قصيدة أطع أمرنا
لسيدي أبي المواهب الشاذلي رحمه الله ورضي عنه
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا *** فإنا منحنا بالرضا من أحبنا
ولذ بحمانا واحتمي بجنابنا *** لنحميك مما فيه أشرار خلقنا
وعش في حمانا خاضعا متذللا *** وأخلص لنا تلقى المسرة والهنا
وسلم إلينا الأمر في كل ما يكن *** فما القرب والإبعاد إلا بأمرنا
ولا تعترضنا في الأمور فكل من *** أردناه أحببناه حتى أحبنا
ينادى له في الكون أنا نحبه *** فيسمع من في الكون أمر محبنا
فيكسى جلالا بالوقار لأنه *** أقام بإذلال على باب عزنا
رفعنا له حجبا أبحناه نظرة *** إلينا وأودعناه من سر سرنا
تمسك بأذيال المحبة واغتنم *** ليالٍ بها تحظى بأوقات قربنا
وقم في الدجى فالليل ميقات من يرد *** وصال حبيب فاغتنم فيه وصلنا
فما الليل إلا للمحب مطية *** وميدان سبق فاستبق تبلغ المنا
وسر نحونا في الليل لا تخشَ وحشة *** وكن ذاكرا فالأنس في طيب ذكرنا
وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغل *** ولا تنسنا واقصد بذكرك وجهنا
ولا تنس عهدا قد أخذناه أولاً *** عليك بإقرار كتبناه عندنا
ولا تنس إحسانا بسطناه يا فتى *** نسيت فقربناك حتى عرفتنا
كفيناك أغنيناك عن سائر الورى *** فلا تلتفت يوما إلى غير وجهنا
ولا تنسَ ميثاقاً عهدت وكن بنا *** وثيقا ولا تنقض مواثيق عهدنا
أمرناك أن تأتي مطيعا وخاضعاً *** فأبطأت كتبناك مع خير رسلنا
كفيناك أغنيناك عن سائر الورى *** فلا تلتفت يوماً إلى غير وجهنا
نسيتَ فذكرناك .. هل أنت ذاكر ؟ *** لإحساننا .. أم أنت ناسٍ لفضلنا
وجدناك مضطرا فقلنا لك ادعنا *** نجبك فقل هل أنت حقا دعوتنا ؟
دعوناك للخيرات أعرضت نائياً *** فهل تلقَ من يحسن لمثلك مثلنا
سألتَ فأعطيناك فوق الذي تُرِد *** عصيت فأمهلنا عليك بحلمنا
غفرنا تكرمنا عليك وكلما *** تسترت أسبلنا عليك بسترنا
نباديك بالإحسان تأتي بضده *** مع العلم والإقرار أنك عبدنا
فيا خجلتي منه إذا ما قال لي *** أيا عبد سوء ما قرأت كتابنا
أما تستحي منا ويكفيك ما جرى *** أما تخشى من عتبنا يوم جمعنا
أما آن أن تخلع عن الذنب راجعاً *** إلينا وتنظر ما به جاء وعدُنا
فأحبابنا اختاروا المحبة مذهبا *** وما خالفوا في مذهب الحب شرعنا
وقلنا لأهل الحب في خلوة الرضا *** أبحناكم الرؤيا تملوا بحسننا
فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي *** رأوه لما وليت عنا بغيرنا
ولو لاح من أنوارنا لك لائح *** تركت جميع الكائنات لأجلنا
ولو نسمت من قربنا لك نسمة *** لمت غريباً واستباقاً لقربنا
ولو ذقت من طعم المحبة ذرة *** عذرت الذي أضحى قتيلا بحبنا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا *** خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا
مجيباً مطيعاً خاضعاً متذللاً *** لنعطيك أمناً بحضرة قدسنا
فمن جاءنا طوعا رفعناه رتبة *** وعنه كشفنا الهم والغم والعنا
ومن حاد عنا ضل سعياً ومذهباً *** وباء بحرمانٍ ولم يبلغ المنى
ومن حبنا يعتَدُّ للصبر في البلا *** ويصبر على البلوى لإنفاذ حكمنا
فما حبنا سهل وكل من ادعى *** سهولته قلنا له قد جهلتنا
