هذا بحث التوسل والاستغاثةلفضيلة الأستاذ الكبير حجة الإسلامالشيخ يوسف الدجوي(1287 هـ - 1365 هـ)من : "مقالات وفتاوى الشّيخ يوسف الدّجوي" طبعة دار البصائر”
مع زيادةللفقير إلى الله: حسام دمشقي
لا تزال ترد إلينا الرّسائل بشأن التوسّلطلبًا للتوضيح والإسهاب .
وقد ذكر بعض مرسليها أن من الناس من يكفّر المتوسّلينبرسول الله صلى الله عليه وآله وسلمالّذي سنتوسّل به جميعًا يوم القيامة على ما نطقت به الأحاديث الصحيحة . ولو قالواإن في المسألة تفصيلاً ، أو أنّ بعض العبارات التي يقولوها المتوسّلون ، أوالزائرون ينبغي التّحاشي عنها ، وتعليم ما يصح أن يقول في توسّله أو عند زيارته ،لقبلنا منهم ذلك وشكرناهم عليه ، ولكنهم أفرطوا كل الإفراط ، فرأينا أن نفيض القولفي ذلك ، فلعلّنا بزيادة التّقرير والتّكرير نُزيل تلك العقيدة التي هي أخطر شيءٍعلى الإسلام والمسلمين.
ولنجعل الكلام معهم في مقامين ، حتى نفحمهمبالمعقول والمنقول ، فنقول : الكلام معهم في جهة الدليل العقلي ، وما نضطر إليه منالدليل النقلي .
قبل أن نخوض في هذا الموضوع نحب أن نشترطعلى المنكرين أن يصبروا صبر المرتاضين بصناعة المنطق ، العارفين بقوانين المناظرة ،فلا يخرجوا عن الفرض الذي نفرضه حتى نتم الكلام فيه ، وأن يعرفوا موضوع البحث فلاينتقلوا عنه إلى غيره ، وسنفرض الفروض كلها ثم نبطلها واحدًا واحدًا .
ولينظروا حتى لا يختلط المعقول بالمنقول ، ولا المنقول بالمعقول ، وسنوفّيكلاًّ حقّه إن شاء الله ، وعسى ألاّ يكونوا بعد ذلك ممن يسلّم المقدّمات ثم ينازعفي النّتيجة ،فنقول :