلاني ( حنفي ) : توسل بقوله " جئنا كما نتوسـل بكما إلـى سيدنا رسـول الله " نور الإيضاح ( ١ / ١٥٦ ) .
٣- أبو الحسن المالكي : توسل بقوله " بمحمد وآله وصحبه " كفاية الطالب
( ٢ / ٦٧٨ ) .
٤- أبو حامد الغزالي ( شافعي ) : توسل بقوله " وقصدنا نبيـك مستشفعـين به وحقه عليك " - إحياء علوم الدين ( ١ / ٢٦٠ ) .
٥- أبو عبد الله السامري الحنبلي : ذُكر فيمن يقول بأن الزائر يقول لرسـول الله صلى الله عليه وسلم " يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي " ( شفاء السقام ).
٦- أبو منصور الكرماني الحنفي : قال في أدب الزيارة : " أن يخاطب الإنسان رسـول الله صلى الله عليه وسلم ويقول أن فلان وفلان يستشفع بك يا رسول الله ".
٧- ابن أبى الوفاء القرشي الحنفي : توسل بقوله " بجـاه رسول الله ". طبقات الحنفية ( ١ / ٣٥٣ ) .
٨- ابن أبى جمرة : ذكر زيارة الأنبياء ثم التوسل إلى الله تعالى بهم في قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه مختصر البخارى .
٩- ابن الحاج ( مالكي ) : قال بالتوسل الشواهد ( ص : ٨٥ ) شواهد الحق للنبهاوى .
١٠- ابن الخطيب : توسل بقوله " ومن توسـل إليه بمحمد نجاه ونفعه ". وسيلة الإسلام ( ١ / ٣١ ) .
١١- ابن الرفعة ( شافعي ) : له رد على ابن تيمية وكان هو الذى يناظره في التوسل والزيارة وكان أحد أسباب سجنه .
١٢- ابن الزملكاني ( شافعي ) : توسل بقوله " يا صاحب الجــاه " وهذا أيضاً أحد علماء الأمة من ناظره ابن تيمية شواهــد الحـق ( صفحة ٣٨٣ ) .
١٣- ابن الملقن ( شافعي ) : توسل بقوله " بمحمــد وآلــه " . خلاصـة البدر المنير ( ١ / ٥ ) .
١٤- ابن جزى : بلفظ " يتشفع به " القوانين الفقهية ( ١ / ٩٥ ) .
١٥- ابن حجر الهيتمي ( شافعي ) : قال بالتوسل - في حاشيته على الإيضاح وفي كتابه الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المكرم .
١٦- ابن عابدين ( حنفي ) : توسل بقوله " بجاه سيد الأنبياء والمرسلين " . حاشية ابن عابدين ( ٨ / ٥١١ ) .
١٧- ابن عاشر المالكي : توسل بقوله " بجاه سيد الأنام " المرشد المعين على الضرورى من علوم الدين ( ٢ / ٣٠٠ ) .
١٨- ابن عجيبة الحسني : توسل بقوله " بجاه نبينا المصطفي ". إيقاظ الهمم شرح الحكم ( صفحة ٤ ) .
١٩- ابن عطاء الله السكندري : توســــل بقولـــه " بجــاه محمـــد ". لطائف المنـن ( صفحة ١١ ، ١٢ ) .
٢٠- ابن عقيل ( حنبلي ) : وكان يقول في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم: " يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي " - (التذكرة ٨٧ ) المكتبة الظاهرية بدمشق .
٢١- ابن علان : توسل بقوله " بجاه نبيك سيد المرسلين " . شرح الأذكار ( ٢ / ٢٩ ).
٢٢- ابن قاضى شهبه ( شافعي) : في ترجمة أحمد بن علي الهمداني قال " والدعاء عند قبـره مستجاب " طبقات الشافعية ( ٢ / ١٥٥ ) .