وأيسر ما في الحب للصب قتله *** وأصعب من قتل الفتى يومُ هجرنا
فيا أيها العشاق هذا خطابنا *** إليكم فما إيضاح ما عندكم لنا
فقال خواص العاشقين تذللا *** يطيب لنا في معرك الحب قتلنا
ولا دية نرضى بها غير نظرةٍ *** إليك ولكن نظرة منك تكفنا
إذا كنت عنا راضياً فهو قصدنا *** وكلٌّ يقول أنت في الحِبِّ حِبُّنا
وجدناك للأحباب أوفى مَواردٍ *** وأكرمَ محبوبٍ يهيمُ لوصلنا
تداركتنا باللطف في ظلمة الحشا *** وخير كفيلٍ في الحشا قد كفلتنا
وأسكنتَ قلب الأمهات تعطفا *** علينا وفي الثديين أجريت قوْتَنا
وجعلتَ بطون الأمهات مهادنا *** ودبرتنا في ضعفنا ورزقتنا
وأنشأتَنا طفلا وباللطف ألْسُناً *** تترجم بالإقرار أنك ربُّنا
وعرفتنا إياك فالحمد دائماً *** لوجهك إذ ألهمتنا منك رشدنا
وأنعمتَ بالإسلام ثم هديتنا *** بواسطةٍ منا به قد رحمتنا
محمدٌ المبعوثُ للخلقِ رحمةً *** أجلُّ الورى المختارُ طه شفيعُنا
أجَلُّ رسولٍ جاءنا بشفاعةٍ *** ودينٍ قويمٍ وَهْوَ عصمة أمرنا
بطاعته سُدْنا وحزنا كرامةً *** وفزنا بإسعادٍ وتمَّ سرورنا
عليه صلاة الله فهو إمامنا *** وخيرتُنا المجتبى يوم حشرنا
فذا ابن ُ وفاءٍ قال في الذات منشداً *** أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا
****
من كتاب الوسيلة إلى الله ص 814 بتصرف بسيط
لسيدي الشيخ العارف بالله عبد الوهاب بوعافية الحسني
حفظه الله وقواه
هذه القصيدة تكلمت في معاني في خطاب الله لعباده المؤمنين السالكين
حري بكل من قرأها أن يتدبرها ويعمل بها
لسيدي أبي المواهب الشاذلي رحمه الله ورضي عنه
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا *** فإنا منحنا بالرضا من أحبنا
ولذ بحمانا واحتمي بجنابنا *** لنحميك مما فيه أشرار خلقنا
وعش في حمانا خاضعا متذللا *** وأخلص لنا تلقى المسرة والهنا
وسلم إلينا الأمر في كل ما يكن *** فما القرب والإبعاد إلا بأمرنا
ولا تعترضنا في الأمور فكل من *** أردناه أحببناه حتى أحبنا
ينادى له في الكون أنا نحبه *** فيسمع من في الكون أمر محبنا
فيكسى جلالا بالوقار لأنه *** أقام بإذلال على باب عزنا
رفعنا له حجبا أبحناه نظرة *** إلينا وأودعناه من سر سرنا
تمسك بأذيال المحبة واغتنم *** ليالٍ بها تحظى بأوقات قربنا
وقم في الدجى فالليل ميقات من يرد *** وصال حبيب فاغتنم فيه وصلنا
فما الليل إلا للمحب مطية *** وميدان سبق فاستبق تبلغ المنا
وسر نحونا في الليل لا تخشَ وحشة *** وكن ذاكرا فالأنس في طيب ذكرنا
وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغل *** ولا تنسنا واقصد بذكرك وجهنا
ولا تنس عهدا قد أخذناه أولاً *** عليك بإقرار كتبناه عندنا
ولا تنس إحسانا بسطناه يا فتى *** نسيت فقربناك حتى عرفتنا
كفيناك أغنيناك عن سائر الورى *** فلا تلتفت يوما إلى غير وجهنا
ولا تنسَ ميثاقاً عهدت وكن بنا *** وثيقا ولا تنقض مواثيق عهدنا
أمرناك أن تأتي مطيعا وخاضعاً *** فأبطأت كتبناك مع خير رسلنا
كفيناك أغنيناك عن سائر الورى *** فلا تلتفت يوماً إلى غير وجهنا
نسيتَ فذكرناك .. هل أنت ذاكر ؟ *** لإحساننا .. أم أنت ناسٍ لفضلنا
