تنبيه الوهابية الأغبياء بتبرئة سيدي محيي الدين بن عربي خاتم الأولياء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما لا شك فيه أن الشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم وانه أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية وهو من كبار أهل الله تعالى رضي الله عنه وارضاه
ولكن في عصرنا زاد الطعن في الأولياء من بعض جهلة الزمان من أتباع قرن
الشيطان
محمد ابن عبدالوهاب النجدي.
فكان لزاماً علينا أن ندلو بدلونا وأن نقوم بجمع الأقوال المتناثرة هنا وهناك ليقف عليها القارئ في رسالة صغيرة تظهر الحق وتزهق الباطل .
ولان الباعث في هذا الوقت أصبح من الضروريات فقمنا بالتقاط هذه الرسالة من بعض الكتب والمقالات وتجميعها باختصار في هذا البحث الصغير لانّ كثيراً من الباحثين يقلد بعضهم بعضاً باتهام الشيخ الأكبر بعقيدة الحلول والاتحاد ويتهمون الشيخ بابشع التهم نتجة جهلهم بأقوال العلماء وتسرعهم في الحكم على أهل الله بالمدسوس عليهم والذي ادخله أعداء الإسلام عليهم .
والشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم ، وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم ، وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم.
والحمد لله الذي سخر من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من يرد عن حياض الدين ويكشف زيغ الزائغين . وقد نال الكثيرُ من الشيخ ابن عربي رحمه الله بسبب ما وجدوا في بعض الكتب من الإفتراء عليه والتزوير والعياذ بالله .
ونجد هذا التكفير الاثم على الرغم من انة يجب على المسلم أن يحذر من المجازفة في التكفير حتى لا يقع تحت طائلة الوعيد المذكور في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
« لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفِسْقِ وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ » رواه البخاري من حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وقوله عليه الصلاة والسلام : « إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا » رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
وبالرغم من انه يجب على طلبة العلم أن ينأوا بأنفسهم عن مناهج التكفير وتيارات التبديع والتفسيق والتضليل التي انتشرت بين المتعالمين في هذا الزمان ، وأن يلتزموا بحسن الأدب مع الأكابر من علماء الأمة وصالحيها فنراهم ينهشون لحوم الائمة الأعلام ونقول لهم
إن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ، ومن أطلق لسانه فيهم بالثَّلْب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ، والوقيعة في أولياء الرحمن من علامات الخذلان ، وفاعل ذلك متعرِّض لحرب الملك الديّان ، كما جاء في الحديث القدسـي : « مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ » رواه البخـاري من حـديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ومن المعلوم أن إحسان الظن بالمسلمين واجب ، فكيف بأولياء الله الصالحين !
ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين" عن الشيخ أبي الخير التيناني [ ت 343 هـ ] حكاية ظاهرها الإنكار قال : " قلت : قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا ، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك ، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن ! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك ، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها . وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا ؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ .
وليعلم المخالف القاسي قلبه أن الإمام أبا بكر محيي الدين محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي الأندلسي الظاهري ،المعروف بالإمام محيي الدين بن العربي ، والمُلَقَّب عند السادة الصوفية وغيرهم بلقب " الشيخ الأكبر" و "سلطان العارفين "
و "خاتم الأولياء" ، المولود يوم الاثنين السابع عشر من رمضان سنة 560 هـ بمرسية بالأندلس ، والمتوفى بدمشق سنة 638 هـ ،
هو أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية ، وهو من كبار أهل الله تعالى ، وكان فقيهًا على مذهب الإمام داود الظاهري ، وعقيدته هي عقيدة الأشاعرةِ أهلِ السنة والجماعة ، وقد ذكرها في أول " الفتوحات المكية "
فليهنأ هؤلاء الذي أساؤوا للشيخ محيي الدين رضي الله عنه حيث أنه قد صرّح بالعفو عن جميع من أساء إليه فلا يطالبه بشيء لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأشهدَ الله على ذلك في مقدمة الفتوحات المكية وكتاب عقيدة أهل الإسلام لابن عربي
وهذا بإختصار ما شهد به الشيخ الأكبر ابن عربي على نفسه
قال الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي:
نص ما كتب رحمه الله في مقدمة الفتوحات المكية :
يا إخواني ويا أحبابي أشهدكم أني أشهد الله تعالى وأشهد ملائكته وأنبياءه ومن حضر أو سمع أني أقول قولاً جازماً بقلبي إن الله تعالى واحد لا ثاني له منزه عن الصاحبة والولد . مالكٌ لا شريك له ، ملك لا وزير له ، صانع لا مدبر معه ، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجود يوجده ، بل كل موجود مفتقر إليه في وجوده . فالعالم كله موجود به ( أي وجد بإيجاد الله له ) وهو تعالى موجود بنفسه لا افتتاح لوجوده ولا نهاية لبقائه بل وجوده مطلق قائم بنفسه ، ليس بجوهر فيقدر له المكان ولا بعرض فيستحيل عليه البقاء ولا بجسم فيكون له الجهة والتلقاء ، مقدس عن الجهات والأقطار . استوى على عرشه كما قاله وعلى المعنى الذي أراده كما أن العرش وما حواه به استوى وله الآخرة والأولى . لا يحده زمان ولا يحويه مكان بل كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان لأنه خلق المتمكن والمكان وأنشأ الزمان . تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها ، بل يقال كان ولا شيء معه إذ القبل والبعد من صيغ الزمان الذي أبدعه ، فهو القيوم الذي لا ينام والقهار الذي لا يرام ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . انتهى
ثم قال رحمه الله :
التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في العذاب الأليم حق
وقال في الفصل الثاني
فقد تبين لك أنّ الأصل الثبوت لكل شيء ألا ترى العبد حقيقة ثبوته وتمكنه إنما هو في العبودة فإن اتصف يوماً ما بوصفٍ رباني فلا تقل هو معار عنده ولكن انظر إلى الحقيقة التي قبلت ذلك الوصف منه تجدها ثابتة في ذلك الوصف كلما ظهر عينها تحلت بتلك الحلية فإياك أن تقول قد خرج هذا عن طوره بوصف ربه فإنّ الله تعالى ما نزع وصفه وأعطاه إيّاه، وإنما وقع الشبه في اللفظ والمعنى معاً عند غير المحقق فيقول هذا هو هذا وقد علمنا أنّ هذا ليس هذا، وهذا ينبغي لهذا ولا ينبغي لهذا فليكن عند من لا ينبغي له عارية وأمانة وهذا قصور وكلام من عمي عن إدراك الحقائق فإن هذا ولا بد ينبغي له هذا فليس الرب هو العبد، وإن قيل في الله سبحانه إنه عالم وقيل في العبد إنه عالم وكذلك الحي والمريد والسميع والبصير وسائر الصفات والإدراكات فإياك أن تجعل حياة الحق هي حياة العبد في الحد فتلزمك المحالات، فإذا جعلت حياة الرب على ما تستحقه الربوبية، وحياة العبد على ما يستحقه الكون فقد انبغى للعبد أن يكون حياً، ولو لم ينبغ له ذلك لم يصح أن يكون الحق آمراً ولا قاهراً إلا لنفسه، ويتنزه تعالى أن يكون مأموراً أو مقهوراً، فإذا ثبت أن يكون المأمور والمقهور أمراً آخر وعيناً أخرى فلا بد أن يكون حياً عالماًًً مريداً متمكناً مما يراد به هكذا تعطي الحقائق.
وقال في الفصل الثالث :
وقد ثبت أنه لا مناسبة بين الله تعالى وبين خلقه من جهة المناسبة التي بين الأشياء وهي مناسبة الجنس أو النوع أو الشخص فليس لنا علم متقدم بشيء فندرك به ذات الحق لما بينهما من المناسبة.
فالله تعالى لا يعلم بالدليل أبداً لكن يعلم أنه موجود وأنّ العالم مفتقر إليه افتقاراً ذاتياً لا محيص له عنه ألبتة قال الله تعالى ((يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)).
وقال في الباب العاشر :
فأول موجود ظهر من الأجسام الإنسانية كان آدم عليه السلام وهو الأب الأول من هذا الجن
قلنا:- فيه بيان عدم صحة نسبة القول إلى الشيخ بوجود أوادم قبل أبينا آدم عليه السلام .
ومن تمعن في قراءة هذه الكلمات من أهل السنة في مقدمة كتابة وبعض ما نقلنا لكم
عرف أنها عقيدة الصحابة والتابعين لهم بإحسان وليس فيها كدر وعلم من قول الشيخ
( تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها)
ومن قوله في مكان آخر
( ما قال بالإتحاد إلا أهل الإلحاد ومن قال بالحلول فدينه معلول )
أن الشيخ رحمه الله بريء من عقيدة الوحدة المطلقة ومن عقيدة الحلول خلافاً لما يظنه البعض .
وكذلك في قوله
( التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في العذاب الأليم حق )
يعلم القارئ أن الشيخ كان بريئاً من القول أن عباد الأوثان من قوم نوح كانوا على حالة مرضية .
وكذلك في أقواله الأخرى فكلمات الشيخ الأكبر دالة على براءته من عقيدة الحلول والاتحاد وما دس عليه كثير.
الرد على شبهات الوهابية
كما قلنا الشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم ، وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم ، وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم.
1- وكان من أوائل الذين كفّروا الشيخ محيي الدين ابن العربي وانتقدوه ابن تيميّة الذي ألّف في ذلك العديد من الكتب والرسائل وقد أستند الوهابية كثيراً لاقوال ابن تيمية
وردنا كالاتي
ابن تيمية معروف بشواذه ونقول للقوم.
اما ابن تيمية وكلامه في ابن عربي فلا يضر البتة ..فالفرق واضح بين الاثنين .. فابن عربي اعتد به جميع أهل عصره ولم ينتقدوه ..
واما ابن تيمية فقد فسقه وكفره ناس ، ووثقه آخرون ..فهو شخصية مضطربة في عصرها ..فشتان بين الاثنين ، فلا يوجد مقارنة بينهما ..
فالشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله عنه لم ينتقده أهل عصره من الائمة والعلماء
فمن معاصرو ابن عربي.
* ابن رشد
* فخر الدين الرازي
* صدر الدين القونوي
* العز بن عبد السلام
* فريد الدين عطار
* شهاب الدبن سهروردي
* أبي الحسن الشاذلي
* جلال الدين الرومى
توما الأكويني
وغيرهم الكثير.
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) :
( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
والسؤال المطروح هو : لماذا الإمام محي الدين ابن عربي أعتد به
علماء عصره ولم ينتقدوه ، وانما جاء النقد بعد موته بفترة ؟؟ .
وقول الوهابية أن علماء عصره لم يقرأوا كتبه كلها هو قول بلا دليل يكذبه قول الحافظ ابن حجر العسقلاني من إعتداد أهل عصره به والشهادة بعلمه.
اما ابن تيمية فحدث ولا حرج فهل ترى تشابه بين الاثنين ابن تيمية نقده أهل عصره وجل العلماء وحبس بفتاوى منهم وهم جمهور الأمة في هذا الوقت والشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي رضي الله عنه لم يأتي نقد في حياته فهذا يدل على المدسوسات بعد موته وعلى عدم قدرة
فهم البعض كلامه.
ولقد أنكر على ابن تيمية عدد كبير من علماء المسلمين وكفّره بعضهم وشنّع عليه علي القادي واليافعي وزين الدين العراقي وصلاح والدين العلائي وغيرهم.
قال تقيّ الدين الحمصي عن الحافظ ابن رجب الحنبلي:
"وكان الشيخ زين الدين ابن رجب الحنبلي ممن يعتقد كفر ابن تيمية وله عليه الرد، وكان يقول بأعلى صوته في بعض المجالس:
معذور السبكي في تكفيره،"راجع: "دفع شبه من شبّه وتمرّد"، تقي الدين الحصني، ص123.
وقد كفّره قضاة المذاهب الأربعة
في مصر حين حرّم زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله).
راجع: "تكملة السيف الصقيل"، محمد زاهد الكوثري، ص155.
وذكر ابن حجر العسقلاني أنه قد نودي عليه بدمشق أن من اعتقد عقيدة ابن تيمية حلّ دمه وماله خصوصاً الحنابلة، فنودي بذلك وقرئ المرسوم وقرأها ابن الشهاب محمود في الجامع ثم
جمعوا الحنابلة من الصالحية وغيرها وأشهدوا على أنفسهم أنـهم على معتقد الشافعي."
الدرر الكامنة، ابن حجر العسقلاني: ج1ص147.
فانظر مثلاً إلى ابن تيمية ومن رد عليه من علماء عصره
فمنهم :
1- القاضي المفسر بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الشافعي
2- القاضي محمد بن الحريري الأنصاري الحنفي .
3- القاضي محمد بن أبي بكر المالكي .
4- القاضي أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي .
وقد حبس بفتوى موقعة منهم سنة 726 ص .
انظر عيون التواريخ للكتبي ، ونجم المهتدي لابن المعتم القرشي .
• القاضي كمال الدين بن الزملكاني المتوفى سنة 727 هـ .
• ناظره وردّ عليه برسالتين ، واحدة في مسألة الطلاق ، والأخرى في مسألة الزيارة .
ناظره القاضي صفي الدين الهندي المتوفى سنة715 هـ .
•الفقيه المحدّث علي بن محمد الباجي الشافعي المتوفى سنة 714 هـ .
• ناظره في أربعة عشر موضعا وأفحمه .
• المفسر أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة745 هـ .
• تفسير النهر الماد من البحر المحيط .
• الفقيه الرحَّالة ابن بطوطة المتوفى سنة 779 هـ .
• رحلة ابن بطوطة .
وغيرهم الكثير من أهل عصره
وكان سجن ابن تيمية كالاتي
السجنة الأولى
في دمشق عام 693 هـ، كانت مدتها قليلة.
السجنة الثانية
كانت في القاهرة، وكانت مدتها سنة ونصف من يوم الجمعة 26/9 رمضان 705هـ إلى يوم الجمعة 23/3 ربيع أول 707هـ؛ كانت بدايتها في سجن "برج"، ثم نقل إلى الجب بقلعة الجبل.
وسببها كما ذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه "البداية والنهاية" في حوادث 705هـ، كان مسألة العرش، ومسألة الكلام، ومسألة النزول.
السجنة الثالثة
كانت بمصر أيضاً، ولمدة قليلة، أسبوعين من 3/10/707هـ إلى 18/10/707هـ.
وسببها تأليفهُ كتاباً في الاستغاثة .
السجنة الرابعة
بمصر كذلك، في قاعة "الترسيم"، لمدة شهرين أوتزيد، من آخر شهر شوال 707هـ، إلى أول سنة 708هـ.
السجنة الخامسة
كانت بالإسكندرية من يوم 1/3/709هـ إلى 8/10/ 709هـ، لمدة سبعة شهور،
السجنة السادسة
كانت بدمشق لمدة ستة أشهر تقريباً من يوم الخميس 12/7/720هـ إلى يوم الإثنين 10/1/721هـ ، بسبب الحلف بالطلاق .
السجنة السابعة
بدمشق لمدة عامين وثلاثة أشهر ونصف تقريباً، من يوم الإثنين 6/8/726هـ إلى ليلة الإثنين 20/11/728هـ، حيث أخرجت جنازته من سجن القلعة إلى قبرهِ .
وكانت بسبب مسألة إنكارهِ شد الرحل لزيارة النبي عليهِ الصلاة والسلام وإعتبارهِ أن هذا السفر هو سفر معصية لا تُقصر فيه الصلاة
وكذلك تلاميذه
كان الحافظ شمس الدين الذهبي وهو من معاصري ابن تيمية مدحه في أول الأمر ثم لما انكشف له حاله من الزيغ والضلال قال في رسالته بيان زغل العلم والطلب 10 ما نصه:
[ فوالله ما رمقت عيني أوسع علما ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في المأكل والملبس والنساء، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة، فما وجدت أخره بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا الكبر والعجب وفرط الغرام في رئاسة المشيخة والازدراء بالكبار، فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور، نسأل الله المسامحة، فقد قام عليه اناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه، بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وءاثام أصدقائهم، وما سلطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه، وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر، وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقون، فلا تكن في ريب من ذلك ]. اهـ.
وهذه الرسالة ثابتة عن الذهبي لان الحافظ السخاوي نقل عنه هذه العبارة في كتابه الإعلان بالتوبيخ 11، وقال:
"وقد رأيت له- أي للحافظ للذهبي- عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لابن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة " اهـ.
ثم قال في موضع ءاخر فيه ما نصه12:
"فإن برعت في الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وءاراء الأوائل ومحارات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة وأصول السلف، ولفقت بين العقل والنقل، فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها، وقد رأيت ما ءال أمره إليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل، فقد كان قبل ان يدخل في هذه الصناعة منورا مضيئا على محياه سيما السلف، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس، ودجالا أفاكا كافرا عند أعدائه، ومبتدعا فاضلا محققا بارعا عند طوائف من عقلاء الفضلاء". اهـ.
قال الصلاح الصفدى تلميذ ابن تيمية فى الوافي بالوفيات (7 /13)
" ولم يزل العوام بمصر يعظمونه إلى أن أخذ في القول على السيدة نفيسة فأعرضوا عنه " أ.هـ
وبعد عصره حدث ولا حرج
الوف من الائمة والعلماء .
فاي شبه بين ابن تيمية والشيخ الأكبر رضي الله عنه وارضاه؟؟؟
**********
2- ويستند الوهابية إلى كلام الشيخ برهان الدين البقاعي صاحب كتاب "تنبيه الغبي بتكفير عمر بن الفارض وابن عربي"
وتقريباً نفس الانتقادات لابن تيمية اخذها الإمام البقاعي
فنقول انظر إلى موقف الائمة من هذا الكلام.
يذكر النجم الغزي في "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة" أنه لما قدم الشيخ العلامة برهان الدين البقاعي دمشق في سنة 880/1476
تلقاه الشيخ تقي الدين هو وجماعة من أهل العلم إلى القنيطرة، ثم لما ألّف كتابه في الرد على حجة الإسلام الغزالي في مسألة "ليس في الإمكان، أبدع مما كان"، وبالغ في الإنكار على ابن العربي وأمثاله حتى أكفر بعضهم، كان الشيخ تقي الدين ممن أنكر على البقاعي ذلك، وهجره بهذا السبب.
الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، للشيخ نجم الدين الغزي، حققه وضبط نصه جبرائيل سليمان جبور، دار الآفاق الجديدة-بيروت، 1979: ج1ص116-118
وكذلك لمح لذلك وكان يترحم على الإمام ابن الفارض وابن عربي الفقيه الحافظ المؤرخ ابن الصيرفي في إنباء الهَصر بأنباء العصر وهو من معاصري الإمام البقاعي
وكان الإمام الصيرفي ممن تلقي العلم على السراج البلقيني والحافظ الزين العراقي وقرأ الأصول على العز بن جماعة.
وكذلك الإمام السيوطي رد عليه بكتابه تنبئة الغبى بتبرئة ابن عربى
وكان سبب مهاجمة الإمام البقاعي عدم الاطلاع الكامل علي كتب الشيخ الأكبر والاعتماد علي المدسوس ولذلك وقف علماء لنصره الشيخ الأكبر بالتأليف أو بالردود أو باعلان
انه جانب الصواب.
ونلاحظ هنا أن البرهان البقاعي ، له كلام حَسَن في التّصوّف ، والبقاعي يُثنِي بما لا مزيد عليه على الإمام التقي الحصني ، و التّقي الحصني من رؤوس الأئمّة الّذين حملوا رايات تضليل ابن تيمية وأتباعه فهل يقبل الوهابية بهذا الثناء واخذ كلام الإمام التقي الحصني في ابن تيمية؟؟
**********
3- ويستند الوهابية إلى نقل عن الحافظ الذهبي عن الإمام العز ابن عبدالسلام
نقول
الحديث عن رأي الإمام العز ابن عبدالسلام في الشيخ الأكبر ابن عربي يحتاج إلى تحقيق وتثبُّت فقد حكى الإمام ابن عطاء الله (ت 709 هـ) في لطائف المنن تراجعه عن الاعتراض على القوم بعد أن التقى بالإمام الشّاذلي ، وكذلك ذكر نحو ذلك الإمام محمد المقرِي (ت 759 هـ) في رسالته الحقائق والرقائق
وكذلك الإمام السيوطي والإمام المناوي والإمام اليافعي والإمام ابن عابدين والإمام الفيروز ابادي وغيرهم
والمعروف أن للإمام العز ابن عبدالسلام حالين
الأولى:- إنكاره على أهل التصوف وهذا في بداية حياته
الثانية:- التقاءه بالإمام الشاذلي ولبس خرقة التصوف وثناءه على أهل التصوف وحضوره جلسات السماع والذكر بعد أن كان ينكرها
وكان النقل عن الإمام العز ابن عبدالسلام هكذا.
قال العز بن عبد السلام: 'هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجًا'
[سير أعلام النبلاء 23/48].
ونقول
ما أورده الإمام الذهبي رحمه الله في سيره في ترجمة
الشيخ محيي الدين وإيراده مقالة العز بن عبد السلام عن ابن دقيق العيد في تجريح محيي الدين فهو كلام مردود عري عن الصواب ، وليس هو التحقيق بل التحقيق ثناء ابن عبد السلام على الشيخ الأكبر كما هى عبارة العقد الثمين ، ونفح الطيب ، والشذرات عن مقالة الإمام رحمه الله فقـد كان الإمام المجتهد شيخ الإسلام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى [ ت 660 هـ ] ينكر على الشيخ ابن العربي في أول أمره ، فلما عرف مقامه شهد له ورجع عن إنكاره ، وقرر أن الإمام محيي الدين قطب زمانه .
فقد حكى الإمام ابن عطاء الله (ت 709 هـ) في لطائف المنن تراجعه عن الاعتراض
على القوم بعد أن التقى بالإمام الشّاذلي
قال الإمام ابن عطاء السكندري في إنكار الشيخ عز الدين بن عبد السلام على الشيخ ابن عربي وورد بأنه أثنى عليه في " لطائف المنن ":
أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام كان في أول أمره على طريقة الفقهاء من المسارعة إلى الإنكار على الصوفية. فلما حج الشيخ أبو الحسن الشاذلي ورجع، جاء إلى الشيخ عز الدين قبل أن يدخل بيته، وأقراه السلام من النبي صلى الله عليه وسلم، فخضع الشيخ عز الدين لذلك، ولزم مجلس الشاذلي من حينئذ،
وصار يبالغ في الثناء على الصوفية لمَّا فهم طريقتهم على وجهها.
وصار يحضر معهم مجالس السماع.
قال الإمام المُنَاوَي:
وممن كان يعتقده سلطان العلماء ابن عبد السلام، فإنه سئل عنه أولاً، فقال: شيخ سوءٍ كذَّاب لا يحرَّم فرجاً، ثم وصفه بعد ذلكَ بالولاية؛ بل بالقطبانية، وتكرر ذلك منه.
قال المُنَاوي: وأقوى ما احتجَ به المنكرون، أنه لا يُؤَوَّلُ إلاَّ كلام المعصوم، ويردُّه قول النّوويّ في "بستان العارفين" (ص (181)) بعد نقله عن أبي الخير التِّيناتي واقعة ظاهرة الإنكار: قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده، أن ينكر هذا. وهذا جهالة وغباوة، ومن يتوهم ذلك فهو جسارة منه على إرسال الظنون في أولياء الرحمن.
فليحذر العاقل من التعرض لشيءٍ من ذلك، بل حقّه إذا لم يفهم حِكَمِهم المستفادة، ولطائفهم المستجادة، أن يتفهمها ممن يعرفها. وربما رأيت من هذا النوع مما يتوهم فيه من لا تحقيق عنده أنه مخالف، ليس مخالفاً، بل يجب تأويل أفعال أولياء الله [تعالى].
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب
( 5 / 193 – 194 )
ونقل الإمام الحافظ السيوطي رحمه الله في كتابه ((تنبيه الغبي بتبرئة ابن عربي )) قوله :
(( وقد كان وقع بين الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وبين الشيخ محيي الدين بن عربي. أخبر الشيخ عبد العزيز ذلك؛ لأن الشيخ عز الدين كان ينكر ظاهر الحكم. و حكى عن خادم الشيخ عز الدين أنه دخل إلى الجامع بدمشق، فقال " الخادم" للشيخ عز الدين: أنت وعدتني أن تُرِيَنِي << القطب >>. فقال له: ذلك هو << القطب >>، وأشار إلى ابن عربي وهو جالس، والحلقة عليه. فقال له: يا سيدي وأنت تقول فيه ما تقول ؟ فقال: هو القطب. فكرر عليه القول، وهو يقول ذلك. فإن لم يكن <<
القطب >> فلا معارضة في قول الشيخ عز الدين؛ لأنه إنما يحكم عليه بما يبدو من أموره الظاهرة، وحفظ سياج الشرع.
والسرائر أمرها إلى الله تعالى يفعل فيها ما يشاء، فقد يطَّلع على محله ورتبته، فلا ينكرهما. وإذا بدا في الظاهر شيء مما لا بعهده الناس في الظاهر أنكره حفظا ً لقلوب الضعفاء، ووقوفاً مع ظاهر الشرع، وما كلف به، فيعطي هذا المقامَ
حقًّهُ، وهذا حقَّهُ، والله أعلم) انتهى كلامه.
والحافظ محمد بن يعقوب بن محمد الشيرازي الفيروزابادي وفي الكتاب المسمى بالاغتباط بمعالجة ابن الخياط حيث قال :
وأما احتجاجه بقول شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام شيخ مشايخ الشافعية فغير صحيح بل كذب وزور فقد روينا عن شيخ الإسلام صلاح الدين العلائي عن جماعة من المشايخ كلهم عن خادم الشيخ عز الدين بن عبد السلام أنه قال كنا في مجلس الدرس بين يدي الشيخ عز الدين بن عبد السلام فجاء في باب الردة ذكر لفظة الزنديق فقال بعضهم هل هي عربية أو عجمية فقال بعض الفضلاء إنما هي فارسية معربة أصلها زن دين أي على دين المرأة وهو الذي يضمر الكفر ويظهر الإيمان فقال بعضهم مثل من فقال آخر إلى جانب الشيخ مثل ابن عربي بدمشق فلم ينطق الشيخ ولم يرد عليه قال الخادم وكنت صائما ذلك اليوم فاتفق أن الشيخ دعاني للإفطار معه فحضرت ووجدت منه إقبالا ولطفا فقلت له يا سيدي هل تعرف القطب الغوث الفرد في زماننا فقال مالك ولهذا كل فعرفت أنه يعرفه فتركت الأكل وقلت له لوجه الله تعالى عرفني به من هو فتبسم رحمه الله تعالى وقال لي الشيخ محيي الدين بن عربي فأطرقت ساكتا متحيرا فقال مالك فقلت يا سيدي قد حرت قال لم قلت أليس اليوم قال ذلك الرجل إلى جانبك ما قال في ابن عربي وأنت ساكت فقال اسكت ذلك مجلس الفقهاء هذا الذي روي لنا بالسند الصحيح عن شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام
في حاشية ابن عابدين رد المحتار 16/300 ناقلاً ومؤكداً على القول:
سَمِعْت أَنَّ الْفَقِيهَ الْعَالِمَ الْعَلَّامَةَ عِزَّ الدِّينِ بْنَ عَبْدِ السَّلَامِ كَانَ يَطْعَنُ فِي ابْنِ عَرَبِيٍّ وَيَقُولُ هُوَ زِنْدِيقٌ ، فَقَالَ لَهُ يَوْمًا بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أُرِيدُ أَنْ تُرِيَنِي الْقُطْبَ فَأَشَارَ إلَى ابْنِ عَرَبِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ أَنْتَ تَطْعَنُ فِيهِ : فَقَالَ حَتَّى أَصُونَ ظَاهِرَ الشَّرْعِ أَوْ كَمَا قَالَ .
وكذلك الإمام اليافعي اليمني في الإرشاد
ثانثاً :- ثُمَّ إنَّا إذا نَظرنا في (العلّة) الّتي لأجلها كفّر العز ابن عربي ، وهي أنَّه (شيخ سوء يقول بقدم العالم) ما وجدنا فيها أنَّه كفّره لأجل تصوُّفه ، بل لسبب آخر ، لم يثبت عن ابن عربي ، ولم أجِد في خصوم ابن عربي من ادّعاه عليه ولا يوجد عليها دليل من كتبه ولا حتى قول يؤيد هذا الكلام !
لذلك قلنا الحديث عن رأيه أي الإمام العز ابن عبدالسلام في ابن عربي يحتاج إلى تحقيق وتثبُّت.
ولكنَّا سنجد هذه العلّة (القول بقدم العالم) ثابتة في ابن تيمية في كتبه وما نقل عنه !!
فاذا صح النقل فهو ينطبق على ابن تيمية .
فقد قال ابن تيمية في الموافقة (2/ 75) ما نصّه :
"وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم لا يجعلون النوع حادثا بل قديمًا، ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده كما يفرق جمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه ". ا.هـ .
وقال في موضع ءاخر في ردّ قاعدة ما لا يخلو من الحادث حادث لأنه لو لم يكن كذلك لكان الحادث أزليًا بعدما نقل عن الأبهري أنه قال: قلنا لا نسلم وانما يلزم ذلك لو كان شىء من الحركات بعينها لازمًا للجسم، وليس كذلك بل قبل كل حركة حركة لا إلى أول،
ما نصه في المرافقة (1/ 245):
"قلت هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث، قوله لو كانت حادثة في الأزل لكان الحادث اليومي موقوفا على انقضاء ما لا نهاية له، قلنا: لا نسلم بل يكون الحادث اليومي مسبوقًا بحوادث لا أول لها". ا.هـ.
ويقول فيها أيضا ما نصه أنظر الموافقة (1/ 64):
”فمن أين في القرءان ما يدل دلالة ظاهرة على أن كل متحرك محدث أو ممكن، وأن الحركة لا تقوم إلا بحادث أو ممكن، وأن ما قامت به الحوادث لم يخل منها، وأن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها"
ا.هـ.
فهذا من عجائب ابن تيمية قوله بقدم العالم القدم النوعي مع حدوث كل فرد معين من أفراد العالم.
قال الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل أنظر السيف الصقيل
(ص/ 74)
ما نصّه : "وأين قدم النوع مع حدوث أفراده؟ وهذا لا يصدر إلا ممن به مس، بخلاف المستقبل، وقال أبو يعلى الحنبلي في "المعتمد": والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة. ا.هـ. وهو من أئمة
الناظم. يعني ابن القيّم. فيكون هو وشيخه من الملاحدة على رأي أبي يعلى هذا فيكونان أسوَأ حالا منه في الزيغ، ونسأل الله السلامة". ا.
هـ.
وقال ابن تيمية في منهاج السنّة النبوية أنظر المنهاج (1/ 224). ما نصه :"
فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالربّ، قلنا لكـم: نعم، وهذا قولنا الذي دلّ عليه الشرع والعقل. .. ".
وقال في المنهاج (83/1) ما نصه :
(ولكن الاستدلال على ذلك بالطريقة الجهمية المعتزلية طريقة الأعراض والحركة والسكون التي مبناها على أن الأجسام محدثة لكونها لا تخلو عن الحوادث، وامتناع حوادث لا أول لها طريقة مبتدَعة في الشرع باتفاق أهل العلم بالسنة، وطريقة مخطرة مخوفة في
العقل بل مذمومة عند طوائف كثيرة) ا.هـ.
وقال في موضع ءاخر من المنهاج (1/ 224 ما نصه:
"ومنهم من يقول بمشيئته وقدرته- أي أن فعل الله بمشيئته وقدرته- شيئا فشيئا، لكنه لم يزل متصفا به فهو حادث الآحاد قديم النوع كما يقول ذلك من يقوله من أئمة أصحاب الحديث وغيرهم من أصحاب الشافعي وأحمد وسائر الطوائف
ا.هـ.
وقال في موضعءاخر في المنهاج (1/ 109) ما نصّه
"وحينئذٍ فيمتنع كون شىء من العالم أزليًا وان جاز أن يكون نوع الحوادث دائمًا لم يزل، فإن الأزل ليس هو عبارة عن شىء محدد بل ما من وقت يقدر إلا وقبله وقتءاخر، فلا يلزم من دوام النوع قدم شىء بعينه ا. هـ.
ومضمون هذا أمران:
أحدهما أنه يقرّ ويعتقد قدم الأفراد من غير تعيين شىء منها.
ثم هذا يتحصل منه مع ما نقل عنه الجلال الدواني في كتاب شرح العضدية (ص/ 13) بقوله :"وقد رأيت في بعض تصانيف ابن تيمية القول به- أي بالقدم الجنسي- في العرش"، أي أنه كان يعتقد أن جنس العرش أزلي أي ما من عرش إلا وقبله عرش إلى غير بداية وأنه يوجد ثم ينعدم ثم يوجد ثم ينعدم وهكذا، أي أن العرش جنسه أزلي لم يزل مع الله ولكن عينه القائم الآن حادث.
وقد أقر الالباني بأن ابن تيمية يقول بذلك في ( صحيحته ) ( 1 / 208 ) عن حديث : ( ان اول شيء خلقه الله تعالى القلم ما نصه :
( وفيه رد ايضا على من يقول بحوادث لا اول لها ، وانه ما من مخلوق الا ومسبوق بمخلوق قبله ، وهكذا الى ما لا بداية له ، بحيث لا يمكن ان يقال : هذا اول مخلوق ، فالحديث يبطل هذا القول ويعين ان القلم هو اول مخلوق ، فليس قبله قطعا اي مخلوق ، ولقد اطال ابن تيمية الكلام في رده على الفلاسفة محاولا اثبات حوادث لا اول لها ، وجاء في اثناء ذلك بما تحار فيه العقول ، ولا تقبله اكثر القلوب )
ثم قال الالباني بعد ثلاثة اسطر :
( فذلك القول منه غير مقبول ، بل هو مرفوض بهذا الحديث ، وكم كنا نود ان لا يلج ابن تيمية هذا المولج ، لان الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام . . . . )
فهذا ينطبق على ابن تيمية وليس على الشيخ الأكبر رضي الله عنه فالإمام ابن عربي في مواضع كثيرة قال أن العالَم لم يكن ثم كان وأن الله سبحانه وتعالى أنشاه ابتداءً وقد ذكرنا من قبل كيف أنه رأى الحق في المنام فأمره أن لا يجالس المطاطيين، فقال وما المطاطون؟ قال هم الذين يمدّون العالم إلى غير نهاية في الابتداء، وإني ابتدأت العالم بالخلق.
وهذا التقرير ردّ بيّن على مثل هذه التهم، ومع ذلك يتناقل أتباع ابن تيمية هذه الأقوال من غير بيّنة
يقول رضي الله عنه في كتابه القصد الحق:
لا يقال العالم صادر عن الحق تعالى إلا بحكم المجاز لا الحقيقة وذلك لأن الشرع لم يرد بهذا اللفظ وجل الله تعالى أن يكون مصدر الأشياء لعدم المناسبة بين الممكن والواجب وبين من يقبل الأولية وبين من لا يقبلها وبين من يفتقر وبين من لا يقبل الافتقار وإنما يقال إنه تعالى أوجد الأشياء موافقة لسبق علمه بها بعد أن لم يكن لها وجود في أعيانها ثم إنهار ارتبطت بالموجد لها ارتباط فقير ممكن بغني واجب فلا يعقل لها وجود إلا به سبحانه وتعالى لأن تقدمه عليها وجودي إلى آخر ما قال في ذلك .
وقد دافع سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتابه اليواقيت والجواهر عن الشيخ لرد حجج من نسب اليه القول بقدم العالم فبعد أن أورد النصوص في ذلك
قال فهذه نصوص الشيخ محيي الدين رضي الله عنه في قوله بحدوث العالم فكذب من افترى علي الشيخ أنه يقول بقدم العالم وقد كرر الشيخ الكلام على حدوث العالم في الفتوحات في نحو ثلاثمائة موضع وكيف يظن بالشيخ مع هذا العلم العظيم أن يقع في مثل هذا الجهل الذى يؤدي إلى إنكار الصانع جل وعلا بل أفتى المالكية وغيرهم بكفر من قال بقدم العالم أو ببقائه أو شك في ذلك هذا مع أن مبنى كتب الشيخ ومصنفاته كلها في الشريعة والحقيقة على معرفة الله تعالى وتوحيده وعلى إثبات أسمائه وصفاته وأنبيائه ورسله وذكر الدارين والعالم الدنيوي والأخروي والنشأتين والبرزخين ومعلوم أن من يقول بقدم العالم من الفلاسفة لا يثبت شيئا من ذلك بل ولا يؤمن بالبعث والنشور ولا غير ذلك مما هو منقول عن الفلاسفة فقد تحقق كل عاقل أن الشيخ بريء من هذا كله انتهى .
وكذلك العبارة أنه- حاشاه في الأمرين- لا يحرم فرجاً.
ولا يوجد في كتب سيدي محيي الدين بن عربي على كثرتها حرف واحد يشهد لهذه الزندقة التي تسقط حكم الشريعة، بل يوجد كل ما يثبت عكسه.
**********
4- يستند الوهابية إلى رسالة رضي الدين بن الخياط
فنقول لهم مصداقًا لقوله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج 38) كان ممن تحـركت همتُه للدفاع عن الشيخ الأكبر العلامةُ مجد الدين الفيروزابادي صاحب " القاموس المحيط " [ ت 817 هـ ] ؛
فألف كتابًا يرد فيه على ابن الخياط ما اتَّهم به الشيخ ابن العربي في عقيدته
وسماه " الاغتباط بمعالجة ابن الخياط "
فليراجع وفيه سرد لاقوال العلماء مثل سلطان العلماء العز ابن عبدالسلام وغيرهم
**********
5- قول الوهابية تكفير الإمام علاء الدين البخاري الحنفي للشيخ الأكبر.
فنقول لهم فالإمام علاء الدين البخاري كفر ابن تيمية حبيبكم بل كفر من يقول عليه شيخ الإسلام فهل تاخذون برايه يا أهل التدليس في هذا التكفير؟؟
فقد قال عن شيخكم شيخ زندقة يدعو للضلال وكفر من لقب ابن تيمية بشيخ الإسلام.
فما هو رأيكم حياكم الله فهل تقبلون كلامه في ابن تيمية بل وفي من لقبه بشيخ الإسلام؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما لا شك فيه أن الشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم وانه أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية وهو من كبار أهل الله تعالى رضي الله عنه وارضاه
ولكن في عصرنا زاد الطعن في الأولياء من بعض جهلة الزمان من أتباع قرن
الشيطان
محمد ابن عبدالوهاب النجدي.
فكان لزاماً علينا أن ندلو بدلونا وأن نقوم بجمع الأقوال المتناثرة هنا وهناك ليقف عليها القارئ في رسالة صغيرة تظهر الحق وتزهق الباطل .
ولان الباعث في هذا الوقت أصبح من الضروريات فقمنا بالتقاط هذه الرسالة من بعض الكتب والمقالات وتجميعها باختصار في هذا البحث الصغير لانّ كثيراً من الباحثين يقلد بعضهم بعضاً باتهام الشيخ الأكبر بعقيدة الحلول والاتحاد ويتهمون الشيخ بابشع التهم نتجة جهلهم بأقوال العلماء وتسرعهم في الحكم على أهل الله بالمدسوس عليهم والذي ادخله أعداء الإسلام عليهم .
والشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم ، وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم ، وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم.
والحمد لله الذي سخر من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من يرد عن حياض الدين ويكشف زيغ الزائغين . وقد نال الكثيرُ من الشيخ ابن عربي رحمه الله بسبب ما وجدوا في بعض الكتب من الإفتراء عليه والتزوير والعياذ بالله .
ونجد هذا التكفير الاثم على الرغم من انة يجب على المسلم أن يحذر من المجازفة في التكفير حتى لا يقع تحت طائلة الوعيد المذكور في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
« لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفِسْقِ وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ » رواه البخاري من حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وقوله عليه الصلاة والسلام : « إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا » رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
وبالرغم من انه يجب على طلبة العلم أن ينأوا بأنفسهم عن مناهج التكفير وتيارات التبديع والتفسيق والتضليل التي انتشرت بين المتعالمين في هذا الزمان ، وأن يلتزموا بحسن الأدب مع الأكابر من علماء الأمة وصالحيها فنراهم ينهشون لحوم الائمة الأعلام ونقول لهم
إن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ، ومن أطلق لسانه فيهم بالثَّلْب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ، والوقيعة في أولياء الرحمن من علامات الخذلان ، وفاعل ذلك متعرِّض لحرب الملك الديّان ، كما جاء في الحديث القدسـي : « مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ » رواه البخـاري من حـديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ومن المعلوم أن إحسان الظن بالمسلمين واجب ، فكيف بأولياء الله الصالحين !
ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين" عن الشيخ أبي الخير التيناني [ ت 343 هـ ] حكاية ظاهرها الإنكار قال : " قلت : قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا ، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك ، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن ! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك ، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها . وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا ؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ .
وليعلم المخالف القاسي قلبه أن الإمام أبا بكر محيي الدين محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي الأندلسي الظاهري ،المعروف بالإمام محيي الدين بن العربي ، والمُلَقَّب عند السادة الصوفية وغيرهم بلقب " الشيخ الأكبر" و "سلطان العارفين "
و "خاتم الأولياء" ، المولود يوم الاثنين السابع عشر من رمضان سنة 560 هـ بمرسية بالأندلس ، والمتوفى بدمشق سنة 638 هـ ،
هو أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية ، وهو من كبار أهل الله تعالى ، وكان فقيهًا على مذهب الإمام داود الظاهري ، وعقيدته هي عقيدة الأشاعرةِ أهلِ السنة والجماعة ، وقد ذكرها في أول " الفتوحات المكية "
فليهنأ هؤلاء الذي أساؤوا للشيخ محيي الدين رضي الله عنه حيث أنه قد صرّح بالعفو عن جميع من أساء إليه فلا يطالبه بشيء لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأشهدَ الله على ذلك في مقدمة الفتوحات المكية وكتاب عقيدة أهل الإسلام لابن عربي
وهذا بإختصار ما شهد به الشيخ الأكبر ابن عربي على نفسه
قال الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي:
نص ما كتب رحمه الله في مقدمة الفتوحات المكية :
يا إخواني ويا أحبابي أشهدكم أني أشهد الله تعالى وأشهد ملائكته وأنبياءه ومن حضر أو سمع أني أقول قولاً جازماً بقلبي إن الله تعالى واحد لا ثاني له منزه عن الصاحبة والولد . مالكٌ لا شريك له ، ملك لا وزير له ، صانع لا مدبر معه ، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجود يوجده ، بل كل موجود مفتقر إليه في وجوده . فالعالم كله موجود به ( أي وجد بإيجاد الله له ) وهو تعالى موجود بنفسه لا افتتاح لوجوده ولا نهاية لبقائه بل وجوده مطلق قائم بنفسه ، ليس بجوهر فيقدر له المكان ولا بعرض فيستحيل عليه البقاء ولا بجسم فيكون له الجهة والتلقاء ، مقدس عن الجهات والأقطار . استوى على عرشه كما قاله وعلى المعنى الذي أراده كما أن العرش وما حواه به استوى وله الآخرة والأولى . لا يحده زمان ولا يحويه مكان بل كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان لأنه خلق المتمكن والمكان وأنشأ الزمان . تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها ، بل يقال كان ولا شيء معه إذ القبل والبعد من صيغ الزمان الذي أبدعه ، فهو القيوم الذي لا ينام والقهار الذي لا يرام ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . انتهى
ثم قال رحمه الله :
التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في العذاب الأليم حق
وقال في الفصل الثاني
فقد تبين لك أنّ الأصل الثبوت لكل شيء ألا ترى العبد حقيقة ثبوته وتمكنه إنما هو في العبودة فإن اتصف يوماً ما بوصفٍ رباني فلا تقل هو معار عنده ولكن انظر إلى الحقيقة التي قبلت ذلك الوصف منه تجدها ثابتة في ذلك الوصف كلما ظهر عينها تحلت بتلك الحلية فإياك أن تقول قد خرج هذا عن طوره بوصف ربه فإنّ الله تعالى ما نزع وصفه وأعطاه إيّاه، وإنما وقع الشبه في اللفظ والمعنى معاً عند غير المحقق فيقول هذا هو هذا وقد علمنا أنّ هذا ليس هذا، وهذا ينبغي لهذا ولا ينبغي لهذا فليكن عند من لا ينبغي له عارية وأمانة وهذا قصور وكلام من عمي عن إدراك الحقائق فإن هذا ولا بد ينبغي له هذا فليس الرب هو العبد، وإن قيل في الله سبحانه إنه عالم وقيل في العبد إنه عالم وكذلك الحي والمريد والسميع والبصير وسائر الصفات والإدراكات فإياك أن تجعل حياة الحق هي حياة العبد في الحد فتلزمك المحالات، فإذا جعلت حياة الرب على ما تستحقه الربوبية، وحياة العبد على ما يستحقه الكون فقد انبغى للعبد أن يكون حياً، ولو لم ينبغ له ذلك لم يصح أن يكون الحق آمراً ولا قاهراً إلا لنفسه، ويتنزه تعالى أن يكون مأموراً أو مقهوراً، فإذا ثبت أن يكون المأمور والمقهور أمراً آخر وعيناً أخرى فلا بد أن يكون حياً عالماًًً مريداً متمكناً مما يراد به هكذا تعطي الحقائق.
وقال في الفصل الثالث :
وقد ثبت أنه لا مناسبة بين الله تعالى وبين خلقه من جهة المناسبة التي بين الأشياء وهي مناسبة الجنس أو النوع أو الشخص فليس لنا علم متقدم بشيء فندرك به ذات الحق لما بينهما من المناسبة.
فالله تعالى لا يعلم بالدليل أبداً لكن يعلم أنه موجود وأنّ العالم مفتقر إليه افتقاراً ذاتياً لا محيص له عنه ألبتة قال الله تعالى ((يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)).
وقال في الباب العاشر :
فأول موجود ظهر من الأجسام الإنسانية كان آدم عليه السلام وهو الأب الأول من هذا الجن
قلنا:- فيه بيان عدم صحة نسبة القول إلى الشيخ بوجود أوادم قبل أبينا آدم عليه السلام .
ومن تمعن في قراءة هذه الكلمات من أهل السنة في مقدمة كتابة وبعض ما نقلنا لكم
عرف أنها عقيدة الصحابة والتابعين لهم بإحسان وليس فيها كدر وعلم من قول الشيخ
( تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها)
ومن قوله في مكان آخر
( ما قال بالإتحاد إلا أهل الإلحاد ومن قال بالحلول فدينه معلول )
أن الشيخ رحمه الله بريء من عقيدة الوحدة المطلقة ومن عقيدة الحلول خلافاً لما يظنه البعض .
وكذلك في قوله
( التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في العذاب الأليم حق )
يعلم القارئ أن الشيخ كان بريئاً من القول أن عباد الأوثان من قوم نوح كانوا على حالة مرضية .
وكذلك في أقواله الأخرى فكلمات الشيخ الأكبر دالة على براءته من عقيدة الحلول والاتحاد وما دس عليه كثير.
الرد على شبهات الوهابية
كما قلنا الشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم ، وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم ، وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم.
1- وكان من أوائل الذين كفّروا الشيخ محيي الدين ابن العربي وانتقدوه ابن تيميّة الذي ألّف في ذلك العديد من الكتب والرسائل وقد أستند الوهابية كثيراً لاقوال ابن تيمية
وردنا كالاتي
ابن تيمية معروف بشواذه ونقول للقوم.
اما ابن تيمية وكلامه في ابن عربي فلا يضر البتة ..فالفرق واضح بين الاثنين .. فابن عربي اعتد به جميع أهل عصره ولم ينتقدوه ..
واما ابن تيمية فقد فسقه وكفره ناس ، ووثقه آخرون ..فهو شخصية مضطربة في عصرها ..فشتان بين الاثنين ، فلا يوجد مقارنة بينهما ..
فالشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله عنه لم ينتقده أهل عصره من الائمة والعلماء
فمن معاصرو ابن عربي.
* ابن رشد
* فخر الدين الرازي
* صدر الدين القونوي
* العز بن عبد السلام
* فريد الدين عطار
* شهاب الدبن سهروردي
* أبي الحسن الشاذلي
* جلال الدين الرومى
توما الأكويني
وغيرهم الكثير.
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) :
( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
والسؤال المطروح هو : لماذا الإمام محي الدين ابن عربي أعتد به
علماء عصره ولم ينتقدوه ، وانما جاء النقد بعد موته بفترة ؟؟ .
وقول الوهابية أن علماء عصره لم يقرأوا كتبه كلها هو قول بلا دليل يكذبه قول الحافظ ابن حجر العسقلاني من إعتداد أهل عصره به والشهادة بعلمه.
اما ابن تيمية فحدث ولا حرج فهل ترى تشابه بين الاثنين ابن تيمية نقده أهل عصره وجل العلماء وحبس بفتاوى منهم وهم جمهور الأمة في هذا الوقت والشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي رضي الله عنه لم يأتي نقد في حياته فهذا يدل على المدسوسات بعد موته وعلى عدم قدرة
فهم البعض كلامه.
ولقد أنكر على ابن تيمية عدد كبير من علماء المسلمين وكفّره بعضهم وشنّع عليه علي القادي واليافعي وزين الدين العراقي وصلاح والدين العلائي وغيرهم.
قال تقيّ الدين الحمصي عن الحافظ ابن رجب الحنبلي:
"وكان الشيخ زين الدين ابن رجب الحنبلي ممن يعتقد كفر ابن تيمية وله عليه الرد، وكان يقول بأعلى صوته في بعض المجالس:
معذور السبكي في تكفيره،"راجع: "دفع شبه من شبّه وتمرّد"، تقي الدين الحصني، ص123.
وقد كفّره قضاة المذاهب الأربعة
في مصر حين حرّم زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله).
راجع: "تكملة السيف الصقيل"، محمد زاهد الكوثري، ص155.
وذكر ابن حجر العسقلاني أنه قد نودي عليه بدمشق أن من اعتقد عقيدة ابن تيمية حلّ دمه وماله خصوصاً الحنابلة، فنودي بذلك وقرئ المرسوم وقرأها ابن الشهاب محمود في الجامع ثم
جمعوا الحنابلة من الصالحية وغيرها وأشهدوا على أنفسهم أنـهم على معتقد الشافعي."
الدرر الكامنة، ابن حجر العسقلاني: ج1ص147.
فانظر مثلاً إلى ابن تيمية ومن رد عليه من علماء عصره
فمنهم :
1- القاضي المفسر بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الشافعي
2- القاضي محمد بن الحريري الأنصاري الحنفي .
3- القاضي محمد بن أبي بكر المالكي .
4- القاضي أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي .
وقد حبس بفتوى موقعة منهم سنة 726 ص .
انظر عيون التواريخ للكتبي ، ونجم المهتدي لابن المعتم القرشي .
• القاضي كمال الدين بن الزملكاني المتوفى سنة 727 هـ .
• ناظره وردّ عليه برسالتين ، واحدة في مسألة الطلاق ، والأخرى في مسألة الزيارة .