٢٣- ابن قدامة المقدسي الحنبلي : قـال " ويستحب زيارة قـبر الرسـول " ثم ذكر قصة العتبى وما فيها من توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم - المغني ( ٣ / ٢٩٨)
٢٤- ابن مفلح الحنبلي : ذكر قصة العتبي وأقرها المبدع ( ٣ / ٢٥٩ ) .
٢٥- ابن ميارة المالكي : توسل بقوله " نتوسل إليك بجاه أحب الخلق " .الدر الثمين والمورد المعين ( ٢ / ٣٠٢ ) .
٢٦- الإمام القشيري .
٢٧- البارزي : له كتاب توثيق عرى الإيمان ( الباب الثالث إغاثته صلى الله عليه وسلم لمن استغاث به ) .
٢٨- البجيرمي ( شافعي ) : " مع أنه أعظم وسيلة حياً وميتاً " حاشية البجيرمي .
٢٩- البهوتي ( حنبلي ) : ذكر قصة العتبى وأقرها كشف القناع ( ٢ / ٥١٦ ) .
٣٠- الجاوي : توسل بقوله " بجاه النبي المختار " نهاية الزين ( ١ / ٧٧ ) .
٣١- الجرجاني : قال بالتوسل - في أوائل حاشيته على المطالع .
٣٢- الرافعي القزويني ( شافعي ) : توسل بقوله "متوسلاً بشفاعـة من عنده يوم الجزاء " التدويـن في أخبار قزوين ( ٢ / ٧٦ ) .
٣٣- الحطاب : وأمرنا بسؤال الوسيلة مواهب الجليل ( ٢ / ٥٤٥ ) .
٣٤- الخرشي : أجاز التوسل وخص الإقسام على الله بالنبي صلى الله عليه وسلم الشرح الكبير على متن خليل ( الجزء الثالث ) .
٣٥- الرملي ( شافعي ) : توسل بقوله " وبنبيه أتوسل " شرح زيد بن رسلان .
٣٦- الزرقاني : توسل بقوله " بجاه أفضل الأنام " شرح الزرقاني ( ٢ / ٢٩٧ )
٣٧- الزيني المراغي : رد على ابن تيمية وبدعه .
٣٨- السمهودي : التوسل والتشفع به صلى الله عليه وسلم وبجاهه وببركته .خلاصة الوفـا ( ٢ / ٤١٩ ) .
٣٩- السيد البكري ( شافعي ) : توسل بقوله " بجـاه سيدنا محمد " .إعانـة الطالبين ( ٤ / ٣٤٤ ) .
٤٠- الشربيني( شافعي) : ويتوسل به في حق نفسه الإقناع للشربيني ( ١ / ٢٥٨ )
٤١- الشرواني ( شافعي ) : توسل بقوله " بجاه محمد سيد الأنام ". حواشي الشرواني ( ٦ / ٣٨١ ) .
٤٢- الشهاب الخفاجي : باب الزيارة وفضل النبي صلى الله عليه وسلم نسيم الرياض شرح شفا القاضي عياض .
٤٣- الشوكاني : توسل بقوله " بجاه المصطفي " البدر الطالع ( ١ / ٤٢٢ ) .
٤٤- الطحطاوى ( حنفي ) : توسل بقوله " بجاه سيدنا محمد " حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ( ١ / ٣٥٧ ) .
٤٥- العز بن جماعة ( شافعي ) .
٤٦- العز بن عبد السلام : أجاز الاقسام بالنبي إن صح الحديث والحديث صحيح باعتراف ابن تيمية تحفة الأحوذي ( ١٠ / ٢٥ ) .
٤٧- العلامة خليل ( مالكي ) : توسل بقوله " وليتوسل به صلى الله عليه وسلم " ذكره الزرقاني في شرحه على المواهب اللدنية .
٤٨- الغزي : توسل بقوله " بجاه سيد المرسلين " فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب ( صفحة ٧١ ) .
٤٩- القاضي أبو الطيب ( شافعي ) : ذكر قصة العتبي وأقرها المجموع شــرح المهذب ( ٨ / ٢٥٦ ) .
٥٠- القاضي تاج الدين ابن بنت الأعز ( شافعي ) : ممن ردوا على ابن تيمية .
