منتدى الحوار الاسلامي

السبت، 6 مارس 2010

مجموعة حلقات خدعوك فقالوا

زعم البعض أن زيارة مقامات الصالحين مكروهة وممنوعة ويستشهدون فى ذلك بالحديث الشريف عن المصطفى : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الأقصى).
والخدعة الكبرى هنا أنهم يخلطون بين أشياء ليست من نفس الجنس فيقارنون بين المساجد ومقامات الأولياء والصالحين، فلو أن المصطفى قد أراد ما يقولون لكان ذلك معناه لا تشد الرحال قط إلا إلى هذه المساجد، وهذا بالطبع مخالف لما أراد، حيث قسم العلماء الذهاب في الأرض إلى قسمين: هربا وطلبا:
فالأول الهرب ينقسم إلى ستة أقسام: الأول: الهجرة وهي الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام، الثانى: الخروج من أرض البدعة؛ قال ابن القاسم: سمعت مالكا يقول لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يسب فيها السلف. الثالث: الخروج من أرض غلب عليها الحرام. الرابع: الفرار من الأذية في البدن. الخامس: خوف المرض في البلاد الوخمة والخروج منها إلى الأرض النزهة. وقد استثنى من ذلك الخروج من الطاعون. السادس: الفرار خوف الأذية في المال والدم والأهل.
وأما الثانى الطلب فينقسم إلى قسمين: طلب دين وطلب دنيا.
وهو بالتالى يتعدد بتعدد أنواعه إلى تسعة أقسام: الأول: سفر العبرة؛ قال الله تعالى: ﴿أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم﴾ [الروم: 9] وهو كثير. الثاني: سفر الحج. الثالث: سفر الجهاد وله أحكامه. الرابع: سفر المعاش؛ فقد يتعذر على الرجل معاشه مع الإقامة فيخرج في طلبه لا يزيد عليه. وهو فرض عليه. الخامس: سفر التجارة والكسب الزائد على القوت، وذلك جائز بفضل الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم" [البقرة: 198] يعني التجارة. السادس: في طلب العلم وهو مشهور. السابع: قصد البقاع؛ قال
: (لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد). الثامن: الثغور للرباط بها وتكثير سوادها للذب عنها. التاسع: زيارة الإخوان في الله تعالى: قال رسول الله : (زار رجل أخا له في قرية فأرصد الله له ملكا على مدرجته فقال: أين تريد؟ فقال: أريد أخا لى فى هذه القرية. قال: هل لك من نعمة تربها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل. قال: فإنى رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه). رواه مسلم ‏
ومن ذلك يتضح لنا أن الرحال تكون لأسباب عديدة ولبقاع عديدة وليست لزيارة هذه المساجد الثلاثة فحسب، وإلا لقعد الناس عن السفر لأى سبب غير زيارة هذه المساجد الثلاثة، وإنما كان حديث المصطفى
: (لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) للإشادة بفضل هذه المساجد على غيرها من المساجد؛ ويقول القرطبى: لهذا قال العلماء: من نذر صلاة في مسجد لا يصل إليه إلا برحلة وراحلة فلا يفعل، ويصلى فى مسجده، إلا فى الثلاثة المساجد المذكورة فإنه من نذر صلاة فيها خرج إليها.
وبالتالى فزيارة المقامات - والتى هى للمقام وصاحبه من أهل البيت والصالحين وليست للمسجد - لا تدخل ضمن هذا الحديث، وعلى العكس؛ فما نراه من البعض ممن يقول: "إذا ذهبت إلى مقام أحد الصالحين فلتصل فى المسجد ركعتين وتخرج"، وكأن الزيارة للمسجد وليست للمقام وصاحبه، فهذا القول يخالف صريح الحديث المذكور بعدم زيارة مساجد غير المساجد الثلاثة.
وأما زيارة المقامات وفضلها ودليلها من الكتاب والسنة، ففى ذلك الكثير والكثير ..
              نقلا عن منتدى الحوار الاسلامي 

http://al7ewar.net/forum/fhrs.php

وهذا رابط لجميع حلقات برنامج خدعوك فقالوا 
http://forum.mustafahosny.com/showthread.php?t=6499
وحتى يسهل الله ونضعها جميعا هنا 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني طرح أرائكم سادتي

حقيقة صوفية حضرموت