ناظره القاضي صفي الدين الهندي المتوفى سنة715 هـ .
•الفقيه المحدّث علي بن محمد الباجي الشافعي المتوفى سنة 714 هـ .
• ناظره في أربعة عشر موضعا وأفحمه .
• المفسر أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة745 هـ .
• تفسير النهر الماد من البحر المحيط .
• الفقيه الرحَّالة ابن بطوطة المتوفى سنة 779 هـ .
• رحلة ابن بطوطة .
وغيرهم الكثير من أهل عصره
وكان سجن ابن تيمية كالاتي
السجنة الأولى
في دمشق عام 693 هـ، كانت مدتها قليلة.
السجنة الثانية
كانت في القاهرة، وكانت مدتها سنة ونصف من يوم الجمعة 26/9 رمضان 705هـ إلى يوم الجمعة 23/3 ربيع أول 707هـ؛ كانت بدايتها في سجن "برج"، ثم نقل إلى الجب بقلعة الجبل.
وسببها كما ذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه "البداية والنهاية" في حوادث 705هـ، كان مسألة العرش، ومسألة الكلام، ومسألة النزول.
السجنة الثالثة
كانت بمصر أيضاً، ولمدة قليلة، أسبوعين من 3/10/707هـ إلى 18/10/707هـ.
وسببها تأليفهُ كتاباً في الاستغاثة .
السجنة الرابعة
بمصر كذلك، في قاعة "الترسيم"، لمدة شهرين أوتزيد، من آخر شهر شوال 707هـ، إلى أول سنة 708هـ.
السجنة الخامسة
كانت بالإسكندرية من يوم 1/3/709هـ إلى 8/10/ 709هـ، لمدة سبعة شهور،
السجنة السادسة
كانت بدمشق لمدة ستة أشهر تقريباً من يوم الخميس 12/7/720هـ إلى يوم الإثنين 10/1/721هـ ، بسبب الحلف بالطلاق .
السجنة السابعة
بدمشق لمدة عامين وثلاثة أشهر ونصف تقريباً، من يوم الإثنين 6/8/726هـ إلى ليلة الإثنين 20/11/728هـ، حيث أخرجت جنازته من سجن القلعة إلى قبرهِ .
وكانت بسبب مسألة إنكارهِ شد الرحل لزيارة النبي عليهِ الصلاة والسلام وإعتبارهِ أن هذا السفر هو سفر معصية لا تُقصر فيه الصلاة
وكذلك تلاميذه
كان الحافظ شمس الدين الذهبي وهو من معاصري ابن تيمية مدحه في أول الأمر ثم لما انكشف له حاله من الزيغ والضلال قال في رسالته بيان زغل العلم والطلب 10 ما نصه:
[ فوالله ما رمقت عيني أوسع علما ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في المأكل والملبس والنساء، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة، فما وجدت أخره بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا الكبر والعجب وفرط الغرام في رئاسة المشيخة والازدراء بالكبار، فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور، نسأل الله المسامحة، فقد قام عليه اناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه، بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وءاثام أصدقائهم، وما سلطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه، وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر، وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقون، فلا تكن في ريب من ذلك ]. اهـ.
وهذه الرسالة ثابتة عن الذهبي لان الحافظ السخاوي نقل عنه هذه العبارة في كتابه الإعلان بالتوبيخ 11، وقال:
"وقد رأيت له- أي للحافظ للذهبي- عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لابن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة " اهـ.
ثم قال في موضع ءاخر فيه ما نصه12:
"فإن برعت في الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وءاراء الأوائل ومحارات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة وأصول السلف، ولفقت بين العقل والنقل، فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها، وقد رأيت ما ءال أمره إليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل، فقد كان قبل ان يدخل في هذه الصناعة منورا مضيئا على محياه سيما السلف، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس، ودجالا أفاكا كافرا عند أعدائه، ومبتدعا فاضلا محققا بارعا عند طوائف من عقلاء الفضلاء". اهـ.
قال الصلاح الصفدى تلميذ ابن تيمية فى الوافي بالوفيات (7 /13)
" ولم يزل العوام بمصر يعظمونه إلى أن أخذ في القول على السيدة نفيسة فأعرضوا عنه " أ.هـ
وبعد عصره حدث ولا حرج
الوف من الائمة والعلماء .
فاي شبه بين ابن تيمية والشيخ الأكبر رضي الله عنه وارضاه؟؟؟
**********
2- ويستند الوهابية إلى كلام الشيخ برهان الدين البقاعي صاحب كتاب "تنبيه الغبي بتكفير عمر بن الفارض وابن عربي"
وتقريباً نفس الانتقادات لابن تيمية اخذها الإمام البقاعي
فنقول انظر إلى موقف الائمة من هذا الكلام.
يذكر النجم الغزي في "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة" أنه لما قدم الشيخ العلامة برهان الدين البقاعي دمشق في سنة 880/1476
تلقاه الشيخ تقي الدين هو وجماعة من أهل العلم إلى القنيطرة، ثم لما ألّف كتابه في الرد على حجة الإسلام الغزالي في مسألة "ليس في الإمكان، أبدع مما كان"، وبالغ في الإنكار على ابن العربي وأمثاله حتى أكفر بعضهم، كان الشيخ تقي الدين ممن أنكر على البقاعي ذلك، وهجره بهذا السبب.
الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، للشيخ نجم الدين الغزي، حققه وضبط نصه جبرائيل سليمان جبور، دار الآفاق الجديدة-بيروت، 1979: ج1ص116-118
وكذلك لمح لذلك وكان يترحم على الإمام ابن الفارض وابن عربي الفقيه الحافظ المؤرخ ابن الصيرفي في إنباء الهَصر بأنباء العصر وهو من معاصري الإمام البقاعي
وكان الإمام الصيرفي ممن تلقي العلم على السراج البلقيني والحافظ الزين العراقي وقرأ الأصول على العز بن جماعة.
وكذلك الإمام السيوطي رد عليه بكتابه تنبئة الغبى بتبرئة ابن عربى
وكان سبب مهاجمة الإمام البقاعي عدم الاطلاع الكامل علي كتب الشيخ الأكبر والاعتماد علي المدسوس ولذلك وقف علماء لنصره الشيخ الأكبر بالتأليف أو بالردود أو باعلان
انه جانب الصواب.
ونلاحظ هنا أن البرهان البقاعي ، له كلام حَسَن في التّصوّف ، والبقاعي يُثنِي بما لا مزيد عليه على الإمام التقي الحصني ، و التّقي الحصني من رؤوس الأئمّة الّذين حملوا رايات تضليل ابن تيمية وأتباعه فهل يقبل الوهابية بهذا الثناء واخذ كلام الإمام التقي الحصني في ابن تيمية؟؟
**********
3- ويستند الوهابية إلى نقل عن الحافظ الذهبي عن الإمام العز ابن عبدالسلام
نقول
الحديث عن رأي الإمام العز ابن عبدالسلام في الشيخ الأكبر ابن عربي يحتاج إلى تحقيق وتثبُّت فقد حكى الإمام ابن عطاء الله (ت 709 هـ) في لطائف المنن تراجعه عن الاعتراض على القوم بعد أن التقى بالإمام الشّاذلي ، وكذلك ذكر نحو ذلك الإمام محمد المقرِي (ت 759 هـ) في رسالته الحقائق والرقائق
وكذلك الإمام السيوطي والإمام المناوي والإمام اليافعي والإمام ابن عابدين والإمام الفيروز ابادي وغيرهم
والمعروف أن للإمام العز ابن عبدالسلام حالين
الأولى:- إنكاره على أهل التصوف وهذا في بداية حياته
الثانية:- التقاءه بالإمام الشاذلي ولبس خرقة التصوف وثناءه على أهل التصوف وحضوره جلسات السماع والذكر بعد أن كان ينكرها
وكان النقل عن الإمام العز ابن عبدالسلام هكذا.
قال العز بن عبد السلام: 'هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجًا'
[سير أعلام النبلاء 23/48].
ونقول
ما أورده الإمام الذهبي رحمه الله في سيره في ترجمة
الشيخ محيي الدين وإيراده مقالة العز بن عبد السلام عن ابن دقيق العيد في تجريح محيي الدين فهو كلام مردود عري عن الصواب ، وليس هو التحقيق بل التحقيق ثناء ابن عبد السلام على الشيخ الأكبر كما هى عبارة العقد الثمين ، ونفح الطيب ، والشذرات عن مقالة الإمام رحمه الله فقـد كان الإمام المجتهد شيخ الإسلام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى [ ت 660 هـ ] ينكر على الشيخ ابن العربي في أول أمره ، فلما عرف مقامه شهد له ورجع عن إنكاره ، وقرر أن الإمام محيي الدين قطب زمانه .
فقد حكى الإمام ابن عطاء الله (ت 709 هـ) في لطائف المنن تراجعه عن الاعتراض
على القوم بعد أن التقى بالإمام الشّاذلي
قال الإمام ابن عطاء السكندري في إنكار الشيخ عز الدين بن عبد السلام على الشيخ ابن عربي وورد بأنه أثنى عليه في " لطائف المنن ":
أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام كان في أول أمره على طريقة الفقهاء من المسارعة إلى الإنكار على الصوفية. فلما حج الشيخ أبو الحسن الشاذلي ورجع، جاء إلى الشيخ عز الدين قبل أن يدخل بيته، وأقراه السلام من النبي صلى الله عليه وسلم، فخضع الشيخ عز الدين لذلك، ولزم مجلس الشاذلي من حينئذ،
وصار يبالغ في الثناء على الصوفية لمَّا فهم طريقتهم على وجهها.
وصار يحضر معهم مجالس السماع.
قال الإمام المُنَاوَي:
وممن كان يعتقده سلطان العلماء ابن عبد السلام، فإنه سئل عنه أولاً، فقال: شيخ سوءٍ كذَّاب لا يحرَّم فرجاً، ثم وصفه بعد ذلكَ بالولاية؛ بل بالقطبانية، وتكرر ذلك منه.
قال المُنَاوي: وأقوى ما احتجَ به المنكرون، أنه لا يُؤَوَّلُ إلاَّ كلام المعصوم، ويردُّه قول النّوويّ في "بستان العارفين" (ص (181)) بعد نقله عن أبي الخير التِّيناتي واقعة ظاهرة الإنكار: قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده، أن ينكر هذا. وهذا جهالة وغباوة، ومن يتوهم ذلك فهو جسارة منه على إرسال الظنون في أولياء الرحمن.
فليحذر العاقل من التعرض لشيءٍ من ذلك، بل حقّه إذا لم يفهم حِكَمِهم المستفادة، ولطائفهم المستجادة، أن يتفهمها ممن يعرفها. وربما رأيت من هذا النوع مما يتوهم فيه من لا تحقيق عنده أنه مخالف، ليس مخالفاً، بل يجب تأويل أفعال أولياء الله [تعالى].
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب
( 5 / 193 – 194 )
ونقل الإمام الحافظ السيوطي رحمه الله في كتابه ((تنبيه الغبي بتبرئة ابن عربي )) قوله :
(( وقد كان وقع بين الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وبين الشيخ محيي الدين بن عربي. أخبر الشيخ عبد العزيز ذلك؛ لأن الشيخ عز الدين كان ينكر ظاهر الحكم. و حكى عن خادم الشيخ عز الدين أنه دخل إلى الجامع بدمشق، فقال " الخادم" للشيخ عز الدين: أنت وعدتني أن تُرِيَنِي << القطب >>. فقال له: ذلك هو << القطب >>، وأشار إلى ابن عربي وهو جالس، والحلقة عليه. فقال له: يا سيدي وأنت تقول فيه ما تقول ؟ فقال: هو القطب. فكرر عليه القول، وهو يقول ذلك. فإن لم يكن <<
القطب >> فلا معارضة في قول الشيخ عز الدين؛ لأنه إنما يحكم عليه بما يبدو من أموره الظاهرة، وحفظ سياج الشرع.
والسرائر أمرها إلى الله تعالى يفعل فيها ما يشاء، فقد يطَّلع على محله ورتبته، فلا ينكرهما. وإذا بدا في الظاهر شيء مما لا بعهده الناس في الظاهر أنكره حفظا ً لقلوب الضعفاء، ووقوفاً مع ظاهر الشرع، وما كلف به، فيعطي هذا المقامَ
حقًّهُ، وهذا حقَّهُ، والله أعلم) انتهى كلامه.
والحافظ محمد بن يعقوب بن محمد الشيرازي الفيروزابادي وفي الكتاب المسمى بالاغتباط بمعالجة ابن الخياط حيث قال :
وأما احتجاجه بقول شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام شيخ مشايخ الشافعية فغير صحيح بل كذب وزور فقد روينا عن شيخ الإسلام صلاح الدين العلائي عن جماعة من المشايخ كلهم عن خادم الشيخ عز الدين بن عبد السلام أنه قال كنا في مجلس الدرس بين يدي الشيخ عز الدين بن عبد السلام فجاء في باب الردة ذكر لفظة الزنديق فقال بعضهم هل هي عربية أو عجمية فقال بعض الفضلاء إنما هي فارسية معربة أصلها زن دين أي على دين المرأة وهو الذي يضمر الكفر ويظهر الإيمان فقال بعضهم مثل من فقال آخر إلى جانب الشيخ مثل ابن عربي بدمشق فلم ينطق الشيخ ولم يرد عليه قال الخادم وكنت صائما ذلك اليوم فاتفق أن الشيخ دعاني للإفطار معه فحضرت ووجدت منه إقبالا ولطفا فقلت له يا سيدي هل تعرف القطب الغوث الفرد في زماننا فقال مالك ولهذا كل فعرفت أنه يعرفه فتركت الأكل وقلت له لوجه الله تعالى عرفني به من هو فتبسم رحمه الله تعالى وقال لي الشيخ محيي الدين بن عربي فأطرقت ساكتا متحيرا فقال مالك فقلت يا سيدي قد حرت قال لم قلت أليس اليوم قال ذلك الرجل إلى جانبك ما قال في ابن عربي وأنت ساكت فقال اسكت ذلك مجلس الفقهاء هذا الذي روي لنا بالسند الصحيح عن شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام
في حاشية ابن عابدين رد المحتار 16/300 ناقلاً ومؤكداً على القول:
سَمِعْت أَنَّ الْفَقِيهَ الْعَالِمَ الْعَلَّامَةَ عِزَّ الدِّينِ بْنَ عَبْدِ السَّلَامِ كَانَ يَطْعَنُ فِي ابْنِ عَرَبِيٍّ وَيَقُولُ هُوَ زِنْدِيقٌ ، فَقَالَ لَهُ يَوْمًا بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أُرِيدُ أَنْ تُرِيَنِي الْقُطْبَ فَأَشَارَ إلَى ابْنِ عَرَبِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ أَنْتَ تَطْعَنُ فِيهِ : فَقَالَ حَتَّى أَصُونَ ظَاهِرَ الشَّرْعِ أَوْ كَمَا قَالَ .
وكذلك الإمام اليافعي اليمني في الإرشاد
ثانثاً :- ثُمَّ إنَّا إذا نَظرنا في (العلّة) الّتي لأجلها كفّر العز ابن عربي ، وهي أنَّه (شيخ سوء يقول بقدم العالم) ما وجدنا فيها أنَّه كفّره لأجل تصوُّفه ، بل لسبب آخر ، لم يثبت عن ابن عربي ، ولم أجِد في خصوم ابن عربي من ادّعاه عليه ولا يوجد عليها دليل من كتبه ولا حتى قول يؤيد هذا الكلام !
لذلك قلنا الحديث عن رأيه أي الإمام العز ابن عبدالسلام في ابن عربي يحتاج إلى تحقيق وتثبُّت.
ولكنَّا سنجد هذه العلّة (القول بقدم العالم) ثابتة في ابن تيمية في كتبه وما نقل عنه !!
فاذا صح النقل فهو ينطبق على ابن تيمية .
فقد قال ابن تيمية في الموافقة (2/ 75) ما نصّه :
"وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم لا يجعلون النوع حادثا بل قديمًا، ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده كما يفرق جمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه ". ا.هـ .
وقال في موضع ءاخر في ردّ قاعدة ما لا يخلو من الحادث حادث لأنه لو لم يكن كذلك لكان الحادث أزليًا بعدما نقل عن الأبهري أنه قال: قلنا لا نسلم وانما يلزم ذلك لو كان شىء من الحركات بعينها لازمًا للجسم، وليس كذلك بل قبل كل حركة حركة لا إلى أول،
ما نصه في المرافقة (1/ 245):
"قلت هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث، قوله لو كانت حادثة في الأزل لكان الحادث اليومي موقوفا على انقضاء ما لا نهاية له، قلنا: لا نسلم بل يكون الحادث اليومي مسبوقًا بحوادث لا أول لها". ا.هـ.
ويقول فيها أيضا ما نصه أنظر الموافقة (1/ 64):
”فمن أين في القرءان ما يدل دلالة ظاهرة على أن كل متحرك محدث أو ممكن، وأن الحركة لا تقوم إلا بحادث أو ممكن، وأن ما قامت به الحوادث لم يخل منها، وأن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها"
ا.هـ.
فهذا من عجائب ابن تيمية قوله بقدم العالم القدم النوعي مع حدوث كل فرد معين من أفراد العالم.
قال الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل أنظر السيف الصقيل
(ص/ 74)
ما نصّه : "وأين قدم النوع مع حدوث أفراده؟ وهذا لا يصدر إلا ممن به مس، بخلاف المستقبل، وقال أبو يعلى الحنبلي في "المعتمد": والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة. ا.هـ. وهو من أئمة
الناظم. يعني ابن القيّم. فيكون هو وشيخه من الملاحدة على رأي أبي يعلى هذا فيكونان أسوَأ حالا منه في الزيغ، ونسأل الله السلامة". ا.
هـ.
وقال ابن تيمية في منهاج السنّة النبوية أنظر المنهاج (1/ 224). ما نصه :"
فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالربّ، قلنا لكـم: نعم، وهذا قولنا الذي دلّ عليه الشرع والعقل. .. ".
وقال في المنهاج (83/1) ما نصه :
(ولكن الاستدلال على ذلك بالطريقة الجهمية المعتزلية طريقة الأعراض والحركة والسكون التي مبناها على أن الأجسام محدثة لكونها لا تخلو عن الحوادث، وامتناع حوادث لا أول لها طريقة مبتدَعة في الشرع باتفاق أهل العلم بالسنة، وطريقة مخطرة مخوفة في
العقل بل مذمومة عند طوائف كثيرة) ا.هـ.
وقال في موضع ءاخر من المنهاج (1/ 224 ما نصه:
"ومنهم من يقول بمشيئته وقدرته- أي أن فعل الله بمشيئته وقدرته- شيئا فشيئا، لكنه لم يزل متصفا به فهو حادث الآحاد قديم النوع كما يقول ذلك من يقوله من أئمة أصحاب الحديث وغيرهم من أصحاب الشافعي وأحمد وسائر الطوائف
ا.هـ.
وقال في موضعءاخر في المنهاج (1/ 109) ما نصّه
"وحينئذٍ فيمتنع كون شىء من العالم أزليًا وان جاز أن يكون نوع الحوادث دائمًا لم يزل، فإن الأزل ليس هو عبارة عن شىء محدد بل ما من وقت يقدر إلا وقبله وقتءاخر، فلا يلزم من دوام النوع قدم شىء بعينه ا. هـ.
ومضمون هذا أمران:
أحدهما أنه يقرّ ويعتقد قدم الأفراد من غير تعيين شىء منها.
ثم هذا يتحصل منه مع ما نقل عنه الجلال الدواني في كتاب شرح العضدية (ص/ 13) بقوله :"وقد رأيت في بعض تصانيف ابن تيمية القول به- أي بالقدم الجنسي- في العرش"، أي أنه كان يعتقد أن جنس العرش أزلي أي ما من عرش إلا وقبله عرش إلى غير بداية وأنه يوجد ثم ينعدم ثم يوجد ثم ينعدم وهكذا، أي أن العرش جنسه أزلي لم يزل مع الله ولكن عينه القائم الآن حادث.
وقد أقر الالباني بأن ابن تيمية يقول بذلك في ( صحيحته ) ( 1 / 208 ) عن حديث : ( ان اول شيء خلقه الله تعالى القلم ما نصه :
( وفيه رد ايضا على من يقول بحوادث لا اول لها ، وانه ما من مخلوق الا ومسبوق بمخلوق قبله ، وهكذا الى ما لا بداية له ، بحيث لا يمكن ان يقال : هذا اول مخلوق ، فالحديث يبطل هذا القول ويعين ان القلم هو اول مخلوق ، فليس قبله قطعا اي مخلوق ، ولقد اطال ابن تيمية الكلام في رده على الفلاسفة محاولا اثبات حوادث لا اول لها ، وجاء في اثناء ذلك بما تحار فيه العقول ، ولا تقبله اكثر القلوب )
ثم قال الالباني بعد ثلاثة اسطر :
( فذلك القول منه غير مقبول ، بل هو مرفوض بهذا الحديث ، وكم كنا نود ان لا يلج ابن تيمية هذا المولج ، لان الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام . . . . )
فهذا ينطبق على ابن تيمية وليس على الشيخ الأكبر رضي الله عنه فالإمام ابن عربي في مواضع كثيرة قال أن العالَم لم يكن ثم كان وأن الله سبحانه وتعالى أنشاه ابتداءً وقد ذكرنا من قبل كيف أنه رأى الحق في المنام فأمره أن لا يجالس المطاطيين، فقال وما المطاطون؟ قال هم الذين يمدّون العالم إلى غير نهاية في الابتداء، وإني ابتدأت العالم بالخلق.
وهذا التقرير ردّ بيّن على مثل هذه التهم، ومع ذلك يتناقل أتباع ابن تيمية هذه الأقوال من غير بيّنة
يقول رضي الله عنه في كتابه القصد الحق:
لا يقال العالم صادر عن الحق تعالى إلا بحكم المجاز لا الحقيقة وذلك لأن الشرع لم يرد بهذا اللفظ وجل الله تعالى أن يكون مصدر الأشياء لعدم المناسبة بين الممكن والواجب وبين من يقبل الأولية وبين من لا يقبلها وبين من يفتقر وبين من لا يقبل الافتقار وإنما يقال إنه تعالى أوجد الأشياء موافقة لسبق علمه بها بعد أن لم يكن لها وجود في أعيانها ثم إنهار ارتبطت بالموجد لها ارتباط فقير ممكن بغني واجب فلا يعقل لها وجود إلا به سبحانه وتعالى لأن تقدمه عليها وجودي إلى آخر ما قال في ذلك .
وقد دافع سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتابه اليواقيت والجواهر عن الشيخ لرد حجج من نسب اليه القول بقدم العالم فبعد أن أورد النصوص في ذلك
قال فهذه نصوص الشيخ محيي الدين رضي الله عنه في قوله بحدوث العالم فكذب من افترى علي الشيخ أنه يقول بقدم العالم وقد كرر الشيخ الكلام على حدوث العالم في الفتوحات في نحو ثلاثمائة موضع وكيف يظن بالشيخ مع هذا العلم العظيم أن يقع في مثل هذا الجهل الذى يؤدي إلى إنكار الصانع جل وعلا بل أفتى المالكية وغيرهم بكفر من قال بقدم العالم أو ببقائه أو شك في ذلك هذا مع أن مبنى كتب الشيخ ومصنفاته كلها في الشريعة والحقيقة على معرفة الله تعالى وتوحيده وعلى إثبات أسمائه وصفاته وأنبيائه ورسله وذكر الدارين والعالم الدنيوي والأخروي والنشأتين والبرزخين ومعلوم أن من يقول بقدم العالم من الفلاسفة لا يثبت شيئا من ذلك بل ولا يؤمن بالبعث والنشور ولا غير ذلك مما هو منقول عن الفلاسفة فقد تحقق كل عاقل أن الشيخ بريء من هذا كله انتهى .
وكذلك العبارة أنه- حاشاه في الأمرين- لا يحرم فرجاً.
ولا يوجد في كتب سيدي محيي الدين بن عربي على كثرتها حرف واحد يشهد لهذه الزندقة التي تسقط حكم الشريعة، بل يوجد كل ما يثبت عكسه.
**********
4- يستند الوهابية إلى رسالة رضي الدين بن الخياط
فنقول لهم مصداقًا لقوله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج 38) كان ممن تحـركت همتُه للدفاع عن الشيخ الأكبر العلامةُ مجد الدين الفيروزابادي صاحب " القاموس المحيط " [ ت 817 هـ ] ؛
فألف كتابًا يرد فيه على ابن الخياط ما اتَّهم به الشيخ ابن العربي في عقيدته
وسماه " الاغتباط بمعالجة ابن الخياط "
فليراجع وفيه سرد لاقوال العلماء مثل سلطان العلماء العز ابن عبدالسلام وغيرهم
**********
5- قول الوهابية تكفير الإمام علاء الدين البخاري الحنفي للشيخ الأكبر.
فنقول لهم فالإمام علاء الدين البخاري كفر ابن تيمية حبيبكم بل كفر من يقول عليه شيخ الإسلام فهل تاخذون برايه يا أهل التدليس في هذا التكفير؟؟
فقد قال عن شيخكم شيخ زندقة يدعو للضلال وكفر من لقب ابن تيمية بشيخ الإسلام.
فما هو رأيكم حياكم الله فهل تقبلون كلامه في ابن تيمية بل وفي من لقبه بشيخ الإسلام؟؟
5- قول الوهابية أن الامام الجزري كفر الشيخ الأكبر
نقول الله حسيبكم يا وهابية على هذا التزوير
الإمام ابن الجزري يترجم لابن عربي ويقول قبره ظاهر يزار في كتابه
(غاية النهاية في طبقات القراء) فيقول :
((محمد بن علي بن محمد بن عربي الطائي أبو عبد الله المنعوت بمحيي الدين الصوفي المشهور، ولد سنة.. وقرأ القراءات بالأندلس على أبي بكر محمد بن خلف بن صاف صاحب شريح وروى التيسير سماعاً من أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي جمرة وروى بالإجازة من ابن هذيل وروى التجريد بالإجازة عن يحيى بن سعدون القرطبي، روى التيسير عنه سماعاً محمد بن علي بن أبي الذكر المطرز وروى عنه الكافي عبد الله بن علي بن محمد الخولاني، توفي سنة ثمان وثلاثين وستمائة بدمشق ودفن بالصالحية بتربة بني الزكي وقبره بها ظاهر يزار)) اهـ .
فهل هذه عبارة مَن يُنكِر عليه ويعتقد بكفره ؟؟ هل يُعقَل أن يُتَرجِم لمن
يُكفِّره في كتابٍ وُضِعَ لترجمة قومٌ أخيار قرّاء من مُختَلَف الأمصار !
نترك الحكم لكل عاقل.
**********
6-يستند الوهابية إلى قول الذهبي رحمه الله:
((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"! فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر ، نسأل الله العفو والنجاة. فوا غوثاه بالله)).
(سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).
نقول الله حسيبكم يا وهابية علي هذا التزوير والتدليس
فالإمام الذهبي يتكلم عن المدسوس ويتكلم عن كتاب ولا يتكلم عن ذات الشيخ الأكبر
فبعد أن سرد لإمام الذهبي الأقوال قال الذهبي بتوثيقه واي شهادة اكبر من هذا
ولترى قول الأمام الذهبي في الشيخ الأكبر فهذا هو خلاصة قوله بعد أن نقل الأقوال فقال في اخر الترجمة ..
الذهبي يقول في الميزان بتوثيق الشيخ الاكبر (3/660) :
(( فإنه كان عالما بالآثار والسنن ، قوى المشاركة في العلوم .
وقولى أنا فيه : إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت ، وختم له بالحسنى )) !
فهذا راي الإمام الذهبي أن الشيخ الأكبر كان عالماً بالاثار قوي المشاركة في العلوم وقوله فيه
أنه يجوز ان يكون من أولياء الله الصالحين.
فأي قول بعد هذا.
واليك قوله في مكان اخر
قال الامام الذهبي، رحمه الله، في كتابه 'التاريخ الكبير في حوادث
638' سنة وفاة الشيخ الاكبر - رحمه الله، :
(( ولابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته فنرجو له الخير . )) انتهي
فاين تكفيره الذي تدعونه يا أهل الكذب؟؟
وقد رد الحافظ ابن حجر العسقلاني على هذا القول من الإمام الذهبي في كتاب الفصوص
فقال الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ، وترجم له ترجمة منصفة برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .
وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العدم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما
عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .))انتهي
ثم إن كتاب الفصوص مختلف في نسبة ما فيه كله للشيخ ابن عربي، فمن أثبته من الشراح له وجد للنصوص التي يراها الوهابية أنها كفر ، وجد لها تفسيراً وشرحاً ليس فيه الفهم القبيح الذي فهمه الوهابية، ولذلك قيل لا يجوز الإنكار على الصوفية إلا لمن سلك طريقهم وعرف اصطلاحاتهم وإلا فاصطلاحاتهم قد يفهمها المنكرون على غير مرماها فينكرون ما لم يقصده الشيخ ابن عربي.
ذكر الفقيه الحنفي صاحب الدر المختار أن:
(من قال عن فصوص الحكم للشيخ محي الدين بن عربي، إِنه خارج عن الشريعة، وقد صنفه للإِضلال، ومَنْ طالعه ملحد، ماذا يلزمه ؟ أجاب: نعم،فيه كلمات تباين الشريعة، وتكلف بعض المتصلِّفين لإِرجاعها إِلى الشرع، لكن الذي تيقنْتُه أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس الله سره،فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات.
قال العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته على الدر المختار عندقوله: [لكن الذي تيقنْتُه]: وذلك بدليلٍ ثبت عنده، أو لسببِ عدمِ اطلاعه على مراد الشيخ فيها، وأنه لا يمكن تأويلها، فتعيَّن عنده أنها مفتراة عليه، كما وقع للشيخ الشعراني أنه افترى عليه بعض الحساد في بعض كتبه أشياء مكفرة، وأشاعها عنه، حتى اجتمع بعلماء عصره، فأخرج لهم مسودة كتابه التي عليها خطوط العلماء فإِذا هي خالية عما افْتُرِيَ عليه. وقال ابن عابدين أيضاً عند قوله: [فيجب الاحتياط]: لأنه إِن ثبت افتراؤها فالأمر ظاهر، وإِلا فلا يفهم كلُّ أحد مرادَه فيها، فيُخشى على الناظر فيها من الإِنكار عليه، أو فهم خلاف المراد)
[حاشية ابن عابدين ج3. ص303، وصاحب الدر المختار الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ]
قال شيخ الإسلام شرف الدين المناوي [ ت 871 هـ ] :
" والمتصدِّي لتكفير ابن عربي لم يخف من سوء الحساب وأن يُقال له : هل ثبت عندك أنه كافر ؟!
فإن قال : كتبه تدل على كفره ، أفَأَمِنَ أن يُقال له : هل ثبت عندك بالطريق المقبول في نقل الأخبار أنه قال هذه الكلمة بعينها ، وأنه قصد بها معناها المتعارَف ؟! والأول : لا سبيل إليه ؛ لعدم سند يُعْتَمَدُ عليه في مثل ذلك ، ولا عبرة بالاستفاضة ؛ لأنه على تقدير ثبوت أصل الكتاب عنه فلا بد من ثبوت كـل كلمة كلمة ؛ لاحتمال أن يُدَسَّ في الكتاب ما ليس من كلامه من عدو أو ملحد " ا هـ .
وقال الإمام العلامة جلال الدين السيوطي
( والقول الفصل في ابن العربي إعتقاد ولايته , وترك النظر في كتبه , فقد نقل عنه هو انه قال : نحن قوم لايجوز النظر في كتبنا ) ويقصد من هم على غير علمٍ كاف))
وقال الإمام الشعراني
(كذب مَنْ دسَّ في كتاب الفصوص والفتوحات، أن الشيخ محي الدين بن عربي قال بأن أهل النار يتلذذون بالنار، وأنهم لو أُخرجوا منها لاستغاثوا، وطلبوا الرجوع إِليها، كما رأيت ذلك في هذين الكتابين. وقد حذفت ذلك من الفتوحات حال اختصاري لها. حتى ورد عن الشيخ شمس الدين الشريف، بأنهم دسوا على الشيخ في كتبه كثيراً من العقائد الزائغة التي نقلت عن غير الشيخ، فإِن الشيخ مِنْ كُمَّل العارفين بإِجماع أهل الطريق، وكان جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام، فكيف يتكلم بما يهدم شيئاً من أركان شريعته، ويساوي بين دينه وبين جميع الأديان الباطلة، ويجعل أهل الدارين سواء ؟! هذا لا يعتقده في الشيخ إِلا من عزلَ عنه عقله. فإِياك يا أخي أن تصدق، من يضيف شيئاً من العقائد الزائغة إِلى الشيخ، واحمِ سمعك وبصرك وقلبك، وقد نصحتُك والسلام. وقد رأيت في عقائد الشيخ محي الدين الواسطي ما نصه: ونعتقد أن أهل الجنة والنار مخلدون في دارَيْهِما، لا يخرج أحد منهم من داره أبد الآبدين ودهر الداهرين.. قال: ومرادنا بأهل النار الذين هم أهلها من الكفار والمشركين والمنافقين والمعطِّلين، لا عصاة الموحدين فإِنهم يخرجون من النار بالنصوص)
["اليواقيت والجواهر" للشعراني ج2. ص205].
**********
7- يستند الوهابية إلى قول الحافظ ابن حجر في لسان الميزان:
((سألت شيخنا الإمام سراح الدين البُلقيني عن ابن عربي ، فبادر الجواب: بأنه كافر. فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه. قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟ وأنشدته من التائية فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر)).
(لسان الميزان: 4ـ364).
نقول
اولاً:-
نقول لماذا تتعبون أنفسكم وتذهبون إلى ترجمة الفارض لتنقلون كلام سراج الدين البلقيني؟؟
ماذا لم تذهبون مباشرة إلى ترجمة ابن عربي في اللسان !!
لان هناك ما تريدون إخفاءه عن الناس!!!
ولكي نظهر تدليسكم سننقل لكم ترجمة الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي الطائي الاندلسي رضي الله عنه من كتاب اللسان للحافظ أمير المؤمنين في الحديث بلا منازع ابن حجر العسقلاني رضي الله عنه لنكحل بها أعين الوهابية.
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ، وترجم له ترجمة منصفة برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .
وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العديم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما
عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .
نعم قال بن نفطة لا يعجبني شعره وأنشد له قصيدة منها ...
لقد حار قلبي قابلا كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير الرهبان وبيتا لاصنام وكعبة طائف ... والواح توراة ومصحف قرآن .
وهذا على قاعدته في الوحدة وقد كتب بخطه في إجازته للملك المظفر
غازي بن العادل أنه قرء القرآن بالسبع على أبي بكر محمد بن خلف بن حاف اللخمي وأخذ عنه الكتابة لمحمد بن شريح وحدث به عن شريح بن محمد عن أبيه وقرأ أيضا على عبد الرحمن بن عال الشراط القرطبي وسمع علي أبي عبد الله الهادمي قاضي فاس التبصرة في القراءات لمكي
وحدثه به عن أبي بحر بن القاضي وسمع التيسير على أبي بكر بن أبي حمزة عن أبيه عن المؤلف وانه سمع على محمد بن سعيد بن زرقون وعبد الحق بن عبد الرحمن الأشبيلي وانه سمع أيضا على بن الخراساني ويونس بن يحيى الهاشمي ومعين بن أبي الفتوح وجمع كثير وأنه أجاز له السلفي
وابن عساكر وابن الجوزي وأنه صنف كتبا كثيرة منها ما هو كراسة واحدة ومنها ما هو مائة مجلد وما بينهما وذكر منها التفصيل في أسرار معاني التنزيل فرغ منه الى قصة موسى في سورة الكهف أربعة وستون سفرا وسرق منها شيء كثير جدا .
وقال بن الأبار هو من أشبيلية واصله من سبتة وأخذ عن مشيخة بلده ومال الى الأدب وكتب لبعض الولاة ثم ترك ذلك ورحل الى المشرق حاجا ولم يعد وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي ويقول بها وبرع في علم التصوف .
وقال المنذري ذكر انه سمع بقرطبة من بن بشكوال وانه سمع بمكة وبغداد والموصل وغيرها وسكن الروم وجمع مجاميع . وقال بن النجار كانت رحلته الى المشرق والف في التصوف وفي التفسير وغير ذلك تواليف لا يأخذها الحصر وله سعة وتصرف في الفنون من العلم
وتقدم في الكلام والتصوف . وقال بن المديني قدم بغداد سنة ثمان وست مائة فكان يومى اليه بالفضل والمعرفة والغالب عليه طريق أهل الحقيقة وله قدم في الرياضة والمجاهدة وكلام على لسان القوم ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند أهل هذا الشان بالبلاد وله اتباع ووقفت له على مجموع من تأليفه فيه منامات حدث بها عن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومنامات يرويها عن رؤيته هو للنبي صلى الله عليه و سلم وكتب عني شيئا من ذلك وسمعته منه .
وقال بن النجار صحب الصوفية وارباب القلوب وسلك طريق الفقر وحج وجاور وصنف كتبا في علم القوم وفي أخبار زهاد المغاربة وله اشعار حسان وكلام مليح اجتمعت به بدمشق وكتبت عنه شيئا من شعره ونعم الشيخ هو .
وقرأت بخط اليعموري أسد بن سعد الدين بن شيخنا الإمام الراسخ محيي الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن العربي الحاتمي وذكر شعرا .
وقال بن سدي وكان يلقب القشيري لقبا غلب عليه لما كان يشتهر به من التصوف وكان جميل الحلية والفضل محصلا لفنون العلم وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق سمع ببلده من أبي بكر بن الحسين ومحمد بن سعيد بن زرقون وجابر الحضرمي وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله وباشبيلية من عبد المنعم الخزرجي وأبي جعفر بن نصار وبمرشنة من أبي بكر بن أبي حمزة .
وذكر أنه لحق عبد الحق ببجاية وفي ذلك نظر وان السلفي أجاز له واحسنها الإجازة العامة وله تواليف وكان مقتدرا على الكلام ولعله ما سلمه من الكلام .
وكان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الإعتقادات ويقال انه لما كان ببلاد الروم دلسه الملك ذات يوم فقال هذا يدعوه الأسود فقال خدمته لتلك فقال في المبذل لك أعد خلقه . وقد اطراه الكمال بن الزملكاني فقال : هو البحر الزاخر في المعارف الإلهية .
وانما ذكرت كلامه وكلام غيره من أهل الطريق لأنهم اعرف بحقائق المقامات من غيرهم لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقا مخبرين عن عين اليقين . وقال بن أبي المنصور : كان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم المكتسبة وماموله من العلوم الوهيبة وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا وحالا لا مكترثا بالوجود مقبلا كان أو معرضا ويحكى عنه من يتعصب له احوالا سنية ومعارف كثيرة والله أعلم . وقرأت بخط أبي العلاء الفرضي في المسند كان شيخا عالما جامعا للعلوم صنف كتبا كثيرة وهو من ذرية عبد الله بن حاتم الطائي أخي عدي بن حاتم وأما عدي فلم يعقب وتقدم له ذكر في ترجمة بن دحية عمر بن الحسن في حرف العين .
وقال القطب السرمين في ذيل في ترجمة سعد الدين بن أبي عبد الله محيي الدين بن عربي كان والده من كبار المشايخ العارفين وله مصنفات عديدة وشعر كثير وله أصحاب يعتقدون فيه اعتقادا عظيما مفرطا يتغالون فيه وهو عندهم نحو درجة النبوة ولم يصحبه أحد الا وتغالى فيه ولا يخرج عنه أبدا ولا يفضل عليه غيره ولا يساوي به أحدا من أهل زمانه وتصانيفه لا يفهم منها الا القليل لكن الذي يفهم منها حسن جميل وفي تصانيفه كلمات ينبو السمع عنها وزعم اصحابه ان لها معنى باطنها غير الظاهر وبالجملة فكان كبير القدر من سادات القوم وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف وله في ذلك أشياء غريبة واستنباطات عجيبة انتهى ) انتهت الترجمة من الكتاب المذكور ..
والسؤال المطروح هو : لماذا الإمام محي الدين ابن عربي أعتد به
علماء عصره ولم ينتقدوه ، وانما جاء النقد بعد موته بفترة ؟؟ ..
قال الحافظ في اللسان ( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
وهل كان علماء عصره جهلة إلى هذا الحد ؟؟..
ثانثاً:- هذا النقل من قول السّراج البلقيني الشأن فيه أن يكون قد
رَجِعَ عَن ذلك .
لان الإمام ابن حجر العسقلاني لم يذكره في ترجمة الإمام ابن عربي نفسه وهل يغفل عن ذلك حافظ العصر؟؟
وكذلك كان شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني في بداية امره منكراً على الشيخ الأكبرثم تراجع عن ذلك ونقل عنه هذا التراجع من تلاميذه ايضاً.
وقد ذكر ذلك شيخ سراج الدين المخزومي شيخ الإسلام بالشام في كتاب سماه : "كشف الغطاء عن أسرار كلام الشيخ محيي الدين"
ذكر الإمام الشعراني رحمه الله تعالى عن الشيخ سراج الدين المخزومي في كتابه اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر (ص10) ما نصه :
(( وقال الشيخ سراج الدين المخزومي رحمه الله تعالى : كان شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي ينكران على الشيخ في بداية أمرهما ثم رجعا عن ذلك حين تحققا كلامه وتأويل مراده وندما على تفريطهما في حقه في البداية وسلما له الحال فيما أشكل عليهما عند النهاية ، فمن جملة ما ترجمه به الإمام السبكي : كان الشيخ
محيي الدين آية من آيات الله تعالى وإنّ الفضل في زمانه رمى بمقاليده إليه .ومن جملة ما قاله الشيخ سراج الدين البلقيني رحمه الله تعالى فيه حين سئل عنه : إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي الدين ـ إلى أن قال ـ ولقد كذب والله وافترى من نسبه إلى القول بالحلول والاتحاد ، ولم أزل أتتبع كلامه في العقائد وغيرها وأكثر من النظر في أسرار كلامه ورابطه حتى تحققت بمعرفة ما هو عليه من الحق ، ووافقت الجمّ الغفير المعتقدين له من الخلق وحمدت الله عزّ وجلّ إذا لم أكتب في ديوان الغافلين عن مقامه الجاحدين لكراماته وأحواله )) اهـ.
وقال في (ص11) ما نصه :
(( قال المخزومي رحمه الله : ولقد بلغنا أنّ الشيخ تقي الدين السبكي تكلم في شرحه للمنهاج في حق الشيخ محيي الدين بكلمة ثم استغفر بعد ذلك وضرب عليها فمن وجدها في بعض النسخ فليضرب عليها كما هو في نسخة المؤلف ، قال : مع أنّ السبكي قد صنف كتاباً في الردّ على
المجسّمة والرافضة وكتب الأجوبة العلمية في الرد على ابن تيمية ولم يصنف قط شيئاً في الرد على الشيخ محي الدين مع شهرة كلامه بالشام وقراءة كتبه في الجامع الأموي وغيره بل كان يقول : ليس الرد على الصوفية مذهبي لعلو مراتبهم ، وكذلك كان يقول الشيخ تاج الدين الفركاح ثم قال : فمن نقل عن الشيخ تقي الدين السبكي أو عن الشيخ سراج الدين البلقيني أنهما بقيا على إنكارهما على الشيخ محيي الدين إلى أن ماتا فهو مخطئ )) اهـ.
**********
9- قول الوهابية مباهلة الحافظ ابن حجر أتباع ابن عربي في حال شيخهم وضلاله .
نقول ايها الوهابية الجهلاء أين هذا من ترجمة الشيخ الكبر عند الحافظ ابن حجر العسقلاني كما وردت في الرد السابق؟؟
جعل الوهابية الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من الذين كفروا ابن العربي وذلك راجع لذكره رحمه الله أن الإمام سراج الدين البلقيني قال عنه أنه كافر في ترجمة الفارض وليس ابن عربي حيث ترجم له ترجمة منصفة كما ذكرنا
وكذلك بنقلهم تلك الحكاية التي باهل فيها ابن حجر أحد الملاحدة والتي ذكرها هو بنفسه في الفتح الباري بدون ذكر مع من وعلى من كانت فهي مبهومة فهل الوهابية تعلم الغيب؟؟
وهي مما اتخدها السلفية المعاصرة سلاحا قطعيا على صحة مباهلة ابن حجر في معتقد ابن عربي والتي ذكرها بعض العلماء مثل الإمام السخاوي رحمه الله وغيره مع أحد المحبين لابن العربي رحمه الله وكانت النتيجة إصابة تلك الشخص بالعمى ووفاته في ذلك اليوم .
فنقول لا يوجد أي نص يدل على تكفير الحافظ ابن حجرالعسقلاني لابن العربي رحمه الله وهذا أكبر دليل على ذلك.
كما توجد نصوص تدل على إنصافه رحمه الله
ولم يذكر ذلك بل كما ذكرنا في ردنا السابق ققال الحافظ في اللسان
( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة
الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986
، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) : ( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
وذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في نفس الترجمة: "وبالجملة فكان كبير القدر من سادات القوم وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف وله في ذلك أشياء غريبة واستنباطات عجيبة انتهى "
كما أن الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله
والإمام أبو زكريا الأنصاري وغيرهم من الحفاظ والعلماء قد رووا كتب الشيخ ابن عربي تلقوها سماعا وأقرؤوها إجازة، حتى وصلت إلى الشيخ أبو المواهب الحنبلي
من كتاب مشيخة أبي المواهب الحنبلي لابن عبد الباقي الحنبلي (صفحة 27) قال:
((سند صاحب المشيخة (أبي المواهب الحنبلي) بمؤلفات ابن عربي
هذا ويروي شيخنا صاحب هذه المشيخة رحمه الله تعالى تآليف الإمام الهمام أستاذ المحققين العارف بالله تعالى أبي عبد الله محيي الدين محمد بن علي بن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي ثم المكي ثم الدمشقي قدس سره العزيز عن سادات كرام منهم نور الدين علي الشبراملسي المصري، والشيخ عبد القادر بن الشيخ مصطفى الفرضي الصفوري، وسيد النقباء بدمشق السيد محمد بن السيد كمال الدين بن حمزة، ووالده الشيخ عبد الباقي الحنبلي المتقدم ذكرهم برواية الأول عن نور الدين علي الحلبي، عن البرهان العلقمي، عن أخيه محمد العلقمي، عن الجلال السيوطي، عن محمد بن مقبل الحلبي، عن أبي طلحة الحراوي الزاهد، عن الشرف الدمياطي، عن سعد الدين محمد بن الشيخ محيي الدين بن العربي،عن والده الشيخ محيي الدين قدس سره.
ورواية الثاني عن شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن الوارثي الصديقي، عن خاله عالم الإسلام وقطب الأولياء الكرام محمد بن أبي الحسن الصديقي. عن والده أبي الحسن، عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بروايته لذلك من طريقين: أحدهما عن السيد عبد الرحمن بن عمر القبابي، عن العز محمد بن إسماعيل بن عمر بن المسلم الحموي، عن العفيف سليمان بن علي التلمساني، عن شيخه صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي، عن الإمام محيي الدين محمد بن العربي قدس سره.
والثاني عن العلامة شمس الدين محمد بن حمزة الفناري الرومي، عن والده حمزة بن محمد بن محمد الفناري، عن الصدر القونوي، عن الشيخ محيي الدين قدس سره.
ونسال فهل الحافظ ابن حجر العسقلاني وأبو زكريا الأنصاري يقرؤوا كفراً وينقلوه إلى غيرهم بالإجازة؟؟
فلا يوجد دليل واحد يؤيد هذه المباهلة مما يؤكد انها مدسوسة وتناقلها الاخرون من هذا الدس فيكف يتفق هذا مع صاحب المباهلة وهو يروي كتب الإمام ابن عربي ويمدحه!!
فالقصة التي رواها البعض عن الحافظ ابن حجر العسقلاني تتناقض مع ما هو معلوم من موقفه من الشيخ ابن عربي.
ولم نر في كل ما كتب ابن حجر إلا نقيض هذا الكلام
فهل يعقل هذا؟؟
ونضيف علي ذلك علي الرغم من انه ظهر للقاصي والداني تهافت هذه القصة من كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني نفسه.
كلام الشيخ المجتهد عبدالهادي الخرسة حفظة الله ونفعنا به.
أنا أقطع أن هذه القصة مكذوبة مختلقة وهي مدسوسة على كتاب الحافظ السخاوي رحمه اله تعالى وبيان ذلك :
1* أنه لا يتصور من رجل مثل الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى القدوم في أمر ظني غير قطعي ، ولا يصح قياس مسألة ظنية على دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب إلى المباهلة لأن ذلك أمر خاص به كما قال علماء التفسير وفي مر قطعي وهو ثبوت نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم .
2* لا يصح لمسلم أن يقدم على المباهلة في أمر قطعي كوجود الله تعالى بعد قيام الأدلة القطعية المتواترة على وجوده وكرسالة النبي صلى الله عليه وسلم بعد قيام الأدلة القطعية المتواترة على ثبوت رسالته .
ولو أن مسلما أقدم على المباهلة في مثل ذلك فأصيب ببلاء مقدر عليه من الله تعالى بقضاء مبرم كعمى أو موت عند انتهاء الأجل هل يعني ذلك عدم وجود الله أو عدم ثبوت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
وإقدامه على المباهلة في ذلك جهل منه وربما يأثم به إثم الحرام أو يؤدي به إلى الكفر لأنه قائم مقام التشكيك فإذا كان هذا في أمر قطعي وفي حق العامة من المسلمين فكيف بأمر ظني غيبي ويقدم عليه إمام من أئمة المسلمين ؟
3* مرر علماء العقيدة أن الميت لا يقطع له بجنة أو نار ولا يحكم عليه بكفر أو إيمان على جهة القطع وإنما نحكم بالظاهر الذي كان عليه في حياته ونفوض أمره إلى الله تعالى .
فكيف يصدر من مثل الإمام ابن حجر الحكم بكفر وضلال الشيخ ابن عربي ويقطع بذلك ويباهل عليه ؟
إلا إذا أطلعه الله على غيبه وهذا ليس مصدر من مصادر العلم ولا يبنى عليه حكم .
4* ما يوجد في كتب الشيخ ابن عربي وغيره من المؤلفين من ضلالات إما أن تكون قطعية الثبوت عنه وهذا ممتنع لعدم وجود التواتر في كل كلمة موجودة في مؤلفاته البالغة /450/ كتابا ورسالة ، وإما أن تكون ظنية الثبوت ، وإذا كانت ظنية الثبوت فإما أن تكون قطعية الدلالة على الكفر الصريح وليس لها تأويل بوجه من الوجوه المقبولة وهذا لا يكاد يوجد وعلى تقدير وجوده فكونها ظنية الثبوت يوجب ردها أو التوقف عن قبولها والسكوت عن قائلها ، لاحتمال رجوع قائلها عنها قبل وفاته وعدم وجود قاطع أنه مات معتقدا لها ، وإما أن تكون ظنية الدلالة فتحتمل التأويل بوجه ما فيتعين حملها عليه .