٥١- القاضي عياض ( مالكي ) : ذكر قصة مالك مع أبى جعفر المنصور وأقرها الشفا في تعريف حقوق المصطفي صلى الله عليه وسلم .
٥٢- القسطلاني : ويسأل الله تعالى بجاهه المواهب اللدنية ( ٨ / ٣٠٨ ) .
٥٣- القونوي : كان من أسباب استمرار سجن ابن تيمية لما قاله في التوسل الدرر الكامنة .
٥٤- الكمال بن الهمام ( حنفي ) : توسل بقوله " بحضــرة نبيــك " شرح فتح القدير ( ٣ / ١٨١ ) .
٥٥- الماوردي ( شافعي ) : ذكـر قصة العتبي وأقـرها كما أقرها أبو الطيب المجموع شرح المهذب ( ٨ / ٢٥٦ ) .
٥٦- المحب الطبري : توسل بقوله " بمحمد وآله وصحبه " ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ( ١ / ٢٦١ ) .
٥٧- اليافعي : توسل بقوله " وبرسوله " مرآة الجنان ( ٤ / ٣٦٢ ) .
٥٨- تقي الدين أبو الفتح : توسل بقوله " وأرغب إليه بالنبي المصطفي " طبقات الشافعية الكبرى ( ٩ / ١٨١ ) .
٥٩- تقي الدين الحصني ( شافعي ) : له كتاب الرد على من شبه وتمرد ونسب ذلك إلي . في تبديع ابن تيمية في موضوع التوسل والزيارة .
٦٠- تقي الدين السبكي ( شافعي ) : له كتاب مشهور في الرد علي ابن تيمية في مسألة التوسل بعنوان ( شفاء السقام في زيارة خير الأنام ) .
٦١- تقي الدين بن دقيق العيد ( شافعي ) : توسل بقوله " أعـد لها جـاه الشفيع المشفع " طبقات الشافعيـة الكــبرى ( ٩ / ٢٢١ ) .
٦٢- زكريا الأنصاري ( شافعي ) : قال " ويتوسـل به في حـق نفسـه ويستشفع به إلى ربـه " فتح الوهاب ( ١ / ٢٥٧ ) .
٦٣- سعد الدين التفتازاني : قال " ولهذا ينتفع بزيارة القبور والاستعانة بمنفوس الأخيار من الأموات " شرح المقاصد ( ٢ / ٣٣ ) .
٦٤- صديق حسن خان : توسل بقوله " بجاه خير البرية " أبجد العلوم ( ٣ / ٢٨٠ ) .
٦٥- صفي الدين بن أبي منصور .
٦٦- عبد الغني الدهلوي : له رد علي ابن تيمية في التوسل .
٦٧- عبد القادر الجيلاني ( حنبلي ) : في كتابه الغنية يتوسل بقوله " يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي " مروية في شواهد الحق للنبهاني ( ص : ٩٨ ) .
٦٨- عبد الوهاب السبكي ( شافعي ) : له رسائل في الرد علي ابن تيمية في مسألة التوسل .
٦٩- عماد الدين بن العطار - تلميذ النووي رحمهما الله - ( شافعي ) : قال " وأمرنا بسؤال الوسيلة والسؤال بجاهه " مواهب الجليل ( ٢ / ٥٤٤ ، ٥٤٥ ) .
٧٠- محمد عميم الإحسان المجددي البركتي : توسل بقول " بحرمة سيدنا محمد . قواعد الفقه ( ١ / ٢٥٦ ) .
٧١- ملا علي القاري ( حنفي ) : قـال " كان مستشفع به صلى الله عليه وسلم عند الجـدب " مرقاة المفاتيح ( ٣ / ١٦٧٦ ) وبدع ابن تيمية بسبب موضوع التوسل .
٧٢- أبو منصور الصباغ : قال بالتوسل واستشهد بقصة العتبي - في كتابه الشامل .
٧٣- القرافي : قال بالتوسل وأقر قصة العتبى في الذخيرة ( ٣ / ٣٧٥ ، ٣٧٦ ) .