وجدناك مضطرا فقلنا لك ادعنا *** نجبك فقل هل أنت حقا دعوتنا ؟
دعوناك للخيرات أعرضت نائياً *** فهل تلقَ من يحسن لمثلك مثلنا
سألتَ فأعطيناك فوق الذي تُرِد *** عصيت فأمهلنا عليك بحلمنا
غفرنا تكرمنا عليك وكلما *** تسترت أسبلنا عليك بسترنا
نباديك بالإحسان تأتي بضده *** مع العلم والإقرار أنك عبدنا
فيا خجلتي منه إذا ما قال لي *** أيا عبد سوء ما قرأت كتابنا
أما تستحي منا ويكفيك ما جرى *** أما تخشى من عتبنا يوم جمعنا
أما آن أن تخلع عن الذنب راجعاً *** إلينا وتنظر ما به جاء وعدُنا
فأحبابنا اختاروا المحبة مذهبا *** وما خالفوا في مذهب الحب شرعنا
وقلنا لأهل الحب في خلوة الرضا *** أبحناكم الرؤيا تملوا بحسننا
فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي *** رأوه لما وليت عنا بغيرنا
ولو لاح من أنوارنا لك لائح *** تركت جميع الكائنات لأجلنا
ولو نسمت من قربنا لك نسمة *** لمت غريباً واستباقاً لقربنا
ولو ذقت من طعم المحبة ذرة *** عذرت الذي أضحى قتيلا بحبنا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا *** خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا
مجيباً مطيعاً خاضعاً متذللاً *** لنعطيك أمناً بحضرة قدسنا
فمن جاءنا طوعا رفعناه رتبة *** وعنه كشفنا الهم والغم والعنا
ومن حاد عنا ضل سعياً ومذهباً *** وباء بحرمانٍ ولم يبلغ المنى
ومن حبنا يعتَدُّ للصبر في البلا *** ويصبر على البلوى لإنفاذ حكمنا
فما حبنا سهل وكل من ادعى *** سهولته قلنا له قد جهلتنا
وأيسر ما في الحب للصب قتله *** وأصعب من قتل الفتى يومُ هجرنا
فيا أيها العشاق هذا خطابنا *** إليكم فما إيضاح ما عندكم لنا
فقال خواص العاشقين تذللا *** يطيب لنا في معرك الحب قتلنا
ولا دية نرضى بها غير نظرةٍ *** إليك ولكن نظرة منك تكفنا
إذا كنت عنا راضياً فهو قصدنا *** وكلٌّ يقول أنت في الحِبِّ حِبُّنا
وجدناك للأحباب أوفى مَواردٍ *** وأكرمَ محبوبٍ يهيمُ لوصلنا
تداركتنا باللطف في ظلمة الحشا *** وخير كفيلٍ في الحشا قد كفلتنا
وأسكنتَ قلب الأمهات تعطفا *** علينا وفي الثديين أجريت قوْتَنا
وجعلتَ بطون الأمهات مهادنا *** ودبرتنا في ضعفنا ورزقتنا
وأنشأتَنا طفلا وباللطف ألْسُناً *** تترجم بالإقرار أنك ربُّنا
وعرفتنا إياك فالحمد دائماً *** لوجهك إذ ألهمتنا منك رشدنا
وأنعمتَ بالإسلام ثم هديتنا *** بواسطةٍ منا به قد رحمتنا
محمدٌ المبعوثُ للخلقِ رحمةً *** أجلُّ الورى المختارُ طه شفيعُنا
أجَلُّ رسولٍ جاءنا بشفاعةٍ *** ودينٍ قويمٍ وَهْوَ عصمة أمرنا
بطاعته سُدْنا وحزنا كرامةً *** وفزنا بإسعادٍ وتمَّ سرورنا
عليه صلاة الله فهو إمامنا *** وخيرتُنا المجتبى يوم حشرنا
فذا ابن ُ وفاءٍ قال في الذات منشداً *** أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا
****
من كتاب الوسيلة إلى الله ص 814 بتصرف بسيط
لسيدي الشيخ العارف بالله عبد الوهاب بوعافية الحسني
حفظه الله وقواه
هذه القصيدة تكلمت في معاني في خطاب الله لعباده المؤمنين السالكين
حري بكل من قرأها أن يتدبرها ويعمل بها
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يشرفني طرح أرائكم سادتي