فلا يخفى مثل ذلك على الإمام ابن حجر رحمه الله ويبتعد معه أن يقوم على المباهلة والتلاعن .
5* من أين للشيخ ابن حجر رحمه الله قوله : من كان مبطلا في المباهلة لا تمضي عليه سنة ؟
هل هناك دليل من الكتاب أو السنة عليه ؟ أو هل هناك دليل من الاستقراء لوقائع مباهلة سابقة وقعت لعلماء الإسلام مع غيرهم مع أن علماء المسلمين قائلون بالمنع من المباهلة في القطعي وما ورد في القرآن خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم كما علمت ؟ أو أنه مبني منه على التجربة والظن .
فهل جرب ذلك أكثر من مرة فباهل على مسائل أخرى مرات أو على هذه المسألة بعينها مرات مع رجال آخرين ؟ أين النقل لذلك ؟
أو أنه اتبع الظن فيكون مع جلالة قدره مشابها لمن قال الله فيهم : ﴿ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ﴾{النجم:28} وداخلا تحت قوله تعالى : ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾{الإسراء:36} فلا يقبل منه ذلك ولا يتابع عليه وكل إنسان يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا مما يرد لأنه ظني وغير موافق لقواعد القبول .
إن الذين قبلوا هذه القصة وروجوها داخلون قطعا تحت هذه الآية لأنهم اقتفوا ما لم يثبت بطريق علمي قطعي بل اتبعوا الظن وكفى به ضلالا وبعدا عن منهجية أهل الحق الورعين ، وهل يقبل هؤلاء من الإمام ابن حجر عقيدته الأشعرية التي قامت على صحتها الأدلة القطعية ؟
6* القائلون بولاية الشيخ ابن عربي رحمه الله تعالى والمحسنون الظن به من زمانه إلى يومنا هذا هم جمهور الأمة وسوادها الأعظم ، ولم يمنع هذا الاعتقاد من قُدِّر عليه بلاء من الله بعمى أو مرض أو موت عند انتهاء الأجل منهم في دفع ذلك عنهم مع قلتهم ، على أن الأكثرين منهم أهل عافية وسعة وغنى بقدر الله تعالى .
فإذا جعل البلاء علامة على الضلال فلم لا نجعل أهل العافية والسعة والغنى من هؤلاء الأكثرين علامة على الهداية في حق ابن عربي ودليلا على ولايته وحسن الظن به ؟
7* القائلون بضلال الشيخ ابن عربي والمسيئون الظن به من زمانه إلى يومنا هذا وبعموم الأولياء وتكفيرهم وسبهم وشتمهم قلائل وهم من أهل البلاء في المعتقدات فأكثرهم من أهل البدع الضلالات وفيهم من قُدِّر عليه بلاء في جسده وماله من عمىً ومرض وموت عند انتهاء أجله وقليل فيهم أهل العافية الظاهرة فهل نجعل هذا القدر الإلهي في هؤلاء الأكثرين دليلا على هداية الشيخ ابن عربي وولايته كما جعلنا مثل ذلك في حق ذاك الرجل المبتلى دليلا على ضلاله ؟ وهل هو من حرب الله تعالى لمعادي أوليائه ؟
8* ما معنى قوله ﴿ وما أصبح إلا ميتا ﴾ ؟
هل هو قول منه بأنه مات في غير أجله ؟ وهل هو من القائلين بأن عمر الإنسان يزاد فيه وينقص منه ؟ وهذا خلاف ما عليه جمهور الأشاعرة والإمام ابن حجر رحمه الله منهم .
9* نقل الإمام الشعراني رحمه الله في أول كتابه ـ اليواقيت والجواهر ـ أن الإمام النووي رحمه الله سئل عن الشيخ ابن عربي رضي الله عنه فقرأ قوله تعالى : ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾{البقرة:143} وهذا جواب العلماء الورعين ولا يخفى ذلك على ابن حجر رحمه الله والذي جاء بعده ويعلم أقواله ومذهبه .
10* كثير من الملحدين المستشرقين يسيئون إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونه ويشتمونه وهم ملعونون بنص القرآن الكريم لا بالمباهلة قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ﴾{الأحزاب:57} ونراهم يُمتعون سنين فيمضي على أحدهم أكثر من سنة بحسب تحديد القصة ولا يصاب بمرض ولا عمى ولا موت وهم ملعونون قطعا فهل يجعل الوهابية عدم إصابتهم بالمرض والعمى دليلا على تكذيب الرسول والقرآن ؟ فإن جعلوه فقد كفروا وإن لم يجعلوه دلّ على عدم الترابط بين المقادير الإلهية على العبد وبين اللعن الذي يعني الطرد من رحمة الله فحينئذ لا تدل إصابة الرجل بالعمى والموت على لعنه ، ولا تدل عافية الشيخ ابن حجر على عدم لعنه ، بل يحتمل أن يكون بلاء المعتقد بهداية ابن عربي كفارة لذنوبه وأن تكون عافية المنكر المكفِّر لابن عربي وغيره من الأولياء وتمتعه بالحياة أكثر من سنة تأخيرا لظهور اللعنة إلى ما بعد الموت كحال المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتبين أنه لا يصح عقلا ولا شرعا ربط البلاء باللعن في حق كل واحد فكم من ملعون وهو من أهل العافية الظاهرة وكم من مرضيٍّ عنه وهو من أهل البلاء .
11* تبين من خلال ما ذكرته أن متن هذه القصة معارض بأدلة قطعية على خلافه وبالتالي يكون الحكم عليه كالشاذِّ المخالف لرواية الثقات فيكون مردودا أو يكون كخبر الآحاد المخالف للقطعي فتكون مخالفته له علة قادحة فيه مانعة من قبوله ومن القول بمقتضاه .
فهذه القصة باطلة وهي مكذوبة ومدسوسة
**********
10- قولهم تكفير الإمام الشوكاني للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي.
نقول
يورد الوهابية ابيات للامام الشوكاني قول فيها
فهمُ الذين تلاعبوا بين الورى **** بالدينِ وانتدبوا لقصد خرابه
وقد نهج الحلاجُ طرقَ ضلالهم** ** وكذاك محيي الدين لا حيا به
وكذاك فارضهم بتائياتهِ ******** فرض الضلال عليهم ودعا به
وهذا تزوير واضح للعيان ولا غريب على الوهابية هذا التدليس والكذب والتزوير فهم أهل ذلك وأكثر.
قد كان الإمام الشوكاني من المنتقدين للشيخ الأكبر بل والمكفرين له فرجع عن قوله في اخر حياته وأثنى على من يرى ولاية ابن عربي !!
الإمام الشوكاني في البدر الطالع يقول :
(وقد استمر الاتصال بينى – أي الشوكاني - وبينه زيادة على خمس عشرة سنة قل أن يمضى يوم من الأيام لا نجتمع فيه ويجرى بيننا مطارحات أدبية في كثير من الأوقات ومراجعات علمية فى عدة مسائل منها ما هو منظوم ومنها ما هو منثور .
فمن ذلك هذا السؤال الذى اشتمل على نظم ونثر يأخذ بمجامع القلوب كتبه إلى فى أيام سابقة ولفظه :
حرس الله سماء المفاخر بجماية بدرها الزاهى الزاهر وأتحف روضها الناظر بكلاية غيثها الهامى الهامر وأهدى إليه تحية عطرة وبركة خضرة نضرة ، ما مسحت أقلام الكتبة مفارق المحابر ورتعت أنظار الطلبة فى حدائق الدفاتر ، صدرت هذه الأبيات فى غاية القصور أقيلوا عثارها ان كان لكم عليها عثور، تستمنح منكم الفرائد وتستمد منكم الفوائد أوجب تحريرها أنه { ذكر عند بعض الأماثل جماعة المتصوفة ، فأثنى عليهم وأطنب وأطرى وأطرب ، واستشهدنى فقلت بموجب قوله}
{ مستثنيا منهم الحلاج وابن عربي ومن يساويهما} !!
فأصر واستكبر وأبدا قولا يستنكر فجرى بيننا خلاف مفرط فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط ....
قال الشوكاني : فأجبت :
عن هذا السؤال برسالة فى كراريس{ سميتها الصوارم الحداد القاطعة لعلائق مقالات أرباب الاتحاد } ..
وكان تحرير هذا الجواب في{عنفوان الشباب }!!
وأنا { الآن اتوقف فى حال هؤلاء } وأتبرأ من كل ما كان من أقوالهم وأفعالهم مخالفا لهذه الشريعة البيضاء الواضحة التى ليلها كنهارها ولم يتعبدني الله بتكفير من صار في ظاهر أمره من أهل الإسلام!!!انتهي المطلوب
البدر الطالع في ترجمة السيد القاسم بن أحمد بن عبد الله بن القاسم (ج2\32\40)
وقال تلميذه العلامة صديق حسن خان مانصه :
( قلت ( صديق خان ) : والذهب الراجح فيه على ماذهب اليه العلماء المحققون الجامعون بين العلم والعمل والشرع والسلوك " السكوت في شأنه " ، وصرف كلامه المخالف لظاهر الشرع الى محامل حسنة ، وكف اللسان عن تكفيره وتكفير غيره من المشائخ الذين ثبت تقواهم في الدين ، وظهر علمهم في الدنيا بين المسلمين ، وكانوا ذروة عليا من العمل الصالح ، ومن ثم رأيت شيخنا الامام العلامة الشوكاني في الفتح الرباني مال الى ذلك ، وقال : " لكلامه محامل " ، ورجع عما كتبه في أول عمره بعد أربعين سنة)
ثم قال بعده بخمسة أسطر : ( وأقول في هذا الكتاب : إن الصواب ماذهب اليه الشيخ أحمد السهرندي - مجدد الالف الثاني - ، والشيخ الاجل مسند الوقت أحمد ولي الله - المحدث الدهلوي - ، والإمام المجتهد الكبير محمد الشوكاني من قبول كلامه الموافق لظاهر الكتاب والسنة ، وتأويل كلامه الذي يخالف ظاهرهما ، تأويله بما يستحسن من المحامل الحسنة ، وعدم التفوه ، فيه بما لا يليق ، بأهل العلم والهدى ، والله أعلم بسرائر الخلق وضمائرهم )
انتهى المطلوب .
التاج المكلل ( ص 179 طبعة المطبعة الهندية العربية 1382 هـ - 1963 ، بتحقيق الدكتور عبد الحكيم شرف الدين ) ،
لاحظوا احبتنا أن الشوكاني تراجع بصريح العبارة عن الصوارم الحداد بينما نرى الوهابية لايزالون ينشرون ويحتفوا به بل وينقلون منه !!
فهل رايتم كذب مثل ذلك وهل رايتم تزوير أقبح من هذا ولماذا لامتلاك حجة تكفير المسلمين وايذاء أولياء الله فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
**********
11- قول الوهابية بتكفير الإمام السبكي للشيخ الأكبر رضي الله عنهم وارضاهم.
فتقول الوهابية
ومنهم: تقي الدين السبكي: ((ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء.
فنقول
الإمام السُّبكي معروف موقفه من ابن تيميّة وفي فتاواه (2/575) تَجِد ثناءه على الإمام ابن عطاء الله السكندري الشاذلي وينقل عنه نبذٌ من التّأويل الإشاري على وجهِ الإقرار ،
هذا فضلاً عن كلام الإمام في أصناف علوم الصُّوفيّة من فناء ورجاء وخوف وحب ، وهذا النقل في مغني المحتاج للشربيني (3ـ61) وكذلك ايضاً جاء رجوع الامام السبكي عن هذا القول.
سبحان الله ففي مغني المحتاج في الجزء الثالث في الصفحة 61 ولا ادري لماذا لم يكمل الوهابية كتابة ما وجدوه في المغني
فبعد الكلام المنقول والذي اخره أن الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر قال شيخنا والكلام للشربيني وهم الذين ظاهر كلامهم عند غيرهم الاتحاد قال والحق انهم مسلمون اخيار وكلامهم جار على اصطلاحهم كسائر الصوفية وهو حقيقة عندهم في مرادهم وان افتقر عند غيرهم ممن لو اعتقد ظاهره عنده كفر الى تاويل اذ اللفظ المصطلح عليه حقيقة في معناه الاصطلاحي مجاز في غيره فالمعتقد منهم لمعناه معتقد لمعنى صحيح وقد نص على ولاية ابن عربي جماعةعلماء عارفون بالله تعالى منهم الشيخ تاج الدين بن عطاء الله والشيخ عبد الله اليافي ولا يقدح فيه وفي طائفته ظاهر كلامهم المذكور عند غير الصوفية لما قلناه.
فالى متى سيبقى الاخوة الوهابية يلوون اعناق النصوص ويبترونها وياخذون ما يعجبهم من الجمل ويتركون ما يرد على عقائدهم سبحانك ربي هذا بهتان عظيم
جاء في الفتاوى الحديثية ( ذيل الفتاوى ) ( ص 51 طبعة مصطفى الحلبي الطبعة الثانية ) للعلامة ابن حجر الهيتمي ما نصه :
( وسئل: في التصوف ما ملخص ما يقولونه في ابن عربي وابن الفارض وطائفتهما هل هم محقون أم مبطلون وما الدليل على ذلك أوضحوا لنا الجواب وابسطوه بسطا شافيا؟
فأجاب : ملخص ما نعتقده في ابن عربي وابن الفارض وتابعيهما بحق الجارين على طريقتهما من غاية إتقان علوم المعاملات والمكاشفات ، ومن غاية الزهد والورع والتجرد ، والانقطاع إلى الله في الخلوات والدأب على العبادات ونسيان الخلق جملة واحدة، ومعاملة الحق، ومراقبته في كل نفس كما تواتر كل ذلك عن هذين الرجلين العظيمين أنهم طائفة أخيار أولياء أبرار بل مقربون، ومن رق السوى أحرار لا مرية في ذلك ولا شك إلا عند من لا بصيرة له، وكفاك حجة على ولايتهما تصريح كثيرين من الأكابر بها، وبأنهما من الأخيار المقربين كالشيخ العارف الإمام الفقيه المحدث المتقن عبد الله اليافعي نزيل مكة المشرفة وعالمها ، ومن ثم قال الأسنوي في "ترجمته": فاضل الأباطح وعالمها، وقال الحمد لله الذي ابتدأ كتبنا بالشافعي وختمها باليافعي، وكالشيخ الإمام المجمع على جلالته وعلمه بمذهب مالك وغيره، وعلى معرفته التاج بن عطاء الله وناهيك بحكمه وتنويره دليل على ذلك، حتى قالوا: كادت الحكم أن تكون قرآنا يتلى، وكالشيخ الإمام العلامة المحقق الشافعي الأصولي التاج السبكي
وكشيخنا خاتمة المتأخرين وواسطة جمع المحققين زكريا الأنصاري وكالشيخ العلامة البرهان بن أبي شريف وناهيك أيضا بهذين العالمين )
ذكر الإمام الشعراني رحمه الله تعالى عن الشيخ سراج الدين المخزومي في كتابه اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر (ص10) ما نصه :
(( وقال الشيخ سراج الدين المخزومي رحمه الله تعالى : كان شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي ينكران على الشيخ في بداية أمرهما ثم رجعا عن ذلك حين تحققا كلامه وتأويل مراده وندما على تفريطهما في حقه في البداية وسلما له الحال فيما أشكل عليهما عند النهاية ، فمن جملة ما ترجمه به الإمام السبكي : كان الشيخ
محيي الدين آية من آيات الله تعالى وإنّ الفضل في زمانه رمى بمقاليده إليه.
ومن جملة ما قاله الشيخ سراج الدين البلقيني رحمه الله تعالى فيه حين سئل عنه : إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي الدين ـ إلى أن قال ـ ولقد كذب والله وافترى من نسبه إلى القول بالحلول والاتحاد ، ولم أزل أتتبع كلامه في العقائد وغيرها وأكثر من النظر في أسرار كلامه ورابطه حتى تحققت بمعرفة ما هو عليه من الحق ، ووافقت الجمّ الغفير المعتقدين له من الخلق وحمدت الله عزّ وجلّ إذا لم أكتب في ديوان الغافلين عن مقامه الجاحدين لكراماته وأحواله )) اهـ.
وقال في (ص11) ما نصه :
(( قال المخزومي رحمه الله : ولقد بلغنا أنّ الشيخ تقي الدين السبكي تكلم في شرحه للمنهاج في حق الشيخ محيي الدين بكلمة ثم استغفر بعد ذلك وضرب عليها فمن وجدها في بعض النسخ فليضرب عليها كما هو في نسخة المؤلف ، قال : مع أنّ السبكي قد صنف كتاباً في الردّ على المجسّمة والرافضة وكتب الأجوبة العلمية في الرد على ابن تيمية ولم يصنف قط شيئاً في الرد على الشيخ محي الدين مع شهرة كلامه بالشام وقراءة كتبه في الجامع الأموي وغيره بل كان يقول : ليس الرد على الصوفية مذهبي لعلو مراتبهم ، وكذلك كان يقول الشيخ تاج الدين الفركاح ثم قال : فمن نقل عن الشيخ تقي الدين السبكي أو عن الشيخ سراج الدين البلقيني أنهما بقيا على إنكارهما على الشيخ محيي الدين إلى أن ماتا فهو مخطئ )) اهـ.
**********
12- نقل عن الإمام ابن جماعة في تكفير ابن عربي
فنقول هذا الكلام نقل عن الإمام تقي الدين الفاسي وهو يحتاج إلى إثبات لان ورد عكسه كما أن الإمام الفقيه الحافظ المؤرخ ابن الصيرفي في في إنباء الهَصر بأنباء العصر وهو من معاصري الإمام البقاعي رد عليه تكفير ابن الفارض والشيخ الأكبر في في سرد الأحداث فكان يترحم عليهم ويذكرهم بقدس الله سرهم وهكذا
وكان الإمام الصيرفي ممن تلقي العلم على السراج البلقيني والحافظ الزين العراقي وقرأ الأصول على العز بن جماعة ولم ينقل الينا شئ من هذا.
قال الشيخ الشعراني في "لطائف المنن" ما نصه (ص/394)
: "وليحذر أيضا من مطالعة كتب الشيخ محي الدين بن عربي رضي الله تعالى عنه لعلو مراقيها، ولما فيها من الكلام المدسوس على الشيخ لا سيما الفصوص والفتوحات المكية، فقد أخبرني الشيخ أبو طاهر عن شيخه عن الشيخ بدر الدين بن جماعة أنه كان يقول: جميع ما في كتب الشيخ محي الدين من الأمور المخالفة لكلام العلماء فهو مدسوس عليه، وكذلك كان يقول الشيخ مجد الدين صاحب القاموس في اللغة.
قلتُ –الشعراني-: وقد اختصرتُ الفتوحات المكية وحذفتُ منها كل ما يخالف ظاهر الشريعة، فلما أخبرت بأنهم دسوا في كتب الشيخ ما يوهم الحلول والاتحاد وَرَد عليّ الشيخ شمس الدين المدني بنسخة الفتوحات التي قابلها على خط الشيخ بقونية فلم أجد فيها شيئا من ذلك الذي حذفته ففرحتُ بذلكَ غاية الفرح، فالحمد لله على ذلك" انتهى كلام الشعراني.
للمعلوميّة ، فإنّ الإمام ابن جماعة أشعري اشتغل كثيرًا بالرّد على الحشويّة
، فمن كُتُبُه في الرّد على المشبّهة :
- إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل
- التنزيه في إبطال حجج التّشبيه
- الرّد على المشبّهة في قوله تعالى { الرحمن على العرش استوى}
يقول عنه الذّهبي -كما في معجم الشيوخ (ص449) وشذرات الذهب
(6/106) - : ((أشعري فاضل)) !
وكلنا نعلم مدي حساسية كلمة اشعري عند الوهابية فالعجب من القوم
**********
11- اما ما ينقل هؤلاء الوهابية من أسماء مجهولة معاصرة أو أقول بدون سند
فلا ينظر اليها فمنذ متى ويقبل تجريح عالم بقول مقطوع لا تطمئن اليه النفس ومنذ متى أصبح القول بدون سند مرجع للتجريح فهذه قاعدة وهابية جديدة وإذا بحثوا واستفاضوا ما وجدوا لاقوالهم سند متصل ليثبتوا كفر الشيخ الأكبر رضي الله عنه الا ما عندهم من بعض المشايخ كابن تيمية والبقاعي والفاسي ولا قول واحد مسند واما معاصريهم فلا ينظر لاقوالهم في الأصل فهم قوم بهتان كما هو معروف.
*********
12- قولهم أن الشيخ الأكبرر يقول بالحلول وووحدة الوجود الكفرية
نقول فما وجد من كلامه يحتمل ظاهره هذا المعتقد فإنه مؤول على غير ظاهره، ومنه ما هو مدسوس عليه
ويكفينا ما ورد عنه رحمه الله ورضي عنه: في الفتوحات المكية في باب وصل في أسرار أمّ القرآن:
((ذات الحق ليست ذات العبد ، إذ لا طاقة للمحدَث على حمل القديم ))
قال في باب الأسرار:
((من قال بالحلول فهو معلول، فإِن القول بالحلول مرض لا يزول، وما قال بالاتحاد إِلا أهل الإِلحاد، كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل والفضول))
[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في باب الأسرار أيضاً:
((الحادث لا يخلو عن الحوادث، ولو حل بالحادثِ القديمُ لصح قول أهل التجسيم، فالقديم لا يحل ولا يكون محلاً)) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة بعد كلام طويل:
((وهذا يدلك على أن العالم ما هو عين الحق، ولا حل فيه الحق، إِذ لو كان عينَ الحق، أو حلَّ فيه لما كان تعالى قديماً ولا بديعاً))[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في الباب الرابع عشر وثلاثمائة:
((لو صحَّ أن يرقى الإِنسان عن إِنسانيته، والمَلكُ عن ملكيته، ويتحد بخالقه تعالى، لصحَّ انقلاب الحقائق، وخرج الإِله عن كونه إِلهاً، وصار الحق خلقاً، والخلق حقاً، وما وثق أحد بعلم، وصار المحال واجباً، فلا سبيل إِلى قلب الحقائق أبداً)) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
يقول الشعراني رحمه الله تعالى:
((ولعمري إِذا كان عُبَّاد الأوثان لم يتجرؤوا على أن يجعلوا آلهتهم عين الله؛ بل قالوا: ما نعبدهم إِلا ليقربونا إِلى الله زلفى، فكيف يُظَن بأولياء الله تعالى أنهم يدَّعون الاتحاد بالحق على حدٌّ ما تتعقله العقول الضعيفة؟! هذا كالمحال في حقهم رضي الله تعالى عنهم، إِذ ما مِن وليٌّ إِلا وهو يعلم أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق، وأنها خارجة عن جميع معلومات الخلائق، لأن الله بكل شيء محيط)) [اليواقيت والجواهر ج1 ص83].
ويقول الشيخ الأكبر صراحة في الباب الخامس والثمانين ومائة:
"إذ يستحيل تبدّل الحقائق؛ فالعبد عبد، والرب رب، والحق حق، والخلق خلق".الفتوحات المكية: ج2ص371.
ويقول أيضاً:
"فلا يجتمع الخلق والحق أبداً في وجه من الوجوه، فالعبدُ عبدٌ لنفسه، والربُّ ربٌّ لنفسه، فالعبودية لا تصح إلا لمن يعرفها فيعلم أنه ليس فيها من الربوبية شيء، والربوبية لا تصح إلا لمن يعرفها فيعرف أنه ليس فيها من العبودية
شيء."
الفتوحات المكية: ج3ص378.
وقال:
من فصل بينك وبينه أثبت عينك وعينه؛ ألا تراه
تعالى قد أثبت عينك وفصل كونك بقوله، إن كنت تنتبه،
"كنت سمعه الذي يسمع به"، فأثبتك بإعادة الضمير إليك ليدل عليك. وما قال بالاتحاد إلا
أهل الإلحاد.الفتوحات المكية: ج4ص372
وفي الباب الثامن والأربعين ومائتين قال:
"ومن قال بالحلول فهو معلول".الفتوحات المكية: ج4ص379
وفي الباب الثالث عشر وثلاثمائة قال:
"والحق تعالى منزّه الذات عن الحلول في الذوات".
الفتوحات المكية: ج3ص52، وكذلك: ج2ص614
**********
13- قولهم أن الشيخ الأكبر يقول بسقوط التكاليف
يقول العلامة الشعراني رحمه الله تعالى:
(وقد ذكر الشيخ محي الدين أنه لا يجوز لولي قط المبادرة إِلى فعل معصية اطلع من طريق كشفه على تقديرها عليه، كما لا يجوز لمن كُشف له أن يمرض في اليوم الفلاني من رمضان، أن يبادر للفطر في ذلك اليوم، بل يجب عليه الصبر حتى يتلبس بالمرض، لأن الله تعالى ما شرع الفطر إِلا مع التلَبُّس بالمرض أو غيره من الأعذار، قال: وهذا مذهبنا ومذهب المحققين من أهل الله عز وجل)
[مجلة العشيرة المحمدية عدد محرم 1381 ص21]." اهـ.
(حقائق عن التصوف للشيخ عبد القادر عيسى - الباب الخامس تصحيح الأفكار عن التصوف - الدس على العلوم الإسلامية -ص 508-513)
**********
14- بعض الأقوال الأخرى
فاعلم حياك الله أن للقوم مصطلحات لا يعرفها إلا أهلها وهناك من المدسوسات الكثير من الحساد وهذا ما سنوضحه كما أن هذه الأقوال متأوله وقد نص الائمة على ذلك.
ومن قال لماذا اصطلح الشيخ ابن عربي بمصطلحات لا يعرفها إلا أهلها؟؟
نقول يرد عليكم
قال ابن كمال باشا بما صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لمن جعل من عباده العلماء المصلحين، ورثةَ الأنبياءَ والمرسلين، والصلاة والسلام على محمد المبعوث لإصلاح الضَّالين والمُضلِّين، وآله وأصحابه المُجدِّين لإجراء الشرع المبين.
وبعد: أيُّها الناس! اعلموا أن الشيخ الأعظم، المقتدى الأكرم، قطب العَارفين، وإمام الموحدين، محمد بن علي بن العربي الطائي الأندلسي، مجتهد كامل، ومرشد فاضل، له مناقب عجيبة، وخَوَارق غريبة، وتلامذة كثيرة، مقبولة عند العلماء والفضلاء، فمن أنكره فقد أخطأ، وإن أصرَّ في إنكاره فقد ضلَّ، يجب على السلطان تأديبه، وعن هذا الاعتقاد تحويله، إذ السلطان مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وله مُصنّفات كثيرة، منها: "فصوص حكمية" و"فتوحات مكيّة". وبعض مسائلها معلوم اللفظ والمعنى، وموافق للأمر الإلهيّ والشرع النبوي، وبعضها خفي عن إِدْرَاكِ أهل الظّاهر دون أهل الكشف والباطن، فمن لم يطلع على المعنى المرام يجب عليه السكوت في هذا المقام، لقوله تعالى:]وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إنَّ السَّمْعَ والبَصَرَ والفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كان عَنْهُ مَسْئولاً[ [ الإسراء: 36]،
والله الهادي إلى سبيل الصواب، وإليه المرجع والمآب. انتهى.
"طبقات المجتهدين" وهو مخطوط لم يطبع بعد كما ذكر الزركلي في ترجمته من كتابه "الإعلام"، (1/133
ويرد عليك العلامة ابن عابدين الحنفي
قال العلامة ابن عابدين الحنفي في كتابه رد المحتار على الدر المختار المشهور بحاشية ابن عابدين (16/300):
(( مطلَبٌ فِي حَالِ الشَّيْخِ الْأَكْبَرِ سَيِّدِي مُحْيِي الدِّينِ ابْنِ عَرَبِيٍّ نَفَعَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ ( قَوْلُهُ لِلشَّيْخِ مُحْيِي الدِّينِ بْنِ الْعَرَبِيِّ ) هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَاتِمِيُّ الطَّائِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ الْعَارِفُ الْكَبِيرُ ابْنُ عَرَبِيٍّ ، وَيُقَالُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ .
وُلِدَ سَنَةَ 560 وَمَاتَ فِي رَبِيعٍ سَنَةَ 636 وَدُفِنَ بِالصَّالِحِيَّةِ .
وَحَسْبُك قَوْلُ زَرُّوقٍ وَغَيْرِهِ مِنْ الْفُحُولِ ذَاكِرِينَ بَعْضَ فَضْلِهِ ، هُوَ أَعْرَفُ بِكُلِّ فَنٍّ مِنْ أَهْلِهِ ، وَإِذَا أُطْلِقَ الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ فِي عُرْفِ الْقَوْمِ فَهُوَ الْمُرَادُ ، وَتَمَامُهُ فِي ط عَنْ طَبَقَاتِ الْمُنَاوِيِّ ( قَوْلُهُ بَعْضُ الْمُتَصَلَّفِينَ ) أَيْ الْمُتَكَلِّفِينَ ( قَوْلُهُ لَكِنَّا تَيَقَّنَّا إلَخْ ) لَعَلَّ تَيَقُّنَهُ بِذَلِكَ بِدَلِيلٍ ثَبَتَ عِنْدَهُ أَوْ بِسَبَبِ عَدَمِ اطِّلَاعِهِ عَلَى مُرَادِ الشَّيْخِ فِيهَا وَأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ تَأْوِيلُهَا فَتَعَيَّنَ عِنْدَهُ أَنَّهَا مُفْتَرَاةٌ عَلَيْهِ ؛ كَمَا وَقَعَ لِلْعَارِفِ الشَّعْرَانِيِّ أَنَّهُ افْتَرَى عَلَيْهِ بَعْضُ الْحُسَّادِ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ أَشْيَاءَ مُكَفِّرَةً وَأَشَاعَهَا عَنْهُ حَتَّى اجْتَمَعَ بِعُلَمَاءِ عَصْرِهِ وَأَخْرَجَ لَهُمْ مُسَوَّدَةَ كِتَابِهِ الَّتِي عَلَيْهَا خُطُوطُ الْعُلَمَاءِ فَإِذَا هِيَ خَالِيَةٌ عَمَّا اُفْتُرِيَ عَلَيْهِ هَذَا .
وَمَنْ أَرَادَ شَرْحَ كَلِمَاتِهِ الَّتِي اعْتَرَضَهَا الْمُنْكِرُونَ فَلْيَرْجِعْ إلَى كِتَابِ الرَّدِّ الْمَتِينِ عَلَى مُنْتَقِصِ الْعَارِفِ مُحْيِي الدِّينِ لِسَيِّدِي عَبْدِ الْغَنِيِّ النَّابْلُسِيِّ ( قَوْلُهُ فَيَجِبُ الِاحْتِيَاطُ إلَخْ ) لِأَنَّهُ إنْ ثَبَتَ افْتِرَاؤُهَا فَالْأَمْرُ ظَاهِرٌ ، وَإِلَّا فَلَا يَفْهَمُ كُلُّ أَحَدٍ مُرَادَهُ فِيهَا ، فَيَخْشَى عَلَى النَّاظِرِ فِيهَا مِنْ الْإِنْكَارِ عَلَيْهِ أَوْ فَهِمَ خِلَافَ الْمُرَادِ .
وَلِلْحَافِظِ السُّيُوطِيّ رِسَالَةٌ سَمَّاهَا تَنْبِيهُ الْغَبِيِّ بِتَبْرِئَةِ ابْنِ عَرَبِيٍّ ذَكَرَ فِيهَا أَنَّ النَّاسَ افْتَرَقُوا فِيهِ فِرْقَتَيْنِ : الْفِرْقَةُ الْمُصِيبَةُ تَعْتَقِدُ وِلَايَتَهُ ، وَالْأُخْرَى بِخِلَافِهَا.
ثُمَّ قَالَ : وَالْقَوْلُ الْفَصْلُ عِنْدِي فِيهِ طَرِيقَةٌ لَا يَرْضَاهَا الْفِرْقَتَانِ ، وَهِيَ اعْتِقَادُ وِلَايَتِهِ وَتَحْرِيمُ النَّظَرِ فِي كُتُبِهِ .
فَقَدْ نُقِلَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : نَحْنُ قَوْمٌ يَحْرُمُ النَّظَرُ فِي كُتُبِنَا ، وَذَلِكَ أَنَّ الصُّوفِيَّةَ تَوَاطَئُوا عَلَى أَلْفَاظٍ اصْطَلَحُوا عَلَيْهَا وَأَرَادُوا بِهَا مَعَانِيَ غَيْرَ الْمَعَانِي الْمُتَعَارَفَةِ مِنْهَا بَيْنَ الْفُقَهَاءِ ، فَمَنْ حَمَلَهَا عَلَى مَعَانِيهَا الْمُتَعَارَفَةِ كَفَرَ ؛ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْغَزَالِيُّ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ ، وَقَالَ إنَّهُ شَبِيهٌ بِالْمُتَشَابِهِ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ كَالْوَجْهِ وَالْيَدِ وَالْعَيْنِ وَالِاسْتِوَاءِ .
وَإِذَا ثَبَتَ أَصْلُ الْكِتَابِ عَنْهُ فَلَا بُدَّ مِنْ ثُبُوتِ كُلِّ كَلِمَةٍ لِاحْتِمَالِ أَنْ يهدَسَّ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ مِنْ عَدُوٍّ أَوْ مُلْحِدٍ أَوْ زِنْدِيقٍ وَثُبُوتُ أَنَّهُ قَصَدَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ الْمَعْنَى الْمُتَعَارَفَ ، وَهَذَا لَا سَبِيلَ إلَيْهِ ، وَمَنْ ادَّعَاهُ كَفَرَ لِأَنَّهُ مِنْ أُمُورِ الْقَلْبِ الَّتِي لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا إلَّا اللَّهُ تَعَالَى .
وَقَدْ سَأَلَ بَعْضُ أَكَابِرِ الْعُلَمَاءِ بَعْضَ الصُّوفِيَّةِ : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنَّكُمْ اصْطَلَحْتُمْ عَلَى هَذِهِ الْأَلْفَاظِ الَّتِي يُسْتَشْنَعُ ظَاهِرُهَا؟؟ فَقَالَ غَيْرُهُ : (حفاظاً) عَلَى طَرِيقِنَا هَذَا أَنْ يَدَّعِيَهُ مَنْ لَا يُحْسِنُهُ وَيَدْخُلُ فِيهِ مَنْ لَيْسَ أَهْلَهُ ، وَالْمُتَصَدِّي لِلنَّظَرِ فِي كُتُبِهِ أَوْ إقْرَائِهَا لَمْ يَنْصَحْ نَفْسَهُ وَلَا غَيْرَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَلَا سِيَّمَا إنْ كَانَ مِنْ الْقَاصِرِينَ عَنْ عُلُومِ الظَّاهِرِ فَإِنَّهُ
يَضِلُّ وَيُضِلُّ ، وَإِنْ كَانَ عَارِفًا فَلَيْسَ مِنْ طَرِيقَتِهِمْ إقْرَاءُ الْمُرِيدِينَ لِكُتُبِهِمْ ، وَلَا يُؤْخَذُ هَذَا الْعِلْمُ مِنْ الْكُتُبِ ا هـ مُلَخَّصًا .
وَذَكَرَ فِي مَحَلٍّ آخَرَ : سَمِعْت أَنَّ الْفَقِيهَ الْعَالِمَ الْعَلَّامَةَ عِزَّ الدِّينِ بْنَ عَبْدِ السَّلَامِ كَانَ يَطْعَنُ فِي ابْنِ عَرَبِيٍّ وَيَقُولُ هُوَ زِنْدِيقٌ ، فَقَالَ لَهُ يَوْمًا بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أُرِيدُ أَنْ تُرِيَنِي الْقُطْبَ فَأَشَارَ إلَى ابْنِ عَرَبِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ أَنْتَ تَطْعَنُ فِيهِ : فَقَالَ حَتَّى أَصُونَ ظَاهِرَ الشَّرْعِ أَوْ كَمَا قَالَ .
وَلِلْمُحَقِّقِ ابْنِ كَمَالٍ بَاشَا فَتْوَى قَالَ فِيهَا بَعْدَ مَا أَبْدَعَ فِي مَدْحِهِ : وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيرَةٌ : مِنْهَا فُصُوصٌ حُكْمِيَّةٌ وَفُتُوحَاتٌ مَكِّيَّةٌ بَعْضُ مَسَائِلِهَا مَفْهُومُ النَّصِّ وَالْمَعْنَى وَمُوَافِقٌ لِلْأَمْرِ الْإِلَهِيِّ وَالشَّرْعِ النَّبَوِيِّ ؛ وَبَعْضُهَا خَفِيٌّ عَنْ إدْرَاكِ أَهْلِ الظَّاهِرِ دُونَ أَهْلِ الْكَشْفِ وَالْبَاطِنِ ، وَمَنْ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى الْمَعْنَى الْمُرَامِ يَجِبْ عَلَيْهِ السُّكُوتُ فِي هَذَا الْمَقَامِ وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى - { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } )) انتهى كلام الشيخ ابن عابدين الحنفي
أقول: نتبين مما سبق أنه لا يجوز لأحد أن ينكر على أهل التصوف وما هو موجود في كتبهم إلا إذا كان عارفاً بألفاظهم ومعنى مصطلحاتهم التي يصطلحون عليها، وإلا فالمنكر عليهم ينكر على ما هو ليس بمقصود من كلامهم.
يقول ا لإمام الحداد:
لاتعلق خاطرك بالشيخ ابن عربي ولابأضرابه فإن ذلك معجزة، وربما دعا بعض الناس إلى الدعوى بما لا يفعله ..
فعليك بالعلوم الغزالية وماجرى مجراها من الصوفيات والفقهيات التي هي علوم الشرع ، وصريح الكتاب والسنة..
فثم السلامة والغنيمة ، واحترز مما سوى ذلك فإنه ربما يشوش للإنسان سلوكه
وسأله بعضهم عل من ينكر على ابن عربي، فقال: هو جدير بالإنكار عليه ولكن ممن فوقه
الإمام العدني أبي بكر بن عبدالله العيدروس:
يقول: "لاأذكر أن والدي ضربني ولاانتهرني قط إلا مرة واحدة لما رأى بيدي جزءا من الفتوحات المكية لابن عربي فغضب غضبا شديدا فهجرتها من يومئذ "..
ثم يقول: وكان والدي ينهى عن مطالعة كتاب الفتوحات والفصوص لابن عربي .. ويأمر بحسن الظن فيه إلا أن كتبه اشتملت على حقائق لايدركها إلا أرباب النهايات وتضر بأرباب البدايات"..
- وقبل أن يستنكر أحدهم على البدايات والنهايات نقول:
هذا مانسميه المستوى اليوم، لأن أمثال تلك المؤلفات لاتتلاءم مع المبتدئ في الطريق ، خصوصا أن تلك الكتب لم تظهر في بداية سلوك المؤلف حتى يظن المطلع أنها مفيدة للمبتدئ ، وإنما صنفها بعد بلوغه مرحلة ناضجة جعلته يعبر حسب وعيه بهذا الإبهام والإيهام ، ولاحاجة للسالك فيهما ..
أما أهل النهايات ، ومن نسميهم أهل التخصص والإطلاع فإن مثل هذه الوهو لاتؤثر على سلوكهم ولاتضر سيرهم في الغالب .. إلا من أراد الله له الإنزلاق والعياذ بالله.. اهـ
قال العلامة ابن حجر الهيتميً في الفتاوى الحديثية
( ص 297 طبعة مصطفى الحلبي الطبعة الثانية ) :
( وسئل رضي الله عنه وأدام النفع به آمين : ما حكم مطالعة كتب ابن عربي وابن الفارض ؟ .
فأجاب بقوله : حكمهما أنها جائزة مطالعة كتبهما بل مستحبة ، فكم اشتملت تلك الكتب على فائدة لا توجد في غيرها وعائدة لا تنقطع هواطل خيرها وعجيبة من عجائب الأسرار الإلهية التي لا ينتهي مدد خيرها ، وكم ترجمت من مقام عجز عن الترجمة عنه من سواها وأظهرت من العبارة الوفية عن حال أعجز حال من عداها ، ورمزت من رموز لا يفهمها إلا العارفون ولا يحوم حول حمومة حماها إلا الربانيون الذين هم بين بواطن الشريعة وأحكام ظواهرها على أكمل ما ينبغي جامعون ، فلذلك كانوا بفضل مؤلفيها معترفين وعلى ما فيها من الأخلاق والأحوال والمعارف والمقامات والكمالات هم المعولون ، ولم لا وهذان الإمامان المذكوران في السؤال من أئمة السلوك والمعارف ، ومن الأخيار الذين منحهم الله غايات اللطائف ولطائف العوارف ، وزوى عن قلوبهم محبة من سواه تعالى وعمرها بذكره وشهوده وأسبغ عليها رضاه ، وفرغهم له فقاموا بواجب خدمته حسب الطاقة البشرية ، وأجرى عليهم من سوابغ قربه وحقائق الوحدانية الفردانية ، فتوسلا إليك الهم أن تهل على جدثيهما هواطل الرحمة والرضوان . وأن تسكنهما من قرك الأكبر أعلى فراديس الجنان إنك أنت الحنان المنان ، هذا وإنه قد طالع هذه الكتب أقوام عوام جهلة طغام فأدمنوا مطالعتها مع دقة معانياه ورقة إشاراتها وغموض مبانيها وبنائها على اصطلاح القوم السالمين عن المحذور واللوم وتوقف فهمها بكمالها على إتقان العلوم الظاهرة والتحلي بحقائق الأحوال والأخلاق الباهرة ، ولذلك ضعفت أفهامهم وزلت أقدامهم وفهموا منها خلاف المراد واعتقدوه صوابا فباءوا بخسار يوم التناد وألحدوا في الاعتقاد وهوت بهم
أفهامهم القاصرة إلى هوة الحلول والاتحاد ، حتى لقد سمعت شيئا من هذه المفاسد القبيحة والمكفرات الصريحة من بعض من أدمن مطالعة تلك الكتب مع جهله بأساليبها وعظم ما لها من الخطب ، وهذا هو الذي أوجب لكثير من الأئمة الحط عليها والمبادرة بالإنكار إليها ، ولهم في ذلك نوع عذر لأن قصدهم فطم ألئك الجهلة عن تلك السموم القاتلة لهم لا الإنكار
على مؤلفيها من حيث ذاتهم وحالهم ، وبعض المنكرين يغترون بظواهر ألفاظها وإيهامها خلاف مقصود حفاظها غفلة عن اصطلاحاتهم المقررة وتحقيقاتهم المقررة على القواعد الشرعية المحررة . والحق عدم الإنكار والتسليم فيما برز عن ألئك الأئمة الأطهار مع التشديد على الجهلة
بالقواعد وللاصطلاحات في مطالعة تلك الكتب ، فقد صرح الإمام ابن العربي بحرمة مطالعة كتبهم إلا لمن تحلى بأخلاقهم وعلم معاني كلماتهم الموافقة لاصطلاحاتهم ، ولا تجد ذلك إلا فيمن جد وشمر وجانب السوء وشد المئزر وتطلع من العلوم الظاهرة وتطهر من كل خلق دنيء مما تعلق بالدنيا والآخرة غهذا الذي يفهم الخطاب ويؤذن له في الدخول إذا وقف
على الباب ،/ واله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ) ..
وقد كان شيخ الإسلام المخزومي يقول:
"لا يجوز لأحد من العلماء الإنكار على الصوفية إلا إن سلك طريقهم ورأى أفعالهم وأقوالهم مخالفة للكتاب والسنة. وأما بالإشاعة عنهم؛ فلا يجوز الإنكار عليهم". وأطال في ذلك، ثم قال: "وبالجملة؛ فأول ما يحق على المنكر حتى يسوغ له الإنكار على أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم:
أن يعرف سبعين أمرًا ثم بعد ذلك يسوغ له الإنكار؛ منها:
أ - اطلاعه على تفسير القرآن خلفًا وسلفًا ليعرف أسرار الكتاب والسنة ومنازع الأئمة المجتهدين، ويعرف لغات العرب في مجازاتها واستعاراتها حتى يبلغ الغاية.
ب – ومنها: كثرة الاطلاع على مقامات السلف والخلف في معاني آيات الصفات وأخبارها، ومن أخذ بالظاهر ومن أوّل.
ج - ومنها وهو أهمها: معرفة اصطلاح القوم فيما عبروا عنه من التجلي الذاتي والصوري وما هو الذات وذات الذات، ومعرفة حضرات الأسماء والصفات، والفرق بين الحضرات، والفرق بين الأحدية والواحدية، ومعرفة الظهور والبطون والأزل والأبد، وعالم الكون والشهادة، وعالم الماهية والهوية، والسُكر والمحبة، ثم قال: "فمن لم يعرف مرادهم؛ كيف يحلُّ كلامهم أو ينكر عليهم بما هو ليس من مرادهم " اهـ.
قال شيخ الأزهر عبدالحليم محمود رحمه الله :
( فلا بد أن يبلغ الإنسان المستوى أو يقارب المستوى ، وحينئذ سيقول كما قال أسلافنا الذين بلغوا المستوى أو قاربوه : رضي الله عن سيدنا محيي الدين بن عربي )
قضية التصوف المنقذ من الضلال لعبدالحليم محمود 163
وفي تأويل كلام الائمة والأولياء من أقوال الائمة الاجلاء
ولتعلم أن أهل الجفاء والتسرع يتسرعون في فهم هذه النصوص ويسيئون الظن بالعلماء ولا يعرفون للعلماء فضلاً ولا قدراً ، ولا يبحثون لهم عذراً .
وأما أهل التوسط والاقتصاد فهم يعرفون للعلماء فضلهم وقدرهم ومرتبتهم ، ويتحرون لكلامهم تأويلاً حسناً ، ويردون أقوالهم المتشابهة المحتملة إلى أقوالهم المحكمة الصريحة
يقول الإمام النووي
ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين " عن الشيخ أبي الخير التيناني [ ت 343 هـ ] حكاية ظاهرها الإنكار قال : " قلت : قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا ، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك ، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن ! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك ، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها . وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا ؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ .
وكذلك في الشيخ الأكبر قال الإمام الشوكاني وغيره
قال تلميذه العلامة صديق حسن خان مانصه :
( قلت ( صديق خان ) : والذهب الراجح فيه على ماذهب اليه العلماء المحققون الجامعون بين العلم والعمل والشرع والسلوك " السكوت في شأنه " ، وصرف كلامه المخالف لظاهر الشرع الى محامل حسنة ، وكف اللسان عن تكفيره وتكفير غيره من المشائخ الذين ثبت تقواهم في الدين ، وظهر علمهم في الدنيا بين المسلمين ، وكانوا ذروة عليا من العمل الصالح ، ومن ثم رأيت شيخنا الامام العلامة الشوكاني في الفتح الرباني مال الى ذلك ، وقال : " لكلامه محامل " ، ورجع عما كتبه في أول عمره بعد أربعين سنة)
ثم قال بعده بخمسة أسطر : ( وأقول في هذا الكتاب : إن الصواب ماذهب اليه الشيخ أحمد السهرندي - مجدد الالف الثاني - ، والشيخ الاجل مسند الوقت أحمد ولي الله - المحدث الدهلوي - ، والإمام المجتهد الكبير محمد الشوكاني من قبول كلامه الموافق لظاهر الكتاب والسنة ، وتأويل كلامه الذي يخالف ظاهرهما ، تأويله بما يستحسن من المحامل الحسنة ، وعدم التفوه ، فيه بما لا يليق ، بأهل العلم والهدى ، والله أعلم بسرائر الخلق وضمائرهم ) انتهى المطلوب .
التاج المكلل ( ص 179 طبعة المطبعة الهندية العربية 1382 هـ - 1963 ، بتحقيق الدكتور عبد الحكيم شرف الدين ) ،
و قال الشوكاني :
( وحاصله أن الذي يجب علينا عند الوقوف على شيء مما فيه ما لا يجوز اعتقاده من مؤلفات المتقدمين أو أشعارهم أو خطبهم أو رسائلهم أن نحكم على ذلك الموجود بما يستحقه ويقتضيه ، ونوضح للناس ما فيه ونحذرهم عن العمل به والركون إليه ، ونكل أمر قائله إلى الله مع التأويل له بما يمكن وإبداء المعاذير له بما لا يرده الفهم ويأباه العقل )
رسالة في وجوب توحيد الله عز وجل ، ص 105
وكذلك قال العلامةُ مجد الدين الفيروزابادي ما أجاب به على سؤال رفع إليه، لفظه:
ما تقول العلماء –شدَّ الله بهم أزر الدِّين ولمَّ بهم شعث المسلمين- في الشيخ محيي الدِّين بن العربي، وفي كتبه المنسوبة إليه، كـ "الفتوحات" و"الفُصوص" وغيرهما، هل تحلُّ قراءتها وإقراؤها للناس أم لا؟ أفتونا مأجورين. فأجاب –رحمه الله رحمة واسعة-: اللهم أنطقنا بما في رضاك، الذي أقوله في حال المسؤول عنه، وأعتقده وأدين لله سبحانه وتعالى به، أنه كان شيخ الطريقة حالاً وعلماً، وإمام الحقيقة حدَّاً ورسماً، ومحيي رسول الله المعارف فعلاً واسماً. إذا تغلغل فكر المرء في طرف من بحرهِ غرقت فيه خواطره في عُبَاب لا تدركه الدَّلاء، وسحاب تتقاصر عنه الأنواء. وأما دعواته فإنها تخرق السبع الطباق، وتفترق بركاته فتملأ الآفاق، وإني أصفه، وهو يقيناً فوق ما وصفته، وغالب ظني أني ما أنصفته:
وَمَا عَليَّ إذا ما قلتُ معتَقدي
دَعِ الجَهولَ يَظُن الجَهْلَ عُدْوَانَا
والله تاللهِ بالله العظيمِ وَمَنْ
أقَامَهُ حُجَّةً للهِ بُرْهَانَا
إِنَّ الذي قُلتُ بعضٌ من مَنَاقبهِ
مَا زِدْتُ إلاَّ لَعَلِّي زِدْتُ نُقْصَانَا
وأما كتبه فإنها البحار الزَّواخر، جواهرها لا يُعْرَفُ لها أولٌ من آخر، ما وضع الواضعون مثلها، وإنما خصَّ الله بمعرفتها أهلها، فمن خواص كتبه أنه من لازم مطالعتها والنظر فيها انحل فهمه لحل المشكلات وفهم المعضلات، وهذا ما وصلت إليه طاقتي في مدحه، والحمد لله رب العالمين.
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 3 / 193 – 194 )
يقول الشيخ أحمد المقري المغربي في كتابه "زهر الرِّياض في أخبار عياض"
والذي عند كثير من الأخيار في أهل هذه الطريقة التسليم، ففيه السَّلاَمة. وهي أحوط من إرسال العِنَان وقولٍ يعود على صاحبه بالمَلاَمَة. وما وقع لابن حجر، وأبي حَيَّان في "تفسيره"، من إطلاق اللسان في هذا الصِّدِّيق وأنظاره، فذلك من غَلَسَ الشيطان. والذي أعتقده ولا يصح غيره، أنه الإمام ابن عربي وليٌّ صالحٌ، وعالمٌ ناصحٌ، وإنما فَوَّق إليه سهامَ المَلاَمة من لم يفهم كلامه، على أن دُسَّتْ في كتبه مقالات قَدْرُهُ يجلّ عنها. وقد تعرض من المتأخرين وَلِي الله الرَّباني سيدي عبد الوهاب الشَّعْرَاني –نفعنا الله به- لتفسير كلام الشيخ على وجه يليق، وذكر من البراهين على ولايته ما يثلج صدور أهل التحقيق، فليطالع ذلك من أراده، والله وليُّ التوفيق. انتهى كلام المقري.