٧٤- السهيلي : قـال " إن عمر أقسم علي الله بالعباس وبالنبي صلى الله عليه وسـلم" الروض الآنف ( ١ / ٢٠٨).
٧٥- ابن نجيم الحنفي : رخص في زيارة قبور الصالحين للترحم والتبرك البحر الرائق شرح كنز الحقائق .
٧٦- البيضاوي : رخص باتخاذ مسجد في جوار قبور الصالحين بقصد التبرك فتح الباري ( 1 / 626 ) .
77- ابن عماد الحنبلي : قال في ترجمة السيد أحمد النجاري الشريف " وقبره يزار ويتبرك به " شذرات الذهب ( ١٠ / ١٥٢ ) ونقل جمل كثيرة في التوسل .
٧٨- الفخر التبريزي : كان إذا أشكلت عليه المسائل ذهب إلى قبر شيخه التاج التبريزي ويفكر فيها فتنجلي سريعاً فيض القدير للمناوي ( 5 / 487 ) .
79- أحمد الدردير : قال بالتوسل وفي خاتمة الكتاب أيضاً - أقرب المسالك (٦ / ٥٥٩ ).
٨٠- إبراهيم اللقاني ( صاحب جوهرة التوحـيد ) : قال " ليس للشـدائد مثل التوسل به صلى الله عليه وسلم " خلاصة الأثر للمحبي ( 1 / 8 ) .
81- أحمد زروق ( المالكي ) : له رد علي ابن تيمية فيما أنكر من مسائل التوسل والاستغاثــة ومذكــور في مقدمــة شـرحه على حــزب البحــر شواهــد الحـق ( صفحة ٤٥٢ ) .

الأئمــــة الأربعـــــة الأعــــــــــلام


١- أحمد بن حنبل
ورد بما لا مطعن فيه – والشيخ ابن تيمية مقر بصحته - أن الإمام أحمد بن حنبل قال في منسكه الذي كتبه للمروذي " أن في الاستسقاء يتوسـل بالنبي صلى الله عليه وسلم " . وكافة علماء الحنابلة يذكرون كلام أحمد بن حنبل في باب الاستسقاء .
٢- الإمام أبو حنيفة :
له كـــلام في كراهـــة أن يقـــول الرجل " وأسألك بمعاقد العز من عرشك " لكنه قـــال في نصيحة لأبى يوسف " وأكثر من زيارة القبور والمشايخ والمواضع المباركة واقبل من العامة ما يقصون عليك من رؤياهم للنبي صلى الله عليه وســلم في المساجد والمقابر " - الطبقات السنية في تراجم الحنفية .
وما جاء في الكنز لا يوجد اسم الامام ابو حنيفة
بل تجدِ المسألةَ مفروضةً في الإقسامِ على الله بخَلقِهِ، لا في مجرّدِ سؤالِهِ بهم،
٣- الإمام مالك بن أنس :
قال في قصة المناظرة بينه وبين أبي جعفر المنصور : " ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك وسيلة أبيـك آدم عليـه السلام إلى الله تعالى . سبق تخريجها
٤- الإمام الشافعي :
قال " إني لأتبرك بأبي حنيفة وإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبـره وسألــت الله تعالـى الحاجــة عنــده فما تبعــد عني حتـى تقضى " تاريخ بغداد ( ١ / ١٢٣ ) .وغيره تم تخريجه سابقا.
أسماء بعض المتوسلين من مشهوري الفقهاء ممن لهم نص صريح في التوسل
نذكره على الإجماع:
من الشافعية :
القاضي الماوردي , والقاضي أبو الطيب , وأبو حامد الغزالي,
والعز بن عبد السلام , وتقي الدين بن دقيق العيد , والمحب الطبري, وابن الرفعة والرافعي, والقزويني , وابن الزملكاني, وتقي الدين السبكي , والبارزي , وابن الملقن , وابن قاضس شهبة, والعز بن جماعة , والجلال القزويني, وتقي الدين الحصني , والتفتازاني, والشريف الجرجاني, وزكريا الأنصاري, وابن حجر الهيتمي .