وترجَمَهُ الشيخ ابن العماد الحنبلي [ ت 1089 هـ ] للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي
في " شذرات الذهب " ترجمةً ضافيةً ؛ مبينًا المنهج الصحيح الذي ينبغي سلوكه في الأدب مع أولياء الله تعالى بحمل ما ينسب إليهم من عبارات موهمة على محامل حسنة ؛
حيث يقول ناقلاً ومؤكداً :
" وقع له في تضاعيف كتبه كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها ، وكانت سببًا لإعراض كثيرين ممن لم يحسنوا الظن به ، ولم يقولوا كما قال غيرهم من الجهابذة المحققين والعلماء العاملين والأئمة الوارثين : إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد ، وإنما المراد أمور اصطلح عليها متأخرو أهل الطريق ؛ غَيْرةً عليها حتى لا يدعيَها الكذابون ، فاصطلحوا على الكناية عنها بتلك الألفاظ الموهمة خلافَ المراد غير مبالين بذلك ؛ لأنه لا يمكن التعبير عنها بغيرها "" اهـ .
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 192 – 194 )
قال الإمام ابن القيم (691-751هـ) :
( فَكَثِيرًا مَا يُحْكَى عَنْ الأَئِمَّةِ مَا لاَ حَقِيقَةَ لَهُ )
(إعلام الموقعين لابن القيم (3/286))
وعن علي كرم الله تعالى وجهه :
( لا تنظر إلى من قال و انظر إلى ما قال )
(تفسير الألوسي (11/188) .)
**********
14- المدسوسات على الشيخ الأكبر
اعلم رحمك الله أن اهل الزندقة دسوا في جميع العلوم ولذلك وجدت العلوم الإسلامية لتحفظ لنا هذا الدين فقد دس في الاحاديث وهو ما يسمي بالموضوعات ودس في التفاسير وغيرها من كتب الائمة وكذلك في العقائد وقد دس كتب كاملة علي الائمة والعلماء وهذا لا ينكره الا جاهل
وكذلك دس علي الشيخ الاكبر قدس الله سره دس اهل الكفر والالحاد مثل باقي كتب العلوم.
وفي ذلك نورد هذه الاقوال
الدس على العلوم الإِسلامية
التفسير ـ الحديث ـ التاريخ ـ التصوف
لقد تعرض الإِسلام منذ انبثاق فجره إِلى خصوم أشداء، وأعداء ألِدَّاء حاولوا تقويض بنيانه، وتحطيم أركانه، عن طريق تشويه معالمه، ودس الأباطيل والخرافات في علومه، كما نرى ذلك في التفسير والحديث وفي التاريخ والتصوف.. وغيرها.
أما التفسير: فكثيراً ما نقرأ في كتبه بعض الإِسرائيليات التي ليست إِلا أساطير كاذبة، وعقائد غير إِسلامية، نقلها إِلى الدين الإِسلامي اليهود الذين اعتنقوا الإِسلام غير مخلصين، أو مخلصين ولكن علقت بأذهانهم هذه الأساطير حين كانوا على دين اليهودية، فنقلوها عن كتب أنبيائهم التي
دخلها التحريف والتغيير، وتقبَّلها بعض المسلمين على أنها صحيحة.
وقد وفق الله تعالى علماء المسلمين إِلى تمحيص هذه الإِسرائيليات وتنبيه المسلمين إِلى ضررها، وخصوصاً منها ما يضر بالعقيدة، كالإِخبار بأن أيوب عليه السلام مرض حتى ظهر الدود على جسده، وكنسبة المعاصي إِلى بعض الأنبياء، فقد زعموا أن داود عليه السلام عشق امرأة بعض
جنوده، ثم أَرسلَ زوجَها لبعض المواقع الحربية لقتله، فقُتل وتزوجها. كما زعموا أن يوسف عليه السلام همَّ بامرأة العزيز هَمَّ فُحْشٍ وسوء، ولفَّقوا في ذلك قصصاً وحكايات لا تليق بمقام الرسل الكرام، الذين عصمهم الله من كل سوء وفاحشة.
فالواجب على كل مسلم نبذُ هذه الإِسرائيليات، والاعتماد على المصادر
الإِسلامية الصحيحة الشهيرة.
وأما الحديث: فلقد حاول الدسَّاسون المغرضون تشويه معالم الإِسلام عن طريق وضع أحاديث مكذوبة مفتراة على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ يقصدون بذلك تحطيم العقيدة، ودس الأفكار الهدَّامة ؛ كالتجسيم والتشبيه والفوقية والجهة، وغير ذلك من العقائد الفاسدة.
ولكن الله تعالى قيَّض لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علماء مخلصين غيورين، محَّصوا تلك الأحاديث، وبينوا الصحيحة من الضعيفة، والموضوعة من الحسنة، والمشهورة من الغريبة، كالمُزّي والزين العراقي والذهبي وابن حجر وغيرهم [وقد جمع بعض العلماء الغيورين على الأحاديث النبوية كتباً بيَّنوا فيها الأحاديث الموضوعة منها: اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي، وكشف الخفاء للعجلوني، وأسنى المطالب للحوت البيروتي].
وأما التاريخ: فقد كان ميداناً خصباً للدس والافتراءِ ؛ حيث ألصق المضللون في تاريخ الإِسلام قصصاً وحوادث من نسيج خيالهم. حاولوا بذلك تشويه سيرة الخلفاء وملوك الإِسلام، كما نسبوا إِلى هارون الرشيد أُموراً غريبة منكرة، نجدها في أكاذيب ألف ليلة وليلة.
وأما التصوف: فكغيره من العلوم الدينية، لم يَسْلم من الدس والتحريف من هؤلاء الدخلاء والمفترين.
فمنهم من أدخل في كتب الصوفية أفكاراً منحرفة، وعبارات سيئة ما أنزل الله بها من سلطان،
كما وضحنا من أقوال الشيخ الأكبر نفسه ومنهم من أراد أن يفسد دين المسلمين بأشياء أُخر تمس عقائدهم ؛ فنسب إِلى بعض رجال الصوفية أقوالاً تخالف عقيدة أهل السنة ؛ كالقول بالحلول والاتحاد وغيرها.
ومنهم من حاول تشويه تاريخ رجال الصوفية، ونزع ثقة الناس بهم، فدَسَّ في كتبهم حوادث وقصصاً من نسج خياله، فيها ارتكاب للمنكرات واقتراف للآثام والكبائر، كما نجد ذلك كثيراً في الطبقات الكبرى للإِمام الشعراني رحمه الله تعالى، وهو منها بريء كما سيأتي.
ومنهم المبشِّرون والمستشرقون، وأبواق الاستعمار الذين درسوا كتب السادة الصوفية، وكتبوا عنهم المؤلفات لأجل التحريف والتزوير والدس، ومنهم السُّذَّجُ الذين يصدقون هؤلاء وهؤلاء، فيعتقدون بهذه الأمور المدسوسة ويثبتونها في كتبهم. وكل هذا بعيد عن الصوفية والتصوف.فإِن قال قائل: إِنَّ ما نسب إِلى الصوفية من أقوال مخالفة هي حقاً من كلامهم بدليل وجودها في كتبهم المطبوعة المنشورة.
نقول: ليس كل ما في كتب الصوفية لهم ؛ لأنها لم تسْلم من حملات الدس
والتحريف. وما أحوجنا إِلى تضافر جهود المؤمنين المخلصين لتنقية هذا التراث الإِسلامي الثمين ممَّا لحق به من دس وتحريف.
ولو ثبت بطريق صحيح عن بعض الصوفية كلام ظاهره مخالف فهذا ما نص الإئمة علي تأوله كما وضحنا وايضاً نقول ليست كلمة فرد واحد حجة على جماعة، شعارها ومذهبها التمسك بالكتاب والسنة. حتى إِنهم ليقولون: إِن أول شرط الصوفي أن يكون واقفاً عند حدود الشريعة، وألا ينحرف عنها قيد شعرة. فإِذا هو تخطى هذا الشرط، ووصف نفسه بأنه صوفي، فقد اختلق لنفسه صفة ليست فيه وزعم ما ليس له.وإِن من إِضاعة الوقت الثمين الانشغالَ بمثل هذه التُّرَّهَات والأباطيل المفتراة على هؤلاء القوم في هذه الأوقات التي يوجد ما هو أهم من
المجادلة بها، فهي معروفة لدى الصوفية المحققين والعلماء المدققين.
وعلينا أن نعرف أن التصوف ليس علماً نتلقاه بقراءة الكتب ومطالعة الكراريس، ولكنه أخلاق وإِيمان، وأذواق ومعارف، لا ينال إِلا بصحبة الرجال، الذين اهتدوا بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وورثوا عنه العلم والعمل والأخلاق والمعارف. وهو علم ينتقل من الصدر إِلى
الصدر، ويفرغه القلب في القلب.
وهناك أقوام مغرضون، درسوا كتب السادة الصوفية وتتبعوا ما فيها من دس وتشويه وتحريف واعتبروها حقائق ثابتة، وارتكزوا عليها في حملاتهم العنيفة وتهجماتهم الشديدة على السادة الصوفية الأبرار. ولو أنهم قرأوا ما يعلنه رجال التصوف في جميع كتبهم من استمساكهم بالشريعة
واعتصامهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتقيدهم بالمذاهب الإِسلامية المعتبرة، وتَبَنِّيهِمْ عقيدة أهل السنة والجماعة، لأدركوا تماماً أن ما ورد في كتبهم مما يناقض هذا المبدأ الواضح والمنهج السوي، إِنما هو مؤول أو مدسوس.
يقول ابن الفراء في طبقاته نقلاً عن أبي بكر المروزي ومسدد وحرب إِنهم قد رووا الكثير من المسائل، ونسبوها للإِمام أحمد بن حنبل.. وبعد أن يفيض في ذكر هذه المسائل يقول:
(رجلان صالحان بُليا بأصحاب سوء: جعفر الصادق، وأحمد بن حنبل، أما جعفر الصادق فقد نسبت إِليه أقوال كثيرة، دونت في فقه الشيعة الإِمامية على أنها له، وهو بريء منها. وأما الإِمام أحمد، فقد نسب إِليه بعض الحنابلة آراء في العقائد لم يقل بها)
[التصوف الإِسلامي والإِمام
الشعراني لطه عبد الباقي سرور ص82].
وسئل الإِمام الفقيه ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى ونفعنا به: في
عقائد الحنابلة ما لا يخفى على شريف علمكم، فهل عقيدة الإِمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه كعقائدهم ؟
فأجاب بقوله: (عقيدة إِمام السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه وجعل جنان المعارف متقلبه ومأواه، وأفاض علينا وعليه من سوابغ امتنانه، وبوأه الفردوس الأعلى من جنانه، موافقةٌ لعقيدة أهل السنة والجماعة من المبالغة التامة في تنزيه الله تعالى عما يقول الظالمون
والجاحدون علواً كبيراً ؛ من الجهة والجسمية وغيرها من سائر سمات النقص، بل وعن كل وصف ليس فيه كمال مطلق، وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إِلى هذا الإِمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشيء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه. فلُعن من نسب إِليه، أو رماه بشيء من هذه المثالب التي برأه الله منها، وقد بين الحافظ الحجة القدوة الإِمام أبو الفرج بن الجوزي من أئمة مذهبه المبرئين من هذه الوصمة القبيحة الشنيعة أن كل ما نسب إِليه من ذلك كذب عليه وافتراء وبهتان، وأن نصوصه صريحة في بطلان ذلك وتنزيه الله تعالى عنه، فاعلم ذلك، فإِنه مهم)
[الفتاوى الحديثية لابن حجر المكي ص148].
وأما الإِمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد دُسَّ عليه كتاب نهج البلاغة أو أكثره، فقد ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة علي بن الحسين الشريف المرتضى أنه:
(هو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومَنْ طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه
من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنَفَس القرشيين الصحابة، وبنَفَس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن الكتاب أكثره باطل)
[ميزان الاعتدال للذهبي ج3 ص124]."
اهـ.
"وكذلك ذكر الشيخ مجد الدين الفيروز أبادي صاحب القاموس في اللغة:
أن بعض الملاحدة صنف كتاباً في تنقيص الإِمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وأضافه إِليه، ثم أوصله إِلى الشيخ جمال الدين بن الخياط اليمني، فشنَّع على الشيخ أشد التشنيع، فأرسل إِليه الشيخ مجد الدين يقول له: (إِني معتقد في الإِمام أبي حنيفة غاية الاعتقاد، وصنفت في مناقبه كتاباً حافلاً وبالغتُ في تعظيمه إِلى الغاية، فأحرِقْ هذا الكتاب الذي عندك، أو اغسله، فإِنه كذب وافتراء عليَّ)
[لطائف المنن والأخلاق للشعراني
ج1. ص127].
انتشر كتاب بعنوان الرحمة في الطب والحكمة منسوبا إلى السيوطي
وهو ليس من تأليف السيوطي ومدسوس عليه .
الكتاب المطبوع بإسم (الإمامة والسياسة) وقد نسبوه لابن قتيبة رحمه الله، ليس هو من كتبه، وإنما ألفه بعض المبتدعة ثم نسبه هو أو غيره إلى ابن قتيبة ترويجاً لبدعتهم بالزور والبهتان
معلومات مهمة.
بل العجب العجاب أن ما يهاجمون السادة الصوفية ينفون عن ابن تيمية
وابن القيم أقوال ويقولون هي من المدسوسات في كتبهم لانها تتعارض مع أقوالهم كما سنوضح لتعلم أن القوم أفاكون في الأصل يقولون فقط بالدس في كتب ائمتهم
وما هو مدسوس بالفعل في كتب السادة الصوفية ووثبت بالدليل الساطع فيقولون الصوفية يكذبون فهل هذا ميزان العدل أخي المسلم؟؟
مثل قول ابن القيم الجوزية.
( وأما جحد ذلك جهلاً أو تأويلاً يعذر فيه صاحبه ، فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه
ولم يجحد قدرة الله على إعادته عناداً أو تكذيباً ) .
ولقد حارب الشيخ المهتدي بالله الإبراهيمي ليثبت بطلان نسبة هذا الكلام إلى الإمام
ابن القيم من عدة وجوه وذلك في رسالته توفيق اللطيف المنان الجزء الثاني
وقول ابن القيم كاملاً
ورد في كتاب مدارج السالكين (1/284-286) :
( فصل وأما الكفر الأكبر فخمسة أنواع : كفر تكذيب ، وكفر استكبار وإباء مع التصديق ، وكفر إعراض ، وكفر شك ، وكفر نفاق .فأما كفر التكذيب : فهو اعتقاد كذب الرسل ، وهذا القسم قليل في الكفار فإن الله تعالى أيد رسله وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة قال الله تعالى عن فرعون وقومه : [ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ] (النمل: 14) ، وقال لرسوله : [ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ] (الأنعام: 33) ، وإن سمي هذا كفر تكذيب أيضاً فصحيح ، إذ هو
تكذيب باللسان .وأما كفر الإباء والاستكبار : فنحو كفر إبليس ، فإنه لم يجحد أمر الله ، ولا قابله بالإنكار وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار ، ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول وأنه جاء بالحق من عند الله ولم ينقد له إباءً واستكباراً ، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل كما حكا الله تعالى عن فرعون وقومه : [ َنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ] (المؤمنون: 47)
، وقول الأمم لرسلهم : [ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا ] (إبراهيم: 10)
، وقوله [ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ] (الشمس: 11) ، وهو كفر اليهود كما قال تعالى : [ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ] ( البقرة: 89) ، وقال : [ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ] (
البقرة: 146) ، وهو كفر أبي طالب أيضاً فإنه صدقه ولم يشك في صدقه ولكن أخذته الحمية وتعظيم آبائه أن يرغب عن ملتهم ويشهد عليهم بالكفر .وأما كفر الإعراض : فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه ولا يصغي إلى ما جاء به البتة كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي : ( والله لا أقول لك كلمة ، إن كنت صادقاً فأنت
أجل في عيني من أن أرد عليك ، وإن كنت كاذباً فأنت أحقر من أن أكلمك
) .وأما كفر الشك : فإنه لا يجزم بصدقه ولا بكذبه بل يشك في أمره ، وهذا
لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول جملة ن فلا يسمعها ولا يلتفت إليها ، وأما مع التفاته إليها ونطره فيها فإنه لا يبقى معه شك لأنها مستلزمة للصدق ولا سيما بمجموعها فإن دلالتها على الصدق كدلالة الشمس على النهار .وأما كفر النفاق : فهو أن يظهر بلسانه الإيمان وينطوي بقلبه على التكذيب فهذا هو النفاق الأكبر ، وسيأتي بيان أقسامه إن شاء الله تعالى .
((((فصل : وكفر الجحود نوعان : كفر مطلق عام وكفر مقيد خاص .
فالمطلق : أن يجحد جملة ما أنزله الله وإرساله الرسول ، والخاص المقيد : أن يجحد فرضاً من فروض الإسلام أو تحريم محرم من محرماته أو صفة وصف الله بها نفسه أو خبراً أخبر الله به عمداً أو تقديماً لقول من خالفه عليه لغرض من الأغراض . وأما جحد ذلك جهلاً أو تأويلاً يعذر فيه صاحبه ، فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه ولم يجحد قدرة الله على إعادته عناداً أو تكذيباً )))))) . اهـ
وقد حاول الشيخ المهتدي بالله عبد القادر بن إسماعيل الإبراهيمي إثبات
ان هذا الكلام مدسوس علي كتب ابن القيم الملون باللون الإحمر واسرد في ذلك ادلة فلتراجع
والرسالة منشورة علي الانترنت..
فقال قبل وضع كلام ابن القيم أقول بحول الله تعالى : وأما النص المنسوب إلى الإمام ابن القيم رحمه الله زوراً وبهتاناً ، والذي عظَّم ذلك القول بعض المنتسبين إلى أهل التوحيد زوراً وبهتاناً فجعلوه أصلاً من أصول أهل السنة والجماعة ، فهو ما ورد في مدارج السالكين ، ونحن نذكر النص كاملاً ونعلق عليه بحول الله تعالى
ثم قال بعد النص
والنص واضح المناقضة لعقيدة الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى . وكفى بهذا إثباتاً في أن ذلك مدسوس عليه .
ومع ان كتاب ابن القيم مسند اليه ولم يطعن فيه احد ولا نعلم كيف يتركون المدسوس الي الان في كتب ابن القيم كما يدعون ويتسائلون نفس السؤال لماذا تترك كتب التصوف بها هذا الدس وهذه إجابة علي بني وهبان سؤال بسؤال والمجيب له جائزة وهي تبرئة السادة الصوفيةمن المدسوسات كما يفعلون مع مشايخهم!!
ونحن هنا لسنا في معرض إثبات قول ابن القيم او نفيه او البحث في مصداقية كلام الشيخ المهتدي إذ هذا لا يهمنا بل لنثبت لكم كيف يكيل الوهابية بمكيالين ولتقفوا على خبث طويتهم وسوء ظنهم .
وقد ذكر هذا الشيخ أيضاً مجموعة من النصوص يقول انها مدسوسة على الشيخ ابن تيمية وحارب من أجل إثبات ذلك ولا يهمنا هنا هل هي ثابتة ام غير ثابتة بل يهمنا فقط توضيح خبث هذه الطائفة الوهابية.
وقال الفقيه الكبير أحمد بن حجر الهيثمي المكي رحمه الله تعالى:
( وإِياك أن تغترَّ بما وقع في كتاب الغنية لإِمام العارفين، وقطب الإِسلام والمسلمين، الشيخ عبد القادر الجيلاني. فإِنه دسه عليه فيها مَنْ سينتقم الله منه، وإِلا فهو بريء من ذلك. وكيف تروج عليه هذه المسألة الواهية مع تضلعه من الكتابِ والسنةِ وفقهِ الشافعيةِ والحنابلةِ، حتى كان يفتي على المذهبين. هذا مع ما انضم لذلك من أن الله مَنَّ عليه من المعارف والخوارق الظاهرة والباطنة. وما أنبأ عنه ما ظهر عليه وتواتر من أحواله.. إِلى أن قال: فكيف يُتصور أو يُتوهم أنه قائل بتلك القبائح التي لا يصدر مثلها إِلا عن اليهود وأمثالهم ممن استحكم فيهم الجهل بالله وصفاته وما يجب له وما يجوز وما يستحيل. سبحانك هذا بهتان عظيم)
["الفتاوى الحديثية" لابن حجر ص149].
وكذلك ذكر صاحب كشف الظنون
عن كتاب المضنون علي غير اهله ( قال ابن السبكي في طبقاته ذكر ابن الصلاح أنه منسوب إلي أبي حامد الغزالي وقال معاذ الله أن يكون له )
كشف الظنون (2\1713)
ومما سبق يتبين لك أيها القارئ المنصف أن الدس ليس فقط علي كتب التصوف كما يدعي الوهابية بل الدس طال جميع العلوم الإسلامية ودس في الكتب الكثير بل دست كتب بأكملها علي الائمة فهل يستطيع الوهابية الإنكار بل في كتب ذكرناها تطبع إلي الان وبها الكثير من المدسوسات ولا يخفيك كتاب السنة المنسوب عبدالله بن احمد وما فيه من أقوال بشعة تؤدي
الي الكفر والعياذ بالله .
ولذلك يجب ان يكون منهجك العلمي في البحث مستند على عدة أمور.
1- النظر إلى هذا الإمام وهل ذمه أهل عصره ممن اطلع على كتبه
2- فهم النصوص والمصطلحات بشكل جيد ومصطلحات الصوفية خاصاً في موضعنا هذا
3-البحث عن من مدح الشيخ الأكبر ( ونحن سنذكر لك أقوال الائمة كما ذكرنا بعضها سابقا في مدح الشيخ الأكبرً)
4- البحث في كتب الشيخ الكبر عن جميع أقواله وتحرير موضع النزاع لتقف على حقيقة أقواله في المسالة ولتقف على ما هو متأول وما هو مدسوس.
5- البحث في أقوال تلاميذه ومن شرح كتبه وأقواله لتقف على ما ليس لك به علم
6- رد النصوص التي لا تقبل التأويل فكيف تشك في إمام مدحه الائمة والعلماء
قال الإمام ابن الجوزي
(فلا ينبغي ان تسمع من معظم في النفوس شيئاً في الأًول فتقلده فيه ولو سمعت عن احدهم ما لا يوافق الأصول الصحيحة فقل هذا من الراوي لانه قد ثبت عن ذلك الإمام انه لا يقول بشئ من رايه)
صيد الخاطر ص 93
وقال الاجري في الشريعة ص 152 في رد الافتراء عن الإمام الحسن البصري
(أعلموا رحمنا الله وإياكم أن من القدرية صنفاً إذا قيل لبعضهم من إمامكم في مذهبكم هذا فيقولن الحسن وكذبوا علي الحسن فقد أجل الله الكريم الحسن عن مذهب الدرية ونحن نذكر عن الحسن خلاف ما ادعوا عليه))
وكذلك نحن نقول ذكرنا وسنذكر خلاف ما أدعوا الوهابية أهل السوء علي الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي قدس الله سره مثل ما ادعوا القدرية علي الإمام الحسن البصري رضي الله عنه
ومما ذكر في الدس على الشيخ الأكبر من جل علماء الأمة الإسلامية
ذكر الفقيه الحنفي صاحب الدر المختار أن:
(من قال عن فصوص الحكم للشيخ محي الدين بن عربي، إِنه خارج عن الشريعة، وقدصنفه للإِضلال، ومَنْ طالعه ملحد، ماذا يلزمه ؟ أجاب: نعم،فيه كلمات تباين الشريعة، وتكلف بعض المتصلِّفين لإِرجاعها إِلى الشرع، لكن الذي تيقنْتُه أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس الله سره،فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات.
قال العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته على الدر المختار عندقوله: [لكن الذي تيقنْتُه]: وذلك بدليلٍ ثبت عنده، أو لسببِ عدمِ اطلاعه على مراد الشيخ فيها، وأنه لا يمكن تأويلها، فتعيَّن عنده أنها مفتراة عليه، كما وقع للشيخ الشعراني أنه افترى عليه بعض الحساد في بعض كتبه أشياء مكفرة، وأشاعها عنه، حتى اجتمع بعلماء عصره، فأخرج لهم مسودة كتابه التي عليها خطوط العلماء فإِذا هي خالية عما افْتُرِيَ عليه. وقال ابن عابدين أيضاً عند قوله: [فيجب الاحتياط]: لأنه إِن ثبت افتراؤها فالأمر ظاهر، وإِلا فلا يفهم كلُّ أحد مرادَه فيها، فيُخشى على الناظر فيها من الإِنكار عليه، أو فهم خلاف المراد)
[حاشية ابن عابدين ج3. ص303، وصاحب الدر المختار الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ].
ومن المدسوس على الشيخ محي الدين رحمه الله تعالى أيضاً: القول بأن أهل النار يتلذذون بدخولهم النار، وأنهم لو أخرجوا منها، تعذبوا بذلك الخروج.
قال الشعراني رحمه الله تعالى:
(وإِن وُجد نحو ذلك في شيء من كتبه فهو مدسوس عليه، فإِني مررت على كتاب الفتوحات المكية جميعه فرأيته مشحوناً بالكلام على عذاب أهل النار)
["الكبريت الأحمر" ص276 طبعة 1277. كذا في مجلة العشيرة المحمدية عدد محرم 1381 ص21].
وقال أيضاً:
(كذب مَنْ دسَّ في كتاب الفصوص والفتوحات، أن الشيخ محي الدين بن عربي قال بأن أهل النار يتلذذون بالنار، وأنهم لو أُخرجوا منها لاستغاثوا، وطلبوا الرجوع إِليها، كما رأيت ذلك في هذين الكتابين. وقد حذفت ذلك من الفتوحات حال اختصاري لها. حتى ورد عن الشيخ شمس الدين الشريف، بأنهم دسوا على الشيخ في كتبه كثيراً من العقائد الزائغة التي نقلت عن غير الشيخ، فإِن الشيخ مِنْ كُمَّل العارفين بإِجماع أهل الطريق، وكان جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام، فكيف يتكلم بما يهدم شيئاً من أركان شريعته، ويساوي بين دينه وبين جميع الأديان الباطلة، ويجعل أهل الدارين سواء ؟! هذا لا يعتقده في الشيخ إِلا من عزلَ عنه عقله. فإِياك يا أخي أن تصدق، من يضيف شيئاً من العقائد الزائغة إِلى الشيخ، واحمِ سمعك وبصرك وقلبك، وقد نصحتُك والسلام. وقد رأيت في عقائد الشيخ محي الدين الواسطي ما نصه: ونعتقد أن أهل الجنة والنار مخلدون في دارَيْهِما، لا يخرج أحد منهم من داره أبد الآبدين ودهر الداهرين.. قال: ومرادنا بأهل النار الذين هم أهلها من الكفار والمشركين والمنافقين والمعطِّلين، لا عصاة الموحدين فإِنهم يخرجون من النار بالنصوص)
["اليواقيت والجواهر" للشعراني ج2. ص205].
ويؤيد ما ذكرنا بأن هذا القول مدسوس على الشيخ محي الدين ما ذكره الشيخ نفسه في الباب الحادي والسبعين وثلثمائة من الفتوحات، عندما تغلق أبواب النار، كيف يصير أهلها كقطع اللحم حينما تغلي بهم النار ويصير أعلاهاأسفلها.
قد قال (الشيخ ابن عربي) في "الفتوحات" :
إعلم أن أهل الجنة وأهل النار مخلدون فيهما أبد الآبدين لايخرج منهم من داره أبدا وأما
عصاة الموحدين فيخرجون من النار بالنصوص المتواترة إذ النار بطبعها لاتقبل خلود موحد أبدا كما إنها بطبعها لا تقبل خروج احد من أهلها منها أبدا لأنها خلقت من الغضب السرمدي هذا اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة انتهى فاعلم ذلك)).
ينظر كتاب "القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية" للإمام
سيدي الشعراني رضي الله عنه 332 وما بعدها تحقيق الدكتور مهدي
أسعد عرار الطبعة الأولى سنة الطبع 2006 م ــ 1427 هــ
وكذلك ما ذكره الإِمام الباجوري الشافعي في شرحه على جوهرة التوحيد:
(وما يقال بتمرن أهل النار بالعذاب، حتى لو أُلْقُوا في الجنة لتألموا مدسوس على القوم [الصوفية] كيف وقد قال تعالى: {فذُوقُوا فَلَنْ نَزيدَكُم إلا عَذاباً} [النبأ: 30]
[حاشية العلامة شيخ الإِسلام إِبراهيم الباجوري ص108].
العلامة الشيخ محمد عبد الرؤوف المناوي [ ت 1031 هـ ] الذي يقول فيه :
" والـذي أعتقـده ولا يصـح غيره : أن الإمام ابن عربي وليٌّ صالح ، وعالم ناصح ، وإنما فوَّق إليه سهام الملامة ، من لم يفهم كلامه ، على أنه دُسَّتْ في كتبه مقالاتٌ قدرُه يجل عنها " اهـ .
قال سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه "القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية" :
((وكذلك قال الشيخ "عبد الكريم الجيلي" في شرحه لباب الأسرار من "الفتوحات المكية " فقال : إياك أن تظنَّ بالشيخ مُحيي الدين أو غيره بأنهم يقولون بإخراج الكفار من النّار فإنّ ذلك ظنٌّ فاسدٌ وقد قال في عقيدته الصغرى أول "الفتوحات" ويعتقد تخليد الكافرين في العذاب المُهين أبد الآبدين ودهر الداهرين كما صرح بتخليد فرعون في النار وأنه لايخرج
منها أبدا خلاف ما أشاعوه عنه وإن وجد ذلك في كتاب "الفصوص" أو غيره فإنه مدسوسٌ عليه دسه بعض الملاحدة ليروج أمره باضافته إلى الشيخ واعتقاد الناس فيه وفي غزارة علمه أو لينفر الناس عن مطالعة كلامه كما هو الغالب من الحسدة فإذا رأوا مُؤلفا لبعض أقرانهم مدحه
الناس وتلقوه بالقبول ربما غلبهم الحسد ودسوا فيه أمورا تخالف ظاهر الشريعة كما فعلوا ذلك في كتابي المسمى بــ" البحر المورود في الوثائق والعهود " ووقع بذلك فتنة عظيمة في جامع الأزهر وغيره ولولا إني أرسلت لهم النسخة الصحيحة السالمة من الدس التي عليها خطوط مشايخ الإسلام ما سكنت الفتنة ولكن جزاهم الله تعالى عني خيرا في إنكارهم علي بتقدير صحة نسبة ذلك إلي فلهم ثواب قصدهم ونيتهم هذا أمر وقع لي وقد رأيت كتابا كاملا صنفه بعض الملاحدة ونسبه إلى إبي حامد الغزالي ليروج بذلك بدعته فظفر به الشيخ عز الدين بن جماعة وكتب على ظهر الكتاب كَذَبَ والله وافترى من أضاف هذا الكتاب إلى حجة الإسلام رضي الله تعالى عنه فيحتمل أن تكون هذه المواضع التي انتُقدت على الشيخ محيي الدين في كتاب "الفتوحات" و"الفصوص" دسها عليه الحسدة فإياك أن تضيف إلى الشيخ محيي الدين مايخالف ظاهر الشريعة فإنه إمام
المحققين)).
نقول الله حسيبكم يا وهابية على هذا التزوير
الإمام ابن الجزري يترجم لابن عربي ويقول قبره ظاهر يزار في كتابه
(غاية النهاية في طبقات القراء) فيقول :
((محمد بن علي بن محمد بن عربي الطائي أبو عبد الله المنعوت بمحيي الدين الصوفي المشهور، ولد سنة.. وقرأ القراءات بالأندلس على أبي بكر محمد بن خلف بن صاف صاحب شريح وروى التيسير سماعاً من أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي جمرة وروى بالإجازة من ابن هذيل وروى التجريد بالإجازة عن يحيى بن سعدون القرطبي، روى التيسير عنه سماعاً محمد بن علي بن أبي الذكر المطرز وروى عنه الكافي عبد الله بن علي بن محمد الخولاني، توفي سنة ثمان وثلاثين وستمائة بدمشق ودفن بالصالحية بتربة بني الزكي وقبره بها ظاهر يزار)) اهـ .
فهل هذه عبارة مَن يُنكِر عليه ويعتقد بكفره ؟؟ هل يُعقَل أن يُتَرجِم لمن
يُكفِّره في كتابٍ وُضِعَ لترجمة قومٌ أخيار قرّاء من مُختَلَف الأمصار !
نترك الحكم لكل عاقل.
**********
6-يستند الوهابية إلى قول الذهبي رحمه الله:
((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"! فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر ، نسأل الله العفو والنجاة. فوا غوثاه بالله)).
(سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).
نقول الله حسيبكم يا وهابية علي هذا التزوير والتدليس
فالإمام الذهبي يتكلم عن المدسوس ويتكلم عن كتاب ولا يتكلم عن ذات الشيخ الأكبر
فبعد أن سرد لإمام الذهبي الأقوال قال الذهبي بتوثيقه واي شهادة اكبر من هذا
ولترى قول الأمام الذهبي في الشيخ الأكبر فهذا هو خلاصة قوله بعد أن نقل الأقوال فقال في اخر الترجمة ..
الذهبي يقول في الميزان بتوثيق الشيخ الاكبر (3/660) :
(( فإنه كان عالما بالآثار والسنن ، قوى المشاركة في العلوم .
وقولى أنا فيه : إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت ، وختم له بالحسنى )) !
فهذا راي الإمام الذهبي أن الشيخ الأكبر كان عالماً بالاثار قوي المشاركة في العلوم وقوله فيه
أنه يجوز ان يكون من أولياء الله الصالحين.
فأي قول بعد هذا.
واليك قوله في مكان اخر
قال الامام الذهبي، رحمه الله، في كتابه 'التاريخ الكبير في حوادث
638' سنة وفاة الشيخ الاكبر - رحمه الله، :
(( ولابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته فنرجو له الخير . )) انتهي
فاين تكفيره الذي تدعونه يا أهل الكذب؟؟
وقد رد الحافظ ابن حجر العسقلاني على هذا القول من الإمام الذهبي في كتاب الفصوص
فقال الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ، وترجم له ترجمة منصفة برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .
وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العدم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما
عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .))انتهي
ثم إن كتاب الفصوص مختلف في نسبة ما فيه كله للشيخ ابن عربي، فمن أثبته من الشراح له وجد للنصوص التي يراها الوهابية أنها كفر ، وجد لها تفسيراً وشرحاً ليس فيه الفهم القبيح الذي فهمه الوهابية، ولذلك قيل لا يجوز الإنكار على الصوفية إلا لمن سلك طريقهم وعرف اصطلاحاتهم وإلا فاصطلاحاتهم قد يفهمها المنكرون على غير مرماها فينكرون ما لم يقصده الشيخ ابن عربي.
ذكر الفقيه الحنفي صاحب الدر المختار أن:
(من قال عن فصوص الحكم للشيخ محي الدين بن عربي، إِنه خارج عن الشريعة، وقد صنفه للإِضلال، ومَنْ طالعه ملحد، ماذا يلزمه ؟ أجاب: نعم،فيه كلمات تباين الشريعة، وتكلف بعض المتصلِّفين لإِرجاعها إِلى الشرع، لكن الذي تيقنْتُه أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس الله سره،فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات.
قال العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته على الدر المختار عندقوله: [لكن الذي تيقنْتُه]: وذلك بدليلٍ ثبت عنده، أو لسببِ عدمِ اطلاعه على مراد الشيخ فيها، وأنه لا يمكن تأويلها، فتعيَّن عنده أنها مفتراة عليه، كما وقع للشيخ الشعراني أنه افترى عليه بعض الحساد في بعض كتبه أشياء مكفرة، وأشاعها عنه، حتى اجتمع بعلماء عصره، فأخرج لهم مسودة كتابه التي عليها خطوط العلماء فإِذا هي خالية عما افْتُرِيَ عليه. وقال ابن عابدين أيضاً عند قوله: [فيجب الاحتياط]: لأنه إِن ثبت افتراؤها فالأمر ظاهر، وإِلا فلا يفهم كلُّ أحد مرادَه فيها، فيُخشى على الناظر فيها من الإِنكار عليه، أو فهم خلاف المراد)
[حاشية ابن عابدين ج3. ص303، وصاحب الدر المختار الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ]
قال شيخ الإسلام شرف الدين المناوي [ ت 871 هـ ] :
" والمتصدِّي لتكفير ابن عربي لم يخف من سوء الحساب وأن يُقال له : هل ثبت عندك أنه كافر ؟!
فإن قال : كتبه تدل على كفره ، أفَأَمِنَ أن يُقال له : هل ثبت عندك بالطريق المقبول في نقل الأخبار أنه قال هذه الكلمة بعينها ، وأنه قصد بها معناها المتعارَف ؟! والأول : لا سبيل إليه ؛ لعدم سند يُعْتَمَدُ عليه في مثل ذلك ، ولا عبرة بالاستفاضة ؛ لأنه على تقدير ثبوت أصل الكتاب عنه فلا بد من ثبوت كـل كلمة كلمة ؛ لاحتمال أن يُدَسَّ في الكتاب ما ليس من كلامه من عدو أو ملحد " ا هـ .
وقال الإمام العلامة جلال الدين السيوطي
( والقول الفصل في ابن العربي إعتقاد ولايته , وترك النظر في كتبه , فقد نقل عنه هو انه قال : نحن قوم لايجوز النظر في كتبنا ) ويقصد من هم على غير علمٍ كاف))
وقال الإمام الشعراني
(كذب مَنْ دسَّ في كتاب الفصوص والفتوحات، أن الشيخ محي الدين بن عربي قال بأن أهل النار يتلذذون بالنار، وأنهم لو أُخرجوا منها لاستغاثوا، وطلبوا الرجوع إِليها، كما رأيت ذلك في هذين الكتابين. وقد حذفت ذلك من الفتوحات حال اختصاري لها. حتى ورد عن الشيخ شمس الدين الشريف، بأنهم دسوا على الشيخ في كتبه كثيراً من العقائد الزائغة التي نقلت عن غير الشيخ، فإِن الشيخ مِنْ كُمَّل العارفين بإِجماع أهل الطريق، وكان جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام، فكيف يتكلم بما يهدم شيئاً من أركان شريعته، ويساوي بين دينه وبين جميع الأديان الباطلة، ويجعل أهل الدارين سواء ؟! هذا لا يعتقده في الشيخ إِلا من عزلَ عنه عقله. فإِياك يا أخي أن تصدق، من يضيف شيئاً من العقائد الزائغة إِلى الشيخ، واحمِ سمعك وبصرك وقلبك، وقد نصحتُك والسلام. وقد رأيت في عقائد الشيخ محي الدين الواسطي ما نصه: ونعتقد أن أهل الجنة والنار مخلدون في دارَيْهِما، لا يخرج أحد منهم من داره أبد الآبدين ودهر الداهرين.. قال: ومرادنا بأهل النار الذين هم أهلها من الكفار والمشركين والمنافقين والمعطِّلين، لا عصاة الموحدين فإِنهم يخرجون من النار بالنصوص)
["اليواقيت والجواهر" للشعراني ج2. ص205].
**********
7- يستند الوهابية إلى قول الحافظ ابن حجر في لسان الميزان:
((سألت شيخنا الإمام سراح الدين البُلقيني عن ابن عربي ، فبادر الجواب: بأنه كافر. فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه. قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟ وأنشدته من التائية فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر)).
(لسان الميزان: 4ـ364).
نقول
اولاً:-
نقول لماذا تتعبون أنفسكم وتذهبون إلى ترجمة الفارض لتنقلون كلام سراج الدين البلقيني؟؟
ماذا لم تذهبون مباشرة إلى ترجمة ابن عربي في اللسان !!
لان هناك ما تريدون إخفاءه عن الناس!!!
ولكي نظهر تدليسكم سننقل لكم ترجمة الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي الطائي الاندلسي رضي الله عنه من كتاب اللسان للحافظ أمير المؤمنين في الحديث بلا منازع ابن حجر العسقلاني رضي الله عنه لنكحل بها أعين الوهابية.
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ، وترجم له ترجمة منصفة برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .
وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العديم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما
عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .
نعم قال بن نفطة لا يعجبني شعره وأنشد له قصيدة منها ...
لقد حار قلبي قابلا كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير الرهبان وبيتا لاصنام وكعبة طائف ... والواح توراة ومصحف قرآن .
وهذا على قاعدته في الوحدة وقد كتب بخطه في إجازته للملك المظفر
غازي بن العادل أنه قرء القرآن بالسبع على أبي بكر محمد بن خلف بن حاف اللخمي وأخذ عنه الكتابة لمحمد بن شريح وحدث به عن شريح بن محمد عن أبيه وقرأ أيضا على عبد الرحمن بن عال الشراط القرطبي وسمع علي أبي عبد الله الهادمي قاضي فاس التبصرة في القراءات لمكي
وحدثه به عن أبي بحر بن القاضي وسمع التيسير على أبي بكر بن أبي حمزة عن أبيه عن المؤلف وانه سمع على محمد بن سعيد بن زرقون وعبد الحق بن عبد الرحمن الأشبيلي وانه سمع أيضا على بن الخراساني ويونس بن يحيى الهاشمي ومعين بن أبي الفتوح وجمع كثير وأنه أجاز له السلفي
وابن عساكر وابن الجوزي وأنه صنف كتبا كثيرة منها ما هو كراسة واحدة ومنها ما هو مائة مجلد وما بينهما وذكر منها التفصيل في أسرار معاني التنزيل فرغ منه الى قصة موسى في سورة الكهف أربعة وستون سفرا وسرق منها شيء كثير جدا .
وقال بن الأبار هو من أشبيلية واصله من سبتة وأخذ عن مشيخة بلده ومال الى الأدب وكتب لبعض الولاة ثم ترك ذلك ورحل الى المشرق حاجا ولم يعد وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي ويقول بها وبرع في علم التصوف .
وقال المنذري ذكر انه سمع بقرطبة من بن بشكوال وانه سمع بمكة وبغداد والموصل وغيرها وسكن الروم وجمع مجاميع . وقال بن النجار كانت رحلته الى المشرق والف في التصوف وفي التفسير وغير ذلك تواليف لا يأخذها الحصر وله سعة وتصرف في الفنون من العلم
وتقدم في الكلام والتصوف . وقال بن المديني قدم بغداد سنة ثمان وست مائة فكان يومى اليه بالفضل والمعرفة والغالب عليه طريق أهل الحقيقة وله قدم في الرياضة والمجاهدة وكلام على لسان القوم ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند أهل هذا الشان بالبلاد وله اتباع ووقفت له على مجموع من تأليفه فيه منامات حدث بها عن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومنامات يرويها عن رؤيته هو للنبي صلى الله عليه و سلم وكتب عني شيئا من ذلك وسمعته منه .
وقال بن النجار صحب الصوفية وارباب القلوب وسلك طريق الفقر وحج وجاور وصنف كتبا في علم القوم وفي أخبار زهاد المغاربة وله اشعار حسان وكلام مليح اجتمعت به بدمشق وكتبت عنه شيئا من شعره ونعم الشيخ هو .
وقرأت بخط اليعموري أسد بن سعد الدين بن شيخنا الإمام الراسخ محيي الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن العربي الحاتمي وذكر شعرا .
وقال بن سدي وكان يلقب القشيري لقبا غلب عليه لما كان يشتهر به من التصوف وكان جميل الحلية والفضل محصلا لفنون العلم وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق سمع ببلده من أبي بكر بن الحسين ومحمد بن سعيد بن زرقون وجابر الحضرمي وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله وباشبيلية من عبد المنعم الخزرجي وأبي جعفر بن نصار وبمرشنة من أبي بكر بن أبي حمزة .
وذكر أنه لحق عبد الحق ببجاية وفي ذلك نظر وان السلفي أجاز له واحسنها الإجازة العامة وله تواليف وكان مقتدرا على الكلام ولعله ما سلمه من الكلام .
وكان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الإعتقادات ويقال انه لما كان ببلاد الروم دلسه الملك ذات يوم فقال هذا يدعوه الأسود فقال خدمته لتلك فقال في المبذل لك أعد خلقه . وقد اطراه الكمال بن الزملكاني فقال : هو البحر الزاخر في المعارف الإلهية .
وانما ذكرت كلامه وكلام غيره من أهل الطريق لأنهم اعرف بحقائق المقامات من غيرهم لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقا مخبرين عن عين اليقين . وقال بن أبي المنصور : كان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم المكتسبة وماموله من العلوم الوهيبة وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا وحالا لا مكترثا بالوجود مقبلا كان أو معرضا ويحكى عنه من يتعصب له احوالا سنية ومعارف كثيرة والله أعلم . وقرأت بخط أبي العلاء الفرضي في المسند كان شيخا عالما جامعا للعلوم صنف كتبا كثيرة وهو من ذرية عبد الله بن حاتم الطائي أخي عدي بن حاتم وأما عدي فلم يعقب وتقدم له ذكر في ترجمة بن دحية عمر بن الحسن في حرف العين .
وقال القطب السرمين في ذيل في ترجمة سعد الدين بن أبي عبد الله محيي الدين بن عربي كان والده من كبار المشايخ العارفين وله مصنفات عديدة وشعر كثير وله أصحاب يعتقدون فيه اعتقادا عظيما مفرطا يتغالون فيه وهو عندهم نحو درجة النبوة ولم يصحبه أحد الا وتغالى فيه ولا يخرج عنه أبدا ولا يفضل عليه غيره ولا يساوي به أحدا من أهل زمانه وتصانيفه لا يفهم منها الا القليل لكن الذي يفهم منها حسن جميل وفي تصانيفه كلمات ينبو السمع عنها وزعم اصحابه ان لها معنى باطنها غير الظاهر وبالجملة فكان كبير القدر من سادات القوم وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف وله في ذلك أشياء غريبة واستنباطات عجيبة انتهى ) انتهت الترجمة من الكتاب المذكور ..
والسؤال المطروح هو : لماذا الإمام محي الدين ابن عربي أعتد به
علماء عصره ولم ينتقدوه ، وانما جاء النقد بعد موته بفترة ؟؟ ..
قال الحافظ في اللسان ( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
وهل كان علماء عصره جهلة إلى هذا الحد ؟؟..
ثانثاً:- هذا النقل من قول السّراج البلقيني الشأن فيه أن يكون قد
رَجِعَ عَن ذلك .
لان الإمام ابن حجر العسقلاني لم يذكره في ترجمة الإمام ابن عربي نفسه وهل يغفل عن ذلك حافظ العصر؟؟
وكذلك كان شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني في بداية امره منكراً على الشيخ الأكبرثم تراجع عن ذلك ونقل عنه هذا التراجع من تلاميذه ايضاً.
وقد ذكر ذلك شيخ سراج الدين المخزومي شيخ الإسلام بالشام في كتاب سماه : "كشف الغطاء عن أسرار كلام الشيخ محيي الدين"
ذكر الإمام الشعراني رحمه الله تعالى عن الشيخ سراج الدين المخزومي في كتابه اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر (ص10) ما نصه :
(( وقال الشيخ سراج الدين المخزومي رحمه الله تعالى : كان شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي ينكران على الشيخ في بداية أمرهما ثم رجعا عن ذلك حين تحققا كلامه وتأويل مراده وندما على تفريطهما في حقه في البداية وسلما له الحال فيما أشكل عليهما عند النهاية ، فمن جملة ما ترجمه به الإمام السبكي : كان الشيخ
محيي الدين آية من آيات الله تعالى وإنّ الفضل في زمانه رمى بمقاليده إليه .ومن جملة ما قاله الشيخ سراج الدين البلقيني رحمه الله تعالى فيه حين سئل عنه : إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي الدين ـ إلى أن قال ـ ولقد كذب والله وافترى من نسبه إلى القول بالحلول والاتحاد ، ولم أزل أتتبع كلامه في العقائد وغيرها وأكثر من النظر في أسرار كلامه ورابطه حتى تحققت بمعرفة ما هو عليه من الحق ، ووافقت الجمّ الغفير المعتقدين له من الخلق وحمدت الله عزّ وجلّ إذا لم أكتب في ديوان الغافلين عن مقامه الجاحدين لكراماته وأحواله )) اهـ.
وقال في (ص11) ما نصه :
(( قال المخزومي رحمه الله : ولقد بلغنا أنّ الشيخ تقي الدين السبكي تكلم في شرحه للمنهاج في حق الشيخ محيي الدين بكلمة ثم استغفر بعد ذلك وضرب عليها فمن وجدها في بعض النسخ فليضرب عليها كما هو في نسخة المؤلف ، قال : مع أنّ السبكي قد صنف كتاباً في الردّ على
المجسّمة والرافضة وكتب الأجوبة العلمية في الرد على ابن تيمية ولم يصنف قط شيئاً في الرد على الشيخ محي الدين مع شهرة كلامه بالشام وقراءة كتبه في الجامع الأموي وغيره بل كان يقول : ليس الرد على الصوفية مذهبي لعلو مراتبهم ، وكذلك كان يقول الشيخ تاج الدين الفركاح ثم قال : فمن نقل عن الشيخ تقي الدين السبكي أو عن الشيخ سراج الدين البلقيني أنهما بقيا على إنكارهما على الشيخ محيي الدين إلى أن ماتا فهو مخطئ )) اهـ.
**********
9- قول الوهابية مباهلة الحافظ ابن حجر أتباع ابن عربي في حال شيخهم وضلاله .
نقول ايها الوهابية الجهلاء أين هذا من ترجمة الشيخ الكبر عند الحافظ ابن حجر العسقلاني كما وردت في الرد السابق؟؟
جعل الوهابية الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من الذين كفروا ابن العربي وذلك راجع لذكره رحمه الله أن الإمام سراج الدين البلقيني قال عنه أنه كافر في ترجمة الفارض وليس ابن عربي حيث ترجم له ترجمة منصفة كما ذكرنا
وكذلك بنقلهم تلك الحكاية التي باهل فيها ابن حجر أحد الملاحدة والتي ذكرها هو بنفسه في الفتح الباري بدون ذكر مع من وعلى من كانت فهي مبهومة فهل الوهابية تعلم الغيب؟؟
وهي مما اتخدها السلفية المعاصرة سلاحا قطعيا على صحة مباهلة ابن حجر في معتقد ابن عربي والتي ذكرها بعض العلماء مثل الإمام السخاوي رحمه الله وغيره مع أحد المحبين لابن العربي رحمه الله وكانت النتيجة إصابة تلك الشخص بالعمى ووفاته في ذلك اليوم .
فنقول لا يوجد أي نص يدل على تكفير الحافظ ابن حجرالعسقلاني لابن العربي رحمه الله وهذا أكبر دليل على ذلك.
كما توجد نصوص تدل على إنصافه رحمه الله
ولم يذكر ذلك بل كما ذكرنا في ردنا السابق ققال الحافظ في اللسان
( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة
الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986
، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) : ( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
وذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في نفس الترجمة: "وبالجملة فكان كبير القدر من سادات القوم وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف وله في ذلك أشياء غريبة واستنباطات عجيبة انتهى "
كما أن الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله
والإمام أبو زكريا الأنصاري وغيرهم من الحفاظ والعلماء قد رووا كتب الشيخ ابن عربي تلقوها سماعا وأقرؤوها إجازة، حتى وصلت إلى الشيخ أبو المواهب الحنبلي
من كتاب مشيخة أبي المواهب الحنبلي لابن عبد الباقي الحنبلي (صفحة 27) قال:
((سند صاحب المشيخة (أبي المواهب الحنبلي) بمؤلفات ابن عربي
هذا ويروي شيخنا صاحب هذه المشيخة رحمه الله تعالى تآليف الإمام الهمام أستاذ المحققين العارف بالله تعالى أبي عبد الله محيي الدين محمد بن علي بن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي ثم المكي ثم الدمشقي قدس سره العزيز عن سادات كرام منهم نور الدين علي الشبراملسي المصري، والشيخ عبد القادر بن الشيخ مصطفى الفرضي الصفوري، وسيد النقباء بدمشق السيد محمد بن السيد كمال الدين بن حمزة، ووالده الشيخ عبد الباقي الحنبلي المتقدم ذكرهم برواية الأول عن نور الدين علي الحلبي، عن البرهان العلقمي، عن أخيه محمد العلقمي، عن الجلال السيوطي، عن محمد بن مقبل الحلبي، عن أبي طلحة الحراوي الزاهد، عن الشرف الدمياطي، عن سعد الدين محمد بن الشيخ محيي الدين بن العربي،عن والده الشيخ محيي الدين قدس سره.
ورواية الثاني عن شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن الوارثي الصديقي، عن خاله عالم الإسلام وقطب الأولياء الكرام محمد بن أبي الحسن الصديقي. عن والده أبي الحسن، عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بروايته لذلك من طريقين: أحدهما عن السيد عبد الرحمن بن عمر القبابي، عن العز محمد بن إسماعيل بن عمر بن المسلم الحموي، عن العفيف سليمان بن علي التلمساني، عن شيخه صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي، عن الإمام محيي الدين محمد بن العربي قدس سره.
والثاني عن العلامة شمس الدين محمد بن حمزة الفناري الرومي، عن والده حمزة بن محمد بن محمد الفناري، عن الصدر القونوي، عن الشيخ محيي الدين قدس سره.
ونسال فهل الحافظ ابن حجر العسقلاني وأبو زكريا الأنصاري يقرؤوا كفراً وينقلوه إلى غيرهم بالإجازة؟؟
فلا يوجد دليل واحد يؤيد هذه المباهلة مما يؤكد انها مدسوسة وتناقلها الاخرون من هذا الدس فيكف يتفق هذا مع صاحب المباهلة وهو يروي كتب الإمام ابن عربي ويمدحه!!
فالقصة التي رواها البعض عن الحافظ ابن حجر العسقلاني تتناقض مع ما هو معلوم من موقفه من الشيخ ابن عربي.
ولم نر في كل ما كتب ابن حجر إلا نقيض هذا الكلام
فهل يعقل هذا؟؟
ونضيف علي ذلك علي الرغم من انه ظهر للقاصي والداني تهافت هذه القصة من كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني نفسه.
كلام الشيخ المجتهد عبدالهادي الخرسة حفظة الله ونفعنا به.
أنا أقطع أن هذه القصة مكذوبة مختلقة وهي مدسوسة على كتاب الحافظ السخاوي رحمه اله تعالى وبيان ذلك :
1* أنه لا يتصور من رجل مثل الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى القدوم في أمر ظني غير قطعي ، ولا يصح قياس مسألة ظنية على دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب إلى المباهلة لأن ذلك أمر خاص به كما قال علماء التفسير وفي مر قطعي وهو ثبوت نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم .
2* لا يصح لمسلم أن يقدم على المباهلة في أمر قطعي كوجود الله تعالى بعد قيام الأدلة القطعية المتواترة على وجوده وكرسالة النبي صلى الله عليه وسلم بعد قيام الأدلة القطعية المتواترة على ثبوت رسالته .
ولو أن مسلما أقدم على المباهلة في مثل ذلك فأصيب ببلاء مقدر عليه من الله تعالى بقضاء مبرم كعمى أو موت عند انتهاء الأجل هل يعني ذلك عدم وجود الله أو عدم ثبوت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
وإقدامه على المباهلة في ذلك جهل منه وربما يأثم به إثم الحرام أو يؤدي به إلى الكفر لأنه قائم مقام التشكيك فإذا كان هذا في أمر قطعي وفي حق العامة من المسلمين فكيف بأمر ظني غيبي ويقدم عليه إمام من أئمة المسلمين ؟
3* مرر علماء العقيدة أن الميت لا يقطع له بجنة أو نار ولا يحكم عليه بكفر أو إيمان على جهة القطع وإنما نحكم بالظاهر الذي كان عليه في حياته ونفوض أمره إلى الله تعالى .
فكيف يصدر من مثل الإمام ابن حجر الحكم بكفر وضلال الشيخ ابن عربي ويقطع بذلك ويباهل عليه ؟
إلا إذا أطلعه الله على غيبه وهذا ليس مصدر من مصادر العلم ولا يبنى عليه حكم .
4* ما يوجد في كتب الشيخ ابن عربي وغيره من المؤلفين من ضلالات إما أن تكون قطعية الثبوت عنه وهذا ممتنع لعدم وجود التواتر في كل كلمة موجودة في مؤلفاته البالغة /450/ كتابا ورسالة ، وإما أن تكون ظنية الثبوت ، وإذا كانت ظنية الثبوت فإما أن تكون قطعية الدلالة على الكفر الصريح وليس لها تأويل بوجه من الوجوه المقبولة وهذا لا يكاد يوجد وعلى تقدير وجوده فكونها ظنية الثبوت يوجب ردها أو التوقف عن قبولها والسكوت عن قائلها ، لاحتمال رجوع قائلها عنها قبل وفاته وعدم وجود قاطع أنه مات معتقدا لها ، وإما أن تكون ظنية الدلالة فتحتمل التأويل بوجه ما فيتعين حملها عليه .
فلا يخفى مثل ذلك على الإمام ابن حجر رحمه الله ويبتعد معه أن يقوم على المباهلة والتلاعن .
5* من أين للشيخ ابن حجر رحمه الله قوله : من كان مبطلا في المباهلة لا تمضي عليه سنة ؟
هل هناك دليل من الكتاب أو السنة عليه ؟ أو هل هناك دليل من الاستقراء لوقائع مباهلة سابقة وقعت لعلماء الإسلام مع غيرهم مع أن علماء المسلمين قائلون بالمنع من المباهلة في القطعي وما ورد في القرآن خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم كما علمت ؟ أو أنه مبني منه على التجربة والظن .
فهل جرب ذلك أكثر من مرة فباهل على مسائل أخرى مرات أو على هذه المسألة بعينها مرات مع رجال آخرين ؟ أين النقل لذلك ؟
أو أنه اتبع الظن فيكون مع جلالة قدره مشابها لمن قال الله فيهم : ﴿ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ﴾{النجم:28} وداخلا تحت قوله تعالى : ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾{الإسراء:36} فلا يقبل منه ذلك ولا يتابع عليه وكل إنسان يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا مما يرد لأنه ظني وغير موافق لقواعد القبول .
إن الذين قبلوا هذه القصة وروجوها داخلون قطعا تحت هذه الآية لأنهم اقتفوا ما لم يثبت بطريق علمي قطعي بل اتبعوا الظن وكفى به ضلالا وبعدا عن منهجية أهل الحق الورعين ، وهل يقبل هؤلاء من الإمام ابن حجر عقيدته الأشعرية التي قامت على صحتها الأدلة القطعية ؟
6* القائلون بولاية الشيخ ابن عربي رحمه الله تعالى والمحسنون الظن به من زمانه إلى يومنا هذا هم جمهور الأمة وسوادها الأعظم ، ولم يمنع هذا الاعتقاد من قُدِّر عليه بلاء من الله بعمى أو مرض أو موت عند انتهاء الأجل منهم في دفع ذلك عنهم مع قلتهم ، على أن الأكثرين منهم أهل عافية وسعة وغنى بقدر الله تعالى .
فإذا جعل البلاء علامة على الضلال فلم لا نجعل أهل العافية والسعة والغنى من هؤلاء الأكثرين علامة على الهداية في حق ابن عربي ودليلا على ولايته وحسن الظن به ؟
7* القائلون بضلال الشيخ ابن عربي والمسيئون الظن به من زمانه إلى يومنا هذا وبعموم الأولياء وتكفيرهم وسبهم وشتمهم قلائل وهم من أهل البلاء في المعتقدات فأكثرهم من أهل البدع الضلالات وفيهم من قُدِّر عليه بلاء في جسده وماله من عمىً ومرض وموت عند انتهاء أجله وقليل فيهم أهل العافية الظاهرة فهل نجعل هذا القدر الإلهي في هؤلاء الأكثرين دليلا على هداية الشيخ ابن عربي وولايته كما جعلنا مثل ذلك في حق ذاك الرجل المبتلى دليلا على ضلاله ؟ وهل هو من حرب الله تعالى لمعادي أوليائه ؟
8* ما معنى قوله ﴿ وما أصبح إلا ميتا ﴾ ؟
هل هو قول منه بأنه مات في غير أجله ؟ وهل هو من القائلين بأن عمر الإنسان يزاد فيه وينقص منه ؟ وهذا خلاف ما عليه جمهور الأشاعرة والإمام ابن حجر رحمه الله منهم .
9* نقل الإمام الشعراني رحمه الله في أول كتابه ـ اليواقيت والجواهر ـ أن الإمام النووي رحمه الله سئل عن الشيخ ابن عربي رضي الله عنه فقرأ قوله تعالى : ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾{البقرة:143} وهذا جواب العلماء الورعين ولا يخفى ذلك على ابن حجر رحمه الله والذي جاء بعده ويعلم أقواله ومذهبه .
10* كثير من الملحدين المستشرقين يسيئون إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونه ويشتمونه وهم ملعونون بنص القرآن الكريم لا بالمباهلة قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ﴾{الأحزاب:57} ونراهم يُمتعون سنين فيمضي على أحدهم أكثر من سنة بحسب تحديد القصة ولا يصاب بمرض ولا عمى ولا موت وهم ملعونون قطعا فهل يجعل الوهابية عدم إصابتهم بالمرض والعمى دليلا على تكذيب الرسول والقرآن ؟ فإن جعلوه فقد كفروا وإن لم يجعلوه دلّ على عدم الترابط بين المقادير الإلهية على العبد وبين اللعن الذي يعني الطرد من رحمة الله فحينئذ لا تدل إصابة الرجل بالعمى والموت على لعنه ، ولا تدل عافية الشيخ ابن حجر على عدم لعنه ، بل يحتمل أن يكون بلاء المعتقد بهداية ابن عربي كفارة لذنوبه وأن تكون عافية المنكر المكفِّر لابن عربي وغيره من الأولياء وتمتعه بالحياة أكثر من سنة تأخيرا لظهور اللعنة إلى ما بعد الموت كحال المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتبين أنه لا يصح عقلا ولا شرعا ربط البلاء باللعن في حق كل واحد فكم من ملعون وهو من أهل العافية الظاهرة وكم من مرضيٍّ عنه وهو من أهل البلاء .
11* تبين من خلال ما ذكرته أن متن هذه القصة معارض بأدلة قطعية على خلافه وبالتالي يكون الحكم عليه كالشاذِّ المخالف لرواية الثقات فيكون مردودا أو يكون كخبر الآحاد المخالف للقطعي فتكون مخالفته له علة قادحة فيه مانعة من قبوله ومن القول بمقتضاه .
فهذه القصة باطلة وهي مكذوبة ومدسوسة
**********
10- قولهم تكفير الإمام الشوكاني للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي.
نقول
يورد الوهابية ابيات للامام الشوكاني قول فيها
فهمُ الذين تلاعبوا بين الورى **** بالدينِ وانتدبوا لقصد خرابه
وقد نهج الحلاجُ طرقَ ضلالهم** ** وكذاك محيي الدين لا حيا به
وكذاك فارضهم بتائياتهِ ******** فرض الضلال عليهم ودعا به
وهذا تزوير واضح للعيان ولا غريب على الوهابية هذا التدليس والكذب والتزوير فهم أهل ذلك وأكثر.
قد كان الإمام الشوكاني من المنتقدين للشيخ الأكبر بل والمكفرين له فرجع عن قوله في اخر حياته وأثنى على من يرى ولاية ابن عربي !!
الإمام الشوكاني في البدر الطالع يقول :
(وقد استمر الاتصال بينى – أي الشوكاني - وبينه زيادة على خمس عشرة سنة قل أن يمضى يوم من الأيام لا نجتمع فيه ويجرى بيننا مطارحات أدبية في كثير من الأوقات ومراجعات علمية فى عدة مسائل منها ما هو منظوم ومنها ما هو منثور .
فمن ذلك هذا السؤال الذى اشتمل على نظم ونثر يأخذ بمجامع القلوب كتبه إلى فى أيام سابقة ولفظه :
حرس الله سماء المفاخر بجماية بدرها الزاهى الزاهر وأتحف روضها الناظر بكلاية غيثها الهامى الهامر وأهدى إليه تحية عطرة وبركة خضرة نضرة ، ما مسحت أقلام الكتبة مفارق المحابر ورتعت أنظار الطلبة فى حدائق الدفاتر ، صدرت هذه الأبيات فى غاية القصور أقيلوا عثارها ان كان لكم عليها عثور، تستمنح منكم الفرائد وتستمد منكم الفوائد أوجب تحريرها أنه { ذكر عند بعض الأماثل جماعة المتصوفة ، فأثنى عليهم وأطنب وأطرى وأطرب ، واستشهدنى فقلت بموجب قوله}
{ مستثنيا منهم الحلاج وابن عربي ومن يساويهما} !!
فأصر واستكبر وأبدا قولا يستنكر فجرى بيننا خلاف مفرط فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط ....
قال الشوكاني : فأجبت :
عن هذا السؤال برسالة فى كراريس{ سميتها الصوارم الحداد القاطعة لعلائق مقالات أرباب الاتحاد } ..
وكان تحرير هذا الجواب في{عنفوان الشباب }!!
وأنا { الآن اتوقف فى حال هؤلاء } وأتبرأ من كل ما كان من أقوالهم وأفعالهم مخالفا لهذه الشريعة البيضاء الواضحة التى ليلها كنهارها ولم يتعبدني الله بتكفير من صار في ظاهر أمره من أهل الإسلام!!!انتهي المطلوب
البدر الطالع في ترجمة السيد القاسم بن أحمد بن عبد الله بن القاسم (ج2\32\40)
وقال تلميذه العلامة صديق حسن خان مانصه :
( قلت ( صديق خان ) : والذهب الراجح فيه على ماذهب اليه العلماء المحققون الجامعون بين العلم والعمل والشرع والسلوك " السكوت في شأنه " ، وصرف كلامه المخالف لظاهر الشرع الى محامل حسنة ، وكف اللسان عن تكفيره وتكفير غيره من المشائخ الذين ثبت تقواهم في الدين ، وظهر علمهم في الدنيا بين المسلمين ، وكانوا ذروة عليا من العمل الصالح ، ومن ثم رأيت شيخنا الامام العلامة الشوكاني في الفتح الرباني مال الى ذلك ، وقال : " لكلامه محامل " ، ورجع عما كتبه في أول عمره بعد أربعين سنة)
ثم قال بعده بخمسة أسطر : ( وأقول في هذا الكتاب : إن الصواب ماذهب اليه الشيخ أحمد السهرندي - مجدد الالف الثاني - ، والشيخ الاجل مسند الوقت أحمد ولي الله - المحدث الدهلوي - ، والإمام المجتهد الكبير محمد الشوكاني من قبول كلامه الموافق لظاهر الكتاب والسنة ، وتأويل كلامه الذي يخالف ظاهرهما ، تأويله بما يستحسن من المحامل الحسنة ، وعدم التفوه ، فيه بما لا يليق ، بأهل العلم والهدى ، والله أعلم بسرائر الخلق وضمائرهم )
انتهى المطلوب .
التاج المكلل ( ص 179 طبعة المطبعة الهندية العربية 1382 هـ - 1963 ، بتحقيق الدكتور عبد الحكيم شرف الدين ) ،
لاحظوا احبتنا أن الشوكاني تراجع بصريح العبارة عن الصوارم الحداد بينما نرى الوهابية لايزالون ينشرون ويحتفوا به بل وينقلون منه !!
فهل رايتم كذب مثل ذلك وهل رايتم تزوير أقبح من هذا ولماذا لامتلاك حجة تكفير المسلمين وايذاء أولياء الله فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
**********
11- قول الوهابية بتكفير الإمام السبكي للشيخ الأكبر رضي الله عنهم وارضاهم.
فتقول الوهابية
ومنهم: تقي الدين السبكي: ((ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء.
فنقول
الإمام السُّبكي معروف موقفه من ابن تيميّة وفي فتاواه (2/575) تَجِد ثناءه على الإمام ابن عطاء الله السكندري الشاذلي وينقل عنه نبذٌ من التّأويل الإشاري على وجهِ الإقرار ،
هذا فضلاً عن كلام الإمام في أصناف علوم الصُّوفيّة من فناء ورجاء وخوف وحب ، وهذا النقل في مغني المحتاج للشربيني (3ـ61) وكذلك ايضاً جاء رجوع الامام السبكي عن هذا القول.
سبحان الله ففي مغني المحتاج في الجزء الثالث في الصفحة 61 ولا ادري لماذا لم يكمل الوهابية كتابة ما وجدوه في المغني
فبعد الكلام المنقول والذي اخره أن الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر قال شيخنا والكلام للشربيني وهم الذين ظاهر كلامهم عند غيرهم الاتحاد قال والحق انهم مسلمون اخيار وكلامهم جار على اصطلاحهم كسائر الصوفية وهو حقيقة عندهم في مرادهم وان افتقر عند غيرهم ممن لو اعتقد ظاهره عنده كفر الى تاويل اذ اللفظ المصطلح عليه حقيقة في معناه الاصطلاحي مجاز في غيره فالمعتقد منهم لمعناه معتقد لمعنى صحيح وقد نص على ولاية ابن عربي جماعةعلماء عارفون بالله تعالى منهم الشيخ تاج الدين بن عطاء الله والشيخ عبد الله اليافي ولا يقدح فيه وفي طائفته ظاهر كلامهم المذكور عند غير الصوفية لما قلناه.
فالى متى سيبقى الاخوة الوهابية يلوون اعناق النصوص ويبترونها وياخذون ما يعجبهم من الجمل ويتركون ما يرد على عقائدهم سبحانك ربي هذا بهتان عظيم
جاء في الفتاوى الحديثية ( ذيل الفتاوى ) ( ص 51 طبعة مصطفى الحلبي الطبعة الثانية ) للعلامة ابن حجر الهيتمي ما نصه :
( وسئل: في التصوف ما ملخص ما يقولونه في ابن عربي وابن الفارض وطائفتهما هل هم محقون أم مبطلون وما الدليل على ذلك أوضحوا لنا الجواب وابسطوه بسطا شافيا؟
فأجاب : ملخص ما نعتقده في ابن عربي وابن الفارض وتابعيهما بحق الجارين على طريقتهما من غاية إتقان علوم المعاملات والمكاشفات ، ومن غاية الزهد والورع والتجرد ، والانقطاع إلى الله في الخلوات والدأب على العبادات ونسيان الخلق جملة واحدة، ومعاملة الحق، ومراقبته في كل نفس كما تواتر كل ذلك عن هذين الرجلين العظيمين أنهم طائفة أخيار أولياء أبرار بل مقربون، ومن رق السوى أحرار لا مرية في ذلك ولا شك إلا عند من لا بصيرة له، وكفاك حجة على ولايتهما تصريح كثيرين من الأكابر بها، وبأنهما من الأخيار المقربين كالشيخ العارف الإمام الفقيه المحدث المتقن عبد الله اليافعي نزيل مكة المشرفة وعالمها ، ومن ثم قال الأسنوي في "ترجمته": فاضل الأباطح وعالمها، وقال الحمد لله الذي ابتدأ كتبنا بالشافعي وختمها باليافعي، وكالشيخ الإمام المجمع على جلالته وعلمه بمذهب مالك وغيره، وعلى معرفته التاج بن عطاء الله وناهيك بحكمه وتنويره دليل على ذلك، حتى قالوا: كادت الحكم أن تكون قرآنا يتلى، وكالشيخ الإمام العلامة المحقق الشافعي الأصولي التاج السبكي
وكشيخنا خاتمة المتأخرين وواسطة جمع المحققين زكريا الأنصاري وكالشيخ العلامة البرهان بن أبي شريف وناهيك أيضا بهذين العالمين )
ذكر الإمام الشعراني رحمه الله تعالى عن الشيخ سراج الدين المخزومي في كتابه اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر (ص10) ما نصه :
(( وقال الشيخ سراج الدين المخزومي رحمه الله تعالى : كان شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي ينكران على الشيخ في بداية أمرهما ثم رجعا عن ذلك حين تحققا كلامه وتأويل مراده وندما على تفريطهما في حقه في البداية وسلما له الحال فيما أشكل عليهما عند النهاية ، فمن جملة ما ترجمه به الإمام السبكي : كان الشيخ
محيي الدين آية من آيات الله تعالى وإنّ الفضل في زمانه رمى بمقاليده إليه.
ومن جملة ما قاله الشيخ سراج الدين البلقيني رحمه الله تعالى فيه حين سئل عنه : إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي الدين ـ إلى أن قال ـ ولقد كذب والله وافترى من نسبه إلى القول بالحلول والاتحاد ، ولم أزل أتتبع كلامه في العقائد وغيرها وأكثر من النظر في أسرار كلامه ورابطه حتى تحققت بمعرفة ما هو عليه من الحق ، ووافقت الجمّ الغفير المعتقدين له من الخلق وحمدت الله عزّ وجلّ إذا لم أكتب في ديوان الغافلين عن مقامه الجاحدين لكراماته وأحواله )) اهـ.
وقال في (ص11) ما نصه :
(( قال المخزومي رحمه الله : ولقد بلغنا أنّ الشيخ تقي الدين السبكي تكلم في شرحه للمنهاج في حق الشيخ محيي الدين بكلمة ثم استغفر بعد ذلك وضرب عليها فمن وجدها في بعض النسخ فليضرب عليها كما هو في نسخة المؤلف ، قال : مع أنّ السبكي قد صنف كتاباً في الردّ على المجسّمة والرافضة وكتب الأجوبة العلمية في الرد على ابن تيمية ولم يصنف قط شيئاً في الرد على الشيخ محي الدين مع شهرة كلامه بالشام وقراءة كتبه في الجامع الأموي وغيره بل كان يقول : ليس الرد على الصوفية مذهبي لعلو مراتبهم ، وكذلك كان يقول الشيخ تاج الدين الفركاح ثم قال : فمن نقل عن الشيخ تقي الدين السبكي أو عن الشيخ سراج الدين البلقيني أنهما بقيا على إنكارهما على الشيخ محيي الدين إلى أن ماتا فهو مخطئ )) اهـ.
**********
12- نقل عن الإمام ابن جماعة في تكفير ابن عربي
فنقول هذا الكلام نقل عن الإمام تقي الدين الفاسي وهو يحتاج إلى إثبات لان ورد عكسه كما أن الإمام الفقيه الحافظ المؤرخ ابن الصيرفي في في إنباء الهَصر بأنباء العصر وهو من معاصري الإمام البقاعي رد عليه تكفير ابن الفارض والشيخ الأكبر في في سرد الأحداث فكان يترحم عليهم ويذكرهم بقدس الله سرهم وهكذا
وكان الإمام الصيرفي ممن تلقي العلم على السراج البلقيني والحافظ الزين العراقي وقرأ الأصول على العز بن جماعة ولم ينقل الينا شئ من هذا.
قال الشيخ الشعراني في "لطائف المنن" ما نصه (ص/394)
: "وليحذر أيضا من مطالعة كتب الشيخ محي الدين بن عربي رضي الله تعالى عنه لعلو مراقيها، ولما فيها من الكلام المدسوس على الشيخ لا سيما الفصوص والفتوحات المكية، فقد أخبرني الشيخ أبو طاهر عن شيخه عن الشيخ بدر الدين بن جماعة أنه كان يقول: جميع ما في كتب الشيخ محي الدين من الأمور المخالفة لكلام العلماء فهو مدسوس عليه، وكذلك كان يقول الشيخ مجد الدين صاحب القاموس في اللغة.
قلتُ –الشعراني-: وقد اختصرتُ الفتوحات المكية وحذفتُ منها كل ما يخالف ظاهر الشريعة، فلما أخبرت بأنهم دسوا في كتب الشيخ ما يوهم الحلول والاتحاد وَرَد عليّ الشيخ شمس الدين المدني بنسخة الفتوحات التي قابلها على خط الشيخ بقونية فلم أجد فيها شيئا من ذلك الذي حذفته ففرحتُ بذلكَ غاية الفرح، فالحمد لله على ذلك" انتهى كلام الشعراني.
للمعلوميّة ، فإنّ الإمام ابن جماعة أشعري اشتغل كثيرًا بالرّد على الحشويّة
، فمن كُتُبُه في الرّد على المشبّهة :
- إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل
- التنزيه في إبطال حجج التّشبيه
- الرّد على المشبّهة في قوله تعالى { الرحمن على العرش استوى}
يقول عنه الذّهبي -كما في معجم الشيوخ (ص449) وشذرات الذهب
(6/106) - : ((أشعري فاضل)) !
وكلنا نعلم مدي حساسية كلمة اشعري عند الوهابية فالعجب من القوم
**********
11- اما ما ينقل هؤلاء الوهابية من أسماء مجهولة معاصرة أو أقول بدون سند
فلا ينظر اليها فمنذ متى ويقبل تجريح عالم بقول مقطوع لا تطمئن اليه النفس ومنذ متى أصبح القول بدون سند مرجع للتجريح فهذه قاعدة وهابية جديدة وإذا بحثوا واستفاضوا ما وجدوا لاقوالهم سند متصل ليثبتوا كفر الشيخ الأكبر رضي الله عنه الا ما عندهم من بعض المشايخ كابن تيمية والبقاعي والفاسي ولا قول واحد مسند واما معاصريهم فلا ينظر لاقوالهم في الأصل فهم قوم بهتان كما هو معروف.
*********
12- قولهم أن الشيخ الأكبرر يقول بالحلول وووحدة الوجود الكفرية
نقول فما وجد من كلامه يحتمل ظاهره هذا المعتقد فإنه مؤول على غير ظاهره، ومنه ما هو مدسوس عليه
ويكفينا ما ورد عنه رحمه الله ورضي عنه: في الفتوحات المكية في باب وصل في أسرار أمّ القرآن:
((ذات الحق ليست ذات العبد ، إذ لا طاقة للمحدَث على حمل القديم ))
قال في باب الأسرار:
((من قال بالحلول فهو معلول، فإِن القول بالحلول مرض لا يزول، وما قال بالاتحاد إِلا أهل الإِلحاد، كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل والفضول))
[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في باب الأسرار أيضاً:
((الحادث لا يخلو عن الحوادث، ولو حل بالحادثِ القديمُ لصح قول أهل التجسيم، فالقديم لا يحل ولا يكون محلاً)) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة بعد كلام طويل:
((وهذا يدلك على أن العالم ما هو عين الحق، ولا حل فيه الحق، إِذ لو كان عينَ الحق، أو حلَّ فيه لما كان تعالى قديماً ولا بديعاً))[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في الباب الرابع عشر وثلاثمائة:
((لو صحَّ أن يرقى الإِنسان عن إِنسانيته، والمَلكُ عن ملكيته، ويتحد بخالقه تعالى، لصحَّ انقلاب الحقائق، وخرج الإِله عن كونه إِلهاً، وصار الحق خلقاً، والخلق حقاً، وما وثق أحد بعلم، وصار المحال واجباً، فلا سبيل إِلى قلب الحقائق أبداً)) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
يقول الشعراني رحمه الله تعالى:
((ولعمري إِذا كان عُبَّاد الأوثان لم يتجرؤوا على أن يجعلوا آلهتهم عين الله؛ بل قالوا: ما نعبدهم إِلا ليقربونا إِلى الله زلفى، فكيف يُظَن بأولياء الله تعالى أنهم يدَّعون الاتحاد بالحق على حدٌّ ما تتعقله العقول الضعيفة؟! هذا كالمحال في حقهم رضي الله تعالى عنهم، إِذ ما مِن وليٌّ إِلا وهو يعلم أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق، وأنها خارجة عن جميع معلومات الخلائق، لأن الله بكل شيء محيط)) [اليواقيت والجواهر ج1 ص83].
ويقول الشيخ الأكبر صراحة في الباب الخامس والثمانين ومائة:
"إذ يستحيل تبدّل الحقائق؛ فالعبد عبد، والرب رب، والحق حق، والخلق خلق".الفتوحات المكية: ج2ص371.
ويقول أيضاً:
"فلا يجتمع الخلق والحق أبداً في وجه من الوجوه، فالعبدُ عبدٌ لنفسه، والربُّ ربٌّ لنفسه، فالعبودية لا تصح إلا لمن يعرفها فيعلم أنه ليس فيها من الربوبية شيء، والربوبية لا تصح إلا لمن يعرفها فيعرف أنه ليس فيها من العبودية
شيء."
الفتوحات المكية: ج3ص378.
وقال:
من فصل بينك وبينه أثبت عينك وعينه؛ ألا تراه
تعالى قد أثبت عينك وفصل كونك بقوله، إن كنت تنتبه،
"كنت سمعه الذي يسمع به"، فأثبتك بإعادة الضمير إليك ليدل عليك. وما قال بالاتحاد إلا
أهل الإلحاد.الفتوحات المكية: ج4ص372
وفي الباب الثامن والأربعين ومائتين قال:
"ومن قال بالحلول فهو معلول".الفتوحات المكية: ج4ص379
وفي الباب الثالث عشر وثلاثمائة قال:
"والحق تعالى منزّه الذات عن الحلول في الذوات".
الفتوحات المكية: ج3ص52، وكذلك: ج2ص614
**********
13- قولهم أن الشيخ الأكبر يقول بسقوط التكاليف
يقول العلامة الشعراني رحمه الله تعالى:
(وقد ذكر الشيخ محي الدين أنه لا يجوز لولي قط المبادرة إِلى فعل معصية اطلع من طريق كشفه على تقديرها عليه، كما لا يجوز لمن كُشف له أن يمرض في اليوم الفلاني من رمضان، أن يبادر للفطر في ذلك اليوم، بل يجب عليه الصبر حتى يتلبس بالمرض، لأن الله تعالى ما شرع الفطر إِلا مع التلَبُّس بالمرض أو غيره من الأعذار، قال: وهذا مذهبنا ومذهب المحققين من أهل الله عز وجل)
[مجلة العشيرة المحمدية عدد محرم 1381 ص21]." اهـ.
(حقائق عن التصوف للشيخ عبد القادر عيسى - الباب الخامس تصحيح الأفكار عن التصوف - الدس على العلوم الإسلامية -ص 508-513)
**********
14- بعض الأقوال الأخرى
فاعلم حياك الله أن للقوم مصطلحات لا يعرفها إلا أهلها وهناك من المدسوسات الكثير من الحساد وهذا ما سنوضحه كما أن هذه الأقوال متأوله وقد نص الائمة على ذلك.
ومن قال لماذا اصطلح الشيخ ابن عربي بمصطلحات لا يعرفها إلا أهلها؟؟
نقول يرد عليكم
قال ابن كمال باشا بما صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لمن جعل من عباده العلماء المصلحين، ورثةَ الأنبياءَ والمرسلين، والصلاة والسلام على محمد المبعوث لإصلاح الضَّالين والمُضلِّين، وآله وأصحابه المُجدِّين لإجراء الشرع المبين.
وبعد: أيُّها الناس! اعلموا أن الشيخ الأعظم، المقتدى الأكرم، قطب العَارفين، وإمام الموحدين، محمد بن علي بن العربي الطائي الأندلسي، مجتهد كامل، ومرشد فاضل، له مناقب عجيبة، وخَوَارق غريبة، وتلامذة كثيرة، مقبولة عند العلماء والفضلاء، فمن أنكره فقد أخطأ، وإن أصرَّ في إنكاره فقد ضلَّ، يجب على السلطان تأديبه، وعن هذا الاعتقاد تحويله، إذ السلطان مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وله مُصنّفات كثيرة، منها: "فصوص حكمية" و"فتوحات مكيّة". وبعض مسائلها معلوم اللفظ والمعنى، وموافق للأمر الإلهيّ والشرع النبوي، وبعضها خفي عن إِدْرَاكِ أهل الظّاهر دون أهل الكشف والباطن، فمن لم يطلع على المعنى المرام يجب عليه السكوت في هذا المقام، لقوله تعالى:]وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إنَّ السَّمْعَ والبَصَرَ والفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كان عَنْهُ مَسْئولاً[ [ الإسراء: 36]،
والله الهادي إلى سبيل الصواب، وإليه المرجع والمآب. انتهى.
"طبقات المجتهدين" وهو مخطوط لم يطبع بعد كما ذكر الزركلي في ترجمته من كتابه "الإعلام"، (1/133
ويرد عليك العلامة ابن عابدين الحنفي
قال العلامة ابن عابدين الحنفي في كتابه رد المحتار على الدر المختار المشهور بحاشية ابن عابدين (16/300):
(( مطلَبٌ فِي حَالِ الشَّيْخِ الْأَكْبَرِ سَيِّدِي مُحْيِي الدِّينِ ابْنِ عَرَبِيٍّ نَفَعَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ ( قَوْلُهُ لِلشَّيْخِ مُحْيِي الدِّينِ بْنِ الْعَرَبِيِّ ) هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَاتِمِيُّ الطَّائِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ الْعَارِفُ الْكَبِيرُ ابْنُ عَرَبِيٍّ ، وَيُقَالُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ .
وُلِدَ سَنَةَ 560 وَمَاتَ فِي رَبِيعٍ سَنَةَ 636 وَدُفِنَ بِالصَّالِحِيَّةِ .
وَحَسْبُك قَوْلُ زَرُّوقٍ وَغَيْرِهِ مِنْ الْفُحُولِ ذَاكِرِينَ بَعْضَ فَضْلِهِ ، هُوَ أَعْرَفُ بِكُلِّ فَنٍّ مِنْ أَهْلِهِ ، وَإِذَا أُطْلِقَ الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ فِي عُرْفِ الْقَوْمِ فَهُوَ الْمُرَادُ ، وَتَمَامُهُ فِي ط عَنْ طَبَقَاتِ الْمُنَاوِيِّ ( قَوْلُهُ بَعْضُ الْمُتَصَلَّفِينَ ) أَيْ الْمُتَكَلِّفِينَ ( قَوْلُهُ لَكِنَّا تَيَقَّنَّا إلَخْ ) لَعَلَّ تَيَقُّنَهُ بِذَلِكَ بِدَلِيلٍ ثَبَتَ عِنْدَهُ أَوْ بِسَبَبِ عَدَمِ اطِّلَاعِهِ عَلَى مُرَادِ الشَّيْخِ فِيهَا وَأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ تَأْوِيلُهَا فَتَعَيَّنَ عِنْدَهُ أَنَّهَا مُفْتَرَاةٌ عَلَيْهِ ؛ كَمَا وَقَعَ لِلْعَارِفِ الشَّعْرَانِيِّ أَنَّهُ افْتَرَى عَلَيْهِ بَعْضُ الْحُسَّادِ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ أَشْيَاءَ مُكَفِّرَةً وَأَشَاعَهَا عَنْهُ حَتَّى اجْتَمَعَ بِعُلَمَاءِ عَصْرِهِ وَأَخْرَجَ لَهُمْ مُسَوَّدَةَ كِتَابِهِ الَّتِي عَلَيْهَا خُطُوطُ الْعُلَمَاءِ فَإِذَا هِيَ خَالِيَةٌ عَمَّا اُفْتُرِيَ عَلَيْهِ هَذَا .
وَمَنْ أَرَادَ شَرْحَ كَلِمَاتِهِ الَّتِي اعْتَرَضَهَا الْمُنْكِرُونَ فَلْيَرْجِعْ إلَى كِتَابِ الرَّدِّ الْمَتِينِ عَلَى مُنْتَقِصِ الْعَارِفِ مُحْيِي الدِّينِ لِسَيِّدِي عَبْدِ الْغَنِيِّ النَّابْلُسِيِّ ( قَوْلُهُ فَيَجِبُ الِاحْتِيَاطُ إلَخْ ) لِأَنَّهُ إنْ ثَبَتَ افْتِرَاؤُهَا فَالْأَمْرُ ظَاهِرٌ ، وَإِلَّا فَلَا يَفْهَمُ كُلُّ أَحَدٍ مُرَادَهُ فِيهَا ، فَيَخْشَى عَلَى النَّاظِرِ فِيهَا مِنْ الْإِنْكَارِ عَلَيْهِ أَوْ فَهِمَ خِلَافَ الْمُرَادِ .
وَلِلْحَافِظِ السُّيُوطِيّ رِسَالَةٌ سَمَّاهَا تَنْبِيهُ الْغَبِيِّ بِتَبْرِئَةِ ابْنِ عَرَبِيٍّ ذَكَرَ فِيهَا أَنَّ النَّاسَ افْتَرَقُوا فِيهِ فِرْقَتَيْنِ : الْفِرْقَةُ الْمُصِيبَةُ تَعْتَقِدُ وِلَايَتَهُ ، وَالْأُخْرَى بِخِلَافِهَا.
ثُمَّ قَالَ : وَالْقَوْلُ الْفَصْلُ عِنْدِي فِيهِ طَرِيقَةٌ لَا يَرْضَاهَا الْفِرْقَتَانِ ، وَهِيَ اعْتِقَادُ وِلَايَتِهِ وَتَحْرِيمُ النَّظَرِ فِي كُتُبِهِ .
فَقَدْ نُقِلَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : نَحْنُ قَوْمٌ يَحْرُمُ النَّظَرُ فِي كُتُبِنَا ، وَذَلِكَ أَنَّ الصُّوفِيَّةَ تَوَاطَئُوا عَلَى أَلْفَاظٍ اصْطَلَحُوا عَلَيْهَا وَأَرَادُوا بِهَا مَعَانِيَ غَيْرَ الْمَعَانِي الْمُتَعَارَفَةِ مِنْهَا بَيْنَ الْفُقَهَاءِ ، فَمَنْ حَمَلَهَا عَلَى مَعَانِيهَا الْمُتَعَارَفَةِ كَفَرَ ؛ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْغَزَالِيُّ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ ، وَقَالَ إنَّهُ شَبِيهٌ بِالْمُتَشَابِهِ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ كَالْوَجْهِ وَالْيَدِ وَالْعَيْنِ وَالِاسْتِوَاءِ .
وَإِذَا ثَبَتَ أَصْلُ الْكِتَابِ عَنْهُ فَلَا بُدَّ مِنْ ثُبُوتِ كُلِّ كَلِمَةٍ لِاحْتِمَالِ أَنْ يهدَسَّ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ مِنْ عَدُوٍّ أَوْ مُلْحِدٍ أَوْ زِنْدِيقٍ وَثُبُوتُ أَنَّهُ قَصَدَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ الْمَعْنَى الْمُتَعَارَفَ ، وَهَذَا لَا سَبِيلَ إلَيْهِ ، وَمَنْ ادَّعَاهُ كَفَرَ لِأَنَّهُ مِنْ أُمُورِ الْقَلْبِ الَّتِي لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا إلَّا اللَّهُ تَعَالَى .
وَقَدْ سَأَلَ بَعْضُ أَكَابِرِ الْعُلَمَاءِ بَعْضَ الصُّوفِيَّةِ : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنَّكُمْ اصْطَلَحْتُمْ عَلَى هَذِهِ الْأَلْفَاظِ الَّتِي يُسْتَشْنَعُ ظَاهِرُهَا؟؟ فَقَالَ غَيْرُهُ : (حفاظاً) عَلَى طَرِيقِنَا هَذَا أَنْ يَدَّعِيَهُ مَنْ لَا يُحْسِنُهُ وَيَدْخُلُ فِيهِ مَنْ لَيْسَ أَهْلَهُ ، وَالْمُتَصَدِّي لِلنَّظَرِ فِي كُتُبِهِ أَوْ إقْرَائِهَا لَمْ يَنْصَحْ نَفْسَهُ وَلَا غَيْرَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَلَا سِيَّمَا إنْ كَانَ مِنْ الْقَاصِرِينَ عَنْ عُلُومِ الظَّاهِرِ فَإِنَّهُ
يَضِلُّ وَيُضِلُّ ، وَإِنْ كَانَ عَارِفًا فَلَيْسَ مِنْ طَرِيقَتِهِمْ إقْرَاءُ الْمُرِيدِينَ لِكُتُبِهِمْ ، وَلَا يُؤْخَذُ هَذَا الْعِلْمُ مِنْ الْكُتُبِ ا هـ مُلَخَّصًا .
وَذَكَرَ فِي مَحَلٍّ آخَرَ : سَمِعْت أَنَّ الْفَقِيهَ الْعَالِمَ الْعَلَّامَةَ عِزَّ الدِّينِ بْنَ عَبْدِ السَّلَامِ كَانَ يَطْعَنُ فِي ابْنِ عَرَبِيٍّ وَيَقُولُ هُوَ زِنْدِيقٌ ، فَقَالَ لَهُ يَوْمًا بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أُرِيدُ أَنْ تُرِيَنِي الْقُطْبَ فَأَشَارَ إلَى ابْنِ عَرَبِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ أَنْتَ تَطْعَنُ فِيهِ : فَقَالَ حَتَّى أَصُونَ ظَاهِرَ الشَّرْعِ أَوْ كَمَا قَالَ .
وَلِلْمُحَقِّقِ ابْنِ كَمَالٍ بَاشَا فَتْوَى قَالَ فِيهَا بَعْدَ مَا أَبْدَعَ فِي مَدْحِهِ : وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيرَةٌ : مِنْهَا فُصُوصٌ حُكْمِيَّةٌ وَفُتُوحَاتٌ مَكِّيَّةٌ بَعْضُ مَسَائِلِهَا مَفْهُومُ النَّصِّ وَالْمَعْنَى وَمُوَافِقٌ لِلْأَمْرِ الْإِلَهِيِّ وَالشَّرْعِ النَّبَوِيِّ ؛ وَبَعْضُهَا خَفِيٌّ عَنْ إدْرَاكِ أَهْلِ الظَّاهِرِ دُونَ أَهْلِ الْكَشْفِ وَالْبَاطِنِ ، وَمَنْ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى الْمَعْنَى الْمُرَامِ يَجِبْ عَلَيْهِ السُّكُوتُ فِي هَذَا الْمَقَامِ وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى - { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } )) انتهى كلام الشيخ ابن عابدين الحنفي
أقول: نتبين مما سبق أنه لا يجوز لأحد أن ينكر على أهل التصوف وما هو موجود في كتبهم إلا إذا كان عارفاً بألفاظهم ومعنى مصطلحاتهم التي يصطلحون عليها، وإلا فالمنكر عليهم ينكر على ما هو ليس بمقصود من كلامهم.
يقول ا لإمام الحداد:
لاتعلق خاطرك بالشيخ ابن عربي ولابأضرابه فإن ذلك معجزة، وربما دعا بعض الناس إلى الدعوى بما لا يفعله ..
فعليك بالعلوم الغزالية وماجرى مجراها من الصوفيات والفقهيات التي هي علوم الشرع ، وصريح الكتاب والسنة..
فثم السلامة والغنيمة ، واحترز مما سوى ذلك فإنه ربما يشوش للإنسان سلوكه
وسأله بعضهم عل من ينكر على ابن عربي، فقال: هو جدير بالإنكار عليه ولكن ممن فوقه
الإمام العدني أبي بكر بن عبدالله العيدروس:
يقول: "لاأذكر أن والدي ضربني ولاانتهرني قط إلا مرة واحدة لما رأى بيدي جزءا من الفتوحات المكية لابن عربي فغضب غضبا شديدا فهجرتها من يومئذ "..
ثم يقول: وكان والدي ينهى عن مطالعة كتاب الفتوحات والفصوص لابن عربي .. ويأمر بحسن الظن فيه إلا أن كتبه اشتملت على حقائق لايدركها إلا أرباب النهايات وتضر بأرباب البدايات"..
- وقبل أن يستنكر أحدهم على البدايات والنهايات نقول:
هذا مانسميه المستوى اليوم، لأن أمثال تلك المؤلفات لاتتلاءم مع المبتدئ في الطريق ، خصوصا أن تلك الكتب لم تظهر في بداية سلوك المؤلف حتى يظن المطلع أنها مفيدة للمبتدئ ، وإنما صنفها بعد بلوغه مرحلة ناضجة جعلته يعبر حسب وعيه بهذا الإبهام والإيهام ، ولاحاجة للسالك فيهما ..
أما أهل النهايات ، ومن نسميهم أهل التخصص والإطلاع فإن مثل هذه الوهو لاتؤثر على سلوكهم ولاتضر سيرهم في الغالب .. إلا من أراد الله له الإنزلاق والعياذ بالله.. اهـ
قال العلامة ابن حجر الهيتميً في الفتاوى الحديثية
( ص 297 طبعة مصطفى الحلبي الطبعة الثانية ) :
( وسئل رضي الله عنه وأدام النفع به آمين : ما حكم مطالعة كتب ابن عربي وابن الفارض ؟ .
فأجاب بقوله : حكمهما أنها جائزة مطالعة كتبهما بل مستحبة ، فكم اشتملت تلك الكتب على فائدة لا توجد في غيرها وعائدة لا تنقطع هواطل خيرها وعجيبة من عجائب الأسرار الإلهية التي لا ينتهي مدد خيرها ، وكم ترجمت من مقام عجز عن الترجمة عنه من سواها وأظهرت من العبارة الوفية عن حال أعجز حال من عداها ، ورمزت من رموز لا يفهمها إلا العارفون ولا يحوم حول حمومة حماها إلا الربانيون الذين هم بين بواطن الشريعة وأحكام ظواهرها على أكمل ما ينبغي جامعون ، فلذلك كانوا بفضل مؤلفيها معترفين وعلى ما فيها من الأخلاق والأحوال والمعارف والمقامات والكمالات هم المعولون ، ولم لا وهذان الإمامان المذكوران في السؤال من أئمة السلوك والمعارف ، ومن الأخيار الذين منحهم الله غايات اللطائف ولطائف العوارف ، وزوى عن قلوبهم محبة من سواه تعالى وعمرها بذكره وشهوده وأسبغ عليها رضاه ، وفرغهم له فقاموا بواجب خدمته حسب الطاقة البشرية ، وأجرى عليهم من سوابغ قربه وحقائق الوحدانية الفردانية ، فتوسلا إليك الهم أن تهل على جدثيهما هواطل الرحمة والرضوان . وأن تسكنهما من قرك الأكبر أعلى فراديس الجنان إنك أنت الحنان المنان ، هذا وإنه قد طالع هذه الكتب أقوام عوام جهلة طغام فأدمنوا مطالعتها مع دقة معانياه ورقة إشاراتها وغموض مبانيها وبنائها على اصطلاح القوم السالمين عن المحذور واللوم وتوقف فهمها بكمالها على إتقان العلوم الظاهرة والتحلي بحقائق الأحوال والأخلاق الباهرة ، ولذلك ضعفت أفهامهم وزلت أقدامهم وفهموا منها خلاف المراد واعتقدوه صوابا فباءوا بخسار يوم التناد وألحدوا في الاعتقاد وهوت بهم
أفهامهم القاصرة إلى هوة الحلول والاتحاد ، حتى لقد سمعت شيئا من هذه المفاسد القبيحة والمكفرات الصريحة من بعض من أدمن مطالعة تلك الكتب مع جهله بأساليبها وعظم ما لها من الخطب ، وهذا هو الذي أوجب لكثير من الأئمة الحط عليها والمبادرة بالإنكار إليها ، ولهم في ذلك نوع عذر لأن قصدهم فطم ألئك الجهلة عن تلك السموم القاتلة لهم لا الإنكار
على مؤلفيها من حيث ذاتهم وحالهم ، وبعض المنكرين يغترون بظواهر ألفاظها وإيهامها خلاف مقصود حفاظها غفلة عن اصطلاحاتهم المقررة وتحقيقاتهم المقررة على القواعد الشرعية المحررة . والحق عدم الإنكار والتسليم فيما برز عن ألئك الأئمة الأطهار مع التشديد على الجهلة
بالقواعد وللاصطلاحات في مطالعة تلك الكتب ، فقد صرح الإمام ابن العربي بحرمة مطالعة كتبهم إلا لمن تحلى بأخلاقهم وعلم معاني كلماتهم الموافقة لاصطلاحاتهم ، ولا تجد ذلك إلا فيمن جد وشمر وجانب السوء وشد المئزر وتطلع من العلوم الظاهرة وتطهر من كل خلق دنيء مما تعلق بالدنيا والآخرة غهذا الذي يفهم الخطاب ويؤذن له في الدخول إذا وقف
على الباب ،/ واله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ) ..
وقد كان شيخ الإسلام المخزومي يقول:
"لا يجوز لأحد من العلماء الإنكار على الصوفية إلا إن سلك طريقهم ورأى أفعالهم وأقوالهم مخالفة للكتاب والسنة. وأما بالإشاعة عنهم؛ فلا يجوز الإنكار عليهم". وأطال في ذلك، ثم قال: "وبالجملة؛ فأول ما يحق على المنكر حتى يسوغ له الإنكار على أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم:
أن يعرف سبعين أمرًا ثم بعد ذلك يسوغ له الإنكار؛ منها:
أ - اطلاعه على تفسير القرآن خلفًا وسلفًا ليعرف أسرار الكتاب والسنة ومنازع الأئمة المجتهدين، ويعرف لغات العرب في مجازاتها واستعاراتها حتى يبلغ الغاية.
ب – ومنها: كثرة الاطلاع على مقامات السلف والخلف في معاني آيات الصفات وأخبارها، ومن أخذ بالظاهر ومن أوّل.
ج - ومنها وهو أهمها: معرفة اصطلاح القوم فيما عبروا عنه من التجلي الذاتي والصوري وما هو الذات وذات الذات، ومعرفة حضرات الأسماء والصفات، والفرق بين الحضرات، والفرق بين الأحدية والواحدية، ومعرفة الظهور والبطون والأزل والأبد، وعالم الكون والشهادة، وعالم الماهية والهوية، والسُكر والمحبة، ثم قال: "فمن لم يعرف مرادهم؛ كيف يحلُّ كلامهم أو ينكر عليهم بما هو ليس من مرادهم " اهـ.