ومن المالكية :
القاضي عياض , وابن أبي جمرة , وابن عطاء الله السكندري , وابن الحاج ,والعلامة خليل و ابن الخطيب , وأبو الحسن المالكي, وابن جزي , وابن عاشر المالكي, وابن ميارة المالكي .
ومن الحنفية :
أبو إسحاق, الخجندي الكازروني, وأبو منصور الكرماني الحنفي, والكمال بن الهمام , وابن أبي الوفاء القرشي الحنفي, والخرشي , وابن عابدين , وأبو الإخلاص الشرنبلالى, وملا على القارى , وعبد الغنى الدهلوى , والطحطاوى , ومحمد عميم الإحسان المجددى البركتى .
ومن الحنابلة :
ابن عقيل , وعبد القادر الجيلاني , وابن قدامة المقدسي الحنبلي, وأبو عبد الله السامري الحنبلي , وابن مفلح الحنبلي , والبهوتي , والشوكاني , وصديق حسن خان .
هل كل هؤلاء المفسرين كفار ومشركون لانهم قالوا بالتوسل؟!!!

(١) عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : روى حديث توسل آدم عليه الســـلام بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما ارتكب الخطيئة ،.
(٢) الثعالبى : توسل بقوله" بجاه عين الرحمة " تفسير الثعالبي ( ٤ / ٤٥٨ ) .
(٣) القرطبي : توسل بقوله " بحق محمد وآله " تفسير القرطبي ( ٨ /٢٤٠ ) .
(٤) النسفي : أثبت التوسل بقصة العتبي في تفسير الآية .
(٥) الألوسي : توسل بقوله " بحرمة سيد الثقلين " روح المعاني ( ١ / ٨٢ ) .
(٦) الرازي : أقر زيارة القبور وفسر فائدتها فقال في المطالب العالية عن سر زيارة القبور " وكلما حصل في نفس الميت من العلوم المشرقة ينعكس منها نور إلى روح ذلك الزائر الحي " فيض القدير للمناوي ( ٥ / ٤٨٧ ) .
هل كل علماء لغة القرآن المتوسلين كفار ومشركون؟!!
أما من أصحاب المعاجم وعلماء اللغة فمنهم :
(١) ابن منظــور : صاحــب كتــاب لســان العـــرب ( ١١ / ٧٨ ) - توســل بقـوله " بمحمـد وآله ".
(٢) الفيروزابادى : صاحب كتاب القاموس المحيط .. قال بالتوسل في كتابه الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر.
(٣) الفيومى : صاحب كتاب المصباح المنير (ص : ٧١٢ ) - توسل بقوله " بمحمد وآله".
(٤) الهورينى : صاحـب كتـاب اصطـلاحات القامـوس على كتاب ترتيب القاموس المحيط ( ص : ٢٧ ) - توسل بقوله " بجاه النبي ".
(٥) الأصفهاني : صاحب كتاب الأغاني ( ١٠ / ٣٧٥ ) - توســـل بقوله " نسألك بحق الله وبحق رسوله ".
(٦) الأبشيهي : صاحب كتاب المستطرف في كل فن مستظرف ( ٢ / ٥٠٨ ) - توسل بقوله " سألتك بحق محمد ".
(٧) ابن حجة الحموي : صاحب كتاب خـــزانة الأدب ( ١ / ٢٧٧ ) - توســـل بقوله " بمحمد وآله ".
(٨) القلقشندي : صاحب كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشاء ( ١١/ ٣٠٢ ) -توسل بقوله " بمحمد وآله ".
(٩) النابغة الجعدى : روى عنه ابن عبد البر شعرا بالاستغاثة بقبر النبى صلى الله عليه وسلم .
(١٠) المقرى التلمسانى : صاحب كتاب نفح الطيب ( ١ / ٣٢ ) - توسل بقوله " بجاه نبينا".