قال شيخ الأزهر عبدالحليم محمود رحمه الله :
( فلا بد أن يبلغ الإنسان المستوى أو يقارب المستوى ، وحينئذ سيقول كما قال أسلافنا الذين بلغوا المستوى أو قاربوه : رضي الله عن سيدنا محيي الدين بن عربي )
قضية التصوف المنقذ من الضلال لعبدالحليم محمود 163
وفي تأويل كلام الائمة والأولياء من أقوال الائمة الاجلاء
ولتعلم أن أهل الجفاء والتسرع يتسرعون في فهم هذه النصوص ويسيئون الظن بالعلماء ولا يعرفون للعلماء فضلاً ولا قدراً ، ولا يبحثون لهم عذراً .
وأما أهل التوسط والاقتصاد فهم يعرفون للعلماء فضلهم وقدرهم ومرتبتهم ، ويتحرون لكلامهم تأويلاً حسناً ، ويردون أقوالهم المتشابهة المحتملة إلى أقوالهم المحكمة الصريحة
يقول الإمام النووي
ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين " عن الشيخ أبي الخير التيناني [ ت 343 هـ ] حكاية ظاهرها الإنكار قال : " قلت : قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا ، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك ، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن ! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك ، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها . وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا ؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ .
وكذلك في الشيخ الأكبر قال الإمام الشوكاني وغيره
قال تلميذه العلامة صديق حسن خان مانصه :
( قلت ( صديق خان ) : والذهب الراجح فيه على ماذهب اليه العلماء المحققون الجامعون بين العلم والعمل والشرع والسلوك " السكوت في شأنه " ، وصرف كلامه المخالف لظاهر الشرع الى محامل حسنة ، وكف اللسان عن تكفيره وتكفير غيره من المشائخ الذين ثبت تقواهم في الدين ، وظهر علمهم في الدنيا بين المسلمين ، وكانوا ذروة عليا من العمل الصالح ، ومن ثم رأيت شيخنا الامام العلامة الشوكاني في الفتح الرباني مال الى ذلك ، وقال : " لكلامه محامل " ، ورجع عما كتبه في أول عمره بعد أربعين سنة)
ثم قال بعده بخمسة أسطر : ( وأقول في هذا الكتاب : إن الصواب ماذهب اليه الشيخ أحمد السهرندي - مجدد الالف الثاني - ، والشيخ الاجل مسند الوقت أحمد ولي الله - المحدث الدهلوي - ، والإمام المجتهد الكبير محمد الشوكاني من قبول كلامه الموافق لظاهر الكتاب والسنة ، وتأويل كلامه الذي يخالف ظاهرهما ، تأويله بما يستحسن من المحامل الحسنة ، وعدم التفوه ، فيه بما لا يليق ، بأهل العلم والهدى ، والله أعلم بسرائر الخلق وضمائرهم ) انتهى المطلوب .
التاج المكلل ( ص 179 طبعة المطبعة الهندية العربية 1382 هـ - 1963 ، بتحقيق الدكتور عبد الحكيم شرف الدين ) ،
و قال الشوكاني :
( وحاصله أن الذي يجب علينا عند الوقوف على شيء مما فيه ما لا يجوز اعتقاده من مؤلفات المتقدمين أو أشعارهم أو خطبهم أو رسائلهم أن نحكم على ذلك الموجود بما يستحقه ويقتضيه ، ونوضح للناس ما فيه ونحذرهم عن العمل به والركون إليه ، ونكل أمر قائله إلى الله مع التأويل له بما يمكن وإبداء المعاذير له بما لا يرده الفهم ويأباه العقل )
رسالة في وجوب توحيد الله عز وجل ، ص 105
وكذلك قال العلامةُ مجد الدين الفيروزابادي ما أجاب به على سؤال رفع إليه، لفظه:
ما تقول العلماء –شدَّ الله بهم أزر الدِّين ولمَّ بهم شعث المسلمين- في الشيخ محيي الدِّين بن العربي، وفي كتبه المنسوبة إليه، كـ "الفتوحات" و"الفُصوص" وغيرهما، هل تحلُّ قراءتها وإقراؤها للناس أم لا؟ أفتونا مأجورين. فأجاب –رحمه الله رحمة واسعة-: اللهم أنطقنا بما في رضاك، الذي أقوله في حال المسؤول عنه، وأعتقده وأدين لله سبحانه وتعالى به، أنه كان شيخ الطريقة حالاً وعلماً، وإمام الحقيقة حدَّاً ورسماً، ومحيي رسول الله المعارف فعلاً واسماً. إذا تغلغل فكر المرء في طرف من بحرهِ غرقت فيه خواطره في عُبَاب لا تدركه الدَّلاء، وسحاب تتقاصر عنه الأنواء. وأما دعواته فإنها تخرق السبع الطباق، وتفترق بركاته فتملأ الآفاق، وإني أصفه، وهو يقيناً فوق ما وصفته، وغالب ظني أني ما أنصفته:
وَمَا عَليَّ إذا ما قلتُ معتَقدي
دَعِ الجَهولَ يَظُن الجَهْلَ عُدْوَانَا
والله تاللهِ بالله العظيمِ وَمَنْ
أقَامَهُ حُجَّةً للهِ بُرْهَانَا
إِنَّ الذي قُلتُ بعضٌ من مَنَاقبهِ
مَا زِدْتُ إلاَّ لَعَلِّي زِدْتُ نُقْصَانَا
وأما كتبه فإنها البحار الزَّواخر، جواهرها لا يُعْرَفُ لها أولٌ من آخر، ما وضع الواضعون مثلها، وإنما خصَّ الله بمعرفتها أهلها، فمن خواص كتبه أنه من لازم مطالعتها والنظر فيها انحل فهمه لحل المشكلات وفهم المعضلات، وهذا ما وصلت إليه طاقتي في مدحه، والحمد لله رب العالمين.
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 3 / 193 – 194 )
يقول الشيخ أحمد المقري المغربي في كتابه "زهر الرِّياض في أخبار عياض"
والذي عند كثير من الأخيار في أهل هذه الطريقة التسليم، ففيه السَّلاَمة. وهي أحوط من إرسال العِنَان وقولٍ يعود على صاحبه بالمَلاَمَة. وما وقع لابن حجر، وأبي حَيَّان في "تفسيره"، من إطلاق اللسان في هذا الصِّدِّيق وأنظاره، فذلك من غَلَسَ الشيطان. والذي أعتقده ولا يصح غيره، أنه الإمام ابن عربي وليٌّ صالحٌ، وعالمٌ ناصحٌ، وإنما فَوَّق إليه سهامَ المَلاَمة من لم يفهم كلامه، على أن دُسَّتْ في كتبه مقالات قَدْرُهُ يجلّ عنها. وقد تعرض من المتأخرين وَلِي الله الرَّباني سيدي عبد الوهاب الشَّعْرَاني –نفعنا الله به- لتفسير كلام الشيخ على وجه يليق، وذكر من البراهين على ولايته ما يثلج صدور أهل التحقيق، فليطالع ذلك من أراده، والله وليُّ التوفيق. انتهى كلام المقري.
وترجَمَهُ الشيخ ابن العماد الحنبلي [ ت 1089 هـ ] للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي
في " شذرات الذهب " ترجمةً ضافيةً ؛ مبينًا المنهج الصحيح الذي ينبغي سلوكه في الأدب مع أولياء الله تعالى بحمل ما ينسب إليهم من عبارات موهمة على محامل حسنة ؛
حيث يقول ناقلاً ومؤكداً :
" وقع له في تضاعيف كتبه كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها ، وكانت سببًا لإعراض كثيرين ممن لم يحسنوا الظن به ، ولم يقولوا كما قال غيرهم من الجهابذة المحققين والعلماء العاملين والأئمة الوارثين : إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد ، وإنما المراد أمور اصطلح عليها متأخرو أهل الطريق ؛ غَيْرةً عليها حتى لا يدعيَها الكذابون ، فاصطلحوا على الكناية عنها بتلك الألفاظ الموهمة خلافَ المراد غير مبالين بذلك ؛ لأنه لا يمكن التعبير عنها بغيرها "" اهـ .
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 192 – 194 )
قال الإمام ابن القيم (691-751هـ) :
( فَكَثِيرًا مَا يُحْكَى عَنْ الأَئِمَّةِ مَا لاَ حَقِيقَةَ لَهُ )
(إعلام الموقعين لابن القيم (3/286))
وعن علي كرم الله تعالى وجهه :
( لا تنظر إلى من قال و انظر إلى ما قال )
(تفسير الألوسي (11/188) .)
**********
14- المدسوسات على الشيخ الأكبر
اعلم رحمك الله أن اهل الزندقة دسوا في جميع العلوم ولذلك وجدت العلوم الإسلامية لتحفظ لنا هذا الدين فقد دس في الاحاديث وهو ما يسمي بالموضوعات ودس في التفاسير وغيرها من كتب الائمة وكذلك في العقائد وقد دس كتب كاملة علي الائمة والعلماء وهذا لا ينكره الا جاهل
وكذلك دس علي الشيخ الاكبر قدس الله سره دس اهل الكفر والالحاد مثل باقي كتب العلوم.
وفي ذلك نورد هذه الاقوال
الدس على العلوم الإِسلامية
التفسير ـ الحديث ـ التاريخ ـ التصوف
لقد تعرض الإِسلام منذ انبثاق فجره إِلى خصوم أشداء، وأعداء ألِدَّاء حاولوا تقويض بنيانه، وتحطيم أركانه، عن طريق تشويه معالمه، ودس الأباطيل والخرافات في علومه، كما نرى ذلك في التفسير والحديث وفي التاريخ والتصوف.. وغيرها.
أما التفسير: فكثيراً ما نقرأ في كتبه بعض الإِسرائيليات التي ليست إِلا أساطير كاذبة، وعقائد غير إِسلامية، نقلها إِلى الدين الإِسلامي اليهود الذين اعتنقوا الإِسلام غير مخلصين، أو مخلصين ولكن علقت بأذهانهم هذه الأساطير حين كانوا على دين اليهودية، فنقلوها عن كتب أنبيائهم التي
دخلها التحريف والتغيير، وتقبَّلها بعض المسلمين على أنها صحيحة.
وقد وفق الله تعالى علماء المسلمين إِلى تمحيص هذه الإِسرائيليات وتنبيه المسلمين إِلى ضررها، وخصوصاً منها ما يضر بالعقيدة، كالإِخبار بأن أيوب عليه السلام مرض حتى ظهر الدود على جسده، وكنسبة المعاصي إِلى بعض الأنبياء، فقد زعموا أن داود عليه السلام عشق امرأة بعض
جنوده، ثم أَرسلَ زوجَها لبعض المواقع الحربية لقتله، فقُتل وتزوجها. كما زعموا أن يوسف عليه السلام همَّ بامرأة العزيز هَمَّ فُحْشٍ وسوء، ولفَّقوا في ذلك قصصاً وحكايات لا تليق بمقام الرسل الكرام، الذين عصمهم الله من كل سوء وفاحشة.
فالواجب على كل مسلم نبذُ هذه الإِسرائيليات، والاعتماد على المصادر
الإِسلامية الصحيحة الشهيرة.
وأما الحديث: فلقد حاول الدسَّاسون المغرضون تشويه معالم الإِسلام عن طريق وضع أحاديث مكذوبة مفتراة على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ يقصدون بذلك تحطيم العقيدة، ودس الأفكار الهدَّامة ؛ كالتجسيم والتشبيه والفوقية والجهة، وغير ذلك من العقائد الفاسدة.
ولكن الله تعالى قيَّض لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علماء مخلصين غيورين، محَّصوا تلك الأحاديث، وبينوا الصحيحة من الضعيفة، والموضوعة من الحسنة، والمشهورة من الغريبة، كالمُزّي والزين العراقي والذهبي وابن حجر وغيرهم [وقد جمع بعض العلماء الغيورين على الأحاديث النبوية كتباً بيَّنوا فيها الأحاديث الموضوعة منها: اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي، وكشف الخفاء للعجلوني، وأسنى المطالب للحوت البيروتي].
وأما التاريخ: فقد كان ميداناً خصباً للدس والافتراءِ ؛ حيث ألصق المضللون في تاريخ الإِسلام قصصاً وحوادث من نسيج خيالهم. حاولوا بذلك تشويه سيرة الخلفاء وملوك الإِسلام، كما نسبوا إِلى هارون الرشيد أُموراً غريبة منكرة، نجدها في أكاذيب ألف ليلة وليلة.
وأما التصوف: فكغيره من العلوم الدينية، لم يَسْلم من الدس والتحريف من هؤلاء الدخلاء والمفترين.
فمنهم من أدخل في كتب الصوفية أفكاراً منحرفة، وعبارات سيئة ما أنزل الله بها من سلطان،
كما وضحنا من أقوال الشيخ الأكبر نفسه ومنهم من أراد أن يفسد دين المسلمين بأشياء أُخر تمس عقائدهم ؛ فنسب إِلى بعض رجال الصوفية أقوالاً تخالف عقيدة أهل السنة ؛ كالقول بالحلول والاتحاد وغيرها.
ومنهم من حاول تشويه تاريخ رجال الصوفية، ونزع ثقة الناس بهم، فدَسَّ في كتبهم حوادث وقصصاً من نسج خياله، فيها ارتكاب للمنكرات واقتراف للآثام والكبائر، كما نجد ذلك كثيراً في الطبقات الكبرى للإِمام الشعراني رحمه الله تعالى، وهو منها بريء كما سيأتي.
ومنهم المبشِّرون والمستشرقون، وأبواق الاستعمار الذين درسوا كتب السادة الصوفية، وكتبوا عنهم المؤلفات لأجل التحريف والتزوير والدس، ومنهم السُّذَّجُ الذين يصدقون هؤلاء وهؤلاء، فيعتقدون بهذه الأمور المدسوسة ويثبتونها في كتبهم. وكل هذا بعيد عن الصوفية والتصوف.فإِن قال قائل: إِنَّ ما نسب إِلى الصوفية من أقوال مخالفة هي حقاً من كلامهم بدليل وجودها في كتبهم المطبوعة المنشورة.
نقول: ليس كل ما في كتب الصوفية لهم ؛ لأنها لم تسْلم من حملات الدس
والتحريف. وما أحوجنا إِلى تضافر جهود المؤمنين المخلصين لتنقية هذا التراث الإِسلامي الثمين ممَّا لحق به من دس وتحريف.
ولو ثبت بطريق صحيح عن بعض الصوفية كلام ظاهره مخالف فهذا ما نص الإئمة علي تأوله كما وضحنا وايضاً نقول ليست كلمة فرد واحد حجة على جماعة، شعارها ومذهبها التمسك بالكتاب والسنة. حتى إِنهم ليقولون: إِن أول شرط الصوفي أن يكون واقفاً عند حدود الشريعة، وألا ينحرف عنها قيد شعرة. فإِذا هو تخطى هذا الشرط، ووصف نفسه بأنه صوفي، فقد اختلق لنفسه صفة ليست فيه وزعم ما ليس له.وإِن من إِضاعة الوقت الثمين الانشغالَ بمثل هذه التُّرَّهَات والأباطيل المفتراة على هؤلاء القوم في هذه الأوقات التي يوجد ما هو أهم من
المجادلة بها، فهي معروفة لدى الصوفية المحققين والعلماء المدققين.
وعلينا أن نعرف أن التصوف ليس علماً نتلقاه بقراءة الكتب ومطالعة الكراريس، ولكنه أخلاق وإِيمان، وأذواق ومعارف، لا ينال إِلا بصحبة الرجال، الذين اهتدوا بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وورثوا عنه العلم والعمل والأخلاق والمعارف. وهو علم ينتقل من الصدر إِلى
الصدر، ويفرغه القلب في القلب.
وهناك أقوام مغرضون، درسوا كتب السادة الصوفية وتتبعوا ما فيها من دس وتشويه وتحريف واعتبروها حقائق ثابتة، وارتكزوا عليها في حملاتهم العنيفة وتهجماتهم الشديدة على السادة الصوفية الأبرار. ولو أنهم قرأوا ما يعلنه رجال التصوف في جميع كتبهم من استمساكهم بالشريعة
واعتصامهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتقيدهم بالمذاهب الإِسلامية المعتبرة، وتَبَنِّيهِمْ عقيدة أهل السنة والجماعة، لأدركوا تماماً أن ما ورد في كتبهم مما يناقض هذا المبدأ الواضح والمنهج السوي، إِنما هو مؤول أو مدسوس.
يقول ابن الفراء في طبقاته نقلاً عن أبي بكر المروزي ومسدد وحرب إِنهم قد رووا الكثير من المسائل، ونسبوها للإِمام أحمد بن حنبل.. وبعد أن يفيض في ذكر هذه المسائل يقول:
(رجلان صالحان بُليا بأصحاب سوء: جعفر الصادق، وأحمد بن حنبل، أما جعفر الصادق فقد نسبت إِليه أقوال كثيرة، دونت في فقه الشيعة الإِمامية على أنها له، وهو بريء منها. وأما الإِمام أحمد، فقد نسب إِليه بعض الحنابلة آراء في العقائد لم يقل بها)
[التصوف الإِسلامي والإِمام
الشعراني لطه عبد الباقي سرور ص82].
وسئل الإِمام الفقيه ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى ونفعنا به: في
عقائد الحنابلة ما لا يخفى على شريف علمكم، فهل عقيدة الإِمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه كعقائدهم ؟
فأجاب بقوله: (عقيدة إِمام السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه وجعل جنان المعارف متقلبه ومأواه، وأفاض علينا وعليه من سوابغ امتنانه، وبوأه الفردوس الأعلى من جنانه، موافقةٌ لعقيدة أهل السنة والجماعة من المبالغة التامة في تنزيه الله تعالى عما يقول الظالمون
والجاحدون علواً كبيراً ؛ من الجهة والجسمية وغيرها من سائر سمات النقص، بل وعن كل وصف ليس فيه كمال مطلق، وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إِلى هذا الإِمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشيء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه. فلُعن من نسب إِليه، أو رماه بشيء من هذه المثالب التي برأه الله منها، وقد بين الحافظ الحجة القدوة الإِمام أبو الفرج بن الجوزي من أئمة مذهبه المبرئين من هذه الوصمة القبيحة الشنيعة أن كل ما نسب إِليه من ذلك كذب عليه وافتراء وبهتان، وأن نصوصه صريحة في بطلان ذلك وتنزيه الله تعالى عنه، فاعلم ذلك، فإِنه مهم)
[الفتاوى الحديثية لابن حجر المكي ص148].
وأما الإِمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد دُسَّ عليه كتاب نهج البلاغة أو أكثره، فقد ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة علي بن الحسين الشريف المرتضى أنه:
(هو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومَنْ طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه
من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنَفَس القرشيين الصحابة، وبنَفَس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن الكتاب أكثره باطل)
[ميزان الاعتدال للذهبي ج3 ص124]."
اهـ.
"وكذلك ذكر الشيخ مجد الدين الفيروز أبادي صاحب القاموس في اللغة:
أن بعض الملاحدة صنف كتاباً في تنقيص الإِمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وأضافه إِليه، ثم أوصله إِلى الشيخ جمال الدين بن الخياط اليمني، فشنَّع على الشيخ أشد التشنيع، فأرسل إِليه الشيخ مجد الدين يقول له: (إِني معتقد في الإِمام أبي حنيفة غاية الاعتقاد، وصنفت في مناقبه كتاباً حافلاً وبالغتُ في تعظيمه إِلى الغاية، فأحرِقْ هذا الكتاب الذي عندك، أو اغسله، فإِنه كذب وافتراء عليَّ)
[لطائف المنن والأخلاق للشعراني
ج1. ص127].
انتشر كتاب بعنوان الرحمة في الطب والحكمة منسوبا إلى السيوطي
وهو ليس من تأليف السيوطي ومدسوس عليه .
الكتاب المطبوع بإسم (الإمامة والسياسة) وقد نسبوه لابن قتيبة رحمه الله، ليس هو من كتبه، وإنما ألفه بعض المبتدعة ثم نسبه هو أو غيره إلى ابن قتيبة ترويجاً لبدعتهم بالزور والبهتان
معلومات مهمة.
بل العجب العجاب أن ما يهاجمون السادة الصوفية ينفون عن ابن تيمية
وابن القيم أقوال ويقولون هي من المدسوسات في كتبهم لانها تتعارض مع أقوالهم كما سنوضح لتعلم أن القوم أفاكون في الأصل يقولون فقط بالدس في كتب ائمتهم
وما هو مدسوس بالفعل في كتب السادة الصوفية ووثبت بالدليل الساطع فيقولون الصوفية يكذبون فهل هذا ميزان العدل أخي المسلم؟؟
مثل قول ابن القيم الجوزية.
( وأما جحد ذلك جهلاً أو تأويلاً يعذر فيه صاحبه ، فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه
ولم يجحد قدرة الله على إعادته عناداً أو تكذيباً ) .
ولقد حارب الشيخ المهتدي بالله الإبراهيمي ليثبت بطلان نسبة هذا الكلام إلى الإمام
ابن القيم من عدة وجوه وذلك في رسالته توفيق اللطيف المنان الجزء الثاني
وقول ابن القيم كاملاً
ورد في كتاب مدارج السالكين (1/284-286) :
( فصل وأما الكفر الأكبر فخمسة أنواع : كفر تكذيب ، وكفر استكبار وإباء مع التصديق ، وكفر إعراض ، وكفر شك ، وكفر نفاق .فأما كفر التكذيب : فهو اعتقاد كذب الرسل ، وهذا القسم قليل في الكفار فإن الله تعالى أيد رسله وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة قال الله تعالى عن فرعون وقومه : [ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ] (النمل: 14) ، وقال لرسوله : [ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ] (الأنعام: 33) ، وإن سمي هذا كفر تكذيب أيضاً فصحيح ، إذ هو
تكذيب باللسان .وأما كفر الإباء والاستكبار : فنحو كفر إبليس ، فإنه لم يجحد أمر الله ، ولا قابله بالإنكار وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار ، ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول وأنه جاء بالحق من عند الله ولم ينقد له إباءً واستكباراً ، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل كما حكا الله تعالى عن فرعون وقومه : [ َنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ] (المؤمنون: 47)
، وقول الأمم لرسلهم : [ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا ] (إبراهيم: 10)
، وقوله [ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ] (الشمس: 11) ، وهو كفر اليهود كما قال تعالى : [ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ] ( البقرة: 89) ، وقال : [ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ] (
البقرة: 146) ، وهو كفر أبي طالب أيضاً فإنه صدقه ولم يشك في صدقه ولكن أخذته الحمية وتعظيم آبائه أن يرغب عن ملتهم ويشهد عليهم بالكفر .وأما كفر الإعراض : فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه ولا يصغي إلى ما جاء به البتة كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي : ( والله لا أقول لك كلمة ، إن كنت صادقاً فأنت
أجل في عيني من أن أرد عليك ، وإن كنت كاذباً فأنت أحقر من أن أكلمك
) .وأما كفر الشك : فإنه لا يجزم بصدقه ولا بكذبه بل يشك في أمره ، وهذا
لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول جملة ن فلا يسمعها ولا يلتفت إليها ، وأما مع التفاته إليها ونطره فيها فإنه لا يبقى معه شك لأنها مستلزمة للصدق ولا سيما بمجموعها فإن دلالتها على الصدق كدلالة الشمس على النهار .وأما كفر النفاق : فهو أن يظهر بلسانه الإيمان وينطوي بقلبه على التكذيب فهذا هو النفاق الأكبر ، وسيأتي بيان أقسامه إن شاء الله تعالى .
((((فصل : وكفر الجحود نوعان : كفر مطلق عام وكفر مقيد خاص .
فالمطلق : أن يجحد جملة ما أنزله الله وإرساله الرسول ، والخاص المقيد : أن يجحد فرضاً من فروض الإسلام أو تحريم محرم من محرماته أو صفة وصف الله بها نفسه أو خبراً أخبر الله به عمداً أو تقديماً لقول من خالفه عليه لغرض من الأغراض . وأما جحد ذلك جهلاً أو تأويلاً يعذر فيه صاحبه ، فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه ولم يجحد قدرة الله على إعادته عناداً أو تكذيباً )))))) . اهـ
وقد حاول الشيخ المهتدي بالله عبد القادر بن إسماعيل الإبراهيمي إثبات
ان هذا الكلام مدسوس علي كتب ابن القيم الملون باللون الإحمر واسرد في ذلك ادلة فلتراجع
والرسالة منشورة علي الانترنت..
فقال قبل وضع كلام ابن القيم أقول بحول الله تعالى : وأما النص المنسوب إلى الإمام ابن القيم رحمه الله زوراً وبهتاناً ، والذي عظَّم ذلك القول بعض المنتسبين إلى أهل التوحيد زوراً وبهتاناً فجعلوه أصلاً من أصول أهل السنة والجماعة ، فهو ما ورد في مدارج السالكين ، ونحن نذكر النص كاملاً ونعلق عليه بحول الله تعالى
ثم قال بعد النص
والنص واضح المناقضة لعقيدة الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى . وكفى بهذا إثباتاً في أن ذلك مدسوس عليه .
ومع ان كتاب ابن القيم مسند اليه ولم يطعن فيه احد ولا نعلم كيف يتركون المدسوس الي الان في كتب ابن القيم كما يدعون ويتسائلون نفس السؤال لماذا تترك كتب التصوف بها هذا الدس وهذه إجابة علي بني وهبان سؤال بسؤال والمجيب له جائزة وهي تبرئة السادة الصوفيةمن المدسوسات كما يفعلون مع مشايخهم!!
ونحن هنا لسنا في معرض إثبات قول ابن القيم او نفيه او البحث في مصداقية كلام الشيخ المهتدي إذ هذا لا يهمنا بل لنثبت لكم كيف يكيل الوهابية بمكيالين ولتقفوا على خبث طويتهم وسوء ظنهم .
وقد ذكر هذا الشيخ أيضاً مجموعة من النصوص يقول انها مدسوسة على الشيخ ابن تيمية وحارب من أجل إثبات ذلك ولا يهمنا هنا هل هي ثابتة ام غير ثابتة بل يهمنا فقط توضيح خبث هذه الطائفة الوهابية.
وقال الفقيه الكبير أحمد بن حجر الهيثمي المكي رحمه الله تعالى:
( وإِياك أن تغترَّ بما وقع في كتاب الغنية لإِمام العارفين، وقطب الإِسلام والمسلمين، الشيخ عبد القادر الجيلاني. فإِنه دسه عليه فيها مَنْ سينتقم الله منه، وإِلا فهو بريء من ذلك. وكيف تروج عليه هذه المسألة الواهية مع تضلعه من الكتابِ والسنةِ وفقهِ الشافعيةِ والحنابلةِ، حتى كان يفتي على المذهبين. هذا مع ما انضم لذلك من أن الله مَنَّ عليه من المعارف والخوارق الظاهرة والباطنة. وما أنبأ عنه ما ظهر عليه وتواتر من أحواله.. إِلى أن قال: فكيف يُتصور أو يُتوهم أنه قائل بتلك القبائح التي لا يصدر مثلها إِلا عن اليهود وأمثالهم ممن استحكم فيهم الجهل بالله وصفاته وما يجب له وما يجوز وما يستحيل. سبحانك هذا بهتان عظيم)
["الفتاوى الحديثية" لابن حجر ص149].
وكذلك ذكر صاحب كشف الظنون
عن كتاب المضنون علي غير اهله ( قال ابن السبكي في طبقاته ذكر ابن الصلاح أنه منسوب إلي أبي حامد الغزالي وقال معاذ الله أن يكون له )
كشف الظنون (2\1713)
ومما سبق يتبين لك أيها القارئ المنصف أن الدس ليس فقط علي كتب التصوف كما يدعي الوهابية بل الدس طال جميع العلوم الإسلامية ودس في الكتب الكثير بل دست كتب بأكملها علي الائمة فهل يستطيع الوهابية الإنكار بل في كتب ذكرناها تطبع إلي الان وبها الكثير من المدسوسات ولا يخفيك كتاب السنة المنسوب عبدالله بن احمد وما فيه من أقوال بشعة تؤدي
الي الكفر والعياذ بالله .
ولذلك يجب ان يكون منهجك العلمي في البحث مستند على عدة أمور.
1- النظر إلى هذا الإمام وهل ذمه أهل عصره ممن اطلع على كتبه
2- فهم النصوص والمصطلحات بشكل جيد ومصطلحات الصوفية خاصاً في موضعنا هذا
3-البحث عن من مدح الشيخ الأكبر ( ونحن سنذكر لك أقوال الائمة كما ذكرنا بعضها سابقا في مدح الشيخ الأكبرً)
4- البحث في كتب الشيخ الكبر عن جميع أقواله وتحرير موضع النزاع لتقف على حقيقة أقواله في المسالة ولتقف على ما هو متأول وما هو مدسوس.
5- البحث في أقوال تلاميذه ومن شرح كتبه وأقواله لتقف على ما ليس لك به علم
6- رد النصوص التي لا تقبل التأويل فكيف تشك في إمام مدحه الائمة والعلماء
قال الإمام ابن الجوزي
(فلا ينبغي ان تسمع من معظم في النفوس شيئاً في الأًول فتقلده فيه ولو سمعت عن احدهم ما لا يوافق الأصول الصحيحة فقل هذا من الراوي لانه قد ثبت عن ذلك الإمام انه لا يقول بشئ من رايه)
صيد الخاطر ص 93
وقال الاجري في الشريعة ص 152 في رد الافتراء عن الإمام الحسن البصري
(أعلموا رحمنا الله وإياكم أن من القدرية صنفاً إذا قيل لبعضهم من إمامكم في مذهبكم هذا فيقولن الحسن وكذبوا علي الحسن فقد أجل الله الكريم الحسن عن مذهب الدرية ونحن نذكر عن الحسن خلاف ما ادعوا عليه))
وكذلك نحن نقول ذكرنا وسنذكر خلاف ما أدعوا الوهابية أهل السوء علي الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي قدس الله سره مثل ما ادعوا القدرية علي الإمام الحسن البصري رضي الله عنه
ومما ذكر في الدس على الشيخ الأكبر من جل علماء الأمة الإسلامية
ذكر الفقيه الحنفي صاحب الدر المختار أن:
(من قال عن فصوص الحكم للشيخ محي الدين بن عربي، إِنه خارج عن الشريعة، وقدصنفه للإِضلال، ومَنْ طالعه ملحد، ماذا يلزمه ؟ أجاب: نعم،فيه كلمات تباين الشريعة، وتكلف بعض المتصلِّفين لإِرجاعها إِلى الشرع، لكن الذي تيقنْتُه أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس الله سره،فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات.
قال العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته على الدر المختار عندقوله: [لكن الذي تيقنْتُه]: وذلك بدليلٍ ثبت عنده، أو لسببِ عدمِ اطلاعه على مراد الشيخ فيها، وأنه لا يمكن تأويلها، فتعيَّن عنده أنها مفتراة عليه، كما وقع للشيخ الشعراني أنه افترى عليه بعض الحساد في بعض كتبه أشياء مكفرة، وأشاعها عنه، حتى اجتمع بعلماء عصره، فأخرج لهم مسودة كتابه التي عليها خطوط العلماء فإِذا هي خالية عما افْتُرِيَ عليه. وقال ابن عابدين أيضاً عند قوله: [فيجب الاحتياط]: لأنه إِن ثبت افتراؤها فالأمر ظاهر، وإِلا فلا يفهم كلُّ أحد مرادَه فيها، فيُخشى على الناظر فيها من الإِنكار عليه، أو فهم خلاف المراد)
[حاشية ابن عابدين ج3. ص303، وصاحب الدر المختار الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ].
ومن المدسوس على الشيخ محي الدين رحمه الله تعالى أيضاً: القول بأن أهل النار يتلذذون بدخولهم النار، وأنهم لو أخرجوا منها، تعذبوا بذلك الخروج.
قال الشعراني رحمه الله تعالى:
(وإِن وُجد نحو ذلك في شيء من كتبه فهو مدسوس عليه، فإِني مررت على كتاب الفتوحات المكية جميعه فرأيته مشحوناً بالكلام على عذاب أهل النار)
["الكبريت الأحمر" ص276 طبعة 1277. كذا في مجلة العشيرة المحمدية عدد محرم 1381 ص21].
وقال أيضاً:
(كذب مَنْ دسَّ في كتاب الفصوص والفتوحات، أن الشيخ محي الدين بن عربي قال بأن أهل النار يتلذذون بالنار، وأنهم لو أُخرجوا منها لاستغاثوا، وطلبوا الرجوع إِليها، كما رأيت ذلك في هذين الكتابين. وقد حذفت ذلك من الفتوحات حال اختصاري لها. حتى ورد عن الشيخ شمس الدين الشريف، بأنهم دسوا على الشيخ في كتبه كثيراً من العقائد الزائغة التي نقلت عن غير الشيخ، فإِن الشيخ مِنْ كُمَّل العارفين بإِجماع أهل الطريق، وكان جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام، فكيف يتكلم بما يهدم شيئاً من أركان شريعته، ويساوي بين دينه وبين جميع الأديان الباطلة، ويجعل أهل الدارين سواء ؟! هذا لا يعتقده في الشيخ إِلا من عزلَ عنه عقله. فإِياك يا أخي أن تصدق، من يضيف شيئاً من العقائد الزائغة إِلى الشيخ، واحمِ سمعك وبصرك وقلبك، وقد نصحتُك والسلام. وقد رأيت في عقائد الشيخ محي الدين الواسطي ما نصه: ونعتقد أن أهل الجنة والنار مخلدون في دارَيْهِما، لا يخرج أحد منهم من داره أبد الآبدين ودهر الداهرين.. قال: ومرادنا بأهل النار الذين هم أهلها من الكفار والمشركين والمنافقين والمعطِّلين، لا عصاة الموحدين فإِنهم يخرجون من النار بالنصوص)
["اليواقيت والجواهر" للشعراني ج2. ص205].
ويؤيد ما ذكرنا بأن هذا القول مدسوس على الشيخ محي الدين ما ذكره الشيخ نفسه في الباب الحادي والسبعين وثلثمائة من الفتوحات، عندما تغلق أبواب النار، كيف يصير أهلها كقطع اللحم حينما تغلي بهم النار ويصير أعلاهاأسفلها.
قد قال (الشيخ ابن عربي) في "الفتوحات" :
إعلم أن أهل الجنة وأهل النار مخلدون فيهما أبد الآبدين لايخرج منهم من داره أبدا وأما
عصاة الموحدين فيخرجون من النار بالنصوص المتواترة إذ النار بطبعها لاتقبل خلود موحد أبدا كما إنها بطبعها لا تقبل خروج احد من أهلها منها أبدا لأنها خلقت من الغضب السرمدي هذا اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة انتهى فاعلم ذلك)).
ينظر كتاب "القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية" للإمام
سيدي الشعراني رضي الله عنه 332 وما بعدها تحقيق الدكتور مهدي
أسعد عرار الطبعة الأولى سنة الطبع 2006 م ــ 1427 هــ
وكذلك ما ذكره الإِمام الباجوري الشافعي في شرحه على جوهرة التوحيد:
(وما يقال بتمرن أهل النار بالعذاب، حتى لو أُلْقُوا في الجنة لتألموا مدسوس على القوم [الصوفية] كيف وقد قال تعالى: {فذُوقُوا فَلَنْ نَزيدَكُم إلا عَذاباً} [النبأ: 30]
[حاشية العلامة شيخ الإِسلام إِبراهيم الباجوري ص108].
العلامة الشيخ محمد عبد الرؤوف المناوي [ ت 1031 هـ ] الذي يقول فيه :
" والـذي أعتقـده ولا يصـح غيره : أن الإمام ابن عربي وليٌّ صالح ، وعالم ناصح ، وإنما فوَّق إليه سهام الملامة ، من لم يفهم كلامه ، على أنه دُسَّتْ في كتبه مقالاتٌ قدرُه يجل عنها " اهـ .
قال سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه "القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية" :
((وكذلك قال الشيخ "عبد الكريم الجيلي" في شرحه لباب الأسرار من "الفتوحات المكية " فقال : إياك أن تظنَّ بالشيخ مُحيي الدين أو غيره بأنهم يقولون بإخراج الكفار من النّار فإنّ ذلك ظنٌّ فاسدٌ وقد قال في عقيدته الصغرى أول "الفتوحات" ويعتقد تخليد الكافرين في العذاب المُهين أبد الآبدين ودهر الداهرين كما صرح بتخليد فرعون في النار وأنه لايخرج
منها أبدا خلاف ما أشاعوه عنه وإن وجد ذلك في كتاب "الفصوص" أو غيره فإنه مدسوسٌ عليه دسه بعض الملاحدة ليروج أمره باضافته إلى الشيخ واعتقاد الناس فيه وفي غزارة علمه أو لينفر الناس عن مطالعة كلامه كما هو الغالب من الحسدة فإذا رأوا مُؤلفا لبعض أقرانهم مدحه
الناس وتلقوه بالقبول ربما غلبهم الحسد ودسوا فيه أمورا تخالف ظاهر الشريعة كما فعلوا ذلك في كتابي المسمى بــ" البحر المورود في الوثائق والعهود " ووقع بذلك فتنة عظيمة في جامع الأزهر وغيره ولولا إني أرسلت لهم النسخة الصحيحة السالمة من الدس التي عليها خطوط مشايخ الإسلام ما سكنت الفتنة ولكن جزاهم الله تعالى عني خيرا في إنكارهم علي بتقدير صحة نسبة ذلك إلي فلهم ثواب قصدهم ونيتهم هذا أمر وقع لي وقد رأيت كتابا كاملا صنفه بعض الملاحدة ونسبه إلى إبي حامد الغزالي ليروج بذلك بدعته فظفر به الشيخ عز الدين بن جماعة وكتب على ظهر الكتاب كَذَبَ والله وافترى من أضاف هذا الكتاب إلى حجة الإسلام رضي الله تعالى عنه فيحتمل أن تكون هذه المواضع التي انتُقدت على الشيخ محيي الدين في كتاب "الفتوحات" و"الفصوص" دسها عليه الحسدة فإياك أن تضيف إلى الشيخ محيي الدين مايخالف ظاهر الشريعة فإنه إمام
المحققين)).
ولدينا عدة وثائق تثبت أن كتاب الفتوحات تعرض للدس والتزوير كما قال العلامة القطعاني
فيقول الشعراني في اختصاره للفتوحات :
( وقد توقفت حال الاختصار في مواضع كثيرة منه لم يظهر لي موافقتها لما عليه أهل السنة والجماعة فحذفتها من هذا المختصر ، وربما سهوت فتتبعت ما في الكتاب كما وقع للبيضاوي مع الزمخشري ، ثم لم أزل كذلك أظن المواضع التي حذفت ثابتة عن الشيخ محي الدين حتى قدم علينا الأخ العالم الشريف شمس الدين أبو الطيب المدني المتوفى سنة 955 هـ فذاكرته في ذلك فأخرج إلي نسخة من الفتوحات التي قابلها على النسخة التي عليها خط الشيخ محي الدين نفسه بقونية ، فلم أر فيها شيئا مما توقفت فيه وحذفته ، فعلمت أن النسخ التي في مصر الآن كلها كتبت من النسخة التي دسوا فيها على الشيخ )
اليواقيت والجواهر للشعراني 1/9
ووثيقة أخرى تثبت أن الشيخ الأكبر لاحظ أن كتابه داخله التحريف والتغيير ، فأعاد كتابته وترك نسخة أصلية عليها خط يده كمرجع ،
فقد ذكر العلامة المقري في نفح الطيب وهو المعروف بدقته وتثبته
( أن الشيخ الأكبر أرسل يستأذن الشيخ ابن الفارض في شرح تائيته . فقال ابن الفارض رحمه الله : كتابتك المسمى بالفتوحات المكية شرح لها)
نفح الطيب للمقري 1/570
وإذا علمت أن ابن الفارض توفي سنة 632 هـ والنسخة التي بخط الشيخ الأكبر كانت في أواخر حياته إذ فرغ منها في 635 هـ دلك هذا على أن الشيخ لاحظ التحريف الذي طرأ على كتابه ، فأراد أن يجعل له حدا بأن يجعل من نسخته مرجعا ، ولا يبعد أن تكون النسخ الموجودة فيما بعد ذلك التاريخ خليط مما كتب الشيخ وغيره ، وقد ذكرنا ذلك ليكون قارئ كتب الشيخ الأكبر على حذر .
والراجح عندي أن هذه الإضافات هي محاولات من البعض لشرح مغاليق كتب الشيخ وإشكالاتها ، فأضاعوا المعنى من حيث لا يشعرون ، ويظهر هذا واضحا في تغيير الأسلوب فجاة من أسلوب الشيخ المشهود له بالتقدم والروعة ، إذ هو أحد خمسة كتاب شهد لهم علماء الإسلام بالتقدم على سواهم من سابقين ولاحقين
جاء هذا في إذاعة المملكة العربية السعودية في برنامج مسائل ومشكلات بتاريخ 20/2/1985 في حديث لفضيلة الشيخ على الطنطاوي والخمسة هم : محيي الدين بن عربي وأبوحيان التوحيدي وابن خلدون وحجة الإسلام الغزالي والجاحظ .
إلى أسلوب تقريري عادي خصوصا في الفتوحات .
**********
و القول بان فرعون في الجنة او إيمان فرعون
ورد ما يناقضه تماماً في نفس الكتب للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي
قال الشيخ ابن عربي في الباب الثاني والستين من الفتوحات المكية:
بأن فرعون من أهل النار الذين لا يخرجون منها أبد الآبدين والفتوحات آخر مؤلفاته فإنه فرغ منها قبل موته بنحو ثلاث سنين.
وقال ايضاً
((وقد نأخذ فرعون وأمثاله من المتكبرين دليلا على وجود الصانع لانه صنعة واتفق أن عينته في الدلالة على الخصوصولا يجب احترامه بل يجب مقته وعدم حرمته))
الفتوحات المكية - (ج 1 / ص 1038)):
وقال أيضاً في الفتوحات المكية - (ج 1 / ص 1553):
((ولا موضع أقذر من موضع فرعون فان المشرك نجس))
وقال أيضاً في الفتوحات المكية - (ج 1 / ص 4434))
((ضل الحجر الاسود مع كونه جماداً وهو يمين اللّه فانظر هذه الرتبة وهو جماد وانظر في فرعون وأبي جهل)) .
وانظر كيف قرن ابن عربي بين المشرك (أبي جهل) وبين فرعون حتى
جعلهما في مرتبة واحدة.
قلت: كيف يتفق كل هذا الكلام من التشنيع على فرعون، مع ما يحاول البعض بأن يثبت أن الشيخ ابن عربي يقول: بأن فرعون ناجٍ من النار؟؟!!
أين العقول السليمة؟؟
قال الشيخ الشعراني في "لطائف المنن" ما نصه لطائف المنن والأخلاق (ص/394)
: "وليحذر أيضا من مطالعة كتب الشيخ محي الدين بن عربي رضي الله تعالى عنه لعلو مراقيها، ولما فيها من الكلام المدسوس على الشيخ لا سيما الفصوص والفتوحات المكية، فقد أخبرني الشيخ أبو طاهر عن شيخه عن الشيخ بدر الدين بن جماعة أنه كان يقول: جميع ما في كتب الشيخ محي الدين من الأمور المخالفة لكلام العلماء فهو مدسوس عليه، وكذلك كان يقول الشيخ مجد الدين صاحب القاموس في اللغة.
قلتُ –الشعراني-: وقد اختصرتُ الفتوحات المكية وحذفتُ منها كل ما يخالف ظاهر الشريعة، فلما أخبرت بأنهم دسوا في كتب الشيخ ما يوهم الحلول والاتحاد وَرَد عليّ الشيخ شمس الدين المدني بنسخة الفتوحات التي قابلها على خط الشيخ بقونية فلم أجد فيها شيئا من ذلك الذي حذفته ففرحتُ بذلكَ غاية الفرح، فالحمد لله على ذلك" انتهى كلام الشعراني.
فإن قيل ولكنه أعتبر إيمان فرعون في مواضع ونسبه إليه بعض العلماء
نقول وإن صح هذا فهو متأول قطعاً لاننا نقلنا من نفس الكتب أقوال تدل على اعتقاد الشيخ الأكبر ابن عربي كفر فرعون وأي دليل على ذلك وما قولكم في من قال بفناء النار مثل ابن تيمية وابن القيم؟؟
وإن صح هذا النقل كما يقول الوهابية تنزلاً لانه ورد عكس هذا الكلام مثل ما ورد في كلام العلامة الكشميري
قال العلامة محمد أنور شاه الكشميري فيض الباري شرح صحيح البخاري
صحيح البخاري
باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله
ويعتبر فيه إذا قالها قبل النزع، فإن دخل في الغرغرة فهو إيمان اليأس، وهو غير معتبر عند الجمهور.
ونسب إلى الشيخ الأكبر رحمه الله تعالى أنه اعتبر إيمان فرعون.
قال الشعراني: وهذا مدسوس والشيخ رحمه الله تعالى بريء منه.
قلت: بل هو مختار الشيخ رحمه الله تعالى وليس بمدسوس، وقد نقل بحر العلوم في «شرح المثنوي» عبارات عديدة للشيخ رحمه الله تعالى تدل على هذا المعنى.
ومراد الشيخ رحمه الله تعالى عندي أن قوله بتلك الكلمة اعتبر من حيث كونه إيمانا، لا من حيث كون توبة.
(4/125)
وقال ايضاًفيقول الشعراني في اختصاره للفتوحات :
( وقد توقفت حال الاختصار في مواضع كثيرة منه لم يظهر لي موافقتها لما عليه أهل السنة والجماعة فحذفتها من هذا المختصر ، وربما سهوت فتتبعت ما في الكتاب كما وقع للبيضاوي مع الزمخشري ، ثم لم أزل كذلك أظن المواضع التي حذفت ثابتة عن الشيخ محي الدين حتى قدم علينا الأخ العالم الشريف شمس الدين أبو الطيب المدني المتوفى سنة 955 هـ فذاكرته في ذلك فأخرج إلي نسخة من الفتوحات التي قابلها على النسخة التي عليها خط الشيخ محي الدين نفسه بقونية ، فلم أر فيها شيئا مما توقفت فيه وحذفته ، فعلمت أن النسخ التي في مصر الآن كلها كتبت من النسخة التي دسوا فيها على الشيخ )
اليواقيت والجواهر للشعراني 1/9
ووثيقة أخرى تثبت أن الشيخ الأكبر لاحظ أن كتابه داخله التحريف والتغيير ، فأعاد كتابته وترك نسخة أصلية عليها خط يده كمرجع ،
فقد ذكر العلامة المقري في نفح الطيب وهو المعروف بدقته وتثبته
( أن الشيخ الأكبر أرسل يستأذن الشيخ ابن الفارض في شرح تائيته . فقال ابن الفارض رحمه الله : كتابتك المسمى بالفتوحات المكية شرح لها)
نفح الطيب للمقري 1/570
وإذا علمت أن ابن الفارض توفي سنة 632 هـ والنسخة التي بخط الشيخ الأكبر كانت في أواخر حياته إذ فرغ منها في 635 هـ دلك هذا على أن الشيخ لاحظ التحريف الذي طرأ على كتابه ، فأراد أن يجعل له حدا بأن يجعل من نسخته مرجعا ، ولا يبعد أن تكون النسخ الموجودة فيما بعد ذلك التاريخ خليط مما كتب الشيخ وغيره ، وقد ذكرنا ذلك ليكون قارئ كتب الشيخ الأكبر على حذر .
والراجح عندي أن هذه الإضافات هي محاولات من البعض لشرح مغاليق كتب الشيخ وإشكالاتها ، فأضاعوا المعنى من حيث لا يشعرون ، ويظهر هذا واضحا في تغيير الأسلوب فجاة من أسلوب الشيخ المشهود له بالتقدم والروعة ، إذ هو أحد خمسة كتاب شهد لهم علماء الإسلام بالتقدم على سواهم من سابقين ولاحقين
جاء هذا في إذاعة المملكة العربية السعودية في برنامج مسائل ومشكلات بتاريخ 20/2/1985 في حديث لفضيلة الشيخ على الطنطاوي والخمسة هم : محيي الدين بن عربي وأبوحيان التوحيدي وابن خلدون وحجة الإسلام الغزالي والجاحظ .
إلى أسلوب تقريري عادي خصوصا في الفتوحات .
**********
و القول بان فرعون في الجنة او إيمان فرعون
ورد ما يناقضه تماماً في نفس الكتب للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي
قال الشيخ ابن عربي في الباب الثاني والستين من الفتوحات المكية:
بأن فرعون من أهل النار الذين لا يخرجون منها أبد الآبدين والفتوحات آخر مؤلفاته فإنه فرغ منها قبل موته بنحو ثلاث سنين.
وقال ايضاً
((وقد نأخذ فرعون وأمثاله من المتكبرين دليلا على وجود الصانع لانه صنعة واتفق أن عينته في الدلالة على الخصوصولا يجب احترامه بل يجب مقته وعدم حرمته))
الفتوحات المكية - (ج 1 / ص 1038)):
وقال أيضاً في الفتوحات المكية - (ج 1 / ص 1553):
((ولا موضع أقذر من موضع فرعون فان المشرك نجس))
وقال أيضاً في الفتوحات المكية - (ج 1 / ص 4434))
((ضل الحجر الاسود مع كونه جماداً وهو يمين اللّه فانظر هذه الرتبة وهو جماد وانظر في فرعون وأبي جهل)) .
وانظر كيف قرن ابن عربي بين المشرك (أبي جهل) وبين فرعون حتى
جعلهما في مرتبة واحدة.
قلت: كيف يتفق كل هذا الكلام من التشنيع على فرعون، مع ما يحاول البعض بأن يثبت أن الشيخ ابن عربي يقول: بأن فرعون ناجٍ من النار؟؟!!
أين العقول السليمة؟؟
قال الشيخ الشعراني في "لطائف المنن" ما نصه لطائف المنن والأخلاق (ص/394)
: "وليحذر أيضا من مطالعة كتب الشيخ محي الدين بن عربي رضي الله تعالى عنه لعلو مراقيها، ولما فيها من الكلام المدسوس على الشيخ لا سيما الفصوص والفتوحات المكية، فقد أخبرني الشيخ أبو طاهر عن شيخه عن الشيخ بدر الدين بن جماعة أنه كان يقول: جميع ما في كتب الشيخ محي الدين من الأمور المخالفة لكلام العلماء فهو مدسوس عليه، وكذلك كان يقول الشيخ مجد الدين صاحب القاموس في اللغة.
قلتُ –الشعراني-: وقد اختصرتُ الفتوحات المكية وحذفتُ منها كل ما يخالف ظاهر الشريعة، فلما أخبرت بأنهم دسوا في كتب الشيخ ما يوهم الحلول والاتحاد وَرَد عليّ الشيخ شمس الدين المدني بنسخة الفتوحات التي قابلها على خط الشيخ بقونية فلم أجد فيها شيئا من ذلك الذي حذفته ففرحتُ بذلكَ غاية الفرح، فالحمد لله على ذلك" انتهى كلام الشعراني.