(١١) البوصيري شرف الدين صاحب البردة الشريفة .
(١٢) الصرصري : له أبيات شعر في التوسل والاستغاثة مذكورة في كتاب شواهد الحق للنبهاني
( ص : ٣٦٠ ) .. مثل :وسل الله عنده وتوسل . فبذاك الضريح تمحى الذنوب.
هل كل علماء تاريخ أمة محمد صلى الله عليه وسلم المتوسلين كفار ومشركون؟؟!!!
(١) ابـن خلكـان : توســل بقولــه " بمحمـد النبي وصحبه وذويه " وفيات الأعيان ( ٦ / ١٣٢ ) .
(٢) ابن الأثير : توسل بقوله " بمحمد وآله " الكامل ( ١ / ٤٣٣ ) .
(٣) طاشكبري زاده : توسل بقوله " بحرمة نبيك " الشقائق النعمانية ( ١ / ٢٣٣ )
(٤) ياقوت الحموي : توسل بقوله " وبحق محمد وآله " - معجم البلدان ( ٥ / ٨٧ ).
(٥) ابن تغربردى : توسل بقوله " بمحمد وآله " النجوم الزاهرة ( ١١ / ١٠٣ ) .
(٦) العيدروس : توسل بقوله " إنى أتوسل بالمصطفي " النور السافر ( ١ / ١٥ )
(٧) ابن العديم : توسل بقوله " ببركة سيد المرسلين وأهل بيته " بغية الطلب في تاريخ حلب ( ٧ / ٣٢٤٢ ) .
(٨) البصروي : توسل بقوله " بمحمد وصحبه " تاريخ البصروي ( ١ / ١٥٧ ) .
(٩) ابـن جبــير: توســل بقولـه " بحـرمـة الكـريم وبلده الكـريم رحلة ابن جبير ( ١ / ٩٨ ) .
(١٠) ناصر خسرو : توسل بقوله " بحق محمد وآله الطاهرين ".سفر نامه ( ١ / ٦٠ ).
(١١) نظام الملك الطوسي : توسل بقوله " بحق محمد وآله " سيات نامه ( ١ / ٤٤ ).
(١٢) البريهى : توســـل بقولـه " بمحمــــد وآلـه آمـــين " طبقات صلحاء اليمن ( ١ / ٢٤٨ ) .
(١٣) الجبرتي : توسل بقوله " ويتوســـل إليه في ذلك بمحمد صـــلى الله عليه وسلم " . عجائب الآثار ( ١ / ٣٤٤ ) .
(١٤) الواقدي : توســل بقوله " فـأدع الله وأتوســــل إليـه بمحمــد " فتوح الشام ( ٢ / ٩١ ) .
(١٥) أبو العباس الناصري : توسل بقوله " بجاه جده الرسول " كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ( ٣ / ٢٩) .
(١٦) عبد الرحمن بن خلدون : صاحب التاريخ المشهور ، قال في شعره " فبفضل جاهك " .
(١٧) الصالحي الشامي : جمع أبواب التوسل به صلى الله عليه وسلم - في كتابه سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد .
(١٨) حاجي خليفة : توسل بقوله " بحرمة أمين وحيه " . كشف الظنون ( ٢ / ٢٠٥٦ ).
(١٩) المرادي : توسل بقوله " فنتوجه اللهم إليك به صلى الله عليه وسلم إذ هو الوسيلة العظمى " سلك الدرر في أعيان القرن الثانى عشر (١ / ٢ ) .
تختم بحديث المصطفي صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخرجه أبو يعلى عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن مما أخاف عليكم : رجل قرأ القرآن حتى إذا رؤيت بهجته عليه وكان ردائه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله انسلخ منه ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك . قال : قلت : يا نبي الله ! أيهما أولى بالشرك المَرمِي أم الرامي ؟؟ قال : بل الرامي )) قال الحافظ : إسناده جيد .
انتهى بحمد الله تعالى

والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والحمد لله رب العالمين

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني طرح أرائكم سادتي

حقيقة صوفية حضرموت