فإن قيل ولكنه أعتبر إيمان فرعون في مواضع ونسبه إليه بعض العلماء
نقول وإن صح هذا فهو متأول قطعاً لاننا نقلنا من نفس الكتب أقوال تدل على اعتقاد الشيخ الأكبر ابن عربي كفر فرعون وأي دليل على ذلك وما قولكم في من قال بفناء النار مثل ابن تيمية وابن القيم؟؟
وإن صح هذا النقل كما يقول الوهابية تنزلاً لانه ورد عكس هذا الكلام مثل ما ورد في كلام العلامة الكشميري
قال العلامة محمد أنور شاه الكشميري فيض الباري شرح صحيح البخاري
صحيح البخاري
باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله
ويعتبر فيه إذا قالها قبل النزع، فإن دخل في الغرغرة فهو إيمان اليأس، وهو غير معتبر عند الجمهور.
ونسب إلى الشيخ الأكبر رحمه الله تعالى أنه اعتبر إيمان فرعون.
قال الشعراني: وهذا مدسوس والشيخ رحمه الله تعالى بريء منه.
قلت: بل هو مختار الشيخ رحمه الله تعالى وليس بمدسوس، وقد نقل بحر العلوم في «شرح المثنوي» عبارات عديدة للشيخ رحمه الله تعالى تدل على هذا المعنى.
ومراد الشيخ رحمه الله تعالى عندي أن قوله بتلك الكلمة اعتبر من حيث كونه إيمانا، لا من حيث كون توبة.
(4/125)
(( قلت: ولعل إيمان اليأس عنده مفسر بالإيمان عند الدخول في مقدمات النزع فقط))
وهذا مع كونه إثبات يورده الوهابية للقول أن هذا قول الشيخ الأكبر ولكن الملاحظ
أن العلامة الكشميري تأول المعني ولم يفهمه على ظاهره.
والوارد والمنسوب للشيخ الأكبر إما أنه لا يصح أو أنه يحمل على غير معناه ذلك أن الشيخ الأكبر له رأي صريح في فرعون ذكره في الفتوحات المكية:
الفتوحات المكية ج1، ص363، الباب الثاني والستون، في مراتب أهل النار: ثم إن الذين خذلهم الله من العباد جعلهم طائفتين: طائفة لا تضرهم الذنوب التي وقعت منهم وهو قوله: والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً، فلا تمسهم النار بما تاب الله عليهم واستغفار الملأ الأعلى لهم ودعائه لهذه الطائفة، وطائفة أخرى أخذهم الله بذنوبهم، والذين أخذهم الله بذنوبهم قسمهم بقسمين:
قسم أخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين وهم أهل الكبائر من المؤمنين وبالعناية الإلهية وهم من أهل التوحيد بالنظر العقلي، وقسم آخر أبقاهم الله في النار وهذا القسم هم أهل النار الذين هم أهلها وهم المجرمون خاصة الذين يقول الله فيهم: وامتازوا اليوم أيها المجرمون، أي المستحقون بأن يكونوا أهلاً لسكنى هذه الدار التي هي جهنم يعمرونها ممن يخرج منها إلى الدار الآخرة التي هي الجنة وهؤلاء المجرمون أربع طوائف كلها في النار لا يخرجون منها وهم المتكبرون على الله كفرعون وأمثاله ممن ادعى الربوبية لنفسه ونفاها عن الله تعالى، فقال: يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري.))
ولا نجد في مقولته المنسوبة إليه ( علي فرض صحتها) ما يعبر بالضرورة عن مصير فرعون بل هو قول مأول إن صح.
وقد نقلنا تأويل العلامة الكشميري
وقد نقل العلامة أبو العباس أحمد المقري في نفح الطيب تأويل ذلك
فقد أورد أن بعض العلماء تأول قول الشيخ محي الدين بايمان فرعون أن مراده بفرعون النفس.
بدليل قوله
قلبي قطبي. وقالبي اجفائي
سري خضري وعيته عرفاني
روحي هارون وكليمي موسيى
نفسي فرعون والهوى هاماتي.)
انظر نفح الطيب ج 7 ص 116
وعليه يلزم الأتي
1- أن يكون هذا القول مدسوس
فيكون أحد القولين منسوب إليه فهو كذب ( وبه قال الشعراني في اليواقيت والجواهر: ومن دعوى المنكر أن الشيخ يقول بقبول إيمان فرعون، وذلك كذب وافتراء على الشيخ. اليواقيت والجواهر ص25 ).
و قد بينا موقف الشيخ الأكبر ابن عربي الصريح كما هو وارد في الفتوحات فهو يرى أن فرعون لا يخرج من النار أبدا مما يلزم حمل الوارد في الفصوص على غير ظاهر الكلم وقد أشار الإمام الشعراني في اليواقيت والجواهر بأن ما نسب إلى الشيخ الأكبر قوله بإيمان فرعون بالمعنى الدارج قوله بين عوام الناس مكذوب ولا يصح نسبته إلى ابن عربي.
2- أن أحد القولين ناسخ للاخر
( الوارد في الفتوحات، الوارد في الفصوص ) متقدم زمنياً على الآخر مما يستدعى احتمالية تراجع الشيخ الأكبر عن أحد القولين، وهذا يجوز.
والفتوحات هو اخر ما كتبه الشيخ الاكبر قبل وفاته بــ3 اعوام
3- أن يكون لدلالة الكلام الوارد في الفصوص غير ما أريد به ظاهرياً.
وهذا ما نص عليه الائمة في فهم كلام الشيخ الكبر ابن عربي قدس الله سره وما نص عليه الائمة في تأويل كلام العلماء كما ذكرنا سابقاً.
ومنهم الإمام ابن كمال باشا المدافع عن سيدي ابن عربي فله رسالة في رد إيْمان فرعون (خ).
وعنها مخطوطة بحَالَتْ أفندي برقم 810 (82أ-84أ).
ولعلها هي التي أشار إليها جميل بك 1: 220 بعنوان ’رسالة في تفسير قوله تعالى (لم تكن آمنتْ من قبل) الآية. أولها: "الحمد لله على ما هدانا طريق الشرع القويم والصراط المستقيم... فلما سمع بعض أحبائي من بعض الناس في زي الصلحاء كلاما يشعر القول بإيمان فرعون عليه اللعنة…". كتبها للرد على رسالة العلامة جلال الدين الدواني في إيمان فرعون.
الوجه الأخير في الرد
رد الإمام ابن حجر الهيتمي في كتابه الزواجر عن إقتراف الكبائر
((فإن قلت: قد قال الإمام العارف المحقق محيي الدين بن العربي في فتوحاته المكية بصحة الإيمان عند الاضطرار, وأن فرعون مؤمن........الخ
إلى وصل وقال
فهل هذا الكلام مقرر أو مردود فما وجه رده؟
قلت (اي ابن حجر): ليس هذا الكلام مقررا, وإن كنا نعتقد جلالة قائله فإن العصمة ليست إلا للأنبياء.
، ولقد قال مالك رضي الله عنه وغيره: ما من أحد إلا مأخوذ من قوله ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر يعني النبي صلى الله عليه وسلم, على أنه قد نقل عن بعض كتب ذلك الإمام أنه صرح فيها بأن فرعون مع هامان وقارون في النار,, وإذا اختلف كلام إمام فيؤخذ منه بما يوافق الأدلة الظاهرة ويعرض عما خالفها......) انتهي المقصود من كلام ابن حجر
الزواجر عن إقتراف الكبائر ص 57
وفي هذا الكفايه في الرد هذه الشبهة من جميع جوانبها
من آلف في الدفاع عن الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي أو أثنى عليه و مدحه أو أستند لاقواله
وليعلم القارئ أننا سنورد فقط أمثلة من أنواعها وليس من باب الإحصاء فإن إحصائها لا يتيسر للباحث فقد مدح سيدي ابن عربي الوف من الائمة والأعلام وبطون الكتب تشهد وسنقوم بعرض أمثلة وفي ما سنورده الكفاية بإذن الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
1- العلامة ابن النجار 578هــ
صاحب ذيل تاريخ بغداد والمستدرك علي تاريخ بغداد والكمال في معرفة الرجال ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم له برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة
الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر
في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العدم في تاريخ حلب والذكي
المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص
إلى أن قال
وقال بن النجار كانت رحلته الى المشرق والف في التصوف وفي التفسير وغير ذلك تواليف لا يأخذها الحصر وله سعة وتصرف في الفنون من العلم وتقدم في الكلام والتصوف .
ثم قال
وقال بن النجار صحب الصوفية وارباب القلوب وسلك طريق الفقر وحج وجاور وصنف كتبا في علم القوم وفي أخبار زهاد المغاربة وله اشعار حسان وكلام مليح اجتمعت به بدمشق وكتبت عنه شيئا من شعره ونعم الشيخ هو .)اهـ
وما قاله الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي
(ت 643ه) في كتابه "ذيل تاريخ بغداد " :
(محمد بن علي بن محمد بن عربي أبو عبد الله الطائي من أهل الأندلس. ذكر لي أنه ولد بمرسية في ليلة الاثنين سابع عشر من رمضان سنة ستين وخمسمائة.
و نشأ بها، وانتقل إلى أشبيلية في سنة ثمان وسبعين، فأقام بها إلى سنة ثمان وتسعين. ثم دخل بلاد الشرق، وطاف بلاد الشام، ودخل بلاد الروم.
و كان قد صحب الصوفية، وأرباب القلوب، وسلك طريق القوم، وحج وصنف كتباً في علوم القوم، وفي أخبار مشايخ الغرب، وزُهَّادها، وله أشعار حسنة، وكلام مليح.
اجتمعت به بدمشق، وكتبت عنه أشياء من شعره، ونعم الشيخ هو.
دخل بغداد، وحدَّث بها بشيء من مصنفاته، وكتب عنه الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي. )
انتهى كلامه رحمه الله
2- الإمام النووي رحمه اللّه تعالى 631 هـ
وسئل الإمام محي الدين النووي عن الشيخ محي الدين بن عربي فقال: تلك أمة قد خلت ، ولكن الذي عندنا أنه يحرم على كل عاقل أن يسيء الظن بأحد من أولياء الله عز وجل ويجب عليه أن يؤول أقوالهم وأفعالهم ما دام لم يلحق بدرجتهم ولا يعجز
اليواقيت والجواهر للإمام الشعراني ط (البابي الحلبي 1959) ص (7)
ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين "
عن الشيخ أبي الخير التيناني [ ت 343 هـ ] حكاية ظاهرها الإنكار قال : " قلت : قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا ، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك ، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن ! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك ، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها . وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا ؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ .
"بستان العارفين" (ص (181))
وكذلك انظر ي شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 193 – 194)
3-الإمام ابن العديم ت 660 هـ
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة
الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ
بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العدم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ماعرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص
4- الإمام صفي الدين بن أبي المنصور وهو ممن لحق الشيخ الأكبر وتوفي عام 682
ذكر ذلك في رسالته
انظر: (( طبقات الأولياء )) لابن الملقن (ص540)، و((إيضاح المكنون )) (2/299).
رسالة الإمام العارف بالله صفي الدين بن أبي المنصور في سير
الأولياء الذين لقيهم (ط. المعهد الفرنسي بدمشق)
قال الشيخ العارف صفي الدين بن أبي المنصور في " رسالته ":
رأيت بدمشق الشيخ الإمام الوحيد، العالم العامل: مُحْيِي الدين بن عربي. وكان من أكبر علماء الطريق، جمع بين سائر العلوم الكَسْبِيَّة، وما قرأ من العلوم الوهبية. وشهرته عظيمة، وتصانيفه كثيرة. وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا.. لا يكترث الوجود مقبلا كان أو مُعرضًا، وله أتباع علماء، أرباب مواجيد، وتصانيف، وكان بينه وبين سيدي أبي العباس الحرار إخاء ورفقة في السياحات – رضي الله عنهما – آمين.
وذكر ذلك في تنبيه الغبي بتبرئه ابن عربي للامام السيوطي
وكذلك
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،وترجم له برقم ( 1038 )
وقال بن أبي المنصور : كان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم المكتسبة وماموله من العلوم الوهيبة وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا وحالا لا مكترثا بالوجود مقبلا كان أو معرضا ويحكى عنه من يتعصب له احوالا سنية ومعارف كثيرة والله أعلم .
5- الإمام العز ابن عبدالسلام ت 660 هـ
كما ذكرنا سابقاً قـد كان الإمام المجتهد شيخ الإسلام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى ينكر على الشيخ ابن العربي في أول أمره ، فلما عرف مقامه شهد له ورجع عن إنكاره ، وقرر أن الإمام محيي الدين قطب زمانه .فليراجع ردنا علي قول الامام العز ابن عبدالسلام.
6- الحافظ الفقيه المؤرخ أبي شامة المقدسي المتوفي سنة (665هـ)
قال في كتابه "تراجم رجال القرنين السادس والسابع "
"وفي الثاني والعشرين من الربيع الآخر توفي بدمشق المحيي الدين بن العربي واسمه : محمد بن علي بن محمد بن العربي أبو عبد الله الطائي الحاتمي قرأته من خطه وذكره الزيني في تاريخه ودفن بمقبرة القاضي محيي الدين بجبل قاسيون .
حضرت الصلاة عليه بجامع دمشق يوم الجمعة وشيعته إلى الميدان بسوق الغنم ، وكانت له جنازة حسنة ، وله تصانيف كثيرة وعليه التصنيف سهل،
وله شعر حسن وكلام طويل على طريق التصوف وغيره . وهو من بلاد الأندلس...."
7- الإمام بن المديني
كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم له برقم ( 1038 )
وقال بن المديني قدم بغداد سنة ثمان وست مائة فكان يومى اليه بالفضلالمعرفة والغالب عليه طريق أهل الحقيقة وله قدم في الرياضة والمجاهدة وكلام على لسان القوم ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند أهل هذا الشان
8-الإمام بن سدي
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم له برقم ( 1038 )
وقال بن سدي وكان يلقب القشيري لقبا غلب عليه لما كان يشتهر به من التصوف وكان جميل الحلية والفضل محصلا لفنون العلم وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق سمع ببلده من أبي بكر بن الحسين ومحمد بن سعيد بن زرقون وجابر الحضرمي وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله وباشبيلية من عبد المنعم الخزرجي وأبي جعفر بن نصار وبمرشنة من أبي بكر بن أبي حمزة .
9 - وقال ايضاً الشيخ محيي الدين الإمام شمس الدين محمد بن مسدي
قال في معجمه البديع المحتوي على ثلاث مجلدات
وترجمه ترجمة عظيمة مطولة أذكر منها أنه قال :
" إنه كان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الاعتقادات خاض بحر تلك العبارات وتحقق بمحيا تلك الإشارات وتصانيفه تشهد له عند أولي البصر بالتقدم والإقدام ومواقف النهايات في مزالق الأقدام ولهذا ما ارتبت في أمره والله تعالى أعلم بسره" انتهى
ذكره المقري التلمساني في "النفح الطيب ج7 ص 159"
10- العلامة الكمال بن الزملكاني 666هــ
قال الحافظ ابن حجر في المصدر السابق
وقد اطراه الكمال بن الزملكاني فقال : هو البحر الزاخر في المعارف الإلهية .
وقال الإمام الصفدي رحمه الله
في كتابه الوافي بالوفيات :
"وقد عظمه الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني رحمه الله تعالى في مصنفه الذي عمله في الكلام على الملك والنبي والشهيد والصديق وهو مشهور فقال في الفصل الثاني في فضل الصديقية:وقال الشيخ محيي الدين ابن العربي البحر الزاخر في المعارف الإلهية ، وذكر من كلامه جملة
ثم قال آخر الفصل:إنما نقلت كلامه وكلام ما جرى مجراه من أهل الطريق لأنهم أعرف بحقائق هذه المقامات وأبصر بها لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقاً والمخبر عن الشيء ذوقاً مخبر عن عين اليقين فاسأل به خبيراً" انتهى
و نقله كذلك :
1- الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان كما سبق
2-والإمام اليافعي في كتابه مرآة الجنان
3-والإمام المقري في كتابه النفح الطيب...
-........وغيرهم
11- قال الحافظ جمال الدين المحمودي الدمشقي ابن الصابوني المتوفي سنة 680 هـ في كتابه " تكملة اكمال الإكمال"
باب النوري
وفاته أيضاً في باب النوري بالنون.شيخنا الزاهد أبو الطاهر إسماعيل بن سودكين بن عبد الله النوري شيخ فاضل: له شعر حسن، وكلام في التصوف. صحب الشيخ العارف أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن العربي، وكتب عنه أكثر مصنفاته، وسمع الحديث بمصر من الفقيه أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وأبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي،
تكملة اكمال الاكمال ج1 ص16
12- جاء في حاشية أنواع البروق في انواع الفروق وهو كتاب للإمام القرافي المالكي المتوفي سنة 684 هـ والحاشيةلابن حسين المكي المالكي
(في شرح القاعدة التاسعة عشرة ) التفضيل بجودة البنية والتركيب وله أمثلة.
الأمر الثاني أن الملائكة مع قدرتهم على التشكل بأشكال مختلفة
للطافة أجسامهم النورانية لا يتشكلون في صور بعضهم فلا يتشكل جبريل
بصورة ميكائيل ولا العكس بخلاف أولياء البشر فيمكنهم ذلك كما في
اليواقيت عن ابن العربي
الأمر الثالث أن في اليواقيت عن الشيخ الأكبر أن مقام { لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل } الحديث من خصوصيات البشر ، وأما الملائكة فكل طاعاتهم محتمة عليهم فلا يفرغون من توظيف حتى يمكنهم التطوع نعم قال السعد لا قاطع في هذه المقامات كذا يؤخذ من الأمير على عبد السلام على الجوهرة وثانيها تفضيل الجان على بني آدم في الأبنية وجودة التركيب
من جهة تقديره تعالى أنهم يعيشون الآلاف من السنين فلا يعرض لهم الموت وكذلك لا تعرض لهم الأمراض والأسقام التي تعرض لبني آدم بسبب أن أجسادهم لم يجعلها تعالى مشتملة على الرطوبات وأجرام الأغذية
ج2 ص 266
وقال بعدها
"وفي كتاب مسامرة الأخيار للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي - قدس سره - خبر الحية الطائفة بالبيت عن أبي الطفيل قال كانت امرأة من الجن في الجاهلية تسكن ذا طوى وكان لها ابن ولم يكن لها ولد غيره وكانت تحبه حبا شديدا وكان شريفا في قومه فتزوج ........."
انتهى
ج 2 ص 267
13- الحافظ ابن نقطة
قال في كتابه " تكملة الإكمال "
"وأبو بكر محمد بن علي بن العربي من أهل المغرب سكن بلاد الروم ملطية وقونية وقد طاف البلاد ودخل بغداد له كلام وشعر حسن على طريقة العارفين غير أنه لا يعجبني شعره وقد أنشدني بعض أصدقائي من شعره ببغداد أنشدني أبو الفضل جعفر بن علي الحسني السعدي اليمني ببغداد له قصائد منها قصيدة اولها ألا يا حمامات الأراكة والبان......."
انتهى
كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في اللسان فقال
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم له برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة
الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر
في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العديم في تاريخ حلب والذكي
المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .نعم قال بن نفطة لا يعجبني شعره وأنشد له قصيدة منها ...لقد حار قلبي قابلا كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير الرهبان وبيتا لاصنام وكعبة طائف ... والواح توراة ومصحف قرآن .
14- الإمام القونوي 673 ه
محمد بن إسحاق بن محمد بن يوسف بن علي القونوي الرومي، صدر الدين:
من كبار تلاميذ الشيخ محيي الدين ابن العربي. وكان شافعي المذهب.
من كتبه (النصوص في تحقيق الطور المخصوص - خ) تصوف،
اللمعة النورانية في مشكلات الشجرة النعمانيةلابن عربي - خ)
15- الامام الصفدي 696هــ
الشيخ صلاح الدين الصفدي وهو من تلاميذ ابن تيمية
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي وهو من تلاميذ ابن تيمية، بعد كلام
طويل (الوافي في الوفيات 4//174):
وقفت على كتابه الذي سماه 'الفتوحات المكية' لانه صنعه بمكة، وهو في عشرين مجلدة بخطه، فرأيت اثناءه دقائق وغرائب ليست توجد في كلام غيره، وكأن المنقول والمعقول ممثلان بين عينيه في صورة محصورة يشاهدها، متى اراد اتى بالحديث او الامر ونزوله على ما يريده، وهذه
قدرة ونهاية اطلاع وتوقد ذهن وغاية حفظ وذكر، ومن وقف على هذا الكتاب علم
قدره، وهو من اجل مصنفاته) انتهى
قال الصلاح الصفدي - رحمه الله - في الوافي 4/174:
وقد ذكر في كتاب الفتوحات المكية (1/162 طبعة دِ عثمان يحيى)
في المجلدة الاولى عقيدته، فرأيتها من اولها الى آخرها عقيدة الشيخ ابي
الحسن الاشعري ليس فيها ما يخالف رأيه، وكان الذي طلبها مني بصفد وانا في القاهرة فنقلتها اعني العقيدة لا غير في كراسة وكتبت عليها:
ليس في هذه العقيدة شيء
يقتضيه التكذيب والبهتان
لا ولا ما قد خالف العقل
والنقل الذي قد اتى به القرآن
وعليها للأشعري مدار
ولها في مقاله إمكان
وعلى ما ادعاه يتجه البحث
ويأتي الدليل والبرهان
بخلاف الشناع عنه ولكن
ليس يخلو من حاسد إنسان
ولم أكن وقفت على شيء من كلامه ثم اني وقفت على 'فصوص الحكم' التي له فرأيت فيها اشياء منكرة الظاهر لا توافق الشرع، وما فيه شك انه يحصل له ولأمثاله حالات عند معاناة الرياضات في الخلوات، يحتاجون الى العبارة عنها فيأتون بما تقصر الالفاظ عن تلك المعاني التي تمحوها في تلك الحالات، فنسأل الله العصمة من الوقوع فيما خالف الشر.
16- شيخ الإسلام الإمام الزكي المنذري 581 :656هـ
في ( التكملة لوفيات النقلة)
(حيث وصفه الإمام المنذري بالشيخ الاجل )
التكملة لوفيات النقلة ج3 ص 555 رقم 2972 ط. مؤسسة الرسالة
وذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني كما سبق
17- المؤرخ الكبير والأديب عربي شمس الدين أحمد ابن خلكان المتوفي سنة 681 هـ يقول في كتابه "وفيات الأعيان")7\11(
"كان الأمير أبو يوسف يعقوب المذكور يشدد في إلزام الرعية بإقامة الصلوات الخمس وقتل في بعض الأحيان على شرب الخمر وقتل العمال الذين تشكو الرعايا منهم وأمر برفض فروع الفقه وأن العلماء لا يفتون إلا بالكتاب العزيز والسنة النبوية ولا يقلدون أحداً من الأئمة المجتهدين المتقدمين بل تكون أحكامهم بما يؤدي إليه اجتهادهم من استنباطهم القضايا من الكتاب والحديث والإجماع والقياس ولقد أدركنا جماعة من مشايخ المغرب وصلوا إلينا إلى البلاد وهم على ذلك الطريق مثل ابي الخطاب ابن دحية وأخيه أبي عمر ومحيي الدين ابن العربي نزيل دمشق وغيرهم" انتهى
18- (الفناري) (751 - 834 ه )
محمد بن حمزة بن محمد، شمس الدين الفناري (أو الفنرى) الرومي:
عالم بالمنطق والاصول.ولي قضاء بروسة.
وارتفع قدره عند السلطان (بايزيد خان) وحج مرتين، زار في الاولى مصر (سنة 822) واجتمع بعلمائها، والثانية (سنة 833) شكرا
لله على إعادة بصره إليه، وكان قد أشرف على العمى، أو عمي، وشفي.ومات بعد عودته من الحج.
قال السيوطي: كان يعاب بنحلة ابن العربي وبإقراء الفصوص.
19- الحافظ الذهبي لم يكفر الشيخ الأكبر 673 هـ
بعد أن سرد الإمام الذهبي الأقوال قال الذهبي بتوثيقه واي شهادة اكبر من هذا ولترى قول الإمام الذهبي في الشيخ الأكبر فهذا هو خلاصة قوله بعد ان
نقل الأقوال فقال في اخر الترجمة ..
الذهبي يقول في الميزان بتوثيق الشيخ الاكبر (3/660) :
(( فإنه كان عالما بالآثار والسنن ، قوى المشاركة في العلوم .وقولى أنا فيه : إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت ، وختم له بالحسنى )) !
وقال ايضاً في نفس الترجمة
جوز ان يكون من أولياء الله تعالى الذين اجتذبهم الحق الى جناته عند الموت , وختم لهم بالحسنى , ومن قوله في الله عز وجل :
يا من يراني ولا اراه // كم ذا اراه ولا يراني
فلما تسامع الناس بهذا القول انكروه فزاد بيتين اخر فسراه وأزال غموضه
يا من يراني مذنبا // ولا أراه اخذا
كم ذا أراه منعما // ولا يراني لائذا
فهدأت موجة اعتراضهم اذ رأوا القول ممكن التأويل , ويكاد يكون معظم كلامه الذي اعترض عليه به من هذا القبيل , أما ما نسب اليه مما لا يمكن تأويله فالراجح أنه مدسوس عليه )
وراجع ايضاً ( لسان الميزان ( 311/ 5 ) وما بعدها ,
لابن حجر العسقلاني )
فهذا راي الإمام الذهبي أن الشيخ الأكبر كان عالماً بالاثار قوي المشاركة في العلوم وقوله فيه أنه يجوز أن يكون من أولياء الله الصالحين.
فأي قول بعد هذا.
واليك قوله في مكان اخر
قال الإمام الذهبي، رحمه الله، في كتابه 'التاريخ الكبير في حوادث
638' سنة وفاة الشيخ الاكبر - رحمه الله، :
(( ولابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته فنرجو له الخير . )) انتهي
20- شيخ الإمام الذهبي أبو العلاء محمود بن أبي بكر الفرضي الحنفي المتوفى سنة هـ 700
قال في كتابه المسند
" كان شيخا عالما جامعا للعلوم صنف كتبا كثيرة وهو من ذرية عبد الله بن حاتم الطائي أخي عدي بن حاتم "
ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان كما سبق وسيلي
21- الإمام ابن الأبار هو محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي ولد في بلنسية سنة 595
(قال بن الأبار هو من أشبيلية واصله من سبتة وأخذ عن مشيخة بلده ومال الى الأدب وكتب لبعض الولاة ثم ترك ذلك ورحل الى المشرق حاجا ولم يعد وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي ويقول بها وبرع في علم التصوف .)
انظر لسان الميزان في الترجمات السابقة والاتية
22- الحافظ ابن حجر العسقلانيوليعلم القارئ أننا سنورد فقط أمثلة من أنواعها وليس من باب الإحصاء فإن إحصائها لا يتيسر للباحث فقد مدح سيدي ابن عربي الوف من الائمة والأعلام وبطون الكتب تشهد وسنقوم بعرض أمثلة وفي ما سنورده الكفاية بإذن الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
1- العلامة ابن النجار 578هــ
صاحب ذيل تاريخ بغداد والمستدرك علي تاريخ بغداد والكمال في معرفة الرجال ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم له برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة
الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر
في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العدم في تاريخ حلب والذكي
المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص
إلى أن قال
وقال بن النجار كانت رحلته الى المشرق والف في التصوف وفي التفسير وغير ذلك تواليف لا يأخذها الحصر وله سعة وتصرف في الفنون من العلم وتقدم في الكلام والتصوف .
ثم قال
وقال بن النجار صحب الصوفية وارباب القلوب وسلك طريق الفقر وحج وجاور وصنف كتبا في علم القوم وفي أخبار زهاد المغاربة وله اشعار حسان وكلام مليح اجتمعت به بدمشق وكتبت عنه شيئا من شعره ونعم الشيخ هو .)اهـ
وما قاله الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي
(ت 643ه) في كتابه "ذيل تاريخ بغداد " :
(محمد بن علي بن محمد بن عربي أبو عبد الله الطائي من أهل الأندلس. ذكر لي أنه ولد بمرسية في ليلة الاثنين سابع عشر من رمضان سنة ستين وخمسمائة.
و نشأ بها، وانتقل إلى أشبيلية في سنة ثمان وسبعين، فأقام بها إلى سنة ثمان وتسعين. ثم دخل بلاد الشرق، وطاف بلاد الشام، ودخل بلاد الروم.
و كان قد صحب الصوفية، وأرباب القلوب، وسلك طريق القوم، وحج وصنف كتباً في علوم القوم، وفي أخبار مشايخ الغرب، وزُهَّادها، وله أشعار حسنة، وكلام مليح.
اجتمعت به بدمشق، وكتبت عنه أشياء من شعره، ونعم الشيخ هو.
دخل بغداد، وحدَّث بها بشيء من مصنفاته، وكتب عنه الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي. )
انتهى كلامه رحمه الله
2- الإمام النووي رحمه اللّه تعالى 631 هـ
وسئل الإمام محي الدين النووي عن الشيخ محي الدين بن عربي فقال: تلك أمة قد خلت ، ولكن الذي عندنا أنه يحرم على كل عاقل أن يسيء الظن بأحد من أولياء الله عز وجل ويجب عليه أن يؤول أقوالهم وأفعالهم ما دام لم يلحق بدرجتهم ولا يعجز
اليواقيت والجواهر للإمام الشعراني ط (البابي الحلبي 1959) ص (7)
ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين "
عن الشيخ أبي الخير التيناني [ ت 343 هـ ] حكاية ظاهرها الإنكار قال : " قلت : قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا ، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك ، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن ! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك ، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها . وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا ؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ .
"بستان العارفين" (ص (181))
وكذلك انظر ي شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 193 – 194)
3-الإمام ابن العديم ت 660 هـ
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة
الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ
بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العدم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ماعرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص
4- الإمام صفي الدين بن أبي المنصور وهو ممن لحق الشيخ الأكبر وتوفي عام 682
ذكر ذلك في رسالته
انظر: (( طبقات الأولياء )) لابن الملقن (ص540)، و((إيضاح المكنون )) (2/299).
رسالة الإمام العارف بالله صفي الدين بن أبي المنصور في سير
الأولياء الذين لقيهم (ط. المعهد الفرنسي بدمشق)
قال الشيخ العارف صفي الدين بن أبي المنصور في " رسالته ":
رأيت بدمشق الشيخ الإمام الوحيد، العالم العامل: مُحْيِي الدين بن عربي. وكان من أكبر علماء الطريق، جمع بين سائر العلوم الكَسْبِيَّة، وما قرأ من العلوم الوهبية. وشهرته عظيمة، وتصانيفه كثيرة. وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا.. لا يكترث الوجود مقبلا كان أو مُعرضًا، وله أتباع علماء، أرباب مواجيد، وتصانيف، وكان بينه وبين سيدي أبي العباس الحرار إخاء ورفقة في السياحات – رضي الله عنهما – آمين.
وذكر ذلك في تنبيه الغبي بتبرئه ابن عربي للامام السيوطي
وكذلك
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،وترجم له برقم ( 1038 )
وقال بن أبي المنصور : كان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم المكتسبة وماموله من العلوم الوهيبة وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا وحالا لا مكترثا بالوجود مقبلا كان أو معرضا ويحكى عنه من يتعصب له احوالا سنية ومعارف كثيرة والله أعلم .
5- الإمام العز ابن عبدالسلام ت 660 هـ
كما ذكرنا سابقاً قـد كان الإمام المجتهد شيخ الإسلام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى ينكر على الشيخ ابن العربي في أول أمره ، فلما عرف مقامه شهد له ورجع عن إنكاره ، وقرر أن الإمام محيي الدين قطب زمانه .فليراجع ردنا علي قول الامام العز ابن عبدالسلام.
6- الحافظ الفقيه المؤرخ أبي شامة المقدسي المتوفي سنة (665هـ)
قال في كتابه "تراجم رجال القرنين السادس والسابع "
"وفي الثاني والعشرين من الربيع الآخر توفي بدمشق المحيي الدين بن العربي واسمه : محمد بن علي بن محمد بن العربي أبو عبد الله الطائي الحاتمي قرأته من خطه وذكره الزيني في تاريخه ودفن بمقبرة القاضي محيي الدين بجبل قاسيون .
حضرت الصلاة عليه بجامع دمشق يوم الجمعة وشيعته إلى الميدان بسوق الغنم ، وكانت له جنازة حسنة ، وله تصانيف كثيرة وعليه التصنيف سهل،
وله شعر حسن وكلام طويل على طريق التصوف وغيره . وهو من بلاد الأندلس...."
7- الإمام بن المديني
كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم له برقم ( 1038 )
وقال بن المديني قدم بغداد سنة ثمان وست مائة فكان يومى اليه بالفضلالمعرفة والغالب عليه طريق أهل الحقيقة وله قدم في الرياضة والمجاهدة وكلام على لسان القوم ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند أهل هذا الشان
8-الإمام بن سدي
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم له برقم ( 1038 )
وقال بن سدي وكان يلقب القشيري لقبا غلب عليه لما كان يشتهر به من التصوف وكان جميل الحلية والفضل محصلا لفنون العلم وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق سمع ببلده من أبي بكر بن الحسين ومحمد بن سعيد بن زرقون وجابر الحضرمي وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله وباشبيلية من عبد المنعم الخزرجي وأبي جعفر بن نصار وبمرشنة من أبي بكر بن أبي حمزة .
9 - وقال ايضاً الشيخ محيي الدين الإمام شمس الدين محمد بن مسدي
قال في معجمه البديع المحتوي على ثلاث مجلدات
وترجمه ترجمة عظيمة مطولة أذكر منها أنه قال :
" إنه كان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الاعتقادات خاض بحر تلك العبارات وتحقق بمحيا تلك الإشارات وتصانيفه تشهد له عند أولي البصر بالتقدم والإقدام ومواقف النهايات في مزالق الأقدام ولهذا ما ارتبت في أمره والله تعالى أعلم بسره" انتهى
ذكره المقري التلمساني في "النفح الطيب ج7 ص 159"
10- العلامة الكمال بن الزملكاني 666هــ
قال الحافظ ابن حجر في المصدر السابق
وقد اطراه الكمال بن الزملكاني فقال : هو البحر الزاخر في المعارف الإلهية .
وقال الإمام الصفدي رحمه الله
في كتابه الوافي بالوفيات :
"وقد عظمه الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني رحمه الله تعالى في مصنفه الذي عمله في الكلام على الملك والنبي والشهيد والصديق وهو مشهور فقال في الفصل الثاني في فضل الصديقية:وقال الشيخ محيي الدين ابن العربي البحر الزاخر في المعارف الإلهية ، وذكر من كلامه جملة
ثم قال آخر الفصل:إنما نقلت كلامه وكلام ما جرى مجراه من أهل الطريق لأنهم أعرف بحقائق هذه المقامات وأبصر بها لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقاً والمخبر عن الشيء ذوقاً مخبر عن عين اليقين فاسأل به خبيراً" انتهى
و نقله كذلك :
1- الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان كما سبق
2-والإمام اليافعي في كتابه مرآة الجنان
3-والإمام المقري في كتابه النفح الطيب...
-........وغيرهم
11- قال الحافظ جمال الدين المحمودي الدمشقي ابن الصابوني المتوفي سنة 680 هـ في كتابه " تكملة اكمال الإكمال"
باب النوري
وفاته أيضاً في باب النوري بالنون.شيخنا الزاهد أبو الطاهر إسماعيل بن سودكين بن عبد الله النوري شيخ فاضل: له شعر حسن، وكلام في التصوف. صحب الشيخ العارف أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن العربي، وكتب عنه أكثر مصنفاته، وسمع الحديث بمصر من الفقيه أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وأبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي،
تكملة اكمال الاكمال ج1 ص16
12- جاء في حاشية أنواع البروق في انواع الفروق وهو كتاب للإمام القرافي المالكي المتوفي سنة 684 هـ والحاشيةلابن حسين المكي المالكي
(في شرح القاعدة التاسعة عشرة ) التفضيل بجودة البنية والتركيب وله أمثلة.
الأمر الثاني أن الملائكة مع قدرتهم على التشكل بأشكال مختلفة
للطافة أجسامهم النورانية لا يتشكلون في صور بعضهم فلا يتشكل جبريل
بصورة ميكائيل ولا العكس بخلاف أولياء البشر فيمكنهم ذلك كما في
اليواقيت عن ابن العربي
الأمر الثالث أن في اليواقيت عن الشيخ الأكبر أن مقام { لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل } الحديث من خصوصيات البشر ، وأما الملائكة فكل طاعاتهم محتمة عليهم فلا يفرغون من توظيف حتى يمكنهم التطوع نعم قال السعد لا قاطع في هذه المقامات كذا يؤخذ من الأمير على عبد السلام على الجوهرة وثانيها تفضيل الجان على بني آدم في الأبنية وجودة التركيب
من جهة تقديره تعالى أنهم يعيشون الآلاف من السنين فلا يعرض لهم الموت وكذلك لا تعرض لهم الأمراض والأسقام التي تعرض لبني آدم بسبب أن أجسادهم لم يجعلها تعالى مشتملة على الرطوبات وأجرام الأغذية
ج2 ص 266
وقال بعدها
"وفي كتاب مسامرة الأخيار للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي - قدس سره - خبر الحية الطائفة بالبيت عن أبي الطفيل قال كانت امرأة من الجن في الجاهلية تسكن ذا طوى وكان لها ابن ولم يكن لها ولد غيره وكانت تحبه حبا شديدا وكان شريفا في قومه فتزوج ........."
انتهى
ج 2 ص 267
13- الحافظ ابن نقطة
قال في كتابه " تكملة الإكمال "
"وأبو بكر محمد بن علي بن العربي من أهل المغرب سكن بلاد الروم ملطية وقونية وقد طاف البلاد ودخل بغداد له كلام وشعر حسن على طريقة العارفين غير أنه لا يعجبني شعره وقد أنشدني بعض أصدقائي من شعره ببغداد أنشدني أبو الفضل جعفر بن علي الحسني السعدي اليمني ببغداد له قصائد منها قصيدة اولها ألا يا حمامات الأراكة والبان......."
انتهى
كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في اللسان فقال
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم له برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة
الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر
في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العديم في تاريخ حلب والذكي
المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .نعم قال بن نفطة لا يعجبني شعره وأنشد له قصيدة منها ...لقد حار قلبي قابلا كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير الرهبان وبيتا لاصنام وكعبة طائف ... والواح توراة ومصحف قرآن .
14- الإمام القونوي 673 ه
محمد بن إسحاق بن محمد بن يوسف بن علي القونوي الرومي، صدر الدين:
من كبار تلاميذ الشيخ محيي الدين ابن العربي. وكان شافعي المذهب.
من كتبه (النصوص في تحقيق الطور المخصوص - خ) تصوف،
اللمعة النورانية في مشكلات الشجرة النعمانيةلابن عربي - خ)
15- الامام الصفدي 696هــ
الشيخ صلاح الدين الصفدي وهو من تلاميذ ابن تيمية
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي وهو من تلاميذ ابن تيمية، بعد كلام
طويل (الوافي في الوفيات 4//174):
وقفت على كتابه الذي سماه 'الفتوحات المكية' لانه صنعه بمكة، وهو في عشرين مجلدة بخطه، فرأيت اثناءه دقائق وغرائب ليست توجد في كلام غيره، وكأن المنقول والمعقول ممثلان بين عينيه في صورة محصورة يشاهدها، متى اراد اتى بالحديث او الامر ونزوله على ما يريده، وهذه
قدرة ونهاية اطلاع وتوقد ذهن وغاية حفظ وذكر، ومن وقف على هذا الكتاب علم
قدره، وهو من اجل مصنفاته) انتهى
قال الصلاح الصفدي - رحمه الله - في الوافي 4/174:
وقد ذكر في كتاب الفتوحات المكية (1/162 طبعة دِ عثمان يحيى)
في المجلدة الاولى عقيدته، فرأيتها من اولها الى آخرها عقيدة الشيخ ابي
الحسن الاشعري ليس فيها ما يخالف رأيه، وكان الذي طلبها مني بصفد وانا في القاهرة فنقلتها اعني العقيدة لا غير في كراسة وكتبت عليها:
ليس في هذه العقيدة شيء
يقتضيه التكذيب والبهتان
لا ولا ما قد خالف العقل
والنقل الذي قد اتى به القرآن
وعليها للأشعري مدار
ولها في مقاله إمكان
وعلى ما ادعاه يتجه البحث
ويأتي الدليل والبرهان
بخلاف الشناع عنه ولكن
ليس يخلو من حاسد إنسان
ولم أكن وقفت على شيء من كلامه ثم اني وقفت على 'فصوص الحكم' التي له فرأيت فيها اشياء منكرة الظاهر لا توافق الشرع، وما فيه شك انه يحصل له ولأمثاله حالات عند معاناة الرياضات في الخلوات، يحتاجون الى العبارة عنها فيأتون بما تقصر الالفاظ عن تلك المعاني التي تمحوها في تلك الحالات، فنسأل الله العصمة من الوقوع فيما خالف الشر.
16- شيخ الإسلام الإمام الزكي المنذري 581 :656هـ
في ( التكملة لوفيات النقلة)
(حيث وصفه الإمام المنذري بالشيخ الاجل )
التكملة لوفيات النقلة ج3 ص 555 رقم 2972 ط. مؤسسة الرسالة
وذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني كما سبق
17- المؤرخ الكبير والأديب عربي شمس الدين أحمد ابن خلكان المتوفي سنة 681 هـ يقول في كتابه "وفيات الأعيان")7\11(
"كان الأمير أبو يوسف يعقوب المذكور يشدد في إلزام الرعية بإقامة الصلوات الخمس وقتل في بعض الأحيان على شرب الخمر وقتل العمال الذين تشكو الرعايا منهم وأمر برفض فروع الفقه وأن العلماء لا يفتون إلا بالكتاب العزيز والسنة النبوية ولا يقلدون أحداً من الأئمة المجتهدين المتقدمين بل تكون أحكامهم بما يؤدي إليه اجتهادهم من استنباطهم القضايا من الكتاب والحديث والإجماع والقياس ولقد أدركنا جماعة من مشايخ المغرب وصلوا إلينا إلى البلاد وهم على ذلك الطريق مثل ابي الخطاب ابن دحية وأخيه أبي عمر ومحيي الدين ابن العربي نزيل دمشق وغيرهم" انتهى
18- (الفناري) (751 - 834 ه )
محمد بن حمزة بن محمد، شمس الدين الفناري (أو الفنرى) الرومي:
عالم بالمنطق والاصول.ولي قضاء بروسة.
وارتفع قدره عند السلطان (بايزيد خان) وحج مرتين، زار في الاولى مصر (سنة 822) واجتمع بعلمائها، والثانية (سنة 833) شكرا
لله على إعادة بصره إليه، وكان قد أشرف على العمى، أو عمي، وشفي.ومات بعد عودته من الحج.
قال السيوطي: كان يعاب بنحلة ابن العربي وبإقراء الفصوص.
19- الحافظ الذهبي لم يكفر الشيخ الأكبر 673 هـ
بعد أن سرد الإمام الذهبي الأقوال قال الذهبي بتوثيقه واي شهادة اكبر من هذا ولترى قول الإمام الذهبي في الشيخ الأكبر فهذا هو خلاصة قوله بعد ان
نقل الأقوال فقال في اخر الترجمة ..
الذهبي يقول في الميزان بتوثيق الشيخ الاكبر (3/660) :
(( فإنه كان عالما بالآثار والسنن ، قوى المشاركة في العلوم .وقولى أنا فيه : إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت ، وختم له بالحسنى )) !
وقال ايضاً في نفس الترجمة
جوز ان يكون من أولياء الله تعالى الذين اجتذبهم الحق الى جناته عند الموت , وختم لهم بالحسنى , ومن قوله في الله عز وجل :
يا من يراني ولا اراه // كم ذا اراه ولا يراني
فلما تسامع الناس بهذا القول انكروه فزاد بيتين اخر فسراه وأزال غموضه
يا من يراني مذنبا // ولا أراه اخذا
كم ذا أراه منعما // ولا يراني لائذا
فهدأت موجة اعتراضهم اذ رأوا القول ممكن التأويل , ويكاد يكون معظم كلامه الذي اعترض عليه به من هذا القبيل , أما ما نسب اليه مما لا يمكن تأويله فالراجح أنه مدسوس عليه )
وراجع ايضاً ( لسان الميزان ( 311/ 5 ) وما بعدها ,
لابن حجر العسقلاني )
فهذا راي الإمام الذهبي أن الشيخ الأكبر كان عالماً بالاثار قوي المشاركة في العلوم وقوله فيه أنه يجوز أن يكون من أولياء الله الصالحين.
فأي قول بعد هذا.
واليك قوله في مكان اخر
قال الإمام الذهبي، رحمه الله، في كتابه 'التاريخ الكبير في حوادث
638' سنة وفاة الشيخ الاكبر - رحمه الله، :
(( ولابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته فنرجو له الخير . )) انتهي
20- شيخ الإمام الذهبي أبو العلاء محمود بن أبي بكر الفرضي الحنفي المتوفى سنة هـ 700
قال في كتابه المسند
" كان شيخا عالما جامعا للعلوم صنف كتبا كثيرة وهو من ذرية عبد الله بن حاتم الطائي أخي عدي بن حاتم "
ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان كما سبق وسيلي
21- الإمام ابن الأبار هو محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي ولد في بلنسية سنة 595
(قال بن الأبار هو من أشبيلية واصله من سبتة وأخذ عن مشيخة بلده ومال الى الأدب وكتب لبعض الولاة ثم ترك ذلك ورحل الى المشرق حاجا ولم يعد وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي ويقول بها وبرع في علم التصوف .)
انظر لسان الميزان في الترجمات السابقة والاتية
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ، وترجم له ترجمة منصفة برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .
وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العديم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما
عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .
نعم قال بن نفطة لا يعجبني شعره وأنشد له قصيدة منها ...
لقد حار قلبي قابلا كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير الرهبان وبيتا لاصنام وكعبة طائف ... والواح توراة ومصحف قرآن .
وهذا على قاعدته في الوحدة وقد كتب بخطه في إجازته للملك المظفر
غازي بن العادل أنه قرء القرآن بالسبع على أبي بكر محمد بن خلف بن حاف اللخمي وأخذ عنه الكتابة لمحمد بن شريح وحدث به عن شريح بن محمد عن أبيه وقرأ أيضا على عبد الرحمن بن عال الشراط القرطبي وسمع علي أبي عبد الله الهادمي قاضي فاس التبصرة في القراءات لمكي
وحدثه به عن أبي بحر بن القاضي وسمع التيسير على أبي بكر بن أبي حمزة عن أبيه عن المؤلف وانه سمع على محمد بن سعيد بن زرقون وعبد الحق بن عبد الرحمن الأشبيلي وانه سمع أيضا على بن الخراساني ويونس بن يحيى الهاشمي ومعين بن أبي الفتوح وجمع كثير وأنه أجاز له السلفي
وابن عساكر وابن الجوزي وأنه صنف كتبا كثيرة منها ما هو كراسة واحدة ومنها ما هو مائة مجلد وما بينهما وذكر منها التفصيل في أسرار معاني التنزيل فرغ منه الى قصة موسى في سورة الكهف أربعة وستون سفرا وسرق منها شيء كثير جدا .
وقال بن الأبار هو من أشبيلية واصله من سبتة وأخذ عن مشيخة بلده ومال الى الأدب وكتب لبعض الولاة ثم ترك ذلك ورحل الى المشرق حاجا ولم يعد وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي ويقول بها وبرع في علم التصوف .
وقال المنذري ذكر انه سمع بقرطبة من بن بشكوال وانه سمع بمكة وبغداد والموصل وغيرها وسكن الروم وجمع مجاميع .
وقال بن النجار كانت رحلته الى المشرق والف في التصوف وفي التفسير وغير ذلك تواليف لا يأخذها الحصر وله سعة وتصرف في الفنون من العلم وتقدم في الكلام والتصوف .
وقال بن المديني قدم بغداد سنة ثمان وست مائة فكان يومى اليه بالفضل والمعرفة والغالب عليه طريق أهل الحقيقة وله قدم في الرياضة والمجاهدة وكلام على لسان القوم ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند أهل هذا الشان بالبلاد وله اتباع ووقفت له على مجموع من تأليفه فيه منامات حدث بها عن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومنامات يرويها عن رؤيته هو للنبي صلى الله عليه و سلم وكتب عني شيئا من ذلك وسمعته منه .
وقال بن النجار صحب الصوفية وارباب القلوب وسلك طريق الفقر وحج وجاور وصنف كتبا في علم القوم وفي أخبار زهاد المغاربة وله اشعار حسان وكلام مليح اجتمعت به بدمشق وكتبت عنه شيئا من شعره ونعم الشيخ هو .
وقرأت بخط اليعموري أسد بن سعد الدين بن شيخنا الإمام الراسخ محيي الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن العربي الحاتمي وذكر شعرا .
وقال بن سدي وكان يلقب القشيري لقبا غلب عليه لما كان يشتهر به من التصوف وكان جميل الحلية والفضل محصلا لفنون العلم وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق سمع ببلده من أبي بكر بن الحسين ومحمد بن سعيد بن زرقون وجابر الحضرمي وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله وباشبيلية من عبد المنعم الخزرجي وأبي جعفر بن نصار وبمرشنة من أبي بكر بن أبي حمزة .
وذكر أنه لحق عبد الحق ببجاية وفي ذلك نظر وان السلفي أجاز له واحسنها الإجازة العامة وله تواليف وكان مقتدرا على الكلام ولعله ما سلمه من الكلام .
وكان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الإعتقادات ويقال انه لما كان ببلاد الروم دلسه الملك ذات يوم فقال هذا يدعوه الأسود فقال خدمته لتلك فقال في المبذل لك أعد خلقه . وقد اطراه الكمال بن الزملكاني فقال : هو البحر الزاخر في المعارف الإلهية .
وانما ذكرت كلامه وكلام غيره من أهل الطريق لأنهم اعرف بحقائق المقامات من غيرهم لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقا مخبرين عن عين اليقين . وقال بن أبي المنصور : كان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم المكتسبة وماموله من العلوم الوهيبة وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا وحالا لا مكترثا بالوجود مقبلا كان أو معرضا ويحكى عنه من يتعصب له احوالا سنية ومعارف كثيرة والله أعلم . وقرأت بخط أبي العلاء الفرضي في المسند كان شيخا عالما جامعا للعلوم صنف كتبا كثيرة وهو من ذرية عبد الله بن حاتم الطائي أخي عدي بن حاتم وأما عدي فلم يعقب وتقدم له ذكر في ترجمة بن دحية عمر بن الحسن في حرف العين .
وقال القطب السرمين في ذيل في ترجمة سعد الدين بن أبي عبد الله محيي الدين بن عربي كان والده من كبار المشايخ العارفين وله مصنفات عديدة وشعر كثير وله أصحاب يعتقدون فيه اعتقادا عظيما مفرطا يتغالون فيه وهو عندهم نحو درجة النبوة ولم يصحبه أحد الا وتغالى فيه ولا يخرج عنه أبدا ولا يفضل عليه غيره ولا يساوي به أحدا من أهل زمانه وتصانيفه لا يفهم منها الا القليل لكن الذي يفهم منها حسن جميل وفي تصانيفه كلمات ينبو السمع عنها وزعم اصحابه ان لها معنى باطنها غير الظاهر وبالجملة فكان كبير القدر من سادات القوم وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف
الترجمة من الكتاب المذكور .. وله في ذلك أشياء غريبة واستنباطات عجيبة انتهى ) انتهت
والسؤال المطروح هو : لماذا الإمام محي الدين ابن عربي أعتد به
علماء عصره ولم ينتقدوه ، وانما جاء النقد بعد موته بفترة ؟؟ ..
قال الحافظ في اللسان ( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
وهل كان علماء عصره جهلة إلى هذا الحد ؟؟..
23- الإمام العلامةُ مجد الدين الفيروزابادي صاحب " القاموس المحيط " [ ت 817 هـ ]
كان من أشدّ المُعجبين به، حتى إنّه طرّز شَرْحَهُ على البُخاريّ بكثير من
أقواله.
قال عنه الحافظ ابن حجرالعسقلاني : "لما اشتهرت باليمن مقالة ابن عربي، ودعا إليها الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي، وغلبت على علماء تلك البلاد صار الشيخ مجد الدين
يُدخل فيشرح البخاري من كلام ابن عربي."
وألف كتابًا يرد فيه على ابن الخياط ما اتَّهم به الشيخ ابن العربي في
عقيدته وسماه " الاغتباط بمعالجة ابن الخياط "
وانظر ايضاً
نفح الطيب ( 2/176ـ 177 ) ، شذرات الذهب ( 7/ 331 )
24- شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله 824 هـ
يقول عن الشيخ الأكبر ابن عربي
(لا يخلو كلام الأئمة عن ثلاثة أحوال لأنه إما أن يوافق صريح الكتاب والسنة فهذا يجب اعتقاده جزما وإما أن لا يظهر لنا موافقته ولا مخالفته فأحسن أحواله الوقف وإما أن يخالف الكتاب والسنة ولا يمكن تأويله فمرفوض مردود لا يصح قبوله وقد أخبرني العارف بالله الشيخ أبو الطاهر المزني الشاذلي رضي الله عنه أن جميع ما في كتب الشيخ محي الدين مما خالف ظاهر الشريعة مدسوس عليه لأنه رجل كامل بإجماع المحققين والكامل لا يصح في حقه شطح عن ظاهر الكتاب والسنة فمن كلامه يعني الشيخ محي الدين بن عربي أن (من رمى ميزان الشريعة من يده لحظة هلك) وجميع ما عارض منلامه ظاهر الشريعة وما عليه الجمهور فهو مدسوس عليه ولقد كانت عند الشيخ أبي طاهر المغربي نسخة من الفتوحات كان قد قابلها على نسخة الشيخ التي بخطه فلم أر فيها مما كنت قد توقعت فيه وإن هذا الإمام إن كان قد دُسَّ عليه فقد دس الزنادقة تحت وسادة الإمام أحمد بن حنبل في مرض موته عقائد زائفة ولولا أن أصحابه يعلمون منه صحة الاعتقاد لافتتنوا بما وجدوه تحت وسادته فهذا هو ابن الفراء يقول في طبقاته نقلا
عن أبي بكر المرزوي ومسد وحرب: أنهم رأوا الكثير من المسائل ونسبوها إلى الإمام أحمد بن حنبل ويضيق رجلين صالحين بليا بأصحاب سوء : وهما جعفر الصادق وأحمد بن حنبل أما جعفر الصادق فقد نسبت إليه أقوال كثيرة دونت في فقه بعض الفئات الإسلامية على أنها له وهو منها بري وأما أحمد بن حنبل فقد نسب إليه بعض الحنابلة آراء في العقائد لم يقل بها
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني لطه عبدالباقي سرور ص 82
وذكر في اسنى المطالب
وَقَدْ نَصَّ عَلَى وِلَايَةِ ابْنِ عَرَبِي جَمَاعَةٌ عُلَمَاءُ عَارِفُونَ بِاَللَّهِ مِنْهُمْ الشَّيْخُ تَاجُ الدِّينِ بْنُ عَطَاءِ اللَّهِ وَالشَّيْخُ عَبْدُ اللَّهِ الْيَافِعِيُّ ، وَلَا يَقْدَحُ فِيهِ وَفِي طَائِفَتِهِ ظَاهِرُ كَلَامِهِمْ الْمَذْكُورِ عِنْدَ غَيْرِ الصُّوفِيَّةِ لِمَا قُلْنَاهُ ؛ وَلِأَنَّهُ قَدْ يَصْدُرُ عَنْ الْعَارِفِ بِاَللَّهِ إذَا اسْتَغْرَقَ فِي بَحْرِ التَّوْحِيدِ وَالْعِرْفَانِ بِحَيْثُ تَضْمَحِلُّ ذَاتُهُ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتُهُ فِي صِفَاتِهِ وَيَغِيبُ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ عِبَارَاتٌ تُشْعِرُ بِالْحُلُولِ
وكذلك ذكر السخاوي انه كان يعظم الإمام ابن الفارض والشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله عنهم اجمعين.
25- شيخ المؤرخين تقي الدين المقريزي (845هـ)
قال في كتابه "المواعظ والاعتبار"
مدة بقاء القاهرة ووقت خرابها
"قال العارف محيي الدين محمد بن العربي الطائي الحاتمي في الملحمة المنسوبة إليه قاهرة تعمر في سنة ثمان وخمسين وثلثمائة، وتخرب سنة ثمانين وسبعين، ووقفت لها على شرح لم أعرف تصنيف من هو، فإنه لم يسم في النسخة التي وقفت عليها، وهو شرح لطيف قليل الفائدة، فإنه ترك
كلام المصنف فيما مضى على ما هو معروف في كتب التاريخ، ولم يبين مراده، فيما يستقبل، وكانت الحاجة ماسة إلى معرفة ما يستقبل أكثر من المعرفة بحال ما مضى، لكن أخبرني غير واحد من الثقات، أنه وقف لهذه الملحمة على شرح كبير في مجلدين......"
المواعظ والاعتبار ج 2 ص 73
26 - الإمام العلامة جلال الدين السيوطي
له رسالة تنبيه الغبي في تبرئه ابن عربي ومن أقواله في هذه الرسالة
( والقول الفصل في ابن العربي إعتقاد ولايته , وترك النظر في كتبه , فقد نقل عنه هو انه قال : نحن قوم لايجوز النظر في كتبنا )
27 - المؤرخ أبو عبد الله بن زكريا بن محمد القزويني المتوفي سنة 682 هـ
قال في كتابه"آثار البلاد وأخبار العباد ص 497"
" الاقليم الخامس ...اشبلية.................ينسب إليها الشيخ الفاضل محمد بن العربي الملقب بمحيي الدين. رأيته بدمشق سنة ثلاثين وستمائة. وكان شيخاً فاضلاً أديباً حكيماً شاعراً عارفاً زاهداً. سمعت أنه يكتب كراريس فيها أشياء عجيبة.
سمعت أنه كتب كتاباً في خواص قوارع القرآن......."
28 -المؤرخ الشهير ابن تغري بردي المتوفى سنة 874هـ
قال في كتابه
" المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي"
"وله في طريقة الشيخ محي الدين بن عربي قدس الله سره العزيز:
يقولون دع ليلى لثني كيف لي ... وقد ملكت قلبي بحسن اعتدالها
واقسم ما عاينت في الكون صورة ... لَهَا الحسن إِلاَّ قلت: طيف فيا لَهَا:
ومن لي بليلى العامرية؟ أنها ... عظيم الغنى من نال وهم وصالها"
29- المؤرخ الكبير محمد بن شاكر المعروف بابن شاكر الكتبي المتوفي سنة 764ﻫ قال في كتابه"فوات الوفيات"
"فقلت سترت الليل بالصبح قال لا ... ولكن سترت الدرّ بالظلمات
وقال على طريقة الشيخ محيي الدين ابن العربي رضي الله عنه"
30- المؤرخ الإمام نجم الدين الغزي العامري الدمشقي المنوفي سنة 977 هـ
قال في كتابه "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة"
"وقد وقف غيطه، وشرط أن تنقسم غلته أثلاثاً ثلاث لمصالح الغيط، وثلث لورثته، وثلث الفقراء والمساكين القاطنين بالزاوية، والواردين إليها، وشرط على القاطنين بزاويته، أن يقرأوا كل يوم ختماً يتناوبونه، ثم يجتمعون قبيل المغرب، ويهدونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى الشيخ محيي الدين بن العربي - رضي الله تعالى عنه -وقال العلائي: كان على سمت حسن يكل الحلال،...."
المؤرخ الإمام نجم الدين الغزي العامري الدمشقي المنوفي سنة
977 هـ في كتابه "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة" لقب الشيخ الاكبر بالشيخ الاكبر وقال قدس الله سره
31- العلامة محمد بن صالح الرومي من أهل كليبولي المعروف بيازيجي زاده الحنفي الزاهد من مشائخ البيرامية المتوفى سنة 855
له كتاب شرح الفصوص لمحيي الدين ابن عربي.
32- العلامة بن ميمون المغربي 854 هــ
وهو علي بن ميمون بن أبي بكر بن يوسف الهاشمي الحسني الادريسي،
أبو الحسن: قاض، من العلماء،
ولد في غمارة وأقام بفاس، وتولى القضاء بمدينة شفشاون ثم عكف علي
غزو الافرنج في السواحل، فاجتمع له عدد كبير من الغزاة وولوه قيادتهم.
له " تنزيه الصديق عن صفات الزنديق "
دفاعا عن الشيخ الاكبر ابن عربي برلين 2851)،
(ونسخة بدار الكتب).
ويسمي "الانتصار للشيخ محيي الدين"
33- الإمام الشعراني قدس الله سره
وله من المصنفات الكثير في الدفاع عن الشيخ الأكبر لا تخفى على احد.
34- شيخ الإسلام شرف الدين المناوي [ ت 871 هـ ] :
يقول
" والمتصدِّي لتكفير ابن عربي لم يخف من سوء الحساب وأن يُقال له : هل ثبت عندك أنه كافر ؟!
فإن قال : كتبه تدل على كفره ، أفَأَمِنَ أن يُقال له : هل ثبت عندك بالطريق المقبول في نقل الأخبار أنه قال هذه الكلمة بعينها ، وأنه قصد بها معناها المتعارَف ؟! والأول : لا سبيل إليه ؛ لعدم سند يُعْتَمَدُ عليه في مثل ذلك ، ولا عبرة بالاستفاضة ؛ لأنه على تقدير ثبوت أصل الكتاب عنه فلا بد من ثبوت كـل كلمة كلمة ؛ لاحتمال أن يُدَسَّ في الكتاب ما ليس من كلامه من عدو أو ملحد " ا هـ .
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 193 – 194 )
35 - المؤرخ العلامة عبد الرحمن بن حسن الجبرتي المتوفي سنة 1240 هـ
قال في كتابه "تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار" :"الشيخ الملوي في آخرين وباحث وناصل والف وأفاد ولزمه سليقة في الشعر جيدة وكلامه موجود بين ايدي الناس وله ميل لعلم اللغة ومعرفة بالانساب غير انه كان كثير الوقيعة في الشيخ محي الدين ابن عربي قدس الله سره والف عدة رسائل في الرد عليه وكان يباحث بعض اهل العلم فيما يتعلق بذلك فينصحونه ويمنعونه من الكلام في ذلك"
36- الإمام أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي المتوفى سنة 1270
" روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني"
فقد أستند إلى اقول الشيخ الأكبر ولقبه بالشيخ الأكبر وقدس الله سره
37- الشيخ فخر الدين الرازي , وقال :
" كان الشيخ محيي الدين وليا عظيما "
ذكره الإمام الشعراني ومما يؤكد ذلك ايضاً توجد رسالة ارسل بها الشيخ الأكبر للامام
الرازي رضي الله عنهم
توجد هذ الرسالة بالورقة 123 من لمخطوطة بها مجموعة رسائل في التصوف لابن العربي تحت رقم 5110 ضمن مخطوطات المكتبة العبدلية بالمكتبة الوطنية بتونس.
"هامش كتاب الإمام الحكيم فخر الدين الرازي، ص180.
38- شهاب الدين السهرودي
كما ذكرنا في قول الإمام المناوي
39- الإمام ابن حجر الهيتمي 909 هـ.
((الذي أثرناه عن أكابر مشايخنا العلماء الحكماء الذين يستسقى بهم الغيث ، وعليهم المعول وإليهم المرجع في تحرير الأحكام وبيان الأحوال والمعارف والمقامات والإشارات ، أن الشيخ محي الدين بن عربي من أولياء الله تعالى العارفين ومن العلماء العاملين ، وقد اتفقوا على أنه كان أعلم أهل زمانه ، بحيث أنه كان في كل فن متبوعاً لا تابعاً ، وأنه في التحقيق والكشف والكلام على الفرق والجمع بحر لا يجارى ، وإمام لا يغالط ولا يمارى ، وأنه أورع أهل زمانه وألزمهم للسنة وأعظمهم مجاهدة)انتهي
كتاب الفتاوى الحديثية صــفحة: (215)
العلامة ابن حجر الهيتميً في الفتاوى الحديثية ( ص 297 طبعة مصطفى الحلبي الطبعة الثانية ) :
( وسئل رضي الله عنه وأدام النفع به آمين : ما حكم مطالعة كتب ابن عربي وابن الفارض ؟ .
فأجاب بقوله : حكمهما أنها جائزة مطالعة كتبهما بل مستحبة ، فكم اشتملت تلك الكتب على فائدة لا توجد في غيرها وعائدة لا تنقطع هواطل خيرها وعجيبة من عجائب الأسرار الإلهية التي لا ينتهي مدد خيرها ، وكم ترجمت من مقام عجز عن الترجمة عنه من سواها وأظهرت من العبارة الوفية عن حال أعجز حال من عداها ، ورمزت من رموز لا يفهمها إلا العارفون ولا يحوم حول حمومة حماها إلا الربانيون الذين هم بين بواطن الشريعة وأحكام ظواهرها على أكمل ما ينبغي جامعون ، فلذلك كانوا بفضل مؤلفيها معترفين وعلى ما فيها من الأخلاق والأحوال والمعارف والمقامات والكمالات هم المعولون ، ولم لا وهذان الإمامان المذكوران في السؤال من أئمة السلوك والمعارف ، ومن الأخيار الذين منحهم الله غايات اللطائف ولطائف العوارف ، وزوى عن قلوبهم محبة من سواه تعالى وعمرها بذكره وشهوده وأسبغ عليها رضاه ، وفرغهم له فقاموا بواجب خدمته حسب الطاقة البشرية ، وأجرى عليهم من سوابغ قربه وحقائق الوحدانية الفردانية ، فتوسلا إليك الهم أن تهل على جدثيهما +هواطل الرحمة والرضوان . وأن تسكنهما من قرك الأكبر أعلى فراديس الجنان إنك أنت الحنان المنان ، هذا وإنه قد طالع هذه الكتب أقوام عوام جهلة طغام فأدمنوا مطالعتها مع دقة معانياه ورقة إشاراتها وغموض مبانيها وبنائها على اصطلاح القوم السالمين عن المحذور واللوم وتوقف فهمها بكمالها على إتقان العلوم الظاهرة والتحلي بحقائق الأحوال والأخلاق الباهرة ، ولذلك ضعفت أفهامهم وزلت أقدامهم وفهموا منها خلاف المراد واعتقدوه صوابا فباءوا بخسار يوم التناد وألحدوا في الاعتقاد وهوت بهم
أفهامهم القاصرة إلى هوة الحلول والاتحاد ، حتى لقد سمعت شيئا من هذه المفاسد القبيحة والمكفرات الصريحة من بعض من أدمن مطالعة تلك الكتب مع جهله بأساليبها وعظم ما لها من الخطب ، وهذا هو الذي أوجب لكثير من الأئمة الحط عليها والمبادرة بالإنكار إليها ، ولهم في ذلك نوع عذر لأن قصدهم فطم ألئك الجهلة عن تلك السموم القاتلة لهم لا الإنكار
على مؤلفيها من حيث ذاتهم وحالهم ، وبعض المنكرين يغترون بظواهر ألفاظها وإيهامها خلاف مقصود حفاظها غفلة عن اصطلاحاتهم المقررة وتحقيقاتهم المقررة على القواعد الشرعية المحررة . والحق عدم الإنكار والتسليم فيما برز عن ألئك الأئمة الأطهار مع التشديد على الجهلة
بالقواعد وللاصطلاحات في مطالعة تلك الكتب ، فقد صرح الإمام ابن العربي بحرمة مطالعة كتبهم إلا لمن تحلى بأخلاقهم وعلم معاني كلماتهم الموافقة لاصطلاحاتهم ، ولا تجد ذلك إلا فيمن جد وشمر وجانب السوء وشد المئزر وتطلع من العلوم الظاهرة وتطهر من كل خلق دنيء مما تعلق بالدنيا والآخرة غهذا الذي يفهم الخطاب ويؤذن له في الدخول إذا وقف
على الباب ،/ واله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ) ..
40- العلامة ابن كمال باشا توفي 940 هـ بما صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لمن جعل من عباده العلماء المصلحين، ورثةَ الأنبياءَ والمرسلين، والصلاة والسلام على محمد المبعوث لإصلاح الضَّالين والمُضلِّين، وآله وأصحابه المُجدِّين لإجراء الشرع المبين.
وبعد: أيُّها الناس! اعلموا أن الشيخ الأعظم، المقتدى الأكرم، قطب العَارفين، وإمام الموحدين، محمد بن علي بن العربي الطائي الأندلسي، مجتهد كامل، ومرشد فاضل، له مناقب عجيبة، وخَوَارق غريبة، وتلامذة كثيرة، مقبولة عند العلماء والفضلاء، فمن أنكره فقد أخطأ، وإن أصرَّ في إنكاره فقد ضلَّ، يجب على السلطان تأديبه، وعن هذا الاعتقاد تحويله، إذ السلطان مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وله مُصنّفات كثيرة، منها: "فصوص حكمية" و"فتوحات مكيّة". وبعض مسائلها معلوم اللفظ والمعنى، وموافق للأمر الإلهيّ والشرع النبوي، وبعضها خفي عن إِدْرَاكِ أهل الظّاهر دون أهل الكشف والباطن، فمن لم يطلع على المعنى المرام يجب عليه السكوت في هذا المقام، لقوله تعالى:]وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إنَّ السَّمْعَ والبَصَرَ والفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كان عَنْهُ مَسْئولاً[ [ الإسراء: 36]،
والله الهادي إلى سبيل الصواب، وإليه المرجع والمآب. انتهى.
"طبقات المجتهدين" وهو مخطوط لم يطبع بعد كما ذكر الزركلي في ترجمته من كتابه "الإعلام"، (1/133
41- العلامة أبو العباس أحمد المقري 986هـ في كتابه "زهر الرِّياض في أخبار عياض"
والذي عند كثير من الأخيار في أهل هذه الطريقة التسليم، ففيه السَّلاَمة. وهي أحوط من إرسال العِنَان وقولٍ يعود على صاحبه بالمَلاَمَة. وما وقع لابن حجر، وأبي حَيَّان في "تفسيره"، من إطلاق اللسان في هذا الصِّدِّيق وأنظاره، فذلك من غَلَسَ الشيطان. والذي أعتقده ولا يصح غيره، أنه الإمام ابن عربي وليٌّ صالحٌ، وعالمٌ ناصحٌ، وإنما فَوَّق إليه سهامَ المَلاَمة من لم يفهم كلامه، على أن دُسَّتْ في كتبه مقالات قَدْرُهُ يجلّ عنها. وقد تعرض من المتأخرين وَلِي الله الرَّباني سيدي عبد الوهاب الشَّعْرَاني –نفعنا الله به- لتفسير كلام الشيخ على وجه يليق، وذكر من البراهين على ولايته ما يثلج صدور أهل التحقيق، فليطالع ذلك من أراده، والله وليُّ التوفيق. انتهى كلام المقري.
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 193 – 194 )
42- العلامة محمد المغربي الشاذلي شيخ الجلال السيوطي
كما ذكر الإمام الشعراني والسيوطي
43- الإمام نور الدين الحلبي، صاحب السيرة الحلبية
له" ملح الشيخ الاكبر "
خلاصة الاثر 3: 122 وفهرس الفهارس 1: 255 و 4 8
44 - الإمام الخطيب الشربيني (المتوفى : 977هـ)
قال في كتابه
"تفسير السراج المنير"
"قال البقاعي: فمن قال عن عوج ما تقوله القصّاص فهو ضلال أشدّ ضلال، قال: وقائل ذلك هو ابن عربي صاحب الفصوص الذي لم يرد بتصنيفه إلا هدم الشريعة، وزاد في الحط عليه وعلى ابن الفارض وعلى الحلاج وعلى من شابههم، وأمر هؤلاء إلى الله تعالى، فإنه العالم بحقائق الأمور وما تخفي الصدور ." انتهى
قلت :
وهنا ينقل عن محيي الدين ابن عربي فائدة قال :
"فائدة: قال ابن عربي في «الفتوحات»: خلق الله الناس على أربعة أقسام: قسم لا من ذكر ولا من أنثى وهو آدم عليه السلام، وقسم من ذكر فقط وهو حوّاء، وقسم من أنثى فقط وهو عيسى عليه السلام، وقسم من ذكر وأنثى وهو بقية الناس." انتهى
45- قاضي القضاة العلاّمة سراج الدين الهندي الحنفي أحد أئمة الحنفية، وقاضي القضاة بالديار المصرية، وصاحب المصنفات: كشرح الهداية، وشرح المغني.
كان يتعصب لابن عربي، وابن الفارض. وألف شرحًا على تائية ابن الفارض، وعزّر ابن أبي حجلة لكلامه فيه.
(تنبية الغبي بتبرئة ابن عربي)
46- الإمام النيسابوري المتوفي (سنة 728 هـ)
قا في كتابه" غرائب القرآن ورغائب الفرقان"
"وذكر الشيخ الكامل محيي الدين بن العربي في الفتوحات أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن خلاف الأئمة في أن أقل الجمع اثناء أو ثلاثة ، فعلمه أن أقل الجمع في الشفع اثنان وفي الوتر ثلاثة . وقال صلى الله عليه وسلم : « الاثنان فما فوقهما جماعة » وقد احتج ابن عباس بذلك على عثمان فقال : كيف تردّها إلى السدس بالأخوين وليسا بإخوة؟ فقال عثمان : لا أستطيع رد شيء كان قبلي ومضى في البلدان. " انتهى
47- الإمام موسى بن محمد اليونيني الحنبلي المتوفى سنة 726 هـ
قال في كتابه "ذيل مرآة الزمان"
"وكان احد تلامذة الشيخ محيي الدين ابن العربي - قدس الله روحه ورضي عنه - لازمه دهراً طويلاً، وأخذ عنه وكتب من تصانيفه الفتوحات المكية ووقفها على المسلمين وكتب غير ذلك من تصانيفه، وكان يفهم كلامه ويعرف إرشادات الشيخ ورموزه بتوقيف منه على ذلك" انتهى
48- الإمام محمّدبن حسين بن عبدالصمد العاملي المشهور بالشيخ البهائي المتوفي سنة 953هـ
قال في كتابه "الكشكول"
"هذه كتابة كتبها العارف الواصل الصمداني الشيخ محيي الدين ابن عربي حشره الله مع محبيه إلى الإمام فخر الدين الرازي" انتهى
49- (بهاء الدين البيطار) (1265 - 1328)
محمد (بهاء الدين) بن عبد الغني ابن حسن بن إبراهيم البيطار: فاضل، له نظم ونثر وعلم بالتصوف.دمشقي المولد والوفاة.حفظ القرآن، وجوده على أبيه.رسالة، و (قرة العين - خ) في حل بيتي ابن عربي
حلية 1: 380 ومذكرات محمد بهجة البيطار.
50 -الشيخ محمد بن عبد الباقي الحنبلي البعلي الدمشقي
(المتوفى : 1126هـ)
وكما ورد في (سند صاحب المشيخة (أبي المواهب الحنبلي) بمؤلفات ابن عربي التي ذكرناها في الموضوع
51- الامام الشبراملسي
52- ابن عبد الباقي الحنبلي
53- أبي المواهب الحنبلي
54- البرهان العلقمي
55- الشرف الدمياطي
56- العز محمد بن إسماعيل بن عمر بن المسلم الحموي
57- العفيف سليمان بن علي التلمساني
58- الشيخ عبد القادر بن الشيخ مصطفى الفرضي الصفوري
59- سيد النقباء بدمشق السيد محمد بن السيد كمال الدين بن حمزة
60- محمد بن مقبل الحلبي
61- عن أبي طلحة الحراوي
62- شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن الوارثي الصديق
63- محمد بن أبي الحسن الصديقي
64- عبد الرحمن بن عمر القبابي
65- العلامة الصاوي المالكي المتوفي سنة (1241هـ)
قال في كتابه"بلغة السالك لأقرب المسالك المعروف بحاشية الصاوي على الشرح الصغير "
حيث يستشهد به قال :
"قوله : ( وستر العورة ) : الستر بفتح السين لأنه مصدر ، وأما بالكسر فهو ما يستتر به . والعورة : من العور ، وهو القبح لقبح كشفها لا نفسها ، حتى قال محيي الدين بن العربي : الأمر بستر العورة لتشريفها وتكريمها لا لخستها فإنهما - يعني القبلين - منشأ النوع الإنساني المكرم المفضل . ( ا هـ . من حاشية شيخنا على مجموعه ) ." انتهى ...
66- الشيخ محمد خليل بن علي المرادي المتوفي سنة ( 1206 هـ)
قال في كتابه :"سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر"
".....وذخائر المورايث في الدلالة على مواضع الأحاديث وجواهر النصوص في حل كلمات الفصوص للشيخ محيي الدين ابن العربي قدس سره وكشف السر الغامض شرح ديوان ابن الفارض......" انتهى
67 - العلامة محمد مرتضى الزبيدي المتوفي سنة "1205هـ"
قال في كتابه" تاج العروس من جواهر القاموس"
" قال شيخُنَا : وكأَنَّ المُصَنِّفَ رَحِمه اللهُ قَلَّد في ذِلك الشَّيْخَ مُحْيِيَ الدِّينِ ابن عَربِيّ قُدِّسَ سِرُّه فإنَّه قال في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات ..........."
".....أما بالمعنَى اللائقِ كما فَسَّره الشيخُ الأَكبرُ أو المُدَبِّر المُصْرَّف كما فسَّره الراغبُ فلا إشكالَ فيه " انتهى
68- الحافظ اللغوي الأصولي محمد الحطاب الرعيني المتوفي سنة(954 هـ)
قال في كتابه"مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل"
وهو ينقل عن ابن عربي رحمه الله ويدافع عن رأيه حيث يقول :
"وهذا يدل لما ذكره الشيخ محيي الدين بن العربي في أول باب الوصايا من الفتوحات ، فإنه قال : إذا عصيت الله في موضع فلا تبرح منه حتى تعمل فيه طاعة لما يشهد عليك يشهد لك ، وكذلك ثوبك إذا عصيت الله فيه ، وكذلك ما يفارقك منك من قص الشارب وحلق عانة وقص أظافر وتسريح لحية وتنقية وسخ لا يفارقك شيء من ذلك إلا وأنت على طهارة ، وذكر لله ، فإنه مسئول عنك كيف تركك ، وأقل عبادة تقدر عليها عند هذا كله أن تدعو الله أن يتوب عليك حتى تكون مؤديا واجبا في امتثال قوله : { ادعوني أستجب لكم } ثم قال { إن الذين يستكبرون عن عبادتي } يعني بالعبادة والدعاء ، وقال الشيخ إبراهيم بن هلال ويستحب الإكثار من الدعاء عند الحلق ، فإن الرحمة تغشى الحاج عند حلاقه انتهى . "
وقال أيضا مع تنبيهه واستشهاده بالعلامة ابن عربي رحمه الله :
( تنبيه ) وتحسين الظن بالله وإن كان يتأكد عند الموت وفي المرض فينبغي للمكلف أن يكون دائما حسن الظن بالله قال الشيخ محيي الدين بن العربي : حسن ظنك بربك على كل حال ولا تسئ الظن به فإنك في كل نفس يخرج منك لا تدري هل أنت على آخر أنفاسك ودع عنك قول من قال سئ الظن به في حياتك وحسن الظن به عند موتك ذكره في أول باب الوصايا من الفتوحات " انتهى
69- علي بن محمد بن أحمد الحجازي نور الدين الحنفي
صنف كشف تاج التراجم من دائرة الجود والمراحم لمحيي الدين ابن عربي
فرغ منه سنة 907 سبع وتسعمائة.
70- أبو الفتح محمد بن مظفر الدين محمد بن حميد الدين عبد اله المعروف بالشيخ أكملي من مشائخالسلطان سليم الأول العثماني المتوفى في حدود سنة 926 ست وعشرين وتسعمائة
له الجانب الغربي في حل مشكلات محيي الدين ابن عربي من الفصوص رسالة فارسية.
71- الشريف ناصر بن الحسن الحسيني البستي الكيلاني الحنفي نزيل قرطبة....له
شرح مختصر القدوري. مطالع النقش
والنصوص في شرح الفصوص للشيخ الأكبر ابن عربي وسماه أيضا مجمع
البحرين فرغ منها سنة 940.
72- محمد بن إبراهيم 971 (الرضي الهيتمي) 1041 هـ
رضي الدين بن عبد الرحمن بن الشهاب أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي بالمثناة
نسبته إلى محلة (أبي الهيتم) بمصر.تصوف واختصر عدة كتب،
ووضع رسالة في ترجمة الشيخ الاكبرسماها (شذرة ذهب) وتوفي بمكة.
وهو حفيد شيخ الاسلام ابن حجر الهيتمي
خلاصة الاثر في اعيان القرن الحادي عشر2: 166
73- محب الله الأكبر آبادي الهندي الحنفي المتوفى سنة 1058
صنف الشرح على فصوص الحكم للشيخ
محيي الدين ابن عربي.
74- القاضي محمد توفيق بن الشيخ عثمان بن الشيخ
مصطفى الأنقره ثم القسطنطيني الفقيه الحنفي من صدور روم أيلي المعروف بجركش شيخي زاده المتوفى سنة 1319 .
له اللوائح القدسية في مناقب ابن عربي.
75- للشيخ سراج الدين المخزومي شيخ الإسلام بالشام كتاب في الرد عنه سماه
: "كشف الغطاء عن أسرار كلام الشيخ محيي الدين"
76- ابن العماد الحنبلي
ترجَمَهُ الشيخ الأكبر عند ابن العماد الحنبلي [ ت 1089 هـ ]
في " شذرات الذهب " ترجمةً ضافيةً ؛ مبينًا المنهج الصحيح الذي ينبغي سلوكه في الأدب مع أولياء الله تعالى بحمل ما ينسب إليهم من عبارات موهمة على محامل حسنة ؛
حيث يقول ناقلاً ومؤكداً :
" وقع له في تضاعيف كتبه كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها ، وكانت سببًا لإعراض كثيرين ممن لم يحسنوا الظن به ، ولم يقولوا كما قال غيرهم من الجهابذة المحققين والعلماء العاملين والأئمة الوارثين : إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد ، وإنما المراد أمور اصطلح عليها متأخرو أهل الطريق ؛ غَيْرةً عليها حتى لا يدعيَها الكذابون ، فاصطلحوا على الكناية عنها بتلك الألفاظ الموهمة خلافَ المراد غير مبالين بذلك ؛ لأنه لا يمكن التعبير عنها بغيرها "" اهـ .
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 192 – 194 )
77- الإمام الشوكاني
ورد قوله في الموضوع فليراجع
78- العلامة صديق حسن خان
ورد قوله في الموضوع فليراجع
79- الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ
ذكر الفقيه الحنفي صاحب الدر المختار أن:
(من قال عن فصوص الحكم للشيخ محي الدين بن عربي، إِنه خارج عن الشريعة، وقدصنفه للإِضلال، ومَنْ طالعه ملحد، ماذا يلزمه ؟ أجاب: نعم،فيه كلمات تباين الشريعة، وتكلف بعض المتصلِّفين لإِرجاعها إِلى الشرع، لكن الذي تيقنْتُه أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس الله سره،فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات.
80- العلامة ابن عابدين الحنفي
قال العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته على الدر المختار عندقوله: [لكن الذي تيقنْتُه]: وذلك بدليلٍ ثبت عنده، أو لسببِ عدمِ اطلاعه على مراد الشيخ فيها، وأنه لا يمكن تأويلها، فتعيَّن عنده أنها مفتراة عليه، كما وقع للشيخ الشعراني أنه افترى عليه بعض الحساد في بعض كتبه أشياء مكفرة، وأشاعها عنه، حتى اجتمع بعلماء عصره، فأخرج لهم مسودة كتابه التي عليها خطوط العلماء فإِذا هي خالية عما افْتُرِيَ عليه. وقال ابن عابدين أيضاً عند قوله: [فيجب الاحتياط]: لأنه إِن ثبت افتراؤها فالأمر ظاهر، وإِلا فلا يفهم كلُّ أحد مرادَه فيها، فيُخشى على الناظر فيها من الإِنكار عليه، أو فهم خلاف المراد)
[حاشية ابن عابدين ج3. ص303، وصاحب الدر المختار الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ]
81 - ابو حيان الاندلسي في البحر المحيط في
فَصْلٌ فِي ذِكْرِ مَرَاتِبِ الصِّيَغِ
ينقل عن الشيخ الاكبر فيقول
[ الْخَامِسُ التَّفْرِيقُ بَيْنَ جَمْعِ الْكَثْرَةِ وَجَمْعِ الْقِلَّةِ ]
وَعَنْ ابْنِ عَرَبِي أَنَّهُ ذَكَرَ فِي " الْفُتُوحَاتِ الْمَلَكِيَّةِ " أَنَّهُ رَأَى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَقَلِّ الْجَمْعِ : اثْنَانِ أَمْ ثَلَاثَةٌ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إنْ أَرَدْت أَقَلَّ جَمْعِ الْأَزْوَاجِ فَاثْنَانِ ، وَإِنْ أَرَدْت أَقَلَّ جَمْعِ الْإِفْرَادِ فَثَلَاثَةٌ .
82- الشيخ احمد السرهندي
( فماذا نفعل لا أحد في هذه العرصة غير الشيخ قدس سره فأحيانا نحاربه و أحيانا نصالحه و هو الذي اسس كلام المعرفة و العرفان و شرحه و بسطه وهو الذي تكلم من التوحيد و الاتحاد بالتفصيل و بين منشأ التعدد و التكثر و هو الذي اثبت للوجود التنزلات و ميز احكام كل منها عن احكام الآخر و هو الذي اعتقد العالم عين الحق و قال كله هو مع ذلك وجد مرتبتة تنزية الحق سبحانه وراء العالم و اعتقد الحق سبحانه منزها و مبرأ من الرؤية والادراك و المشايخ المتقدمون علي الشيخ ان تكلموا في هذا الباب تكلموا بالاشارات و الرموز و لم يشتغلوا بالشرح و التفصيل والذي جاؤا من بعد الشيخ من هذه الطائفة اختار أكثرهم تقليد الشيخ و ساق الكلام على طبق اصطلاحه و نحن المتأخرون العاجزون ايضا استفضنا من بركاته و نلنا حظا وافرا من علومه و معارفه جزاه الله سبحانه عنا خيرا الجزاء غاية ما في الباب انه لما كان كل من مظان الخطأ و مجال الصواب مختلطا بالآخر بحكم البشرية والانسان احيانا مخطئ و احيانا مصيب فلا جرم كان اللازم جعل الموافقة لاحكام السواد الأعظم الذين هم اهل الحق علامة للصواب و مخالفتهم دليلا للخطأ ايا من كان القائل و ايا ما كان المقول قال المخبر الصادق عليه و آله الصلاة و السلام عليكم بالسواد الاعظم )انتهي
أصل المكتوبات الربانية، للشيخ أحمد السرهندي
83 -المؤرخ علي صدر الدين المدني المعروف بابن معصوم المتوفي سنة (1120 هـ)
قال في كتابه "سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر"
"....عارف شاد ربوع المعارف. وسالك نهج أوضح المسالك. صافي فصوفي. حتى لقب الصوفي. وله في الأدب مقام. شهدت به الطروس والأرقام. غير أن شعره وسط. وأن أطنب فيه القول وبسط. فمنه قوله في الشيخ محيي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه وكان يلازم طريقته...."
84- المؤرخ محمد أمين بن محب الدين بن محمد المحبي (المتوفى : 1111هـ)
قال في كتابه"خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر"
"السيد ميرماه الحسيني البخاري المدني العلامة صاحب الذهب الوقاد والفكر النقاد وكان آية باهرة في العلوم بأسرها وله اليد الطولى في كلام سيدي الشيخ الأكبر ابن عربي قدس سره وغيره من أرباب المعارف...." انتهى
85- الإمام عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي (المتوفى : 927هـ)
قال في كتابه"الدارس في تاريخ المدارس"
"..... ودفن بتربتهم جوار الشيخ العارف محيي الدين بن عربي رحمه الله تعالى.
بل دفن بمقابر الصوفية وبعد وفاته شهد محيي الدين العارف بالله بن عربي الطائي وتقي الدين خزعل النحوي المصري المقدسي ثم الدمشقي إمام مشهد علي رضي الله تعالى عنه شهدا على ابن رواحة المذكور أنه عزل الشيخ تقي الدين ابن الصلاح رحمهم الله تعالى عن هذه المدرسة ....."
انتهى
86- شهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح الأبشيهي المتوفي(850هـ)
قال في كتابه"المستطرف في كل فن مستظرف" :
( وقال الشيخ الأكبر سيدي محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى )
( ما رحلوا يوم ساروا البزل العيسا ... إلا وقد حملوا فيها الطواويا )
( من كل فاتكة الألحاظ مالكة ... تخالها فوق عرش الدر بلقيسا )
انتهى
87- المؤرخ والفقيه الأقصري عبدالغفار بن نوح المتوفي (703 هـ)
قال في كتابه ((الوحيد في سلوك أهل التوحيد)) :
"و حكى لي الشيخ عبد العزيز عنه حكايات ٍ تدل على عظم شأنه، وكشف إطلاعه......"
وقال "..... وحكى لي الشيخ عبد العزيز: أن شخصاً كان بدمشق، فرض على نفسه أن يلعن ابن عربي كل يوم عَقب كل صلاة عشر مرات، فتوقف لأنه مات، وحضر ابن عربي مع الناس جنازته، ثم رجع وجلس في بيت بعض أصحابه، وتوجه إلى القبلة، فلما جاء وقط الغداء أُحْضِرَ إليه الغداء، فلم يأكل، ولم يزل على حاله متوجها، يصلي الصلوات، ويتوجه إلى ما بعد العشاء الآخرة، فالتفت وهو مسرور، وطلب الطعام، فقيل له في ذلك، فقال: الْتزمت مع الله ألاَّ آكل ولا أشرب حتى يغفر لهذا الرجل الذي كان يلعنني، فبقيت كذلك، وذكرت له سبعين ألف << لا إله إلا الله >>، ورأيته وقد غفر له."انتهى
88- العلامة النابلسي له الرد المتين على منتقص العارف سيدنا محيي الدين
( جامعة استامبول 106 عربي),
89 - الشيخ ابراهيم الكوراني
"مطلع الجود إلى تحقيق التنزيه في وحدة الوجود"
(نسخة بالأزهرية)(ط. ضمن إرشاد ذوي العقول).
90- الشيخ عبد الله الصلاحي
مفتاح الوجود الأشهر في توجيه كلام الشيخ الأكبر
(دار الكتب 195 تصوف, وذيله 199 تصوف),
وهو شرح على قول للشيخ الأكبر – نفعنا الله به - يتوهم – منه وحدة الوجود.
91- قرة أهل الحظ الأوفر في ترجمة الشيخ الأكبر" للشيخ حامد العمادي
(دار الكتب مجاميع 3445)
92- جامع كرامات الأولياء" للعلامة الصالح الشيخ يوسف النبهاني
(1/ 198، 206).
93- داود القيصري القرماني
العالم، العامل، الفاضل، الكامل.قال في " الشقائق " : اشتغل في بلاده أولاً، ثم ارتحل إلى مصر،
وقرأ على عُلمائها التفسير والحديث والأصول.وبرع في العلوم العقلية، وحصل علم التصوف.
وشرح " فصوص " الشيخ محي الدين ابن العربي، ووضع لشرحه "
مُقدمة " تبين فيها أصول علم التصوف، يُستدل بها على مهارته.
الطبقات السنية في تراجم الحنفية
94- الإمام عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس (المتوفى : 1038هـ)
في كتابه "النور السافر عن أخبار القرن العاشر"قال :" وحكى الشيخ الإمام العلامة بحرق أنه سمع الشيخ أبا بكر العيدروس يقول: لا اذكر ان والدي ضربني ولا انتهرني إلا مرة واحدة
بسبب انه رأى بيدي جزءاً من كتاب الفتوحات المكية لأبن عربي فغضب غضباً شديداً فهجرتها من يومئذ قال: وكان والدي ينهى عن مطالعة كتابي الفتوح والفصوص لأبن عربي ويأمر بحسن الظن فيه وباعتقاد انه من أكابر الأولياء العلماء بالله العارفين ويقول: ان كتبه اشتملت على
حقائق لا يدركها إلا ارباب النهايات وتضر بارباب البدايات.
95- الأمير المجاهد القائد عبدالقادر الجزائري
آلف كتاب المواقف وهو نسخة مصغرة من الفتوحات المكيه لسيدي الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي والأمير عبد القادر أوصى بأن يدفن بجوار سيدي ابن عربي في دمشق وكان هذا بحمد الله
96- وفي العرف الشذي للكشميري قال مستنداً إلى كلام الشيخ الأكبر
ج1ص39
(ثم اختلف الصوفية بعد اتفاقهم على مادية الروح في أنه كالبدن للثياب ، أو أعضاءه سارية في أعضاء الجسد المشاهد ، وقال الشيخ الأكبر في الفصوص : الروح يتشكل بأشكال مختلفة )
وفي ج 1 ص 187
(وقيل : ينظر إلى خصوص ألفاظ جوابه ، ومنهم الشيخ الأكبر ، وقال : لا ترادف في الألفاظ أصلاً ، فمعنى الأفضل والخير مغاير ، وقال : لكل اسم من أسماء الله حضرة لا يدخل فيها غيره ، والمختار مختار الشيخ الأكبر وابن تيمية من نفي الترادف)
وفي ج 1 ص 270
قوله : ( ملأ السموات والأرض الخ ) قال الشيخ الأكبر : إن السموات السبع مركبة من العناصر الأربعة ، والفلك الثامن والتاسع من العنصر الخامس ، وجعل العرش والكرسي فلكاً عاشراً والحادي عشر ، وقال : إن السموات كنصف الدائرة ، وقال علماء الشريعة : إن
السماء والفلك متغايرانُ )
97- السيد القاسم بن أحمد بن عبد الله بن القاسم
ترجم له الشوكاني في كتابه وذكر مدحه للشيخ الاكبر
البدر الطالع في ترجمة السيد القاسم بن أحمد بن عبد الله بن القاسم (ج2\32\40)
98- أحمد ولي الله - المحدث الدهلوي
قال العلامة صديق حسن خان مانصه :
وأقول في هذا الكتاب : إن الصواب ماذهب اليه الشيخ أحمد السهرندي - مجدد الالف الثاني - ، والشيخ الاجل مسند الوقت أحمد ولي الله - المحدث الدهلوي - ، والإمام المجتهد الكبير محمد الشوكاني من قبول كلامه الموافق لظاهر الكتاب والسنة ، وتأويل كلامه الذي يخالف ظاهرهما ، تأويله بما يستحسن من المحامل الحسنة ، وعدم التفوه ، فيه بما لا يليق ، بأهل العلم والهدى ، والله أعلم بسرائر الخلق وضمائرهم )
انتهى المطلوب .
التاج المكلل ( ص 179 طبعة المطبعة الهندية العربية 1382 هـ - 1963 ، بتحقيق الدكتور عبد الحكيم شرف الدين ) ،
99- الإمام محمد بن جعفر الكتاني (توفي بفاس 16 رمضان سنة 1345 هـ - 1927 م ).في كتابه العظيم "جلاء القلوب من الأصداء الغينية ببيان إحاطته عليه السلام بالعلوم الكونية" (ط. العلمية بيروت) وقد ترجم للشيخ الأكبر في مقدمة الكتاب ترجمة حافلة
100- وقد حكى العارف زروق عن شيخه النوري
أنه سئل عنه فقال اختلف فيه
من الكفر إلى القطبانية والتسليم واجب ومن لم يذق ما ذاقه القوم ويجاهد مجاهداتهم لا يسعه من الله الإنكار عليهم انتهى
وكذلك الأسماء التي وردت في الموضوع فلتراجع الأقوال
101- ابن عطاء الله السكندرى توفى 709هـ
102- عفيف الدين اليافعى توفى 768ه
103- الإمام ابن الجزري
104- الامام الصيرفي
105- السّراج البلقيني
106- الشيخ تقي الدين السبكي
ومن القواد والملوك والسلاطين
107- الملك المظفر ( 645 هــ)
من ملوك الدولة الايوبية.كان فارسا مهيبا جوادا.كنيته شهاب الدين.
له أخبار مع أخيه الملك الاشرف موسى، وغيره.واجتمع به المؤرخ سبط ابن الجوزي، في الرها، سنة 612 ه، فقال:
" حضر مجلسي بجامع الرها، وكان لطيفا ينشد الاشعار ويحكي الحكايات
".وهو الذي أجازه الشيخ محيي الدين ابن عربي بالرواية عنه إجازة أوردها العياشي (في رحلته) مع بعض اختصار من آخرها: أولها: "
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه ثقتي.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، أقول وأنا محمد بن علي بن العربي الحاتمي، وهذا لفظي: استخرت الله تعالى وأجزت للسلطان الملك المظفر شهاب الدين غازي ابن الملك العادل المرحوم إن شاء
الله أبي بكر بن أيوب الخ " ويذكر بها بعض شيوخه ومؤلفاته
الرحلة العياشية 1: 344 وشذرات الذهب 5: 233
ومرآة الزمان 8: 768 - 770 والنجوم الزاهرة 6: 255 و 257
والسلوك، للمقريزي 1: 215و 311 و 332 وهو فيه من وفيات سنة 646.
108- القائد اسد الدين شركوه
جاء في نفح الطيب.
أما صاحب حمص اسد الدين شركوه فقد اكرم مقدمه واراد أن يستبقيه عنده ورتب له كل يوم مائة درهم
نفح الطيب ج7 ص 108
109- الملك المعظم شرف الدين عيسيى بن الملك العادل الايوبي
صاحب دمشق فقد كان له شرف جوار الشيخ الأكبر فترة طويلة تقر بحوالي ثمانية عشر عاماً وقد اكرم هذا الملك ابن عربي اكراماً كبيراً وكان ينظر إليه نظرة المريد إلى استاذه وقد أذن له ابن عربي أن يروي عنه كتبه
وذكر في نفح الطيب ( ناقلاً عن الفيروزابادي ( وقفت على ايجازة كتبها للملك المعظم فقال في اخرها ( واجزته ايضاً أن يروي عني مصنفاتي ومن جملتها كذا وكذا حتى عد نيفاً واربعمائة مصنف)
نفح الطيب ج7 ص 139
110- ملك قونية يستشير الشيخ الأكير في شؤون المسلمين
راجع ابن عربي ص 74
نذكر ايضاً سريعاً
111-الشيخ زين الدين الخافي المتوفى 738
انظر شذرات الذهب ج5 ص 190 وما بعدها
112- شاق البروسوي: إبراهيم بن عبد الله الصاروخاني الرومي المعروف بالعشاقي المفتي بمدينة بروسة المتوفى بها سنة 1309 تسع وثلاثمائة
وألف صنف المسك الأزفر في تبرئة الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي.
113- علي اصغر بن عبد الصمد البكري القنوجي الهندي الحنفي من أعاظم فقهائهم ولد سنة 1051 وتوفي سنة 1140 .
من تصانيفه تبصرة المدارج في علم السلوك. ثواقب التنزيل في تفسير
القرآن.
شرح فصوص الحكم لمحيي الدين ابن عربي.
114- علي بن السيد محمد الشافعي المدرس بمدرسة الأحمدية في القاهرة ثم سافر وجاور بمكة المكرمة وتوفي بها سنة 1166
له شرح الدور الأعلى لمحيي الدين ابن عربي.
115 - قال شيخ الأزهر عبدالحليم محمود رحمه الله :
( فلا بد أن يبلغ الإنسان المستوى أو يقارب المستوى ، وحينئذ سيقول كما قال أسلافنا الذين بلغوا المستوى أو قاربوه : رضي الله عن سيدنا محيي الدين بن عربي )
قضية التصوف المنقذ من الضلال لعبدالحليم محمود 163
116- الشيخ محمد المكي تلميذ الإمام العارف سيدي عبد الرحمن الجامي له كتاب
عين الحياة في معرفة الذات والصفات والأفعال
(أحمد الثالث 1549), ونسخة بمعهد المخطوطات.(ط. ضمن "إرشاد ذوى
العقول إلى براءة الصوفية من الاتحاد والحلول" دار الآثار. مصر)
117- الشيخ محمد المزجاجي
له"هداية السالك إلى أسنى المسالك" للشيخ محمد المزجاجي (بغدادلي
646), ونسخة بمعهد المخطوطات.
وفيه دفاع عن الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي
118- العلامة محمد أنور شاه الكشميريي
وكذلك
119- محب الدين البغدادى الشافعى توفى 643هـ
120- أحمد بن عبدالله الطبرى المكى الشافعى توفى 694هـ
121- عبدالله بن عمر البيضاوى توفى 716هـ
122- أحمد بن عبدالرحمن الحريرى توفى 758هـ
123- نجم الدين البهى توفى 808ه
وغيرهم كثير
أنظر : عثمان يحيى ، مؤلفات ابن عربى ، ص159-162
124- جمهور الأمة الإسلامية من أهل التصوف وأهل الله من عصر سيدي الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي إلى الأن وهم ملايين من الائمة والعلماء شهدوا لخاتم الأولياء الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي إلى عصرنا الحاضر .
و غيرهم من ألوف الائمة والعلماء وما اوردناه قليل عبارة أمثلة من نوعها
وفي هذا الكفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
ونقول
ولا عبرة بمنكر - شمس أهل التصوف سيدنا ومولانا صاحب الأحوال الأحمدية الشريفة والصفات المحمودية المنيفة والأخلاق المحمدية العظيمة الشيخ الأكبر و سلطان العارفين
و خاتم الأولياء وإمام المتقين ومربي الشيوخ والمريدين الكبريت الأحمر
محيي الدين بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي قدس الله سره
وصدق شيخنا العلامة البوطي
خذوا ، يا هؤلاء ، من ابن عربي وصاياه واتركوا له فتوحاته ، اقرؤوا من كتبه " معارج القدس في محاسبة النفس "
الكتاب الذي يكشف عن عيوب المسلمين وما يختبئ خلف مظاهر هم الطنانة الرنانة من النقائص والأمراض الخطيرة ومظاهر الرياء والسمعة وحب الدنيا وحب الرئاسة ـ ودعوا له
أحواله وشطحاته وما لا تفهمون من أقواله .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يشرفني طرح أرائكم سادتي